الصحة العالمية تحذّر: أكثر من 5 ملايين عراقى يفتقرون إلى الخدمات الصحية

حجم الخط
0

القاهرة – الأناضول – قالت منظمة الصحة العالمية، إن أكثر من 5 ملايين شخص في العراق، يفتقرون إلى الخدمات الصحية في الوقت الراهن، بسبب الصراع الدائر هناك، محذرة من مغبَّة تراجع الاستجابة الصحية بسبب قلة التمويل.

وأوضحت المنظمة، فى بيان أصدرته الإثنين، أن 80% من المرافق الصحية فى العراق تعمل بشكل جزئي، كما رحل عن البلاد ما يزيد عن 45% من المهنيين الصحيين الذين فرُّوا وأسرهم من العنف، مما أوجد فجوة في تقديم الرعاية الصحية الأولية، في المناطق التي لا تزال تشهد عنفاً.

المنظمة أضافت أن ما يقرُب من 5.2 مليون شخص في العراق يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، حيث يمثل النازحون الداخليون أكثر من 2.5 مليونا منهم، وفي المحافظات الثلاثة التي تُشكِّل إقليم شمال العراق (دهوك وأربيل والسليمانية)، أَرْبك التدفق السريع والجماعي للنازحين الداخليين النظام الصحي، وأدى إلى حدوث نقص حاد في الإمدادات الطبية البالغة الأهمية، وأثقل المرافق الصحية فوق طاقتها.

وبحسب البيان، يواصِل الطبيب علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، زياراته إلى العراق حاليا لمعرفة الحاجات الصحية التى يفتقدها السكان المتضرِّرين بالصراع الدائر هناك، بسبب قلة التمويل، إذ يحتاج القطاع الصحي العراقي إلى 314.2 مليون دولار، لم يتوافر منها سوى 95.5 مليون دولار (بما يعادل 30.4%)، لتصل الفجوة التمويلية الحرجة إلى 218.7 مليون دولار.

وقال العلوان إن “الوضع يبعث على القلق، فهناك أكثر من 5 ملايين شخص في العراق يحتاجون إلى الخدمات الصحية في الوقت الراهن، وبينما تَبذُل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في مجال الصحة قصارى جهدهم لإنقاذ حياة الناس، يقف نقص التمويل حجرة عثرة أمام ما نبذله من جهود، وكلما انتظرنا أكثر، تفاقَم الوضع وازداد تعقيداً لأولئك الذين يحتاجون إلى الخدمات الصحية العاجلة والـمُنقِذَة للحياة، وإننا نحثُّ المانحين الدوليين على اتخاذ إجراءات فورية حتى يتسنَّى لنا مواصلة عملنا”.

وأضاف: “لم يعد في مقدور السكان النازحين في العراق الذين يحتاجون إلى الخدمات الصحية الحرجة الانتظار أكثر من ذلك، فالأطفال يحتاجون إلى التطعيم ضد الأمراض التي تُهدد حياتهم، والحوامل والأمهات يحتجن إلى الحصول على خدمات الرعاية الخاصة بالأمهات والأطفال، والأشخاص المصابون بالأمراض المزمنة مثل السرطان أو السكّري، بدورهم، في حاجة إلى تلقِّي المعالجة والأدوية بانتظام”.

ومنذ تصاعُد الأزمة في حزيران/يونيو 2014، قدَّمَت المنظمة الأدوية الضرورية والإمدادات الطبية الأساسية إلى 1.2 مليون مستفيد في جميع أنحاء العراق، وتمكّنَت المنظمة، بالتعاون مع الشركاء الوطنيين والوكالات الشريكة التابعة للأمم المتحدة، من تطعيم أكثر من 5.6 مليون طفل ضد شلل الأطفال، و3.9 مليون طفل ضد الحصبة عبر حملات للتمنيع على المستويين الوطني ودون الوطني، بحسب بيان المنظمة.

وأشار العلوان إلى أنه على الرغم من الإنجازات التي تحققت في مجال الصحة في العراق، لا يزال هناك الكثير والكثير للقيام به، وإذا ما لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات عاجلة لدعم عمل المنظمة وشركائها في مجال الصحة، فإن 5 ملايين شخص من الرجال والنساء والأطفال، ممن يحتاجون إلى الخدمات الصحية، لن يتمكّنوا من الحصول على العلاج الذي تشتَدُّ حاجتهم إليه”.

وفي 10 يونيو/ حزيران 2014، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال) قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها “دولة الخلافة”.

ومطلع الشهر الجاري، بدأ العراق حملة عسكرية بمشاركة 30 ألفا من قوات الجيش والشرطة والفصائل الشيعية المسلحة، وأبناء العشائر السنية لطرد تنظيم “داعش” من محافظة صلاح الدين (شمال).

وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها “داعش”، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية