الصحافي.. أخلاق وشرف الفكرة

حجم الخط
0

الصحافي.. أخلاق وشرف الفكرة

الصحافي.. أخلاق وشرف الفكرة هل من الطبيعي أن يبقي المقال الصحافي للكاتب الفلسطيني بين حجري رحي الجدل بين الأخلاقيات المهنية والوطنية؟! الجواب بالتأكيد نعم اذا كنا نعتقد بان المقال ثمرة شجرة الكاتب الزيتونة فالناس في البلد يريدون زيتا لاضاءة الطريق بنبراس العقل والرأي الحر الذي يشع من دون أن تمسه النار، فقد مل الناس خض الماء والجعجعة، فالجدل المقصود هو الحوار بأحسن الكلام موضوعا ومنطقا وجماليا. فكلنا نعرف بان المقال هو: نتاج تعبيري عن ذاتية الكاتب ومعالجة موضوعية لحدث ما أو خبر أو قضية أو مشكلة. لكن الجهود المبذولة لجعل الكاتب والمقال هما المشكلة تعني حرثا في البحر!! فالمعارف والثقافات الانسانية منذ أن بدأ الانسان يفلسف أفكاره وعقائده وأعماله أجمعت علي أن الفكرة ليست مطلقة ولا هي خارجة عن قانون العقل التجريبي والبحث والنقاش… قد لا يختلف باحثان علي أن الأسس والمعايير المهنية والفنية للمقال تلتقي جوهريا في محور المضمون حتي وان جري تصنيفها تحت مسميات خدمة لأغراض وتمايز ثقافي.لا يمكن لباحث أو دارس في الاختصاص، أو حتي قارئ جيد أن يفرز هذا المقال تحت خانة الأخلاق أو ذاك المقال في خانة النقيض له!! وبذات الاتجاه لا يمكن أن يحتكر أحد ما حقوق اعطاء صاحب هذا المقال أو ذاك شهادة الوطنية، وبالمقابل الصاق سوء السمعة أو اطلاق التهم المتناقضة مع الوطنية بصاحب مقال آخر، فمعايير الوطنية في مجتمعاتنا ما زالت تسيطر عليها دعاية جماعات حزبية ودينية واجتماعية، بينما هي في الحقيقة معايير لا يمكن حصرها في قانون أو دستور أو ميثاق، لأن تطور الفكر الانساني لم ولن يقف عند حدود معينة، لذا فان معايير الوطنية ستبقي متحركة ما دامت حركة الوعي الانساني متقدمة وسامية في الارتقاء وهذه الحركة الحضارية ليست محصورة بشعب مسمي أو امة بعينها، آخذين بالاعتبار أن ثورة التكنولوجيا توفر للانسان اليوم تواصلا حسيا وذهنيا مع الثورة المتجددة للفكر الانساني.. تتسع جغرافية المؤمنين بالمبادئ الاساسية لحقوق الانسان، علي اختلاف أجناسهم وأعراقهم والوانهم وبات حق الكاتب في التعبير والرأي الحر المتوازي مع حق المتلقي (المواطن) بالمعلومة والاطلاع علي الأفكار ومناقشتها حقا مقدسا وثابتا في الحياة لارجعة عنه ولا يمكن لأي جماعة مصادرته لصالحها، كما ويتحقق مبدأ العدالة في اعتبار الرأي الآخر منطقا وموضوعا له ذات الشأن وكلاهما يخضعان للنقاش أو حتي النقض بالحكم الموضوعي المثبت والمؤيد بالبينات. هل يمكن لكاتب صحافي أن يشكك ولو للحظة بقدرة عقل المتلقي علي التحليل والادراك والاستنتاج؟! فانه ان فعل ذلك فهو يرسم الحدود الضيقة جدا التي ستتحرك فيها قدراته المعرفية، وهو بذات الوقت يفصل ثوب الأنا علي مقياس المصلحة المتوقعة، لكن الكاتب المؤمن بقدرة الكلمة علي اختراق التحصينات الدفاعية المحيطة بمركز وعي الفرد سنراه يوظف تمايزه الأخلاقي والوطني والجمالي لبلوغ أقصي درجة ممكنة من مملكة العقل عند الانسان الآخر لأنه هو الغاية وليس شيئا آخر فيحضه علي الانتقال طوعيا وبارادة حرة من القلعة المحاصر الي فضاء العقلانية الرحب وكل ذلك من اجل حماية ضمان الحياة للأفكار وتجددها.. فالفكرة (الموضوع) تولد من رحم القلم المتصل بالوعي علي صفحة الجريدة، فتأتي راشدة بالغة يمكنها أن تخترق بقوة بنيتها البيئة الثقافية والاجتماعية المناسبة فتحيا، وتتكون كشجرة طيبة، فتتطور مع الزمن، أما الفكرة (الموضوع) المدفوعة بقوة طلق الشخصنة والأنا فانها كالجنين المريض قبل الولادة !! حتي وان تيسرت له الصرخة الأولي علي صفحة الجريدة فانها قد تكون الأولي والأخيرة لسببين: اما لأن عناصر الفكرة غير مخلقة، أو أنها مصابة بأنيميا الي درجة أنها لا تقوي علي العيش خارج رحم قلم صاحبها فتموت، لذا فليس غريبا أن يسعي العقيمون للمس بشرف الفكرة المقال وأخلاق صاحبها!!موفق مطررسالة علي البريد الالكتروني6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية