أوبزيرفر: الكاظمي حصل على مباركة حسن نصر الله لتولي رئاسة الحكومة العراقية

حجم الخط
2

لندن- “القدس العربي”:

 تساءلت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية إن كان رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي، سيُفلت من ظِل قاسم سليماني الطويل الذي خيّم على العراق.

وقال مارتن شولوف، مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط، إن صعود مدير المخابرات إلى منصب رئيس الوزراء يأتي في وقت تعاني منه إيران من مشكلة للحفاظ على زخم التأثير في البلد الجار وبعد مقتل الجنرال العسكري القوي بداية هذا العام.

ففي نهاية شباط/ فبراير، وبعد ستة أسابيع على مقتل الجنرال سليماني بقصف من طائرة أمريكية مسيرة في مطار بغداد الدولي، كان هناك مرشح لمنصب رئيس الوزراء الشاغر في العراق يحضر وبعصبية للقاء قد يؤمن له المنصب. وكان صعود مصطفى الكاظمي إلى أهم منصب في البلاد غير تقليدي مثلما كانت رحلته التي قام بها من بغداد التي تمت فيها التعيينات خلال العقود الماضية وبرهانات عالية.

وكان مصير الكاظمي سيقرر هذه المرة في عاصمة أخرى، وهي بيروت، حيث كان زعيم حزب الله ينتظر لقاءه. فحسن نصر الله ركّز من الناحية التقليدية على أمور تتعلق بالداخل اللبناني، ولكنّه وجد نفسه الآن لكي يكون طليعة المصالح الإيرانية بالمنطقة، وبتصويت على من سيمثل الإيرانيين فيها.

واستطاع الكاظمي الأسبوع الماضي نيل ثقة البرلمان، وكان هذا كما يقول شولوف بفضل مصادقة نصر الله عليه. ولكن المتاجرة بالخيول التي أدت للمصادقة على حكومته كشفت عن الثغرات التي خلفتها وفاة سليماني.

ونقل الكاتب عن مصدر قوله إن “العراقيين والإيرانيين في حالة ارتباك” مضيفا أن “الفراغ كبير كما كان عندما دفن حاج قاسم”. ويعلق شولوف إن الفراغ الذي تركه سليماني جعل كل المشاريع التي كان يجري العمل عليها تحت إشرافه تترنح. وقالت مصادر في العراق وسوريا واليمن تحديدا، إن الحرس الثوري وفيلق القدس يكافحان من أجل الحفاظ على الزخم.

وتكشف المقابلات التي أجراها الكاتب مع مسؤولين لبنانيين وعراقيين، أن خليفة سليماني، إسماعيل قاآني يكافح من أجل تأكيد سلطته، وحتى بعدما قام بجولة على القواعد الإيرانية في العراق وشبكة الجماعات الوكيلة التي أنشأها سليماني على السنوات الـ17 التي أعقبت الغزو الأمريكي.

وبحسب مسؤول عراقي على علاقة مع جهاز الأمن القومي، فالقائد الجديد لفيلق القدس: “لا يتحدث اللغة ولا تاريخ له بالمنطقة وحتى نكون منصفين له فقد منح تفويضا لا يمكنه تحقيقه”. وأضاف: “كان في أفغانستان لمدة 12 عاما ولا يتوقع منه معرفة طرق القبائل العراقية ولا كيفية عمل الأشياء من سنوات صدام”.

وفي محاولة لتقديم المسؤول الجديد لفيلق القدس قاآني نشرت منصات التواصل الإجتماعي صورة له وهو يشذب لحيته أثناء الحرب العراقية- الإيرانية، لكي يجعل قائد فيلق القدس شخصية مألوفة. وفي نفس اليوم أعلن ناشر إيراني عن قرب صدور مذكرات سليماني بعنوان “رفيقنا المبارك”، فحتى عندما تم تقديم القائد الجديد وجعله معروفا يصر سليماني على ملاحقته من قبره.

ففي إيران لم تعد المهام التي شغلها سليماني كقائد أمني للقوات الخاصة والمبعوث الرئاسي للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي موجودة، فلا أحد يستطيع الحصول على سلطات واسعة كهذه مثل الجنرال الميت. وبدون سلطة وثقل سليماني لم تعد هناك إمكانية لإدارة الجماعات المسلحة التي أنشأها على مدى 17 عاما.

ويقول الكاتب إن الكاظمي الذي كان يقترب من الحصول على المنصب مدعوما من الولايات المتحدة والسعودية اللتان رأتا فيه شخصا خارج الفلك الإيراني، وجد نفسه أمام مشكلة مع واحدة من الميليشيات القوية الموالية لإيران، كتائب حزب الله والتي اتهمته بتسهيل اغتيال قاسم سليماني وأبو موسى المهندس في الساعات الأولى من صباح 3 كانون الثاني/ يناير هذا العام.

وفي بيان أصدرته الميليشيا بداية هذا الشهر، قالت: “خلال الأوقات الحساسة التي نمر بها، على الأخوة الذين جلبوا الكاظمي للسلطة العلم قبل فوات الأوان أن الرجل ليس أهلا للمسؤولية التي كلف بها ولا يزال متهما بجريمة لم يبرأ منها”.

وقبل أسابيع التقى الكاظمي مع ممثلين من كتائب حزب الله برعاية الرئيس العراقي وأكد لهم أنه لم يلعب دورا في العملية الأمريكية، لكنه ترك الباب مفتوحا عن إمكانية علاقة مسؤول في المخابرات العراقية الوطنية مع الجواسيس الأمريكيين.

وقال مسؤول على اطلاع بالمحادثات التي جرت إن “الاتفاق غير الرسمي هو عدم وقوفهم في طريق وصوله إلى رئاسة الوزارة لكنهم سيواصلون التحدث ضده”. وقال مسؤول على علاقة مع الرئاسة العراقية إن “الكاظمي يواجه الكثير من الضغوط” و”هناك أحزاب شيعية لا يمكنها الحديث مع بعضها أبدا، أما بالنسبة لخسارة المهندس وقاسم فقد كانت ضربة قوية وهم يقومون بإعادة ترتيب النظام، ولكن هل فقدوا السيطرة؟ لا والدليل هو تدخلها في عملية تشكيل الحكومة.

ومع وصول الكاظمي إلى مركز القرار العراقي، فإن السعودية وأمريكا تعتبران وصوله بداية مرحلة جديدة من السيادة العراقية. ودفعت أمريكا حلفاءها الأكراد في الشمال والسنة في الوسط لدعمه. و”تعتقدان أنهما حصلتا على الرجل الذي تريدانه” حسب مسؤول إقليمي و “تحتفلان، ولكن متى ستفهمان العراق؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سعيد/الأردن:

    بركاتك يا حسن نصرالله أنقذنا من وبأ كورونا..

  2. يقول ناصح أمين:

    بل من عيّن الكاظمي في مكانه هم ( الأمريكان ) و بالقوة و طأطأت كل الضباع رؤوسها خنوعاً من قم إلى بغداد إلى القرداحة إلى الضاحية و معمم الضاحية أول من بصم
    لا داعي لقلب الوقائع و تغطية الحقائق

إشترك في قائمتنا البريدية