النازحون في رفح يكابدون ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الحشرات

حجم الخط
0

رفح: تقول ميرفت عليان النازحة في رفح جنوب قطاع غزة إن أطفالها أصيبوا بالتهاب الكبد الوبائي جراء تراكم القمامة وارتفاع درجات الحرارة وانتشار الحشرات في المدينة التي يتكدس فيها نحو 1,5 مليون شخص معظمهم نازحون جراء الحرب.

وحوّل ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت الأسبوع الماضي إلى أكثر من 30 درجة مئوية خيام النازحين المصنوعة من الأقمشة والأغطية البلاستيكية إلى أفران شديدة الحرارة.

تقول ميرفت النازحة من حي الشيخ رضوان في شمال القطاع “نحن 10 أشخاص في خيمة واحدة، الخيمة من النايلون والشمس حارقة فكيف نعيش داخلها؟”.

وتضيف “كل عملنا اليومي من طهي وعجن وغسيل داخل الخيمة … نسكب على أنفسنا الماء من شدة الحرارة”.

وتشكو ميرفت حال طفلها الرضيع وتقول “يصبح وجهه ساخنا. عند دخول الشمس واشتداد الحرارة يدخله في غيبوبة… وأنا مريضة سرطان”.

بين الخيام الحارة وداخلها يمكن ملاحظة وسماع طنين أسراب البعوض وغيرها من الحشرات باستمرار.

أما رنين العريان فتشكو اضطرارها إلى شرب الماء الساخن نتيجة ارتفاع درجات الحرارة على نحو غير معهود في نهاية نيسان/أبريل.

وتقول الأم لخمسة أطفال “حتى الماء التي نشربها ساخنة جدا من شدة الحر والحرارة داخل الخيام”.

وتشير النازحة من خان يونس وهي تحمل طفلا غطت لدغات الحشرات وجهه “وجه طفلي تغطيه (لدغات) البعوض”.

“جحيم” 

علاء صالح يقول إنه غير قادر على التعرف على أنواع الحشرات المنتشرة.

ويقول “هناك حشرات كثيرة … حشرات لا نعرفها، نراها لأول مرة بسبب التلوث والقمامة الملقاة في كل مكان”.

ويخشى صالح الذي يصحو من نومه بسبب “لدغات البعوض والذباب” أن يؤدي انتشار القمامة إلى “نقل الأمراض والأوبئة بين الناس خصوصا بعد انتشار مرض الكبد الوبائي”.

نزحت حنان صابر (41 عاما) إلى رفح حيث تعيش اليوم في “جحيم” على حد تعبيرها.

وتقول بينما يغطي أزيز الطائرات المسيرة الإسرائيلية على صوتها “أنا مرهقة من الحر، بالإضافة إلى البعوض والذباب في كل مكان يزعجنا ليلا نهارا”.

ويتذمر سامي الطويل الذي نزح إلى رفح من حي الشيخ رمضان من غياب “الكهرباء والمراوح ومن البعوض المنتشر كأنه آلة للانتقام”.

ويضيف “أعمل في رفح منذ 20 عاما، لم أر في حياتي مثل هذا الذباب الغريب”.

حذرت منظمة الصحة العالمية في كانون الثاني/يناير من ارتفاع كبير في حالات الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الوبائي أ الذي تسببت به الظروف غير الصحية في المخيمات.

وفي تصريح لها عبر منصة إكس قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) الأسبوع الماضي “لا تزال النفايات تتراكم والمياه الجارية شحيحة”.

وأضافت “كلما صار الطقس أكثر دفئا، يزداد خطر انتشار الأمراض”.

استقبلت رفح أكثر من 1,2 مليون نازح وفق الأمم المتحدة أي أكثر من نصف سكان قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل وتقصفه منذ قرابة سبعة أشهر.

وسط هذا، تتراكم القمامة في الشوارع في ظل انهيار الخدمات الأساسية.

أواخر الشهر الماضي، أشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن الحرب دمرت “مركبات جمع النفايات والمرافق ومراكز معالجة النفايات الطبية” تاركة “البلديات تكابد للتعامل مع الأزمة المتصاعدة”.

وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور ملحوظ في البنى التحتية والممتلكات، وفق بيانات فلسطينية وأممية، وهو الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية