المذابح ضد الغزاويين مستمرة… وأطفال مصريون يرفعون شعار «لا صوت يعلو فوق صوت الهجرة»

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: فيما كانت اللجان الفقهية حول العالم تتحرى هلال عيد الفطر كانت المذابح التي تعد سلفا للشعب الفلسطيني تتوالى، بينما تستدرج البشرية لفصول مسرحية هزلية حول خلاف بين بايدن ونتنياهو فيما الحقائق على الأرض تؤكد أن الجسر الجوي لإرسال أشد الأسلحة الأمريكية فتكا لإسرائيل، لم يتوقف يوما، من أجل تسجيل المزيد من الضحايا الغزيين.
في هذه الأثناء ساق المركز القومي للبحوث “ارقى المؤسسات العلمية المعنية بالأبحاث والاكتشافات الكبرى وتحويل الأفكار لمشاريع نهضوية” قبل بدء إجازة العيد، نبأ سارا للمواطنين معلنا بدء إنتاج كعك العيد والبسكويت والغريبة والبيتيفور بسعر 175 جنيها للكيلو، والبيع بأسبقية الحجز في خطوة عدها المركز وفريق من المهللين إنجازا، بينما اعتبرها حشد من المثقفين والناشطين مأساة تكشف بجلاء حالة الفصام التي تنتاب الأمة، إذ غلب منطق”اللهو في زمن الحرب” وبات هو السائد..
ومن أبرز المحاكمات التي لها علاقة بالغلاء وأزمة ندرة بعض السلع الغذائية: أصدرت المحكمة العسكرية حكمها بمعاقبة مستشار وزير التموين بالسجن المشدد 18 عاما وتغريمه مبلغ مليون وخمسمئة وثمانين ألف جنيه ومبلغ 14 ألف دولار أمريكي مع عزله من منصبه، وكذا مصادرة الأموال والأصول العقارية المضبوطة، والمتحصلات الناتجة عن الجريمة، كما أصدرت حكمها بمعاقبة مدير عام مكتب رئيس إحدى شركات السكر بالسجن 7 سنوات وعزله من وظيفته، ومعاقبة أصحاب الشركات الخاصة بالسجن 10 سنوات بتهمة التربح، وحجب السلع عن الأسواق. وكانت هيئة الرقابة الإدارية قد تمكنت من ضبط مستشار وزير التموين، ومدير عام مكتب رئيس إحدى شركات السكر لحصولهما على مبالغ مالية على سبيل الرشوة من صاحب أحد مطاحن الدقيق، وآخر يمتلك شركة توريدات، مقابل تخصيص كميات كبيرة من السكر لشركاتهما قبل زيادة أسعارها وحجبها من الأسواق عن المواطنين، الأمر الذي ساهم في ارتفاع أسعارها.
ومن أخبار الحكومة في العيد: أعلنت الإدارة المركزية لحدائق الحيوان والحياة البرية، تنفيذ أكبر حملة عرض ومبادلة (تدوير) للحيوانات والطيور والزواحف البرية بين حدائق الحيوان الإقليمية في المحافظات، لتكون إحدى المناطق الترفيهية البديلة مؤقتا خلال أيام عيد الفطر، خاصة بعد انطلاق خطة تطوير حديقتي الحيوان والأورمان في الجيزة. يأتي ذلك بينما نفذت وزارة الزراعة حملة ترويجية استعدادا لاستقبال الزوار في حديقة الأسماك في الزمالك في الجبلاية لقضاء أعياد الفطر المبارك والربيع وشم النسيم، مع توفير كل سبل الراحة للاستماع بالإجازة والأعياد، بالإضافة إلى مواصلة استقبال الزوار للمعرض الثابت في منطقة الزراعة المحمية في الدقي لبيع منتجات العيد من الكعك والبسكويت والبيتي فور.
الهدنة الإنسانية

يبدو أن التعثر في الوصول إلى “هدنة إنسانية” تحت عنوان وقف مؤقت لإطلاق النار، الذي كان يجب أن ينجز خلال شهر رمضان، ما زال متعثرا في حرب الشروط والشروط المضادة والسقوف المرتفعة لتلك الشروط حسب وصف ناصيف حتي في “الشروق”: الهدنة إذا تم التوصل إليها بعد ستكون هشة وقصيرة في عمرها. إسرائيل تستمر في تكرار أهدافها في القضاء كليا على حماس، وفي إخضاع القطاع عسكريا وأمنيا لإشرافها مع “تكليف” قوة دولية عربية لإدارة القطاع على أن يبقى تحت السيطرة الإسرائيلية. وهذا أمر بالطبع غير قابل للتحقيق كليا، فلا يوجد طرف لجملة من الأسباب يرضى بأن يكون بمثابة شرطى يخدم استراتيجية إحكام السيطرة الإسرائيلية على غزة في ما لو حققت أهدافها. لقد صارت الأهداف الإسرائيلية المعلنة مجرد عنوان لحرب تبدو أنها ستكون مفتوحة في الزمان. لكن ما ظهر من بداية تغيير ولو تدرجي بالاستراتيجية القتالية الإسرائيلية، دون التراجع على الأقل على مستوى الخطاب عن الأهداف المعلنة للحرب، إعلان إسرائيل العمل على إقامة منطقة عازلة بين شمال القطاع وجنوبه لمنع أهل القطاع من العودة إلى المنطقة الشمالية باعتبار أنها تشكل مصدر الخطر الرئيسي بموقعها الجغرافي بالنسبة لإسرائيل. ملاحظة أخرى لا بد منها في هذا السياق، دون إسقاط هدف إخضاع و”تنظيف” رفح، تتمثل ببداية تغير تعتبره إسرائيل “مؤقتا” في اللجوء إلى ما يعرف “بالضربات الجراحية” ضد أهداف استراتيجية في رفح وغيرها في القطاع لضرب حماس والقضاء عليها. يأتي ذلك في ظل تصاعد الانتقادات والتحذيرات من أطراف صديقة ومؤيدة للعملية الإسرائيلية في غزة، لكنها متحفظة بشكل متكرر ومتصاعد على حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل، في ظل تصاعد صوت الرأي العام الدولي والكثيرين ممن هم في مواقع السلطة في دول مؤيدة لإسرائيل ضد السياسة الإسرائيلية. لكن هذه المعارضة “الرسمية” ما زالت خافتة وخجولة خاصة من طرف واشنطن القادرة على أن تفرض على إسرائيل تغيير استراتيجية القتل العشوائي التي تتبعها منذ اليوم الأول ضد السكان ثم وقف العدوان.

شبح 2006

استمرار هذا الوضع الذي يحدثنا عنه ناصيف حتي يندرج في ولوج سيناريو الحرب الممتدة والمفتوحة في الزمان، والتي قد تشهد تخفيضا وتصعيدا في القتال، طالما أن إسرائيل لم يفرض عليها التراجع عن الأهداف المعلنة منذ اليوم الأول للحرب، والقبول بالوقف الكلي لإطلاق النار. الأهداف الإسرائيلية هي ذاتها، ولو أن هنالك بداية تغيير في المقاربة العسكرية لتحقيق تلك الأهداف غير القابلة للتحقيق أساسا لأسباب لا تخفى على أحد.. تبدو استراتيجية إيران وحلفائها التي تندرج تحت عنوان “وحدة الساحات” إحدى العوامل الرئيسية في مسار الحرب الدائرة. وتنشط إسرائيل في تصعيد حربها في الجغرافيا والقوة النارية والنوعية ضد الساحة الخلفية الأساسية في وحدة الساحات، التي هي الساحة السورية من حيث إنها تحتضن القدرات العسكرية الاحتياطية والداعمة عمليا لتلك الحرب، وأيضا القدرات البشرية النوعية بشكل خاص. وتمتد الأهداف الإسرائيلية من الجنوب السوري مرورا بدمشق وحتى حلب، كما شاهدنا أخيرا. وتبقى “الساحة” اللبنانية الأكثر ارتباطا وبشكل مباشر بالنسبة لإسرائيل. وإذا كانت استراتيجية “وحدة الساحات” تعتبر أن وقف القتال في الجنوب اللبناني يرتبط مباشرة بوقف العدوان على غزة، فإن إسرائيل “تفصل” بين الجبهتين في هذا الخصوص. وتصر على أن حربها القائمة والمتصاعدة هذه، غير مرتبطة بمسار حرب غزة وتوقفها. الحرب ليست بالضرورة اجتياحا في الجغرافيا، دون النفي القطعي لهذا الاحتمال، بل هي تصعيد وتوسع في الأهداف، وفي القوة النارية كما نشهد كل يوم في لبنان. وتكرر إسرائيل أن هدفها الأساسي هو عدم العودة إلى الوضع الذي كان سائدا حتى السابع من أكتوبر/تشرين الأول على الجبهة اللبنانية. الأمر الذي يعني إسقاط القواعد التي كانت ناظمة للوضع القائم منذ اليوم التالي لحرب 2006. وأيا كانت الأهداف صعبة التحقيق التي ترفعها إسرائيل، فإن استمرار هذه الحرب على الجبهة اللبنانية واحتمال انزلاقها إلى “نموذج 2006” يبقى أمرا قائما.

شعار المرحلة

بينما تتواصل الجهود في القاهرة من أجل التوصل لاتفاق هدنة يفتح الباب أمام وقف نهائي لإطلاق النار في غزة.. يشهد العالم كله وفق ما أوضح جلال عارف في “الأخبار” تحركا فاعلا من أجل إنهاء حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل، وتجد الحكومات التي كانت تدعم الكيان الصهيونى نفسها في مواجهة ضغوط تتزايد من شعوبها من أجل أن تصحح مواقفها. وتفقد إسرائيل «الوضع الاستثنائي» الذي دام طويلا والذي كان يمكنها من انتهاك كل القوانين الدولية، وارتكاب كل الجرائم دون أن تحاكم وتلقى العقاب الرادع. كان حدثا أن تقف إسرائيل أخيرا في قفص الاتهام أمام محكمة العدل الدولية لتحاكم بأبشع التهم وهي «الإبادة الجماعية» للشعب الفلسطيني. والآن تجد الدول التي ساندت إسرائيل في عدوانها الهمجي نفسها أمام المساءلة القانونية الدولية باعتبارها شريكة في كل ما ترتكبه إسرائيل من جرائم. والبداية مع ألمانيا التي بدأت محكمة العدل أخيرا في نظر دعوى نيكاراغوا التي تتهمها بدعم حرب الإبادة الإسرائيلية، وتطلب إلزامها بالتوقف عن مدها بالسلاح وآلات القتل. ألمانيا هي المورد الثاني لإسرائيل بالسلاح بعد الولايات المتحدة، وتخضع لابتزاز صهيوني لا ينقطع بسبب «الهولوكست»، لكن ذلك ينبغي – كما قيل في محكمة العدل – أن لا يكون سببا لأن تكرر ألمانيا المأساة مع «هولوكست» جديد ضد شعب فلسطين هذه المرة، تساهم فيه بالسلاح والمال والتواطؤ السياسي، بدلا من أن يكون اعتذارها عن خطأ تاريخي قديم هو أن تنحاز للعدل وترفض الاحتلال والعنصرية، وتدين كل خروج على الشرعية الدولية. ما تواجهه ألمانيا تخشاه كل الدول التي ما زالت تدعم إسرائيل وتمدها بالسلاح، والتي تواجه الآن ضغوطا داخلية هائلة تطلب وقف تصدير السلاح لإسرائيل وتحذر من عواقب ذلك.. خاصة بعد قرار محكمة العدل في يناير/كانون الثاني الماضي قبول الدعوى باتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية، وبعد قرار المجلس الدولي لحقوق الإنسان الأخير الذي يطلب من كل دول العالم إيقاف مد إسرائيل بالسلاح. الدعوات تتصاعد في هذا الاتجاه بأمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، ومعها التحذيرات من الوقوع تحت طائلة القانون الدولي الذي يطارد الآن إسرائيل المتهمة بجريمة الإبادة ويطارد أيضا كل من يقوم بتسهيل الإبادة أو الشراكة فيها.

كم سينتظرون؟
ش
على الأبواب الهدنة إذن.. ربما خلال ساعات.. حتى لو لم تتم.. المؤكد وفق ما يرى أحمد رفعت في “فيتو” أن العيد سيمر بغير قتال.. العدو يستعد لذلك ومن بين أربعة فرق حربية في القطاع، يستبقي لواء واحدا أي ربع أو نصف فرقة ولا يعقل والحال كذلك أنه سيهاجم رفح ولم يهاجمها في ظل الـ40 ألف جندي ممن كانوا الفترة الماضية. للهدنة أو حتى التوصل لاتفاق شامل أسباب عديدة.. من الضغوط الأمريكية التي تريد أن توقف تدهور شعبية رئيس سيدخل سباقا رئاسيا بعد أسابيع.. وضغط إعلامي رهيب يرى في ما يحدث خروج عن كل قيم الحرية والعدل وحقوق الإنسان.. وغضب عالمي في كل مكان بات يحمل الولايات المتحدة مسؤولية ما يجري من حليفتها المدللة، فضلا عن انقسام داخلي يتزايد وقد يتفجر في أي لحظة فضلا عن خسائر كبيرة كان آخرها كمين خان يونس بعمليتيه السؤال: هل ستوقف الهدنة الرد الإيراني المنتظر ضد العدو، ردا على تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق قبل أيام؟ بمعنى هل سيتنازل العدو عن تصلبه في بعض القضايا مقابل وقف الرد واعتبار الاتفاق شاملا للتهدئة في المنطقة كلها.. تمهيدا لاتفاق شامل سيكون في حال التوصل إليه هزيمة بلا شك للعدو، الذي اعتدى بكامل جاهزيته وعتاده لستة أشهر على غزة ولم يحقق أي هدف من أهدافه التي حددها؟ أم سيتوقف العدوان في غزة بينما المنطقة تنتظر ردا إيرانيا ومن ثم ردا صهيونيا على الرد، وبالتالي فلا هدأت المنطقة ولا انتهى التوتر؟ عند إيران وحدها الإجابة.. ويظل الخبر اليقين لدى الأيام المقبلة.

ثمانيني محبط

بايدن محبط، وغير راضٍ عما يقوم به نتنياهو، الذي يمارس العناد ولا يستمع لنصائح الإدارة الأمريكية للخروج من المأزق العالق فيه منذ 6 أشهر في قطاع غزة، من دون أن يحقق أهداف الحرب بتحرير “الرهائن” أو محو حركة حماس من الوجود.. تلك هي العناوين الرئيسية التي تتناقلها وسائل الإعلام، خاصة العبرية والأمريكية، لكن هل حقا هناك تباعد وجفاء حقيقى في العلاقة بين الرجلين؟ يذكرنا طلعت إسماعيل في “الشروق” بأنه عقب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لم يكن بايدن وحده المؤيد لإسرائيل، بل سارع أركان إدارته وخاصة في البنتاغون والخارجية والكونغرس على إظهار دعمهم غير المسبوق لنتنياهو وزمرته من الوزراء المتطرفين أمثال، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ممن يعتبرون الفلسطينيين مجرد حيوانات وكائنات يجب التخلص منها، فقد أظهر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن انحيازه الفج لإسرائيل، وقال صراحة إنه يهودي قبل أن يكون وزير خارجية الولايات المتحدة. وبعد أن تمادت تل أبيب في عدوانها الغاشم الذي أوقع أكثر من 33 ألف شهيد فلسطيني ودمر أكثر من 100 ألف مبنى في قطاع غزة، وبدأ العالم يضغط ضد الجرائم الوحشية الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين، خاصة في صفوف النساء والأطفال اضطرت الولايات المتحدة، إلى الامتناع عن التصويت ضد قرار مجلس الأمن الذي طالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وهو القرار الذي لم يطبق حتى انتهاء الشهر الفضيل.

شراء الوقت

لجأت واشنطن إلى رفع الفيتو في مجلس الأمن لأكثر من مرة وعرقلت جهود الأمم المتحدة لوقف العدوان الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين، وغضت الطرف كما يقول طلعت إسماعيل، عن الانتقام العنصري وجرائم الإبادة الجماعية، ومع مرور الوقت وسقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين، لم تعد الولايات المتحدة مجرد داعم للإسرائيليين، بل أصبحت شريكا ضالعا في جرائم تل أبيب، ويجب أن تحاكم معها أمام محكمة العدل الدولية، ويجب عدم التنصل من المشاركة في تلك الجرائم. وفي الأيام الأخيرة تصاعدت الأصوات والتصريحات والتسريبات في الدوائر الأمريكية عن أن بايدن وإدارته يشعرون بالإحباط بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معظم الاقتراحات الخاصة بالحرب في غزة، وأنه إذا كان «الدعم الأمريكي مستمرا علنا، ولكن وراء الكواليس، بدأ بايدن يفقد صبره»، لكن هل يمكننا تصديق الأمر؟ الظاهر يوحي بأن هناك خلافات بين بايدن ونتنياهو، لكن الواقع يقول إن يد رئيس الوزراء الإسرائيلي مطلقة في غزة، وهو يفعل ما يريد، بل يسعى لتوسعة دائرة الحرب إقليميا، ولعل ضرب القنصلية الإيرانية في دمشق خير دليل، وبالتالي لا يعدو الخلاف مجرد لعبة مكشوفة بين واشنطن وتل أبيب، ودع عنك ما يقال عن وصف الرئيس الأمريكي لحليفه الإسرائيلي بـ«الأحمق» أو غير ذلك من أوصاف، وحتى الآن يتجاهل نتنياهو كل الخطوط الحمر لكل جرائمه في غزة. ومن دون أن يتوقف العدوان وأن تفتح كل المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وأن يعود النازحون الفسطينيون إلى بيوتهم «وإن كانت مدمرة»، خاصة في شمال القطاع، تكون الصيحات الأمريكية وضغوط واشنطن على تل أبيب مجرد ذر الرماد في العيون، ومساع لتكسب الوقت لمنح إسرائيل المزيد من المكاسب على جثث الفلسطينيين.

لو هدموه

قرر أشرف عزب في “نبض” أن يواجه السؤال الذي يخيف معظمنا: ماذا يحدث إذا قامت إسرائيل بهدم المسجد الأقصى؟ سؤال لم يكن تائها في دروشن إجابة، إنه سؤال كاشف عن حقيقة واقع نعيشه، وحدود الإجابة عنه هي حدود قدرتنا للدفاع عن مقدساتنا، ومؤشر قياس درجة استعدادنا للتصدي والرد على مثل هذا الفعل الإجرامي، الذي بات وشيكا. ففي اللحظة التي تقف فيها مصدوما مذهولا من طرح السؤال، مشفقا في الوقت ذاته على ذاتك بالإجابة عنه، تجري الآن استعدادات جدية لذبح بقرة حمراء يوم العيد، بقرة تم صنعها في ولاية تكساس الأمريكية، ثم شحنها وإحضارها إلى فلسطين في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022، حتى أصبحت جاهزة الآن لعملية تطهير الشعب اليهودي حسب العقيدة التوراتية، إيذانا باقتحام الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. وقبل أن تُعييك الإجابة عن السؤال المطروح، هل تعلم أن تلك البقرة الحمراء التي لم تحمل ولم تحلب ولم يوضع برقبتها حبل، والتي تظهر كل 2000 سنة مرة واحدة لم تكن الأولى، فمنذ أكثر من ربع قرن تم العثور على بقرة حمراء لتنفيذ مخطط بناء الهيكل الثالث، ولم يردع جماعة «مخلصي المعبد» من ذبحها وتنفيذ مخططهم أعداد المسلمين في العالم، بل منعهم ثلاث شعيرات بيضاء وجدوها في ذيل تلك البقرة المسكينة أفقدتها طهارتها حسب تصورهم التوراتي، ولم تفلح الطقوس وحفلات البخور من إزالة تلك الشعيرات البيضاء، فكان عليهم الانتظار والبحث من جديد.

أعدوا المباخر

هل تعلم أنه ومنذ أكثر من ربع قرن كانت وما زالت الاستعدادات حثيثة حسب ما قال أشرف عزب للوصول إلى هيكلهم المزعوم، فقام عدد من الحاخامات بتخزين مبدئي لمحتويات الهيكل، وأعدوا المباخر والمذابح لتقديم القرابين، وتم تفصيل ملابس الكاهن الأعظم، وتجهيز تاج ذهبي وصولجان مرصع بالمجوهرات عليه أسماء قبائل بني إسرائيل، هل تعلم أن الأواني الذهبية والفضية جاهزة لجمع دم القرابين منذ أكثر من ربع قرن، كما تم صنع طاحونة حجرية لاستخدامها في طحن بقايا رماد البقرة الحمراء لعملية التطهير، وأنهم يحتفظون بحجر يبلغ وزنه أربعة أطنان بالقرب من الأقصى ليكون حجر أساس الهيكل المزعوم.. كل هذا يحدث ونحن نستعد لترتيب أوراقنا وأفكارنا للبحث عن إجابة: ماذا لو؟ سيقول البعض إنه لا داعى للسؤال، لأن الإجابة معلومة مسبقا وستأتيك سريعا بأن الروح فداء للأقصى واستحالة السماح لحدوث مثل هذا الفعل الإجرامي، نقول لهم: مع تلك الإجابة ربما يأتي رد العالم الآخر سريعا أيضا بأن المقدسات الإسلامية محل تقدير واحترام وإجلال وتعظيم، وأنه يجب الحفاظ على الأقصى وقبة الصخرة ومعهما مشاعر المسلمين في كل مكان، ممزوجا بمقترح يسعى إلى ترويج التعايش السلمي بين الشعوب، مقترنا بخيار نقل المساجد والمعابد الإسلامية من فلسطين لتكون بجوار بيت الله الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، أما الهيكل فسيكون مركزا روحيا للعالم بأكمله.. وهنا يأتي دور «لعيبة» الديانة الإبراهيمية والبقية أنتم أعلم بها مني.

زائر خفيف الظل

ما بين «أهلا رمضان»» و«وداعا رمضان» كأنها طرفة عين وانتباهتها، مرّ الشهر سراعا، تفلت من بين أيدينا، لم نشعر بحلاوته، حسب وصف الدكتور ناجح إبراهيم في “الوطن”، بمرور أيامه بهذه السرعة، لم يمهلنا الشهر الكريم باحتضانه، مرّ كأن لم يكن بيننا.. إنه بين شهور العام مثل يوسف بين إخوته من أولاد يعقوب، ويكرر معنا الذي فعله يوسف مع إخوته، يمسح جراحاتنا، يطعم جائعينا، يغني فقراءنا، يشيع التكافل والتراحم بينا.. آه.. كيف ترحل/ والحنايا مثقلات/والمطايا تترجل/ كيف ترحل/ هل عتقنا؟/ أم بقينا في المعاصى نتكبل/أيها الشهر تمهل/ خذ فؤادي حيث سرت/ فحنيني يتنقل.. هكذا عبَّر الشاعر عن فراق رمضان ونحن نردد معه ذلك عبر مشاعرنا.. كنا نبكي خلف الشيخ المبدع محمد عمران رحمه الله، حينما كان ينشد في إذاعة القرآن الكريم «يا عين جودي بالدموع وودعي شهر الصيام تشوقا وحنانا.. لا أوحش الله منك قلوبنا وبيوتنا.. لا أوحش الرحمن منك ركوعنا وسجودنا وخشوعنا».. كان المسحراتي يبكينا في شبابنا وهو يدق على طبلته في آخر رمضان قائلا: «لا أوحش الله منك يا شهر الصيام، لا أوحش الله منك يا شهر القيام، لا أوحش الله منك يا شهر رمضان».. كانت أصوات المسحراتية رائعة جميلة، وكان ينادي على كل أسرة باسمها والأطفال يتجمعون حوله في الصيف خاصة.. يا شهر رمضان تمهل قليلا فالقلوب ظمأى، تمهل قليلا لنتوب أكثر وأكثر، تمهل قليلا لتضيء قلوبنا بنورك، تمهل قليلا لتملأ الدنيا بالقرآن والصيام والقيام، تمهل قليلا فلم يشبع منك العابدون والصالحون، تمهل قليلا ولا ترحل ومعك الفرحة والسعادة، فقد أسعدت الجميع مسلمين ومسيحيين، أسعدت التجار والباعة، أسعدت المعتمرين وشركات الطيران، الجميع سعدوا بك عبادة ومالا وقربا من الله وتوبة إليه وأنسا بالله، وتآلفا في القلوب، ودعاء للمكروبين من أهل غزة، فقد ضجت المساجد بالدعاء لأهل غزة المكروبين، لم يملكوا سوى الدعاء وهو والله كبير عند الله.

الأطفال كذلك

لا تزال إشكالية «البحث عن السفر والهجرة»، كما أخبرنا محمود زاهر في “الوفد” تشكِّل هاجسا مُخِيفا، لهؤلاء الذين ضاقت عليهم أرض الوطن بما رحبت، بحثا عن «حياة كريمة»، أو فرصة عمل تنتشلهم من شبح البطالة والفقر، وتحقيق طموحاتٍ تبدَّدت. كنت أتوقعها «إشكالية» خاصة بالشباب وحدهم، لكن اللافت أنها باتت فكرة متجذرة في نفوس الصغار، الذين سيطرت عليهم مبكرا نوازع الرغبة والإلحاح في السفر، حتى أصبح يقينا لديهم أنه لا أمل أو طوق نجاة إلا بالرحيل. قبل أيام، دار حديثٌ عابرٌ بيني وبين أطفال صغار، لا يتجاوزون الثانية عشرة من العمر، بزيهم المدرسي، داخل إحدى عربات المترو، حيث وجهتُ لهم سؤالا واحدا، لكن المفاجأة أن الإجابات كانت متطابقة تماما، ورغم الإزعاج الشديد الذي يحيط بنا، بسبب مضايقات وسخافات المتسولين والباعة الجائلين، إلا أنني تمكنتُ أخيرا من توجيه سؤالي للصغار: «شايف نفسك فين بعد 10 سنوات»؟ «عاوز أسافر برا».. إجابة مختصرة وصادمة، تلخص حال كثير من شبابنا ـ صغارا وكبارا ـ الذين يبحثون عن «الهروب»، و«السفر»، بأيِّ ثمنٍ، وبأيِّ وسيلةٍ كانت، رافعين شعار «لا صوت يعلو فوق صوت الهجرة» ما يمكن أن نُسميه «الهروب الكبير» من الوطن، بات هاجسا يؤرق الشباب، ويطغى على كل ما سواه من تفكير، حتى صار بالنسبة لهم حلما لا يرغبون في الاستيقاظ منه، رغم كونه «مغامرة» غير محسوبة العواقب.

الفرار هو الحل

يبقى السؤال مشروعا، حول رفض بعض الشباب، العمل داخل وطنهم، ببعض المهن المتاحة، رغم أنهم وفقا لما انتهى إليه محمود زاهر قد يعملون خارج البلاد في مهن صعبة أو «منبوذة اجتماعيا»، لنجد المفارقة في هذا الإلحاح والإصرار على السفر والهجرة إذن، علينا أن نواجه مسببات ظاهرة «النزوح» و«الفرار» الشبابي، والحدِّ من تداعياتها السلبية، لأنها أزمة حقيقية تواجه المجتمع ككل، وتؤثر بشكل كبير على أهم عناصره؛ لأن الشباب هم عماد الوطن ومستقبله وركيزة البناء وخُطط التنمية. وبمناسبة الحديث عن «الهروب من واقع صعب، أملا في الحصول على حياة أفضل»، تحضرني قصة حقيقية، حدثت بالفعل في عام 2004، عندما تم تنظيم مباراة في كرة اليد بين منتخب سريلانكا، مع فريق ألماني. لقد اختفى الفريق السيريلانكي بكامل أعضائه الـ23، حيث اعتقد منظمو الحدث الرياضي أن الفريق ضَلَّ طريقه، بينما كان أعضاؤه يهرولون في إحدى الغابات، ثم عُثر لاحقا على ملابسهم، ورسالة تفيد برحيلهم إلى فرنسا، وبعدها أُعلن وصولهم إلى روما أخيرا.. توقف البحث عنهم في إيطاليا، حيث لم يتم تحديد مكان أعضاء الفريق حتى يومنا هذا، لكن أغرب ما في القصة، أنه عندما تم إبلاغ الحكومة السريلانكية باختفاء فريقها القومي، تفاجأ الألمان بِرَدٍّ رسميّ بأنه لا يوجد في سريلانكا فريق قومي لكرة اليد من الأصل، فصل الخطاب تمثل في الحكمة: «السفر يجعلك تُدرك كم هو ضئيل المكان الذي تشغله من العالم».

صيحة غزة

لم يكن الدكتور مصطفى الفقي في “الأهرام”.. يتصور – إلى وقتٍ قريبٍ – أن سطوة القوة وغطرسة السلاح وشهوة الانتقام يمكن أن تصل في مداها إلى ما شاهدناه في إقليم غزة وما عاناه الفلسطينيون الشهور الأخيرة، لم نكن نتصور ذلك فقد توهمنا أن الضمير الإنساني أضحى ناضجا، وأن حقوق الإنسان أصبحت تتصدر قضايا العصر وأن التصرفات الهمجية لم يعد لها مكان ولكن خاب ظني، بل سقط الناقوس من يدي لأن الكل يعلم الحقيقة ولكن المجاهرين بالحق قلة، بينما الذين يدمرون ويقتلون يتصرفون بحرية ووحشية، خصوصا مع الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن. لذلك فإن أصوات أهل غزة ترتفع هذه الأيام إلى عنان السماء تناجي الإله الواحد الأحد في تساؤل بأي حال عدت يا عيد؟ وإذا كانت مثل هذه المناسبات الدينية ذات تأثير في حياة البشر، إلا أننا أمام نوعية خرجت على القوانين الطبيعية والوضعية وتجاهلت الشرعية الدولية والمعايير الإنسانية وضربت بكل مقومات حقوق الإنسان عرض الحائط، ولم تتوقف عن ارتكاب جرائم الحرب في الأيام المباركة للشهر المفضل لدى مليار ونصف مليار نسمة، هم على الأقل مسلمو العالم، وهناك من يناصرونهم من الديانات الأخرى الذين يرفضون تصرفات إسرائيل، التي تسجل بها عدوانا سافرا على الإنسان والإنسانية، ماذا جنت إسرائيل من تلك الحرب التي شنتها على المدنيين الفلسطينيين لمدة تقترب الآن من نصف عام، إلا تعميم خطاب الكراهية وتكريس أسباب العداء وتحطيم جسور التواصل، والقضاء على احتمالات التعايش المشترك، الذي كنا نتمنى به حقن الدماء والتئام الجراح والتفكير الموضوعي والعادل في حل الصراع العربي الإسرائيلي بعد أكثر من سبعة عقود من المواجهات المسلحة والحروب الدامية؟ إسرائيل فقدت تماما مصداقيتها، إذا كانت لها مصداقية من قبل، كما أنها فقدت الكثير من أصدقائها الذين لم يتمكنوا من إخفاء الشعور بالظلم الإسرائيلي الذي يقلد جرائم النازي ضد الفلسطينيين، ويستبدل الهولوكوست اليهودى بهولوكوست عربى يدفع فيه الأبرياء ثمنا فادحا على امتداد ثلاثة أرباع قرن دون توقف تقريبا.

رسائل دمشق

مقتل محمد رضا زاهدي، في مقره في العاصمة السورية دمشق، هو وفريقه، أو كبار معاونيه، على يد إسرائيل – له معانٍ مختلفة، وعديدة، من وجهة نظر أسامة سرايا في “الأهرام”: هو الرجل الكبير الآن بحق، بعد قاسم سليماني، الذي قتلته أمريكا في بغداد عام 2020، والذي أعتبره بداية المعركة الدامية التي شملت قطاع غزة، وتدور حول أدواره قصص، وروايات ليست بعيدة عن الحقيقة، أو الخيال، وتمت إزاحته من على المسارح، أو المواقع العسكرية المشتعلة في سوريا، ولبنان، والعراق، واليمن قبل يوم واحد من الاحتفال بـ«يوم القدس» في إيران لجميع محاور المقاومة الإيرانية، أو الإسلامية، التي يديرها الحرس الثوري في المنطقة العربية، وهو اليوم السياسي المهم الذي يستعرض فيه الحرس الثوري مكانته في المنطقة العربية. أعتقد أن قصف مقر الحرس الثوري الإيراني مباشرة في قلب دمشق، أو موقع زاهدي، القائد الكبير في «فيلق القدس»، «الذراع الخارجية للحرس الثوري» في المنطقة العربية – يعني أن إسرائيل نقلت الحرب مباشرة مع الطرف الذي يديرها، ولم تعترف بالوكلاء، بما فيهم «حزب الله»، الوكيل القوي الذي خسر جنودا لم يخسرها من قبل، ولم تكتفِ بذلك، بل قصفت المقر الرئيسي له، وهددت بقصف القصر الرئاسي في دمشق إذا انضم إلى ملف الحرس الثوري الإيراني في احتفالات القدس.. وهكذا تغيرت ظروف، وطرأت متغيرات كثيرة في حرب غزة، ولعلنا نثمن عاليا التحرك السوري الإيجابي لحماية ما تبقى من سوريا برفض الانضمام إلى الاحتفالات الإيرانية المسماة بـ«يوم القدس»، وكذلك عندما أغلقت سوريا مكتب الحوثيين في دمشق بعد تسييرهم المُسيرات، والصواريخ على البحر الأحمر.. إنه قرار سوري استراتيجي كبير لإنقاذ المنطقة من المحرقة التي استفادت منها إسرائيل على حساب كل قضايانا العربية، ووظفتها بعض القوى الإقليمية في المنطقة للضغط على العرب باستخدام قضية غزة في قضاياها الداخلية. وأخيرا، المعركة في غزة أمام مفترق طرق، فمجلس الأمن سوف يصدر قرارا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومباحثات الهدنة من الممكن أن تسفر عن اتفاق بين الأطراف المعنية، فهل تستطيع القوى الاستخباراتية في المنطقة قراءة الرسائل المفخخة لهذه الحرب في الوقت المناسب حتى تتوقف؟

مهزلة مركبة

انتاب الحزن الدكتور صلاح الغزالي حرب في “المصري اليوم” عند الإعلان عن اتفاق على استضافة مباراتي الأهلي والزمالك في الدوري العام المصري في المملكة العربية السعودية، في مواعيدها المحددة سابقا مع تصريح غريب للسيد أحمد دياب، رئيس رابطة الأندية المحترفة، بأن كرة القدم أصبحت صناعة تدر الملايين على كل نوادي مصر. وأفادت قناة فرانس 24 بأن أحمد دياب رئيس اتحاد كرة القدم المصري، وهذا خطأ غريب من الوكالة، حيث أن رئيس الاتحاد هو السيد جمال علام قد صرح بوجود عائد مادي لطرفي المباراة بمئات الملايين من الجنيهات ومبلغ آخر بالملايين لباقي أندية الدوري المصري، وسيكون ذلك مناسبا لقيمة منتج الدوري المصري، وقد سبق أن تقابل الناديان في السعودية في أول نهائي لكأس مصر يقام خارج البلاد.. وقد حاولت البحث عن خلفية السيد دياب، وعلمت أنه يشغل حاليا منصب الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات الخاصة التي استحوذت على نادي كوكاكولا، وقامت بتغيير اسمه (وأتعجب هنا لسبب اختيار اسم أجنبي بديلا لاسم ناد مصري عربي، وكذلك الحال مع نادي بيراميدز بديلا عن الأهرامات، وهو أمر مرفوض وغير مقبول، كما أنه عادة لا تتمتع هذه الأندية بالعدد الكافي من الجماهير بعد أن عاصرنا نوادي معظم المحافظات المصرية في زمن مضى قبل أن تهل علينا نوادي الشركات).. لم نسمع تعليقا من رئيس اتحاد كرة القدم المصري على هذا التصرف من الرابطة، ويبدو أن المبلغ الذي خصصته هيئة الترفيه السعودية هو الذي حسم الأمر علما بأن أحمد دياب صرح بأنه قد يفكر في ترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد المصري.. لكننى أتساءل: كيف نقبل بحرمان المواطن المصري البسيط من حضور مباراة الناديين الكبيرين، ونحن نعلم جيدا مدى أهمية هذا الحضور باعتباره من أهم عوامل السعادة والاستمتاع والتنفيس عن الصعوبات التي يعيشها بحجة احتياج الأندية للمال؟ ونحن نعلم أن من أهم أسباب نقص دخول الأندية تحجيم أعداد المشاهدين لأسباب أمنية، في حين أن الحقيقة التي نعيشها أن الأمن المصري مستقر تماما ولديه من الإمكانيات الكثير مما يمكنه من السيطرة على أي شغب متوقع.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية