القدس في شهر: 324 اعتقالاً و69 حالة هدم وثلاثة مشاريع استيطانية وهجمة شرسة على رموز المدينة 

حجم الخط
0

القدس- “القدس العربي”: أظهر تقرير رصدي فلسطيني رسمي ارتفاعاً كبيراً في وتيرة الجرائم الإسرائيلية الممارسة داخل محافظة القدس، في الشهر الأول من العام الحالي، وهو ما اعتبرته جهات فلسطينية بأنه ينذر بواقع جديد في المدينة المقدسة، في ظل حكومة اليمين المتطرف والعنصري.

وكشف التقرير الرصدي الشهري الصادر عن محافظة القدس أن قوات الاحتلال قتل5  شهداء، واعتقلت (324) مقدسياً، وهدمت (69) منشأة ومنزلاً، فيما اقتحم الأقصى حوالي (4408) مستوطنين.

الشهداء

وإلى جانب ارتقاء 5 شهداء في محافظة القدس، من بينهم طفلان، فإن سلطات الاحتلال احتجزت جثامين الشهداء: محمد علي، خيري علقم، وديع أبو رموز، ليرتفع عدد الشهداء المقدسيين المحتجزة جثامينهم في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام إلى 25 شهيدًا.

وأشار التقرير إلى مواصلة سلطات الاحتلال جرائمها بحق الرموز المقدسية، وعلى رأسهم محافظ القدس عدنان غيث. كما سلمت أمين سر حركة “فتح” في القدس شادي مطور، قرارًا عسكريًا بمنع دخوله للضفة الغربية لمدة شهرين، من الرابع عشر من هذا الشهر وحتى الرابع عشر من آذار المقبل، بحجة “المشاركة بفعاليات ونشاطات تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية”.

كما اقتحمت قوات الاحتلال، في 2 كانون الثاني، منزل خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري في حيّ الصوانة بمدينة القدس المحتلة، وسلمته استدعاءً للتحقيق، على خلفية تصريحات بشأن المسجد الأقصى اعتبرتها سلطات الاحتلال تحريضًا.

وفي 12 كانون الثاني، اقتحمت قوات الاحتلال منزل رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، وسلمته قرارًا بتجديد منعه من السفر، علمًا أن الهدمي يقبع تحت الإقامة الجبرية في مكان سكنه بحيّ الصوانة بالقدس المحتلة.

كما شن أعضاء كنيست الصهيونية الدينية حملة إعلامية تحريضية ضد الأستاذ المحامي المقدسي مدحت ديبه، وكانوا سابقًا قد طالبوا بمحاكمته على تصريح له: “اعتبار كل مسرب خائن”، ورفعت ضده قضية لدى نقابة المحامين الإسرائيليين سعياً لتجريمه والتهديد بسحب مزاولة المهنة.

أما عن اعتداءات المستوطنين وجرائمهم فقد كشف التقرير عن تزايد وتيرتها في كل شهر، فخلال شهر كانون الثاني نفّذ المستوطنون نحو (22) اعتداء تخللها اعتداء بالإيذاء الجسدي. وكان من بين الاعتداءات محاولة مستوطن دهس عدد من الشبان في حيّ الشيخ جرّاح.

فيما شهد شهر كانون الثاني ارتفاعاً في وتيرة الدعوات التحريضية التي تنظمها جماعات استيطانية لاقتحامات المسجد الأقصى، إذ طالبت جماعات الهيكل المتطرفة بافتتاح كنيس داخل الأقصى، والسماح بأداء كامل الطقوس التلمودية، وإدخال الأدوات والقرابين إلى المسجد الأقصى.

واعتدى مستوطنون على عدد من المقابر الإسلامية والمسيحية، كمقبرة عائلة الدجاني في حيّ النبي داود، والمقبرة البروتستانتية والبطريركية الأرمنية.

وفي ما يخص ملف الإصابات رصد التقرير نحو (17) إصابة نتيجة إطلاق الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال، بالإضافة إلى عشرات حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع.

وأظهر التقرير أن قوات الاحتلال فرضت تشديداتها على أبواب المسجد الأقصى، وضيّقت على المصلين، ونكّلت بهم من خلال إخضاعهم للتفتيش واحتجاز بطاقاتهم الشخصية، وذلك تزامناً مع اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى. ورصدت محافظة القدس اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المُبارك خلال شهر كانون الثاني، إذ اقتحم (4408) مستوطنين، و(65591) تحت مسمى سياحة، باحات المسجد الأقصى، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الخاصة المدججة بالسلاح.

وبيّن التقرير تصاعد عمليات الاعتقال التي تنفذها قوات الاحتلال بوحشية بحق الأهالي في محافظة القدس، إذ جرى رصد نحو (324) حالة اعتقال لمواطنين، من بينهم نحو (60) طفلًا، ونحو (7) سيدات، في كافة مناطق محافظة القدس خلال شهر كانون الثاني.

ومن بين المعتقلين رئيس اللجنة الشعبية في مخيم قلنديا الأسير المحرر والموظف في محافظة القدس رائد مطير، ونجله صامد، إذ اعتقلتهما قوات الاحتلال في 5 كانون الثاني، بعد مداهمة منزله في المخيم والعبث في محتوياته.

وما تزال سلطات الاحتلال تعتقل الفتى المصاب محمود عليوات (13 عامًا) والذي تتهمه سلطات الاحتلال بتنفيذ عملية سلوان في 28 كانون الثاني، واعتقلت والده ووالدته وشقيقه وحققت معهم.

وأصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (35) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، منها (13) حكمًا بالاعتقال الإداري “أي دون تحديد تهمة موجهة لهم بشكل واضح”، بالإضافة لفرض غرامات مالية باهظة جدًا تزيد من معاناة أسرهم.

جرى رصد (27) قرارًا بالحبس المنزلي أصدرتها سلطات الاحتلال بحق مواطنين مقدسيين من بينهم (11) طفلًا. وترواحت مدة قرارات الحبس المنزلي الصادرة ما بين يومين إلى 45 يوم.

وشهد شهر كانون الثاني إصدار سلطات الاحتلال قرارات بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، في محاولةٍ منهم للسيطرة على المسجد الأقصى والأماكن المحيطة به ومحاولات تفريغه من المؤمين، فأصدرت نحو (22) قرارًا بالإبعاد، منها (9) قرارات بالإبعاد عن المسجد الأقصى.

 كما سلمت سلطات الاحتلال قرارات منعٍ من السفر لـ (7) مواطنين. وهم رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، لؤي ناصر الدين، حمزة زغير، نهاد زغير، عبد صالح بكيرات، منذر حمادة والمرابطة المقدسية هنادي حلواني.

وخلال الشهر الماضي، هدمت قوات الاحتلال وجرفت (69) منشأة في محافظة القدس المحتلة، منها (10) منشآت تم إجبار أصحابها على هدمها، وتنفيذ (10) عمليات حفر وتجريف لأراض.

وهدمت آليات وطواقم الاحتلال، خلال شهر كانون الثاني، (49) منشأة شملت؛ 26 محلًا تجاريًا 25 منها في حزما، بالإضافة إلى 11 منزلًا في سلوان، وبيت حنينا، وبيت صفافا، ومخيم شعفاط، وجبل المكبر، وخمسة أسوار وجدران استنادية في عناتا وجبل المكبر وبلدة سلوان، وبركسين في بلدة السواحرة وسلوان، وبركس زراعي في العيسوية، وبركس للأغنام في جبل المكبر، وسلسلة حجرية وكونتينر في عناتا، وموقف للمركبات قيد الإنشاء في بلدة جبل المكبر.

وسلمت سلطات الاحتلال العديد من إخطارات الهدم لعدة منازل في العديد من بلدات محافظة القدس المحتلة. حيث سلمت، خلال شهر كانون الثاني، نحو (74) إخطارًا بالهدم على عدد من المنشآت التجارية والمنازل.

في محاولات مستمرة لقمع المؤسسات المقدسية داخل مدينة القدس واصل الاحتلال قمع وإغلاق مؤسسات المدينة وقمع الفعاليات في محاولات حثيثة لطمس كل ما يمت للهوية العربية الإسلامية بصلة في العاصمة المحتلة.

ففي 5 كانون الثاني اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى جمعية المقاصد الخيرية، وفي 6 كانون الثاني داهمت قوات الاحتلال ومخابراته مقر ديوانية الأربعين في بلدة العيساوية، بحجة عقد اجتماع لاتحاد أولياء أمور الطلاب في مدارس القدس، وأن الاجتماع ممول من قِبل السلطة الوطنية الفلسطينية.

وفي 19 كانون الثاني استهدفت قوات الاحتلال مقر مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية– بيت المقدس “ميثاق” في بلدة أبو ديس، بقنابل الغاز، ما أدى إلى تحطيم زجاج النوافذ. ويعتبر هذا الاعتداء تعدياً صارخاً وسافراً على التراث العلمي المكتوب، وعلى إحدى المؤسسات المقدسية الوطنية التي تقوم بدور هام ورئيسي في الحفاظ على الهوية التاريخية للشعب الفلسطيني.

وفي إطار التضييق على المدارس في مدينة القدس أوقفت ما تسمى بوزارة المعارف لدى الاحتلال التمويل المادي لمدرسة الإبراهيمية في القدس المحتلة، منذ بداية العام الحالي، بحجة منع طواقم تفتيش الوزارة من دخول المدرسة في 20 كانون أول عام 2022.

وفي 20 كانون الثاني اعتدت قوات الاحتلال على وفد مقدسي في بلدة عارة بالداخل الفلسطيني المحتل بعد زيارته للأسير المحرر ماهر يونس، واعتقلت عددًا منهم، وهم كريم أبو جمل، والمقدسي عبود دعنا، واعتدت على كل من زكريا ومحمد أبو طير.

وعبر المشاريع الاستيطانية الجديدة تسعى سلطات الاحتلال إلى فرض واقع جديد على مدينة القدس المحتلةـ من خلال تنفيذ مشاريع استيطانية خطيرة، ففي شهر كانون الثاني من العام 2023 صادقت سلطات الاحتلال على (3) مشاريع استيطانية أحدها في حيّ المصرارة شرق مدينة القدس المحتلة، حيث بدأت بلدية الاحتلال مؤخراً بأعمال حفر، الأمر الذي أدى إلى تأثر الحركة التجارية في سوق حي المصرارة التاريخي، حيث قيدت الحركة بالسوق وأضر بالتجارة، وتأتي ممارسات الاحتلال هذه في سياق تهويد مدينة القدس، وذلك تحت مسمى التطوير، لكنها في الحقيقة في إطار البروباغندا الاسرائيلية التي تهدف إلى إظهار المدينة بأنها موحدة وعاصمة لـ”الشعب اليهودي”.

وبحسب التقرير فإن المشاريع الاستيطانية تخفي التفرقة العنصرية التي مارستها سلطات الاحتلال بحق القسم الشرقي من القدس على مستوى الإنفاق والرعاية، ومحو الصورة الحضارية لشرق القدس وإظهارها وفق الرواية التوراتية التي تفيد بأن هذه المدينة هي لليهود وعاصمة للاحتلال فقط.

كما صادقت لجنة التخطيط والبناء في بلدية الاحتلال على مخطط مسار جديد للقطار الخفيف يربط بين شرق القدس وغربها، وسيتسبب هذا المسار بمصادرة وهدم مزيد من منازل المقدسيين وسلب أراضيهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية