الغارديان: هل سلمت ليز تراس السلطة إلى مراكز الفكر النيوليبرالية المتطرفة؟

محمد نون 
حجم الخط
3

لندن- “القدس العربي”: يتناول جورج مونبيوت، في مقاله بصحيفة الغارديان، العلاقة الوثيقة التي تجمع رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس بما يصفها مجموعة من جماعات الضغط اليمينية التي تدين بالولاء لحكم الأقلية (الأوليغارشية) والشركات الاقتصادية. ويذهب الكاتب إلى الادعاء بـ “أن سياسات حكومة تراس تم وضعها من جانب المنظمات التي تطلق على نفسها اسم مراكز (إنتاج) الفكر، ولكن من الأفضل وصفها بأنها جماعات الضغط التي ترفض الكشف عن الجهات التي تمولها”.

ويبدأ جورج مونبيوت بسؤال عن الجهة التي اختارت ليز تراس لرئاسة الوزراء، ويجيب: “إنهم أعضاء حزب المحافظين، وهم الرجال الأثرياء البيض الأكبر سنًا الذين يعيشون في جنوب إنجلترا”.

 لكنه يضيف: “هناك بعض الأعضاء (الناخبين) الذين ليس لدينا أي وسيلة لمعرفة ملفهاتهم الشخصية، فهم لا يعيشون في المملكة المتحدة، ولم يكونوا قط مقيمين أو مواطنين فيها وليس لهم الحق في التصويت في انتخاباتنا، ومن المدهش أنه منذ عام 2018 سُمح لهؤلاء الأعضاء الأجانب بتحديد من يجب أن يكون رئيس وزراء المملكة المتحدة”.

ويعتبر الكاتب أن قواعد تكوين حزب المحافظين فيها دعوة مفتوحة لأي شخص يريد العبث بسياساتنا، ويبدو أنه لا يوجد ما يمنع وكلاء حكومة أخرى من التسجيل كأعضاء في حزب المحافظين من الخارج.

لذلك ربما لم تدرك الحكومات الأجنبية بعد ما هي الفرصة الذهبية التي أتيحت لها، وربما لا يمكنهم ببساطة تصديق مدى عدم مسؤولية المحافظين”.

ويقول الكاتب: ”لقد وضع كل رئيس وزراء محافظ حديثًا مصالح رأس المال العابر للحدود فوق مصالح الأمة، ولكن إلى حد فاق عهد أي زعيم سابق فإنه جرى وضع  سياسات ليز تراس من قبل المنظمات التي تطلق على نفسها اسم مراكز الفكر، وهي جماعات الضغط التي ترفض الكشف عمّن يمولها، حيث قامت تراس بإدخالهم إلى قلب الحكومة.

 ويعطي الكاتب أمثلة عديدة من مساعدي تراس “ومنهم كبيرة مستشاريها الخاصين روث بورتر، التي كانت تعمل مديرة قسم التواصل في معهد الشؤون الاقتصادية، وهي مجموعة ضغط نيوليبرالية متطرفة يسود الغموض الكبير بشأن مصادر تمويلها، وفقا لما أظهره تحقيق أجرته حملة الشفافية للديمقراطية”.

ويذكر الكاتب بعض التسريبات التي تشير إلى أن تلك المجموعة تتلقى تمويلا من شركات التبغ وشركة النفط الوطنية البريطانية، كما أنها تلقت مبالغ كبيرة من مؤسسات يمولها أصحاب المليارات الأمريكيون.   ويعطي الكاتب أمثلة أخرى فيذكر بأن هناك اثني عشر مساعداً ومسؤولاً كبيراً من فريق تراس ينتمون إلى مجموعات الضغط النيوليبرالية، ومنهم كبير المستشارين الاقتصاديين ماثيو سينكلير الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة ضغط أخرى- تحالف دافعي الضرائب- و يتم تمويلها أيضاً بشكل غامض من قبل المانحين الأجانب.

حيث كتب سنكلير كتابًا بعنوان “دعهم يأكلون الكربون”، يجادل فيه ضد اتخاذ أي إجراء لمنع الانهيار المناخي”.

 ويعتبر الكاتب أنه وبالنسبة للمجموعات المتطرفة للنيوليبرالية فإن العلاقات الإنسانية هي صفقات يحركها السعي وراء المال”.

ويختصر الكاتب طريقة صياغة تطوير السياسة على الحزب المحافظ عبر قيام مجموعة من الأقلية (الأوليغارشية) والشركات (الاستثمارية) بتمويل مؤسسات صناعة الفكر والرأي والتي تقوم بدورها بطرح سياسات تلائم مصالح تلك الأوليغارشية والشركات.

ثم تعمد صحافة أصحاب المليارات إلى إبراز تلك المقترحات على أنها بمثابة رؤى رائعة، ثم يقوم نواب حزب المحافظين بالاستناد إلى ما كتبته تلك الصحف وطرحها على أنها مطلب عام، وصولا إلى التعامل مع صوت (القلة)الأوليغارشية والشركات على أنها صوت الشعب “.

ويختم الكاتب مقالته في الغارديان بـ “أن الوضع الآن صار مختلفا، إذ لم تعد تلك المؤسسات البحثية بحاجة إلى سلوك طرق التفافية للضغط على الحكومة بعدما أصبحت تلك المؤسسات هي الحكومة، وعلى رأسها ليز تراس  للدفاع عن مصالح أصحاب رأس المال العالمي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول لا تتحدثوا بلساني للتلفيق:

    هذه المرأة وصوليية انتهازية لا تفقه في السياسة ولا في القيادة، وإن الفشل مصيرها وارتقب إنهم مرتقبون

  2. يقول آدم:

    لا تغض المملكة المتحدة عن جرائمها بحق الشعب الفلسطين، وترفض الاعتذار عنها والاعتراف عن مسؤوليتها عن النكبة وكل ما يعانيه الشعب الفلسطيني ثانية ثانية منذ الاستعمار البريطاني وتسليم فلسطين مجردة من السلاح ومصفاة من جيل كامل من الشباب الى الحركة الصهيونية وعصاباتها الارهابية المسلحة من قبل الجيش البريطاني,,,,,,, بل فوق ذلك نرى كيف يربي اللوبي الصهيوني فراخ الصهيونية على راس النخب البريطانيةالسياسية ويزج بها على كراسي السلطة بالمال الانتخابي والرشاوي لتلبية مصالح الكيان الصهيوني,,,,,

  3. يقول سناء عبد القادر:

    جمعت بشاعه الانجليز وخبثهم بوقت واحد.

إشترك في قائمتنا البريدية