الطريق الى جحيم يهودي

حجم الخط
1

التقى أحد رؤساء شعبة الاستخبارات العسكرية ذات مرة مع حلقة وجد فيها ساسة ايضا. وطلب في نهاية عرضه ألا يُسرب شيء من الحديث. لكن بعض المعلومات نشر في الصحف، نبهه أحد الحضور فأجاب اللواء، ربما لكن تناول العدو للتحليل الصحفي ليس مثل الاقتباس من كلام رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية لأن كلامه مختصر ثقة لمعلومات زوده بها جهاز ضخم مختص ويمكن ان يتعلم العدو منه ما تعرفه الاستخبارات الاسرائيلية عنه والى أي عمق تغلغلت اليه.
قال العميد إيتي بارون، رئيس قسم البحث في شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي أول أمس في مؤتمر معهد بحوث الامن القومي انه ‘بحسب أفضل ما بلغه فهمنا المهني استعمل النظام في سوريا السلاح الكيميائي’. وقال إن مجرد استعمال السلاح الكيميائي بغير رد مناسب من العالم قد يشير الى ان ذلك مشروع.
وضغطت الولايات المتحدة التي التزم رئيسها قبل شهر ألا يُمكّن بلده أبدا من استعمال سلاح كهذا، وحاولت ان تخلص نفسها بكلام مُجمجم بشأن ‘معلومات لم تثبت’. وجاء لمساعدتها كما كان متوقعا غير قليل من الاسرائيليين (من الاعلاميين والجامعات والسياسة)، تساءلوا كيف مكّنوا بارون من إسماع كلام يجعل أفضل صديقاتنا تقف وظهرها الى الحائط (‘وفي هذا الوقت الحرج ايضا’).
سواء وجه رئيس قسم البحث الى الكشف عن المعلومة التي ظهرت في الحقيقة أكثر من مرة في وسائل الاعلام لكنه خُتم الآن بختم موثوق به من شعبة الاستخبارات العسكرية أم كان ذلك بمبادرته هو، فلا يوجد ما يعادل أهمية الكشف عنه في هذا التوقيت، خاصة وهو في أشد درجات الثقة به برغم اعلان ديوان رئيس الوزراء بسبب الخضوع لضغط امريكي بأن الكلام لم يُقل برأي من بنيامين نتنياهو. وتوجد أهمية نوعية أكبر لكلام عاموس يادلين بشأن اجتياز ايران الخط الاحمر الذي حدده نتنياهو قبل نحو من نصف سنة. ويبرهن كلام يادلين وبارون على انه لا ينبغي لاسرائيل في الشؤون المتعلقة بجوهر أمنها القومي ان تثق بالالتزامات المعلنة والأكثر احتفالية التي التزمها لها رئيس الولايات المتحدة ورئيس وزراء اسرائيل.
ما يزال الموقف طازجا في الذاكرة: فقد وقف نتنياهو على منبر الجمعية العمومية للامم المتحدة يقرع الأجراس يقول إن ايران تستطيع حتى الصيف تخصيب يورانيوم لقنبلة ذرية ولهذا يخط لها خطا أحمر. و’الخط الاحمر لا يفضي الى حرب لأن الخط الاحمر يمنع حربا’. ويخط نتنياهو على الملأ بوسائل رسم الخط الاحمر الذي لا تستطيع اسرائيل بعده ان تجلس مكتوفة الأيدي.
لا شك في التزام امريكا الأساسي بأمن اسرائيل. لكن آخر قد ينبع من النوايا الخيّرة لكن العقيمة لاوباما أن يمنع ايران من انتاج السلاح الذري بالمحادثات والعقوبات والتحذيرات الغامضة على صورة ‘لا يمكن احتواء ايران الذرية’.
وفي الاثناء، وليس ذلك بحسب تقديرات يادلين ونتنياهو فقط، ستكون ايران في الصيف القريب قادرة على تخصيب يورانيوم لتركيب قنبلة ذرية، وحتى لو لم تُركبها بل أعلنت بأنها قوة من القوى الذرية فقط، فان الشرق الاوسط سيُزلزل كما لم يُزلزل في أي زلزال أصابه. وستُزعزع أمواج التسونامي حينما تسلح ايران منظمات ارهابية كحزب الله بقذائف ذرية اوروبا وامريكا ايضا.
قد تفضي نوايا اوباما الخيّرة الى محور شر شيعي ايراني يكون مسلحا هو وتوابعه بسلاح ذري. وينبغي منع هذه الامكانية ومن الواجب منعها.

هآرتس 25/4/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Dr. abufahd UK:

    الطريق الى جحيم يهودي ليس لدينا مانع فى مواصلة هذا الطريق وكذلك قول النتن ياهو ستكون ايران في الصيف القريب قادرة على تخصيب يورانيوم لتركيب قنبلة ذرية، نكرر لا يوجد لدينا أية تحفظات على هذة القدرة و مشتقاتها خطأ النتن ياهو هو أنه قال هذا خط أحمر ولم يفعل كما فعل فى الخط الأخضر أى أن يبني حائط جديد مضاد للنووي موازي لسور برلين اليهودي مع قبعة أو قبة حديدية لحمايتها و حماية شعبها من المحو و كما تعايشت أمريكا مع النووي السوفيتي والصيني وحتي الباكستاني وأخيرا الكوري الشمالي عشرات السنين فإن على دويلة اسرائيل التى تملك أكثر من مائتين قنبلة نووية أن تتعايش مع النووي الإيراني والكيماوي العربي المتخلف حيث أنهم يبعدون عشرات السنوات الضوئية من الوصول أو السماح لهم بالوصول الى النووي بسبب خوف المماليك العرب و تفضيلهم بناء برج العرب و برج خليفة على البناء النووي نعم الشرق الاوسط سيُزلزل كما لم يُزلزل في أي زلزال أصابه. وستُزعزع أمواج التسونامي مياه البحر الأبيض المتوسط لتصل الى الخليج العربي أو الفارسي حيث لا ولن يستطيع النتن ياهو ولا سيده فى البيت الأبيض وقف هذا التسونامي القادم

إشترك في قائمتنا البريدية