الرئيس العراقي: لا أمن واستقرار دون تأمين حق الشعب الفلسطيني

حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: حذّر الرئيس العراقي، عبد اللطيف جمال رشيد، الجمعة، من التطورات التي وصفها بـ«الخطيرة» في المنطقة وتأثيرها على السلم العالمي، مؤكداً في الوقت ذاته إن لا أمن واستقرار في المنطقة من دون تأمين حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والحرة على أرضه.
وقال خلال كلمته أثناء مشاركته في الاحتفالية المركزية بالذكرى الـ21 لتأسيس حركة «عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، إن «المنطقة تشهد تطورات خطيرة من شأنها أن تهدد السلم فيها وفي العالم، وفي قلبها المعاناة الكبيرة التي يعيشها إخوتنا أبناء الشعب الفلسطيني وهم يواجهون جرائم الاحتلال». وأوضح أن «موقف العراق الراسخ والذي نجد معه، أن لا حل ولا أمن ولا استقرار دائم في المنطقة من دون تقدير معاناة الفلسطينيين، ومن دون عمل حقيقي وجاد للمجتمع الدولي من أجل تأمين حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والحرة على ترابه الوطني».
وتابع: «يتعزز دور بلدنا في المحيط الإقليمي والدولي، وهذا يحتم علينا كسلطات وقوى سياسية تقدير أهمية هذا الظرف التاريخي، وتركيز جهدنا لأن يكون بلدنا في الموضع الذي يستحقه في علاقاته الدولية القائمة على مراعاة المصالح المشتركة واحترام السيادة والاستقلال».
وأضاف: «تجاوزنا الإرهاب بفضل صمود قواتنا الأمنية وعزيمة شعبنا، ونقف اليوم عند مرحلة جديدة في بناء العراق وتعويض ما فاتنا، النجاح في تحقيق ما يريده شعبنا وحده الذي يعبر عن وفائنا وتقديرنا للتضحيات العظيمة» مستدركاً بالقول: «إننا في ظرف تاريخي يتطلب من القوى السياسية المزيد من تغليب المصالح العليا للبلد والشعب، وأهمية احترام الدستور ومؤسسات الدولة ومحاربة الفساد بجميع أشكاله لترسيخ الأمن والاستقرار والتجربة الديمقراطية».
وشدد، على أنه «من الواجب أن ندعم جميعاً الإجراءات والخطط التي تتبناها الحكومة للنهوض بالواقع الخدمي والنظر بروح المسؤولية إلى مشاريع المستقبل وبرامج التطوير الاقتصادي والزراعي والصناعي».
من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إن لا بديل عن «إعلاء» كلمة الدولة وحماية الدستور. السوداني تحدث في كلمته بالمناسبة قائلاً: «تسهم حركة العصائب اليوم في دعم مسار الدولة بعدما تصدّت بالأمس إلى عصابات داعش الإرهابية» لافتاً إلى أن العالم شاهد «تضحيات العراقيين بقواتهم المسلحة بكل مسمياتها، بما فيها الحشد الشعبي ومجاهدوه».
وأضاف: «تخطو الحكومة، مدعومةً بإرادة برلمانية وشعبية واسعة، نحو إحداث التنمية المستدامة» معتبراً إن «بلدنا ينتقل اليوم لمرحلة الإنتاج وتشييد البنى التحتية، وتحريك الاقتصاد، وخلق فرص العمل، ومواجهة التحديات وترسيخ السيادة».
ووفق السوداني، فإن الجميع «يتحمل مهمة إنفاذ القانون، وبناء صرح العدالة والمساواة والاستقرار المؤسساتي» مؤكداً إن «لا بديل عن إعلاء كلمة الدولة وحماية الدستور، ونجاحنا أفضل وفاء لدماء الشهداء».

حذّر من تداعيات التطورات الخطيرة وتهديدها السلم في العالم

وأوضح أن «من ذاق ويلات الاضطهاد واكتوى بنار الدكتاتورية هو أولى بالعمل الوطني من أجل ترسيخ السيادة، وصون مؤسساته الحكومية الدستورية».
في السياق، أكد الخزعلي، إن أبرز التحديات التي تواجه العراق الآن هو إخراج القوات الأجنبية من أراضيه.
وأفاد في كلمته أن «عصائب أهل الحق وفصائل المقاومة قدموا التضحيات من أجل تحرير البلد وتحقيق السيادة» مبينا أن «العراق انتصر على أكبر قوة عسكرية في العالم».
وأضاف أن «أعداء العراق حاولوا تهديد وجود البلد وتدمير الدولة» مؤكدا أن «الموقف الأصيل للعراقيين والمرجعية والحكومة والشعب تمثل بالوقوف ضد الإرهابيين».
وأشار الخزعلي الى أن «العراقيين وقفوا يداً واحدة وحققوا نصراً عظيماً» مبيناً أن «أعداء العراق كانوا يراهنون على الوقوف ضد دولة تحقق تطلعات شعبه».
ولفت الى أن «حركة عصائب أهل الحق قدمت آلاف الشهداء في طريق الحق» مشيرا الى أن «تضحيات الحشد الشعبي والقوات الأمنية وحركة عصائب أهل الحق كانت تهدف لتحقيق دولة قادرة مقتدرة».
وأكد الخزعلي أن «التضحيات التي قدمناها هدفها هو بناء دولة تحقق تطلعات الشعب العراقي» مستدركا: «مرت بنا تحديات خطيرة ونجحنا جميعا في تجاوزها».
ووفق الأمين العام «للعصائب» المنضوية في «الحشد» فإن «الكثير حاول إشاعة اليأس لكن الشعب العراقي تمكن من عبور التحديات» لافتا الى أن «العراقيين تمكنوا من تجاوز تحدي الطائفية وإخراج القوات الأمريكية وحققوا نصراً على الإرهاب».
وبين، أن «هناك تحديات عديدة تواجه العراق أولها إخراج القوات العسكرية الأجنبية» مشددا على أن «تحقيق السيادة النقدية بامتلاك العراق قراره الكامل بالتصرف بأمواله».
وأكد ضرورة «العمل على استرجاع ما نهب خصوصا في الحكومة السابقة» مشيرا إلى «إنجاز مصالحة مجتمعية حقيقية في المناطق التي تعرضت لإرهاب داعش».
وتمتلك «العصائب» تمثيلاً سياسياً في البرلمان عِبر كتلة «الصادقون» التي يتزعمها النائب حبيب الحلاوي، والذي اعتبر أن هدف دخول الحركة إلى العمل السياسي «الحفاظ على المقاومة» والدفاع عنها.
ونقل إعلام الكتلة عن الحلاوي قوله، إن الحركة التي ينتمي إليها «بدأت بتسعة أشخاص، وتسميتها جاءت منتصف 2004، واسمنا كان (لواء الكفيل) قبل (إخوة زينب)» مبينا أن «عنوان العصائب مستمر لأنه مرتبط بالإمام المهدي المنتظر الذي سينتصر بـ(عصائب أهل العراق) ومسكنه سيكوز ضمن منطقة السهلة».
وأكد الحلاوي «اعتزاز حركة عصائب أهل الحق بعباءة السيد محمد صادق الصدر (والد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر) وأن رجال العصائب كانوا رأس الحربة في كل المعارك، وشهداءهم كانوا مندفعين جدا بمواجهة الأمريكان بالنجف، واستهدفوا معسكرات العدو الامريكي في مختلف المحافظات، واعتقلوا أمريكيين وبريطانيين لإجراء عملية التبادل، ومازالوا يمثلون مصدر رعب للعدو الأمريكي».
وكشف عن وجود طموح لحركته أن «يكون عديدنا 9 ملايين مقاوم» فيما أشار إلى أن الحركة «لم تطالب بمناصب ولم تفرض إرادات على رؤساء الوزراء رغم امتلاكهم جمهور وتأثير شعبي وسياسي».
واعتبر أن «الجهاد السياسي هو الجهاد الأكبر حاليا» مبيناً إن «الدخول للعمل السياسي هدفه الحفاظ على المقاومة، ولو وجدت الحركة سابقا سياسيين يحافظون على المقاومة لما دخلت للسياسة» على حدّ وصفه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية