السودان: تجدد الاشتباكات في مباني القصر الرئاسي … ومعارك الجيش و قوات «الدعم السريع» تقتل 50 شخصا في الفاشر وعدة مدن

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

الخرطوم ـ «القدس العربي»: تجددت المعارك في مقر القصر الرئاسي السوداني الأحد، بينما سمع دوي انفجارات وتعالت أعمدة الدخان من المبنى الذي يتوسط العاصمة السودانية الخرطوم.
ومنذ اندلاع الحرب السودانية التي دخلت عامها الثاني، تعرضت مباني القصر الرئاسي الذي يصل عمر بعضها إلى قرابة مئتي عام، إلى دمار واسع.
بالتزامن قتل نحو 50 شخصا إثر الهجمات المتبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من المدن السودانية.
وفي وقت اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بابتداء الهجوم على مواقعها في محيط مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أصدر المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية بيانا صحافيا رد خلاله على ما اعتبرها مزاعم كاذبة من الدعم السريع.
وقال إن قوات الدعم السريع هي التي هاجمت مواقع تمركز الجيش شرق المدينة، الجمعة الماضي، متهما إياها بتخريب محطة الكهرباء وقصف الأحياء المتاخمة لها بقذائف المدفعية مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
وحسب عمليات رصد أولية، بلغ عدد ضحايا معارك الفاشر المستمرة منذ ثلاثة أيام 7 قتلى بينهم نساء وأطفال، بينما لم تعلن الأطراف العسكرية عن عدد القتلى في صفوف الجانبين.
في وقت قالت منظمة أطباء بلا حدود أن عدد الإصابات وصل إلى 160 جراء الاشتباكات بين الجانبين، وادى سقوط قذيفة إلى إخلاء مستشفى الفاشر للأطفال.
وأشار المتحدث باسم الجيش أن القوات المسلحة والقوة المشتركة للحركات المسلحة قامت بصد الهجوم، مؤكدا إلحاق خسائر كبيرة بقوات الدعم ما اضطرها إلى الانسحاب.
واعتبر أن بيان قوات الدعم السريع هو محاولة لطمس الحقائق وإلصاق «جرائمهم بالغير» واستعطاف المجتمع الدولي، منددابما قال إنها محاولات متكررة لحشد المرتزقة من مختلف المناطق وإغرائهم بالمال والمسروقات لشن الهجوم على مدينة الفاشر.
وأشار نبيل عبد الله إلى مقاطع مصورة نشرها منسوبو قوات الدعم، قبل الهجوم احتوت تهديدات بالخصوص.
وقال: « إن القوات المسلحة والقوة المشتركة للحركات ماضية بقوة في الدفاع عن كل شبر في البلاد من منطلق مسؤوليتها الدستورية مؤكدا تقيدها التام بقوانين وأعراف الحرب وقواعد الاشتباك».
وتجدد الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة، أمس الأحد، لليوم الثالث على التوالي في مدينة الفاشر، التي تعد آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور الواقع غرب السودان.
وافيد أن أكثر من 370 أسرة اضطرت لمغادرة الفاشر بسبب تصاعد معارك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيما لا يزال الآلاف من سكان المدينة والنازحين عالقين في المدينة التي تعد العاصمة التاريخية لإقليم دارفور.
وخلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي سيطرت قوات الدعم السريع على أربعة من أصل خمس ولايات في الإقليم، المهدد بعودة الحرب الأهلية على نحو عنيف.
يأتي ذلك بالتزامن مع هجوم جديد نفذته قوات الدعم السريع على قرية « الحرقة» شرق مدينة « ود مدني» عاصمة ولاية الجزيرة، مما أدى إلى سقوط 13 قتيلا من السكان المحليين.
وتواجه قوات الدعم السريع التي تسيطر على قطاع واسع من ولاية الجزيرة الواقعة وسط السودان، اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين.
وقالت لجان المقاومة في مدينة « ود مدني» في بيان أمس الأحد إنه واستمراراً لنهج انتهاكات الدعم السريع الوحشية ضد مواطن الجزيرة، قامت قواتها بارتكاب مجزرة جديدة بقرية الحرقة شرق مدينة ود مدني، حيث بلغت الحصيلة الأولى للضحايا 13 قتيلا وعدد ا من الإصابات التى وصلت إلى مستشفى القضارف الواقع شرق البلاد.
واتهمت القوات التي يتزعمها « محمد حمدان دقلو» باقتحام جامعة الجزيرة وإلحاق أضرار واسعة بمباني المؤسسة التعليمية.
واتهمت قوات الدعم السريع الطيران العسكري بقصف منطقة «مُريكب» غرب مدينة الأبيض شمال كردفان، مشيرة إلى أن الهجوم اودى بحياة 27 من المدنيين وإصابة أكثر من 40 آخرين بينهم نساء وأطفال، كما تسبب في نفوق عشرات المواشي، إلى جانب حرق منشآت عامة ومرافق دينية.
وقالت في بيان: إن استهداف المدنيين بإسقاط البراميل المتفجرة على الأحياء السكنية، يشكل انتهاكاً خطيراً لأحكام القانون الدولي والإنساني، متهمة الجيش بفقدان بوصلة إدارة المعارك واستهداف المدنيين.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف أبريل/ نيسان من العام الماضي، يواصل الجانبان تبادل الاتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين وتدمير البنية التحتية للبلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية