السودان: عشرات القتلى والجرحى في هجوم الدعم على «التكينة» والعمليات العسكرية تتواصل في مصفاة الجيلي وسط خسائر واسعة

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

الخرطوم- «القدس العربي»: أكدت لجان المقاومة في ولاية الجزيرة ارتفاع عدد ضحايا هجوم الدعم السريع على قرية التكينة إلى 20 قتيلاً وعشرات الجرحى، فيما أفادت مصادر محلية تحدثت لـ”القدس العربي” بنقل كل النساء والأطفال من القرية التي تشهد عملية اجتياح واسعة تنفذها قوات الدعم لليوم الثاني على التوالي.
ونشرت منصات اللجان مقطعاً مصوراً يظهر استخدام القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي” أسلحة ثقيلة في مواجهة المدنيين في “التكينة” التي تبعد نحو 70 كيلومتراً جنوب العاصمة السودانية الخرطوم.
بالتزامن، اتهمت قوات الدعم السريع الطيران الحربي بقصف مصفاة الخرطوم المحدودة المعروفة بـ”مصفاة الجيلي” أمس الأربعاء بالبراميل المتفجرة وتدميرها بالكامل.
ومنذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي يتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات حول قصف المصفاة، التي تعد إحدى كبرى المنشآت النفطية في البلاد. ومنذ أشهر تحتدم المعارك في محيط المصفاة، التي تلبي احتياجات البلاد، بإنتاج يقدر بـ(100000) برميل يومياً. حيث تغطي 60‎%‎ من احتياجات البلاد من البنزين، ونحو 50‎%‎ من احتياجات الجازولين وغاز الطبخ.
ويمتد منها أطول خط أنابيب في إفريقيا، يقدر طوله بـ(1610) يتم عبره تصدير فائض النفط من ميناء بشير على البحر الأحمر.
ويحتاج قطاع النفط في السودان الذي شهد تدميراً واسعاً منذ اندلاع الحرب، إلى أكثر من خمسة مليار دولار، من أجل إعادة بنائه، وفق تقديرات حكومية.
إلى ذلك، نددت وزارة الخارجية السودانية بما اعتبرته تمادياً غير مسبوق من قوات الدعم السريع، متهمة إياها بارتكاب فظائع ضد المدنيين العزل واستهداف المنشآت المدنية والإنسانية في عدد من ولايات السودان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، بابكر صديق، إن قوات الدعم السريع بعد الهزائم المتتالية التي تلقتها في ولاية شمال دارفور، قامت بقصف المناطق السكنية ومعسكرات النازحين والأسواق.
وأشار إلى استهدافها مستشفى النساء والولادة بالفاشر، مما أدى لإصابة تسعة من المرضى إصابات خطيرة، مضيفاً: “ظل معسكر أبو شوك للنازحين، ومركز الإيواء به يتعرضان للقصف بشكل يومي”. ونتج عن ذلك عشرات القتلى من المدنيين خلال الأسابيع الأخيرة.
واتهم قوات “حميدتي” بارتكاب جرائم تطهير عرقي حول الفاشر، مشيراً إلى أنها تنتهج سياسة الأرض المحروقة.
وتابع، في بيان أمس الأربعاء: “ارتكب الدعم خلال الأيام الماضية سلسلة من المجازر الجديدة ضد القرويين العزل في مناطق أم روابة شمال كردفان، والكاملين، والمعيلق، والهدى، بولاية الجزيرة، فضلاً عن قصف المناطق السكنية بمحلية كرري غرب العاصمة الخرطوم، بالمدفعية بعيدة المدى، مما أدى إلى مقتل 7 مدنيين.
واتهمها باستهداف المدنيين والمؤسسات المدنية حصرياً، لإحداث أكبر قدر من الخسائر في الأرواح بغية إجبار المواطنين على إخلاء قراهم ومناطقهم السكنية لتوطين من أسماهم “مرتزقة” فيها. وقال: “إنها في سبيل ذلك، تستخدم الأسلحة الفتاكة والمسيرات التي يوفرها لها رعاتها الإقليميون، وتوظف كل وسائل إرهاب وترويع وإذلال المواطنين”.
ورحبت وزارة الخارجية بالإدانات المتتالية لقوات الدعم السريع، التي صدرت مؤخراً من مسؤولين أمميين، ومنظمات حقوقية وحكومات وهيئات تشريعية بعدد من دول العالم، خاصة وصف جرائمها باعتبارها جرائم إبادة جماعية، وتطهيراً عرقياً، وجرائم ضد الإنسانية.
وقالت إن “القوات المسلحة والقوات المشتركة مسنودة بكل فئات الشعب السوداني”، مشيراً إلى أنها تضطلع بدور رئيسي في حماية الأمن الإقليمي والدولي.
وطالبت المجتمع الدولي بالإقرار بذلك الدور ودعمه، وأن تتوقف عن الاتهامات “غير المؤسسة” التي تصدر أحياناً من أطراف دولية، ضد القوات المسلحة، أو مساواتها بقوات الدعم السريع.
ودعت مؤسسات السلم الدولي وأجهزة مكافحة الإفلات من العقوبة، والعدالة الجنائية الدولية، بالاضطلاع بمسؤولياتها تجاه ما وصفه بـ”الخطر الإرهابي” الذي يتصدى له السودان إنابة عن المجتمع الدولي.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 يواجه السودانيون تداعيات الحرب المتصاعدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وسط تحذيرات من تحولها إلى حرب أهلية شاملة.
وبينما يتسع نطاق العمليات العسكرية داخل المدن والأحياء السكنية، يواجه المدنيون العالقون في مناطق القتال نقصاً حاداً في الغذاء والدواء، في حين تتواصل الدعوات لفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية.
وحسب نقابة الأطباء السودانيين، أودت المعارك المندلعة في البلاد منذ أكثر من عام بحياة أكثر من 30 ألف سوداني، ونزح أكثر من 9 ملايين سوداني، إذ يعد ذلك أكبر أزمة نزوح في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية