المصمم ربيع كيروز يقدم في داره المرممة ببيروت تشكيلة “فرح وألوان”

حجم الخط
0

بيروت: في منزل تراثي ببيروت، احتفل المصمم اللبناني ربيع كيروز بمرور ربع قرن على تأسيس دار الأزياء التي تحمل اسمه، بعدما نفض عن مقرّها هذا غبار انفجار مرفأ العاصمة سنة 2020، مقدّماً فيه تشكيلة ربيعية وصيفية تتسم “بالفرح والألوان”.

ولم تَحُل الأزمة المالية والاقتصادية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان دون إنجاز المصمم ترميم مقر داره في الجمّيزة، أحد أحياء العاصمة التي دمّرها انفجار مرفأ بيروت الذي أسفر في آب/ أغسطس 2020 عن أكثر من 220 قتيلاً وستة آلاف جريح بينهم كيروز نفسه.

ويقول كيروز خلال تقديمه في بيروت تشكيلته التي سبق أن قدمها في باريس: “في بعض الأحيان لا أملك الخيار. أشعر أن مكاني هنا. لأكون صادقاً جداً، فريقي هو الذي دفعني إلى ترميم الدار، وتولى إزالة الأنقاض، وأعاد النهوض بالدار وأنا مدين لأعضائه بذلك، ربما لو كنت لوحدي لما عدت”.

وكيروز الذي غادر لبنان في السادسة عشرة من عمره ليدرس في باريس، يرى أن الأعوام الـ25 منذ إطلاقه داره للأزياء “مرت بسرعة كبيرة، وحصل خلالها الكثير”. ويضيف :”أنا سعيد بوجودي هنا”.

ويأمل أن يتمكن في السنوات الخمس والعشرين المقبلة من الاستمرار في عمله “الذي هو شغفي”، على ما يصفه، ويضيف: “قبل كل شيء، أتمنى أن أحافظ على هذا الطفل الصغير الموجود بداخلي، والذي يحلم دائماً”.

وبحفاوة، يستقبل المصمم الخمسيني زواره في الطبقة الثانية من المنزل الحجري، بقناطره ودرفات نوافذه الخضراء، مرتدياً قميصاً أبيض ذا ياقة صينية الطراز تتوسط ظهره رمانة حمراء هي شعار الدار، وتحيط بها دائرة كتب في داخلها باللون نفسه بالفرنسية: “دار ربيع كيروز عمرها 25 عاماً” .

ويقدّم كيروز إلى ضيوفه في فناء المنزل القديم، حبوب الرمان الممزوجة باللوز في أكواب زجاجية صغيرة، مرحباً بضيفاته المخلصات لتصاميمه.

لم أعد أرغب في الاستعراض

تتألف دار ربيع كيروز التي تحيط بها حديقة صغيرة من طبقتين: في السفلية يقع المحترَف حيث تنتشر آلات الحياكة والأقمشة، أما الثانية فتحتضن صالاتها الثلاث تصاميمه، إضافة إلى غرفة للقياس ومكتب.

وداخل المنزل القديم ذي السقف العالي، على نسق البيوت اللبنانية القديمة، تنتشر تصاميم كيروز التي يغلب عليها الأصفر والأزرق بتدرجاته. وتتميز بقصّاتها التي تبدو ظاهريا بسيطة لكنها مميّزة بتفاصيلها الهندسية.

وتطل عند المدخل مجموعة من سترات الكتّان والقمصان ذات اللون الواحد، وتلك المقلّمة والفساتين، وعلى يساره ثوبان طويلان، الأول زهري فاتح بكمّ واحد قصير، يتدلى من ظهره وشاح، والثاني أصفر مزموم على الجانب وينتهي بفتحة.

وفي الصالة الداخلية، خلف ثلاث قناطر، تصطف مجموعة من فساتين الزفاف، كل منها تختلف درجة بياضه عن الآخر، من الـ”أوف وايت” الى الأبيض الثلجي، استخدم فيها المصمم أنواع أقمشة عدة كالغيبور والتول والغازار وسواها، وكأنه في كل تصميم يروي قصة رومانسية مختلفة بأساليب شاعرية متنوعة.

وحول طاولة عليها باقة من شقائق النعمان الملونة، تتوزع قطع أساسية من قمصان غير تقليدية وفساتين بعضها الضيق، وبعضها الواسع من الأسود مرورا بالكحلي والأزرق الداكن والفاتح وصولاً الى الأبيض.

وينتقل المصمم من ضيفة الى أخرى معطياً رأيه بالقطع التي يجربنها. ويقول إن تشكيلته الحالية تتميز “بالفرح والألوان”. ويضيف: “هذا ما أحبّ. احترام القَصَّة واحترام المرأة واحترام جسدها”.

ويشير إلى أنه يحاول أن يقوم بعمله “بأكبر قدر ممكن من الصدق، وما أختبره أنقله الى عملي”.

ولم يعد يستهوي المصمم الذي نال الوسام الفرنسي للفنون والآداب، أن يشارك في عروض أزياء، بل يفضّل أسلوب تقديم تشكيلاته. ويشرح ذلك قائلاً: “لم أعد أرغب بالاستعراض. أميل إلى الأشياء الأكثر إنسانية وطبيعية”.

ولا يخطط للاستثمار في مجالات الموضة الأخرى حالياً، مركزاً على تصميم الملابس، على ما يقول.

وفي وقت يستخدم بعض المصممين العالميين الذكاء الاصطناعي في عملهم، يعلّق كيروز مبتسماً على هذا الموضوع قائلاً: “لا يزال لديّ ذكاء. أعتقد ذلك. لذا لا أحتاج إلى الذكاء الاصطناعي”.

(أ ف ب)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية