المغرب يفقد الصحافي الفلسطيني المخضرم محمود معروف ـ (فيديوهات)

حسين مجدوبي
حجم الخط
8

لندن- “القدس العربي”: شيّع في العاصمة المغربية يوم أمس الخميس، الصحافي الفلسطيني – المغربي المخضرم، محمود معروف، الذي غيبه الموت أمس الخميس في الرباط، بعد سنوات طويلة من العطاء الثقافي والإعلامي، حمل خلالها الراحل قضية فلسطين في كل محطة من محطات حياته.

جعل في الصحيفة أهم أرشيف للحياة الثقافية والسياسية المغربية خارج المملكة… وفتح أبوابها للمفكرين والمثقفين

عاش الراحل في المغرب لسنوات طويلة، يمتهن الكتابة الصحافية، وعمل جسرا بين الثقافة المغربية والمشرقية، من خلال كتاباته في جريدة “القدس العربي” التي كان مديرا لمكتبها في الرباط منذ تأسيسها سنة 1989. ونجح بأن يجعل منه أحد أهم مكاتب الجريدة خارج لندن، بتغطيته للأحداث المغربية والإقليمية، حيث خصصت الجريدة صفحتين للأخبار السياسية في منطقة شمال أفريقيا والمغرب خصوصا، إضافة للمساهمات المغربية اللافتة في صفحات الرأي والثقافة والمنوعات، وساهم محمود معروف بفتح صفحات جريدة “القدس العربي” أمام المبدعين والمفكرين المغاربة، سواء أكان عبر نشر إنتاجاتهم أم عبر حوارات.

وتعرض معروف في بعض اللحظات لمضايقات بين الحين والآخر بسبب نوعية المواضيع الحقوقية والسياسية التي كان يقوم بتغطيتها، أو بسبب فتح المجال أمام مفكرين ونشطاء معارضين للكتابة والنشر على أعمدة جريدة “القدس العربي” واسعة الانتشار.

ويحسب لمحمود معروف أنه جعل من جريدة “القدس العربي” الصحيفة التي تتوفر على أهم أرشيف حول الحياة السياسية والثقافية المغربية خلال الثلاثين سنة الأخيرة، متفوقة على مختلف وسائل الإعلام الأخرى، بسبب وفرة المواد وتنوعها التي كان ينشرها.

وساهم محمود معروف في مزيد من التعريف بالقضية الفلسطينية في المغرب، ولعب دورا محوريا في مختلف أنشطة التضامن والفكر حول هذه القضية، حيث كان يحل ضيفا باستمرار في مختلف المدن والقرى لتقديم آخر التطورات.

ومباشرة بعد انتشار خبر وفاته، رثته نسبة كبيرة من المثقفين والسياسيين المغاربة.

 وكتبت جريدة “أخبار اليوم” في موقعها الرقمي “يعتبر معروف من أبرز الصحافيين الأجانب العاملين في المغرب، كما كانت تربطه علاقة وطيدة بقطاع واسع من المثقفين المغاربة، وعموم المناصرين للقضية الفلسطينية”.

كان محمود معروف سفيرا للعلاقات المغربية – الفلسطينية ثقافيا وإعلاميا، وبرحيله تخسر العلاقات الثنائية خير ممثل لها خلال العقود الأخيرة، كما تفقد الساحة المغربية أساسا قلما رائدا ساهم في نقل تجربة الكتابة الصحافية والسياسية والثقافية المغربية إلى المشرق العربي.

ونعت النقابة الوطنية للصحافة المغربية الفقيد، واصفة إياه بـ”هو فلسطيني الهوية والانتماء، أحب بلده المغرب واحتضنه على امتداد عقود، وفيه أسس لعلاقة مهنية وإنسانية شاسعة الأطراف، عنوانها الصدق والمصداقية. وبروح عالية، وسلوك متميز، نجح الراحل في نسج علاقات وطيدة مع مختلف مكونات المجتمع المغربي، وبجدارة كسب احترام الجميع وبدون منازع.”

وغصت وسائط التواصل الاجتماعي بتدوينات تضمنت شهادات حول الراحل.

مراسم التشييع

وشارك في مراسم تشييع الصحافي محمود معروف رئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله بن كيران، والسفير الفلسطيني الأسبق أبو مروان، وخالد السفياني منسق المؤتمر القومي الإسلامي، وأحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، ومحمد بن جلون أندلسي رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني.. وحفيظ السريتي عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، وعبد الحفيظ ولعلو عضو الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، وسعيد الحسن الأستاذ الجامعي المغربي الفلسطيني، ورضى بن خلدون السفير المغربي السابق في ماليزيا، والناشط الفلسطيني عزيز هناوي.،بجانب الأستاذ عبد الرحيم شيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح،بالإضافة إلى عدد كبير من القيادات والشخصيات المغربية، حسب رصد لصحف محلية.

رئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله كيران، يحضر تشييع فقيدنا محمود معروف إلى مثواه الأخير، تصوير عزيز هناوي الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد بوحاج المغرب:

    رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته ، من خلال تجربة هذه القامة الكبيرة في مجال الصحافة والابداع في المغرب يمكن القول ان المغرب بالرغم من الكثير من العوائق والصور القاتمة كان في لحظات كثيرة تربة خصبة للابداع والعطاء والتفكير الحر وفضاء للتعايش والتسامح وتسكنني منذ ايام الجامعة ولو على سبيل عالم التخييل قصة الاستاذين العراقيين اللذين اشتغلا في الجزائر مهدي جواد ومهيار الباهلي ابطال رواية الكاتب السوري حيدر حيدر وليمة لاعشاب البحر حيث ابعدا عن الجزائر بعد تدخلهما في الشؤون الداخلية للجزائر ” اش دا دين موك لشي بوليتيك ” يقول الشرطي الذي اقتحم غرفة مهدي جواد …. حيث طلب من مهدي جواد مغادرة الجزائر في غضون ساعات فيما بقى مصير مهيار الباهلي مجهولا ليختار مهدي جواد في النهاية الانتحار برمي نفسه في البحر ….كما اسلفت هذا العمل من وحي الخيال لكن اكيد هناك العديد من المثقفيين العرب الذين عاشوا تجارب مشابهة في اوطان عربية

  2. يقول عبد الله مولود:

    اللهم ارحمه واغفر له وتجاوز عنه

  3. يقول أسامة حميد -المغرب:

    إنا لله و إنا إليه راجعون..اللَّهمَّ اغفِرْ له وارحَمْه واعفُ عنه وأكرِمْ منزلَه وأوسِعْ مُدخَلَه واغسِلْه بالماءِ والثَّلجِ والبَردِ ونقِّه مِن الخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ مِن الدَّنسِ وأبدِلْه بدارِه دارًا خيرًا مِن دارِه وأهلًا خيرًا مِن أهلِه وزوجةً خيرًا مِن زوجتِه وأدخِلْه الجنَّةَ وأعِذْه مِن النَّارِ ومِن عذابِ القبرِ

  4. يقول ramie:

    تحية طيبه لجريدة القدس العربي الموقرة

  5. يقول الكروي داود النرويج:

    رحمه الله وغفر لنا وله
    تعازينا لأهله و تعازيناللقدس العربي
    وإنا لله وإنا إليه راجعون, ولا حول ولا قوة الا بالله

  6. يقول نادية أبرام:

    رحم الله زميلنا وصديقنا الصحافي المتميز محممود معروف ، نزل خبر وفاته كالصاعقة هذا الصباح ، للأمانة كان إنسانا راقيا ، ولن أنسى أنه منحني في يوم من الأيام فرصة الكتابة في “القدس العربي” في بدايات مساري المهني خلال تسعينيات القرن الماضي ، اكتسبت من مروري بالجريدة تجربة مميزة وغنية ، شكرا أستاذي محمود على كل ما قدمته لي وللعديد من الصحافيين الشباب من فرص .. وداعا صديقي لروحك السلام والسكينة.. اللهم اجعله من أهل جنة الخلد .

  7. يقول هيثم:

    رثاء في الصميم للصحفي المناضل الفلسطينس المغربي الذي ربط علاقات متينة مع القادة الوطنيين والتقدميين ومع المثقفين والإعلاميين المغاربة. تعرضه لمضايقات السلطة في المغرب كان نسبيا و مخففا لأنه كان يحظى بتقدير و احترام الجميع . ولعل مرد تلك المضايقات هو إصراره على تتبع كل تحرك للبوليساريو مهما كان صغيرا وغير ذي شأن مع العلم أن قضية الصحراء قضية الشعب المغربي بأكمله وهو ما كان الفقيد متيقنا منه بحكم استقراره في المغرب مدة طويلة. رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه فسيج جنانه.

  8. يقول المغربي_المغرب.:

    عندما كان المرحوم محمود معروف مديرا لمكتب الرباط لصحيفة القدس العربي الصادرة في لندن في أواخر الثمانينات…كان المغرب هو البلد الوحيد عربيا الذي يسمح بدخول الصحيفة وتوزيعها في مختلف المناطق والمدن…وكان للخط القومي والتقدمي للقدس العربي ومخالفاتها جملة وتفصيلا للخط المتبنى من طرف اغلب المنابر التي كانت معروفة حينها… تأثيره الكبير في تشكيل نخبة كبيرة من القراء المثقفين الذين اتخذوا من الصحيفة ملاذهم في القراءة..وتحليل الاوضاع…السياسية والمواضيع والمقاربات الفكرية والثقافية…؛ وكانت مساهمة المرحوم معروف ملموسة في هذا المجال…رغم اختلافي معه في تفاصيل بعينها…؛ اذ يبقى الرجل قامة صحفية وإعلامية باسقة عالية..وجدت مجالها الايجابي الخصب في هذه الصحيفة المتميزة….رحمه الله رحمة واسعة..وانا لله وانا اليه راجعون…

إشترك في قائمتنا البريدية