“القدس العربي” ترصد أوضاع نازحي رفح الجدد.. مواطنون قطعوا 20 كيلومترا سيرا على الأقدام

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة- “القدس العربي”: استمرت عمليات نزوح السكان من المناطق الشرقية لمدينة رفح وأخرى من مناطق الوسط والغرب، إلى مناطق تقع غرب مدينة خان يونس المجاورة لها من الجهة الشمالية وإلى مناطق تقع وسط قطاع غزة، هربا من القصف الإسرائيلي، حيث يعيشون هناك ظروفا صعبة للغاية، بسبب التكدس الكبير للنازحين في مناطق ضيقة تفتقد للخدمات الأساسية.

وسجل نزوح جديد لسكان يقطنون مناطق تقع وسط وغرب المدينة، بعد تزايد الغارات الجوية على مناطق سكنهم، ومن بينهم نازحون من شمال قطاع غزة، تنقلوا عدة مرات قبل الوصول إلى رفح، بناء على أوامر عسكرية سابقة لجيش الاحتلال.

وأكد مواطنون من تلك المناطق تواصلت معهم “القدس العربي”، وأحدهم يدعى محمد داوود ويقيم في أحد مراكز الإيواء في وسط رفح، أن عددا من جيرانه في المركز غادروا المكان، بسبب سقوط صواريخ على مناطق قريبة منهم، لافتا إلى أنه قام بتجهيز خيمة لأسرته غرب خان يونس، وأنه يستعد للانتقال إليها قريبا.

فيما أكدت النازحة سناء العطار، التي تقيم مع أسرتها في خيمة ضمن مجموعة كبيرة من النازحين، غرب مدينة رفح، أنها لا تعرف ماذا ستفعل، في ظل استهداف جيش الاحتلال للمدينة، لكنها في ذات الوقت قالت إن المناطق التي توجه إليها النازحون الجدد تتعرض لغارات جديدة، وأضافت “وين بدنا نروح”، لافتة إلى أنها تشعر وأنها والسكان في المدينة والنازحون كالمحكوم عليهم بالإعدام وينتظرون موعد تنفيذ الحكم.

وفي ذات السياق، قال مواطن آخر يقطن في الحي السعودي غرب المدينة، أن أبناءه وآخرين من جيرانه، توجهوا إلى غرب مدينة خان يونس للبحث عن مكان للسكن فيه، في ظل توقعهم توسيع جيش الاحتلال رقعة عملياته البرية في المدينة، على غرار ما حدث في مدينة خان يونس من قبل.

وأكدت جهات محلية تنشط في تقديم الخدمات للنازحين أن عملية وصول النازحين إلى غرب خان يونس استمرت بذات الوتيرة التي بدأت منذ الثلاثاء الماضي، وأن أعدادا جديدة تصل إلى تلك المناطق دون أن تجد لها مكانا لنصب الخيام.

أعداد جديدة من النازحين تصل إلى مناطق دون أن تجد لها مكانا لنصب الخيام بسبب حالة التكدس الكبير

وأشارت إلى أن ذلك دفع بالكثير من العائلات للإقامة في خيمة مشتركة، فيما بات كثير من العائلات تقيم في العراء، لعدم وجود مكان لها، فيما يشتكي الجميع هناك من انعدام الخدمات.

وأكدت أن هناك نقصا حادا في الطعام، في الوقت الذي تقف فيه الجهات الإغاثية الدولية عاجزة عن تقديم الخدمات اللازمة لهذا العدد الكبير من النازحين.

وقال ناشط مجتمعي، فضل عدم ذكر اسمه، ويعمل في جميعة خيرية توزع مساعدات غذائية، خلال حديثه لـ”القدس العربي”، أنه لم يعد لديهم ما يكفي لتقديمه للنازحين، لافتا إلى أن الكثير من السكان الذين فروا من شرق مدينة رفح، وصلوا إلى مناطق النزوح وليس معهم سوى ملابسهم التي تستر أجسادهم، بسب شدة الغارات الجوية.

ويوضح النازحون الجدد ومن يقيم منذ أشهر في تلك المناطق أن الحصول على الماء النظيف المخصص للشرب بات مهمة صعبة جدا، ويؤكدون أن ما يستطيعون توفيره لا يكفي لأطفالهم، ويخشى هؤلاء من عدم قدرتهم على الحصول على ماء الشرب، في حال استمر إغلاق معبر رفح، الذي يحول دون دخول الوقود المخصص لتشغيل محطات التحلية.

يؤكد النازحون أن الحصول على الماء النظيف المخصص للشرب بات مهمة صعبة جدا، ولا يوجد ما يكفي لإطعام أطفالهم

وأشار عارف، وهو رجل في العقد الخامس، إلى أن تلك المناطق أيضا تفتقد إلى الحمامات ودورات المياه، وأن الكثير من الأسر أجبرت على تشييدها بأدوات بدائية وأغلقتها من الخارج بالأقمشة والقطع البلاستيكية، لافتا إلى أن العيش في الخيام في هذه الظروف الجوية التي ترتفع فيها درجات الحرارة، صعب جدا خاصة على الأطفال وكبار السن من المرضى.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن نحو 80 ألف فلسطيني نزحوا من رفح خلال يومين، بحثا عن ملجأ في أماكن أخرى منذ بدء عملية اجتياح رفح في السادس من الشهر الجاري.

والجدير ذكره أن ظروف الحرب القاسية أجبرت الكثير من النازحين على ترك منازلهم والانتقال إلى المناطق الأخرى سيرا على الأقدام، لعدم قدرتهم المادية على دفع ثمن شاحنات النقل. ومن بين هؤلاء من انتقل من مدينة رفح، إلى مدينة دير البلح، التي تبعد مسافة أكثر من 20 كيلومترا، وبينهم أطفال ومسنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية