الرئيس تبون يحتفي بالصحافيين.. ومنظمة: تدهور غير مسبوق لحرية الصحافة في الجزائر

حجم الخط
0

لندن: أشرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على احتفائية اليوم العالمي لحرية الصحافة، أمس، المصادف لـ3 مايو من كل سنة، وذلك بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال” بالعاصمة الجزائرية.

وأكد وزير الإعلام الجزائري محمد لعقاب، في كلمة له “على أهمية دور الإعلام الوطني في الذود عن مصلحة الوطن ووحدته وسيادته، فضلا عن دوره في إبراز الانجازات التي تم تحقيقها خلال السنوات الأخيرة، والتي وطدت ثقة الشعب بمؤسساته الدستورية”.

وأضاف لعقاب “أن الرئيس كرس سنة حميدة من خلال اللقاءات الدورية التي تجمعه مع ممثلي وسائل الإعلام والاحتفال باليوم الوطني للصحافة وكذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، والذي يعد فرصة لتثمين مكاسب القطاع.”

كما أكد أن الدولة الجزائرية، بقيادة الرئيس تبون لم تتوان في تقديم كل الدعم، بما في ذلك تكييف المنظومة التشريعية لقطاع الإعلام مع أحكام دستور 2020،  وذلك من خلال التدابير الجديدة المتعلقة بالقانون العضوي للإعلام.

وزير الإعلام: الدولة الجزائرية، بقيادة الرئيس تبون لم تتوان في تقديم كل الدعم، بما في ذلك تكييف المنظومة التشريعية لقطاع الإعلام مع أحكام دستور 2020

وأشار إلى أن “إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة يأتي هذه السنة قبل أسابيع قليلة من استدعاء الهيئة الناخبة تحسبا للانتخابات الرئاسية المقررة في 7 سبتمبر/ أيلول المقبل، وهو ما يشكل فرصة لتقييم الإنجازات التي شهدها قطاع الاعلام في الجزائر، والتي توافقت مع الالتزامات الانتخابية للرئيس والتعليمات التي وجهها منذ توليه سدة الحكم في عديد المناسبات وانصبت جلها لصالح حق المواطن في إعلام صادق وموضوعي.”

وكشف “عن الانتهاء من إعداد النصوص التطبيقية الخاصة بالقطاع، والتي ستصدر تباعا في غضون الأيام المقبلة، فضلا عن تسوية وضعية القنوات التلفزيونية الخاصة”.

و حذر الوزير مما أسماها “الأبواق المعروفة التي ما فتئت تتهم الجزائر بالتضييق على حرية التعبير”، مشيرا إلى أنه “منذ سنة 2020 وإلى غاية أواخر شهر أبريل المنصرم، تم منح الاعتماد لـ156 جريدة ورقية، 88 منها جرائد مختصة، الى جانب اعتماد ما لا يقل عن 150 جريدة إلكترونية، ناهيك عن تسليم الاعتماد لـ24 قناة تلفزيونية خاصة”.

وتحدث تأكيد على وجوب احترام أخلاقيات المهنة التي تراعي القيم الانسانية، مشيرا إلى ما يحدث في فلسطين من استهداف وقتل عمدي للصحفيين بشكل همجي لم يسبق له مثيل.

منظمة: وضع حرية الصحافة في الجزائر يعرف تدهورا غير مسبوق

في المقابل قالت منظمة “شعاع” لحقوق الإنسان، ومقرها لندن، في بيان لها باللغتين العربية والإنكليزية،  بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة إن “وضع حرية الصحافة في الجزائر يعرف تدهورا غير مسبوق”، حسبها.

وأكدت أنه يتم الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من ماي من كل عام، للتذكير بالدور الحيوي الذي تضطلع به الصحافة في واقع الحياة اليومية بجوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتشديد على أهمية الصحافة الحرة والمستقلة ، وحرية تعبير وإبداع الصحفيين، و حق الصحفي في الوصول إلى مصادر المعلومات، والحق في حماية استقلالية الصحفي والسرّ المهني.

وشددت على أن المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان  تنص على أن “لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية”، وتنص المادة 54 من الدستور الجزائري على أن حرية الصحافة، المكتوبة والسمعية البصرية والإلكترونية، مضمونة، ومع  ذلك، فإن حرية الصحافة مهددة في الجزائر.

غير أنه المنظمة اعتبرت “أنه لم يسبق أن شهدت الساحة الإعلامية الجزائرية مثل التدهور الذي تشهده خلال السنة الأخيرة، حيث تمارس الحكومة الجزائرية التضييق والضغط بشكل مستمر على الصحافيين، كما يتعرضون إلى شتى أنواع الترهيب المادي والمعنوي والتقييد من خلال الملاحقات الأمنية والاعتقالات التعسفية والمحاكمات بتهم واهية لاسكاتهم ، ومنذ انطلاق الحراك تم إيداع 15 صحفيا السجن ومتابعة ما لا يقل عن 20 صحفيا آخرين من بينهم صحفيين متابعين بتهم الإرهاب تحت طائلة المادة 87 مكرر من قانون العقوبات الجزائري كقضية الصحافي محمد بودرينة المتابع بجنايتين بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية، حُكم عليه في قضيتين بخمس سنوات سجن منها أربع سنوات سجن نافذة وسنة موقوفة النفاذ”.

 كما تتعرض الصحافة في الجزائر، بحسب المنظمة “لرقابة مشددة ولقيود مفروضة على حريتها، وقد واجهت بعض وسائل الإعلام انتقامًا مباشرًا على غرار المنصتين الإعلاميتين، ”راديو أم“ و ”مغرب إيمرجون“، في 24 ديسمبر 2022 والشركة الأم “إنترفيس ميديا” حيث قضت المحكمة بحلها وتشديد العقوبة في حق مديرها الصحافي إحسان القاضي بالحكم عليه يوم 18 يونيو/ حزيران 2023 بسبع سنوات سجن منها خمس سنوات نافذة وسنتين مع وقف التنفيذ بتهم “تلقي أموال من الخارج لأغراض دعائية” و”تلقي أموال للقيام بأعمال من شأنها المساس بالأمن القومي.

دعت المنظمة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الحكومة الجزائرية إلى “احترام مبادئ حرية الصحافة وضمان حرية الصحفيين في أداء واجباتهم دون ترهيب أو اضطهاد

وذكرت أنه “في 29 أغسطس/ آب 2023، دخل قانون جديد للإعلام حيز التنفيذ، يتضمن نصوصا يشدد فيها الرقابة على حرية الإعلام ويفرض قيودا جديدة من شأنها ضرب حرية الصحافة في الجزائر، والتشريع للقمع الممنهج ضد كل من ينتقد ممارسات السلطة، والإبقاء على قانون التشهير، بالرغم من انتقاد التعريفات الواردة في القانون خلال المصادقة على الاستعراض الدوري الشامل لسجل الجزائر يوم 27 مارس 2023 بمجلس حقوق الإنسان، باعتبارها غامضة الصياغة ولا تلبي المعايير المعترف بها دولياً، ولأنها تقيد حرية الوصول إلى المعلومات وتحمي الشخصيات العامة من المساءلة.

ودعت المنظمة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الحكومة الجزائرية إلى “احترام مبادئ حرية الصحافة وضمان حرية الصحفيين في أداء واجباتهم دون ترهيب أو اضطهاد وذلك من خلال:”

*تعديل قانون الإعلام الذي يشكل تضييقًا على الحرية الإعلامية وتقييد لحرية للصحافة، وإدراج نصوص تضمن حقوق الصحفيين وحمايتهم أثناء تأدية مهامهم بما يتلاءم مع المواثيق والمعاهدات الدولية في حرية الصحافة والإعلام.

*العمل على تعزيز الحق في حرية الرأي والتعبير وحمايته. ويشمل ذلك حرية الإعلام، وغيرها من حقوق الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام.

*الامتناع عن محاكمة الصحافيين أثناء قيامهم بعملهم بقانون العقوبات أو الإرهاب وتعديل قانون الصحافة ليرفع المسؤولية الجنائية عن الصحافيين أثناء قيامهم بعملهم .

*إطلاق سراح الصحفيين القاضي إحسان ومحمد بودرينة ورفع المتابعات القضائية والملاحقات الأمنية عن كل الصحافيين وإطلاق سراح كل معتقلي الرأي دون شرط أو قيد.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية