الغارديان: محاولة اغتيال الكاظمي “تصعيد غير مسبوق” في الصراع على السلطة بالعراق

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن- “القدس العربي”: قالت صحيفة “الغارديان” في تقرير لمراسلها في الشرق الأوسط، مارتن شولوف، إن محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي واستهداف بيته بطائرات بدون طيار هي “تصعيد” في الصراع على السلطة.

وقال شولوف إن مسؤولين عراقيين بارزين يعتقدون أن الهجوم على مقر إقامة الكاظمي في المنطقة الخضراء هو تصعيد غير مسبوق بين قادة الميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران، وتحاول إلغاء نتائج الانتخابات التي نظمت الشهر الماضي. ويتعامل المسؤولون العراقيون مع الهجوم الذي شُن ليلا بأنه محاولة اغتيال، وهو أول هجوم على رئيس وزراء عراقي منذ الغزو الأمريكي الذي أطاح بصدام حسين قبل 19 عاما. وأصيب الكاظمي بجراح طفيفة عندما انفجرت طائرة مسيرة قرب الباب الأمامي لبيته، وعانى سبعة من حراسه من جراح خطيرة، مع أنها لا تهدد حياتهم بالخطر.

ويقول المسؤولون الأمنيون في المنطقة إن الهجوم قد يكون من ترتيب الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران، بعد خسارتها ثلثي حصتها من المقاعد البرلمانية في الإنتخابات الوطنية، وحاولت يوم الجمعة دخول المنطقة الخضراء قبل أن تمنعها قوات الأمن. ولا يعرف إن كانت إيران قد أمرت بالهجوم. لكن ما هو واضح أن المصالح الوطنية والتي تحاول تأكيدها الكتلة الموالية لإيران باتت محلا للخلاف في مناخ مضطرب. وقال مسؤول عراقي: “نقول الميليشيات هي التي نفذتها. ونقول إن إيران قد تكون على معرفة بها ولكننا لسنا متأكدين أكثر من هذا”.

وأضافت الصحيفة أن غياب القائد العسكري قاسم سليماني الذي قُتل في كانون الثاني/ يناير 2020 في غارة أمريكية بمطار بغداد، أثار تشوش المسؤولين العراقيين حول الدور الإيراني وإن كانت طهران هي التي أمرت جماعاتها الوكيلة بشن هجمات كهذه. وقال مسؤول: “تقييمنا أن هذا لم يكن ليحدث لو كان قاسم سليماني على قيد الحياة”. قدرتهم على التحكم بالجماعات المسلحة لم تعد كما هي عندما كانت تحت قيادته، وهذا يعني أن علاقتها مع مركز القوة في طهران ليس كالسابق” قويا.

إلا أن الجماعات المسلحة والمرتبطة بإيران أظهرت عنفا متزايدا بعد الانتخابات والتي أضعفت قوتها وعززت من قوة مقتدى الصدر الذي سيلعب دورا مهما في عملية التفاوض على الحكومة المقبلة. وأدت محاولة اقتحام المنطقة الخضراء يوم الجمعة إلى مقتل متظاهر وجرح عدد من عناصر قوات الأمن.

وردّ قائد ميليشيا عصائب الحق، قيس الخزعلي، محذرا: “ستتحملون مسؤولية دم الشهداء. كان للمحتجين مطلب واحد ضد الانتخابات المزورة. والرد بالرصاص الحي يعني أنكم المسؤولون عن هذا التزوير. والثأر لدم الشهداء هو مسؤوليتنا وسنحاكمكم”.

وكانت محاولة التوغل في المنطقة الخضراء هي الثانية هذا العام، ففي حزيران/ يونيو أمر قادة الميليشيات عناصرهم بالسيطرة على واحدة من نقاط التفتيش التي تقود للمنطقة عبر نهر دجلة. وقادت هذه المحاولات لمفاوضات مع قادة الجماعات وأضعفت سلطة الكاظمي بشكل جعله يفكر بعدم الترشح لمرة ثانية. لكن رحلته اللاحقة إلى واشنطن حيث تفاوض بنجاح حول خروج القوات الأمريكية أدت لترحيب من إيران.

وقال مسؤول عراقي ثانٍ: “رغب الإيرانيون في ترشحه مرة ثانية. هذا لا يعني أنهم لا يرغبون بهذا أيضا، فالأمر معقد دائما معهم”. والمشكلة الحقيقية هي في يد قائد فيلق القدس الضعيف، وتأثيره الذي لا يقارن بالتأثير الذي تمتع به سليماني.

ويواجه إسماعيل قاآني مهمة صعبة في التعامل مع الجماعات المسلحة التي لا تستمع إليه كما قال المسؤول العراقي الأول، “في الحقيقة لا يستمعون إليه أبدا، وهناك الآن عدد من خطوط الاتصال مع إيران اليوم، فقد تحطمت السلطة التي كانت موجودة”.

 ومع أن الكاظمي لم يعلن عن نيته الترشح مرة ثانية لرئاسة الحكومة، إلا أنه من المتوقع حدوث هذا من قبل الحلفاء والأعداء. ونفى المراقبون الدوليون حدوث أي تجاوزات في الانتخابات الأخيرة التي لم يشارك فيها ناخبون بشكل واسع، ولكنها قدمت دفعة قوية للصدر، الذي سيؤدي دعمه لبقاء الكاظمي في منصبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    إنه العد العكسي للهيمنة الإيرانية العسكرية المباشرة للعراق!
    الصدر سيكون المندوب السامي للإحتلال الإيراني عن طريق المرجع الحائري!! ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية