الكنيسة الأنجليكانية في جنوب أفريقيا تعتمد “إسرائيل دولة فصل عنصري”

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة– “القدس العربي”:

ضمن الحملات الدولية المساندة للقضية الفلسطينية، والرافضة لسياسات الاحتلال، اعتمدت أعلى هيئة لصنع القرار في “الكنيسة الأنجليكانية” في جنوب إفريقيا قراراً بإعلان إسرائيل “دولة فصل عنصري” (أبارتهايد)، في وقت طالبت فيه 11 منظمة أمريكية الرئيس جو بايدن بإلغاء قرار قبول اسرائيل في برنامج الإعفاء من التأشيرة.

وقررت اللجنة الإقليمية الدائمة، في ختام اجتماعها السنوي، الذي تزامن هذا العام مع اجتماعات المجمع الكنسي (السينودس) لـ “الكنيسة الأنجليكانية” في جنوب إفريقيا، التي اختتمت أعمالها الجمعة، تأييد الموقف الذي اتخذته اللجنة التنفيذية الوطنية لمجلس كنائس جنوب أفريقيا بإعلان “إسرائيل دولة فصل عنصري”، والطلب من رئيس أساقفة الكنيسة ثابو ماكجوبا، إبلاغ رئيس أساقفة القدس والشرق الأوسط حسام نعوم بهذا القرار، بالإضافة إلى التعبير عن الدعم للمؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري بشأن فلسطين، والذي سيعقد في مدينة تشواني في نوفمبر المقبل.

وذكر موقع دولة فلسطين أن القرار الصادر عن تلك الكنيسة دعا للصلاة من أجل الشعب الفلسطيني، وأبناء “الكنيسة الأنجليكانية” في فلسطين، والتعبير عن التضامن معهم.

وتتبع تلك الكنيسة في جنوب إفريقيا أبرشيات في ناميبيا وليسوتو وإسواتيني وموزمبيق وأنغولا وسانت هيلينا، بالإضافة إلى جنوب إفريقيا. وتعقد مجمعها الكنسي (السينودس) كل ثلاث سنوات.

وأشارت اللجنة الإقليمية الدائمة، في قرارها، إلى أن العديد من منظمات حقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، و”هيومن رايتس ووتش”، والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية، واللجنة التنفيذية الوطنية لمجلس كنائس جنوب إفريقيا، أعلنت أن “إسرائيل دولة فصل عنصري”، وقالت إن مجمع الكنيسة الإصلاحية الهولندية في مقاطعة ويسترن كيب في جنوب إفريقيا، أعرب عن رأيه أيضاً بضرورة إعلان إسرائيل “دولة فصل عنصري” .

كما تطرق قرار اللجنة إلى رحلات الحج التي تنظمها “الكنيسة الأنجليكانية” إلى الأرض المقدسة، والإشارة إلى أن “تعريف إسرائيل كدولة فصل عنصري أصبح مستخدمًا على نطاق أوسع، بما في ذلك من قبل اللجنة التنفيذية الوطنية لمجلس كنائس جنوب إفريقيا، وفي ذات الوقت أكدت أيضاً على ضرورة تعزيز زيارات التضامن مع الشعب الفلسطيني، وإدراج زيارة المسيحيين الفلسطينيين للاستماع إلى قصصهم في برنامج رحلات الحج، والحديث عن الاحتلال العسكري لفلسطين ومناقشته مع الحجاج، بما في ذلك أوجه التشابه مع نظام الفصل العنصري الذي شهدته جنوب إفريقيا.

وشددت على أن برنامج رحلات الحج، يجب أن يتضمن اجتماعات مع رئيس أساقفة القدس وكبار رجال الدين في فلسطين، بالإضافة إلى زيارة جميع المواقع المسيحية في بيت لحم والقدس والجليل ونهر الأردن.

وقال رئيس أساقفة “الكنيسة الأنجليكانية” في جنوب أفريقيا ثابو ماكجوبا: “باعتبارنا أصحاب إيمان يشعرون بالأسى بسبب الآلام التي يسبّبها الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، ويتوقون إلى الأمن والسلام العادل لكل من فلسطين وإسرائيل، لم يعد بوسعنا أن نتجاهل الحقائق على الأرض”، وأضاف: “إننا لا نعارض الشعب اليهودي، بل نعارض سياسات الحكومات الإسرائيلية، التي أصبحت أكثر تطرفًا من أي وقت مضى”، وتابع: “قلوبنا تتألم لإخواننا وأخواتنا المسيحيين في فلسطين، والذين يتناقص عددهم بسرعة”.

وقال أيضاً: “عندما يزور المواطنون السود إسرائيل، فمن المستحيل تجاهل أوجه التشابه مع الفصل العنصري الذي عاشوه في جنوب أفريقيا”، وأكد أن وقوفهم مكتوفي الأيدي والتزامهم الصمت، سيجعلهم “متواطئين في القمع المستمر للفلسطينيين”.

والجدير ذكره أن “الكنيسة الأنجليكانية” في جنوب إفريقيا كانت قد قررت، في مجمعها الكنسي عام 2019، دعم حملة مقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها حتى تنهي احتلالها العسكري لفلسطين.

ورحبت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين بقرار “الكنيسة الأنجليكانية”، وقالت، في بيان، إن القرار “بمثابة التزام ودعم لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، ويعكس المشاعر الحقيقية لجماعة الكنيسة الأنجليكانية في جنوب إفريقيا” .

وقالت: “هذا القرار يأتي استجابة وتضامناً مع الدعوات التي أطلقها المسيحيون الفلسطينيون لمحاسبة إسرائيل على جرائمها تجاه الشعب الفلسطيني”، مؤكدة أن إسرائيل تضطهد الفلسطينيين بشكل مستمر وممنهج، بما في ذلك المسيحيين الفلسطينيين، الذين يعانون من أبشع مظاهر الفصل العنصري.

ورحب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح بالقرار، وقال، في بيان صحفي: “هذا القرار انتصار لعدالة قضيتنا الفلسطينية، ويعبر عن مدى الظلم والتمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة اقتحام دور العبادة الإسلامية والمسيحية والاعتداء على رجال الدين المسيحين، وعمليات القمع التي ترتكبها حكومة الاحتلال الفاشية، وحرمان الحقوق الدينية وحرية العبادات في كنائس القدس”. وأضاف أن “ما يتعرض له الوجود المسيحي وأماكن العبادة من تخريب للكنائس وممتلكاتها دليل واضح على أن الحكومة العنصرية لا تميز بين دور العبادة المسيحية والإسلامية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية