“القدس العربي” ترصد أوضاع سكان رفح والنازحين بعد إعلان الاحتلال بدء هجومه على المدينة

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة- “القدس العربي”:

عبّر سكان من مدينة رفح عن مخاوفهم من تكرار سيناريوهات الحرب خلال العملية العسكرية البرية التي بدأ جيش الاحتلال أولى خطواتها على الأرض، بالطلب من سكان المناطق الشرقية للمدينة بالإخلاء الفوري.

وتواصلت “القدس العربي” مع عدد من سكان المدينة. وقال توفيق والمكنى “أبو خليل”، وهو نازح من شمال قطاع غزة، ويقيم في المنطقة الغربية لمدينة رفح، إنه يخشى أن تصل عملية الإخلاء القسري إلى منطقة سكنه التي تكتظ بالخيام ومراكز إيواء النازحين، ما يعني أنه لن يكون هناك مكان في مناطق جنوب وادي غزة يتسع لهذا العدد الكبير من النازحين.

وقال إنه بعد انتهاء جولة المفاوضات الأخيرة بخصوص التهدئة والتي استضافتها مصر يومي السبت والأحد، “انخفضت آمالهم بالتوصل إلى تهدئة”، لافتا إلى أنه ومَن حوله من نازحين، عبّروا منذ ليل الأحد خلال جلستهم الليلة قرب خيام نزوحهم عن خشيتهم من اجتياح إسرائيل لمدينة رفح، ما يعني أن المدينة ستشهد مجازر دموية.

وكان هذا الموقف أيضا مشابها لتوقعات محمد نعيم، الذي أبدى تخوفه بعد التفاؤل الكبير بإمكانية التوصل إلى تهدئة، لافتا إلى أن مجمل الأخبار التي جرى تناقلها، كانت تشير إلى أن جولة مفاوضات القاهرة، ستخصص لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، والإعلان عنه في غضون 48 ساعة، بعد بدء المحادثات مع وفد حماس يوم السبت الماضي، غير أن الأمور بعد الإعلان عن انتهاء المحادثات، تغيرت بالنسبة للفلسطينيين، حيث باتوا يشعرون بأن هناك رفضا إسرائيليا للتعاطي مع المطالب الفلسطينية، خاصة في موضوع إنهاء الحرب كليا.

وأكد نعيم لـ”القدس العربي” أن ذلك عزز لديهم المخاوف من دخول جيش الاحتلال إلى رفح قريبا.

ويوضح هذا الشاب الذي يعيل أسرة مكونة من أربعة أطفال إضافة إلى زوجته، وهو نازح من شمال غزة، أنه لا يعرف إلى أين سيتجه في حال طُلب إخلاء منطقة سكنه وسط مدينة رفح، حيث يقيم هناك في “مركز إيواء”.

وقال محمد النحال، ويقطن وأسرته إحدى المناطق المهددة بالإخلاء، إنه لا يعرف كيف سيتحرك أو أين سيذهب، لافتا إلى أن أسرته أيضا لم تقرر ماذا ستفعل، بحيث تنزح قسرا بناء على تهديد الاحتلال، أو أن تبقى في منزل العائلة، لافتا إلى أن كلا الخيارين صعب جدا. ويقول: “البقاء في المنزل فيه خطر ويكلف الإنسان حياته، والنزوح في هذه الظروف الصعبة أيضا يكلف الإنسان حياته”.

وتحدث هذا الرجل عن الأوضاع المأساوية الصعبة التي يعيشها سكان غزة في هذا الوقت، حيث يفتقرون كثيرا إلى الطعام والمياه ويعانون من تفشي الأمراض بسبب قلة الدواء، وعدم قدرة المنظومة الصحية التي عانت من ويلات الحرب على تقديم خدماتها لهذا العدد الكبير من المواطنين.

وفي السياق، كتبت عبير مراد، وهي إحدى السيدات النازحات وتقطن مع أسرتها في مدينة رفح على موقع “فيسبوك” تقول: “بلشوا (بدأوا) يخلوا رفح، الواحد وين يروح”.

أما أروى صقر، وهي نازحة من مدينة خانيونس، فقالت: “إسرائيل مصممة على اجتياح رفح، وهذا الشيء لا نريده، ولا نريد إلا وقفا كاملا لإطلاق النار، لأنه لم يعد هناك مكان آمن في قطاع غزة”.

أما صابرين عرفات فكتبت: “من يومين كنا متفائلين نوعا ما: وبنحكي حتصير هدنة ونرتاح نفسيا من صوت القصف والطيران المرعب”، وتابعت: “رجعنا ثاني اليوم وكأنه أول يوم حرب، والله حرام تعبنا خلص بكفي انهونا يا بتخلصوا علينا وبتريحونا من الخوف والقلق والتفكير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية