النساء أكثر عرضة بنسبة 40 في المئة لفقدان وظائفهن بسبب الذكاء الاصطناعي

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: حذرت مؤسسة بحثية رائدة من أن روبوتات الدردشة قد تستولي على أكثر من ثمانية ملايين وظيفة في بريطانيا، وستكون النساء هن الأكثر تضرراً من هذا التحول.

ووجد التحليل أن ما يقرب من ثلثي المهام التي ينفذها العمال يمكن أن تتم أتمتتها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع تعرض الوظائف الإدارية والمبتدئة للخطر.
وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية إن معهد أبحاث السياسة العامة «IPPR» يدعي أن «نهاية العالم للوظائف» ليست حتمية إذا تحركت الحكومة بسرعة لضمان عدم استبدال البشر.
ومن خلال التنظيم المناسب والحوافز المالية، تشير التقديرات إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز اقتصاد بريطانيا بمقدار 306 مليار جنيه إسترليني، بل ويزيد رواتب البعض بأكثر من الثلث.
ويعد هذا التقرير هو الأول من نوعه الذي يبحث في تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي – التكنولوجيا التي تحاكي الدماغ البشري في إنشاء النصوص والصور ومقاطع الفيديو من الصفر – على سوق العمل في بريطانيا.
وقام الباحثون بتحليل 22 ألف مهمة ينفذها البشر، وتغطي كل أنواع الوظائف، ووجدوا أن الذكاء الاصطناعي من المرجح أن يؤثر على الاقتصاد على موجتين.
وفي الموجة الأولى، الجارية بالفعل، يتعرض واحد من كل 10 موظفين بالفعل للأتمتة، ما يجعل وظائف السكرتارية والعملاء أكثر عرضة للخطر.
وستكون النساء الأكثر تضررا لأنه من المرجح أن يشغلن هذه الوظائف، في حين سيعاني الشباب أيضا لأن الشركات توظف عددا أقل من الوظائف المبتدئة.
ومع ذلك، فإن 59 في المئة من الوظائف التي تناولتها الدراسة يمكن أن تتأثر بالموجة الثانية من الذكاء الاصطناعي، وستشمل بشكل متزايد الوظائف ذات الدخل الأعلى.
ووجد التقرير أن «السيناريو الأسوأ» سيشهد فقدان 7.9 مليون وظيفة.
ويحذر التقرير من أن هذا «احتمال حقيقي» دون اتخاذ إجراءات حكومية، وإذا تُركت الشركات لأجهزتها الخاصة، وأوصت بالتنظيم والحوافز المالية لضمان تكيف وظائف الأشخاص مع الذكاء الاصطناعي بدلاً من استبداله.
وفي حال تم التنظيم والحوافز، فإن أفضل السيناريوهات يمكن أن يؤدي إلى عدم فقدان الوظائف وتعزيز الاقتصاد بنسبة 13 في المئة للناتج المحلي الإجمالي.
ويشير التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز الأجور أيضًا، مع زيادات «ضخمة» تزيد عن 30 في المائة في بعض الحالات، على الرغم من عدم حدوث أي زيادات في حالات أخرى.
ويمكنه أيضاً تحرير المزيد من العمال في الصناعات التي تعاني من نقص مزمن في الموظفين، مثل خدمات الرعاية الاجتماعية والصحة العقلية.
وقال مؤلف التقرير كارستن يونغ، كبير الاقتصاديين في «IPPR» إن الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه القدرة على أن «يغير قواعد اللعبة بالنسبة للملايين منا» على مدى السنوات الخمس المقبلة. وأضاف: «السؤال الآن ليس ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مفيداً، بل مدى السرعة وبأي طريقة سيستخدمه أصحاب العمل».
وتابع: «يظهر التاريخ أن التحول التكنولوجي يمكن أن يكون نعمة إذا تمت إدارته بشكل جيد، أو يمكن أن ينتهي بالتعطيل إذا ترك دون ضوابط».
وقال: «لكن التكنولوجيا ليست القدر، ونهاية العالم للوظائف ليست حتمية، فالحكومة وأصحاب العمل والنقابات لديهم الفرصة لاتخاذ قرارات تصميم حاسمة الآن تضمن إدارة هذه التكنولوجيا الجديدة بشكل جيد». وخلص إلى القول: «إذا لم يتصرفوا قريباً، فقد يكون الأوان قد فات».
وقال المؤلف المشارك في التقرير بهارجاف سرينيفاسا ديسيكان: «نحن في لحظة أبواب منزلقة، ويتعين على صانعي السياسات بشكل عاجل وضع استراتيجية للتأكد من أن سوق العمل لدينا يتكيف مع القرن الحادي والعشرين، من دون ترك الملايين وراءهم».
ورأى أنه من الأهمية بمكان أن يستفيد جميع العمال من هذه التطورات التكنولوجية، وليس فقط شركات التكنولوجيا الكبرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية