الديمقراطيون خائفون من تداعيات التظاهرات الطلابية على حملتهم الانتخابية والجمهوريون ينتهزون الفرصة

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن – “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا أعده مراسلها في واشنطن جيمس بوليتي قال فيه إن الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في الجامعات الأمريكية أصبحت عبئا سياسيا على جو بايدن والحزب الديمقراطي.

وأكد الكاتب أن الجمهوريين استخدموا الاضطرابات في الجامعات من نيويورك إلى كاليفورنيا وصوروا بايدن بالعاجز عن قمع التظاهرات المؤيدة لفلسطين بسبب الحرب الإسرائيلية ضد غزة ويقدمون سردا مفاده أن الولايات المتحدة خرجت عن السيطرة في ظل رئاسة بايدن.

مرر مجلس النواب أمس الأربعاء قانونا يوسع تعريف معاداة السامية لتطبيق قوانين مكافحة التمييز، وبغالبية من الجمهوريين والديمقراطيين، مع معارضة 71 ديمقراطيا و21 جمهوريا

وزادت الاضطرابات من التوترات داخل الحزب الديمقراطي الذي يشعر عدد من قادته بعدم الرضا حول الطريقة التي عالج فيها بايدن الحرب في الشرق الأوسط. وحرف الإنتباه عن محاكمات الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح المفترض للحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة المقرر بتشرين الثاني/نوفمبر. ويواجه ترامب محاكمة في نيويورك بتهمة تزييف وثائق في قضية “رشوة”.

 ونقلت الصحيفة عن الإستراتيجي الجمهوري والمساعد السابق في الكونغرس، جون فيهري قوله: حاولوا [الديمقراطيون] تكبير محاكمات ترامب، لكنها أصبحت في المقعد الخلفي” بعد التظاهرات. وكان ترامب يقوم بحملاته الإنتخابية في ويسكنسن منتهزا فترة توقف للمحاكمات، عندما انتشرت الصور الدرامية عن الشرطة وهي تداهم جامعة كولومبيا في نيويورك وتظاهرة مضادة لمؤيدي فلسطين في جامعة جنوب كاليفورنيا.

ودعا رؤساء الجامعات لـ “تفكيك مخيمات الاعتصام حالا وهزيمة الراديكاليين واستعادة حرم الجامعات كمكان عادي للطلاب الذين يريدون مكانا آمنا للتعلم”. وأثنى ترامب على شرطة  نيويورك: “جاءت الشرطة وبعد ساعتين بالضبط انتهى كل شيء وكان من الجميل مراقبة كل هذا”. وعلى قناة فوكس نيوز، قال مقدم يميني محافظ إن الصور القادمة من الجامعات هي مثل الصور من “دولة ثالثة”، في وقت هاجم فيه المعلقون المتطرفون الساسة الديمقراطيين بسبب الإحتجاجات. وقال أحد الضيوف وهو مايك هاكبي، الحاكم السابق لأركنساس “هناك رئيس سابق يواجه محاكمة في وقت يقوم فيه هؤلاء البلطجية بخلق فوضى لا تصدق”.

وحاول البيت الأبيض إبعاد نفسه عن المتظاهرين العنيفين، وأكد على أهمية بقاء التظاهرات سلمية وقانونية. وقالت المسؤولة الإعلامية في البيت الأبيض كارين جين بيير إن الرئيس سيلقي خطابا في الأسبوع الماضي بالكونغرس حول معاداة السامية ويتابع “بشكل مستمر” الاحتجاجات. وقالت جين- بيير “يجب ألا تقوم نسبة صغيرة من الطلاب بعرقلة وتعطيل التجربة الأكاديمية”. إلا أن الجمهوريين استخدموا التظاهرات للهجوم على بايدن وتصويره بالضعيف أو غير المستعد لمواجهة نقاده من اليسار أو تقديم تعليقات قوية حول الموضوع.  وقال السناتور الجمهوري عن اركنساس، توم كوتن يوم الأربعاء “متي سيشجب الرئيس نفسه لا أبواقه، وهذه الغزات الصغيرة [جمع غزة] المليئة بالكراهية”.

 وقال كوتن “بايدن بحاجة إلى شجب المتعاطفين مع حماس في حرم الجامعات وبدون لبس حول خوض الإسرائيليين حربا عادلة من أجل البقاء”.

 ويرى فيهري أن مشكلة بايدن هي ألا أحد يستمع إليه وأن المتظاهرين “لا يخافون” منه ” و “يجب أن يدعم النظام والقانون، وهو مثل الاب الذي يحاول تهدئة الأطفال من خلال منحهم المزيد من السكاكر”.

وسارع رئيس مجلس النواب، مايك جونسون إلى كولومبيا لتقديم موقف سياسي، حيث جاءت زيارته مباشرة بعد تمرير المجلس حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا، وكان دعم كييف محل خلاف بين أفراد الحزب الجمهوري وهدد التصويت موقعه كرئيس لمجلس النواب. وبحسب كايل كونديك المحلل بمركز السياسة بجامعة فيرجينيا “لا يوجد هناك أفضل للجمهوريين من المتظاهرين اليساريين المتشددين في الجامعات”، مضيفا أن هذا “يلعب في السرد العام حول الإنتخابات وهو أن ترامب سيأتي وينظف الفوضى”.

 ومرر مجلس النواب يوم الأربعاء قانونا يوسع تعريف معاداة السامية لتطبيق قوانين مكافحة التمييز، وبغالبية من الجمهوريين والديمقراطيين، مع معارضة 71 ديمقراطيا و21 جمهوريا. وأثارت التداعيات الحالية مقارنة مع عام 1968 عندما تحول مؤتمر الحزب الديمقراطي إلى فوضى وعبد الطريق لفوز ريتشارد نيكسون ضد المرشح الديمقراطي هيوبرت همفري في سباق ذلك العام.

ولم يتبق سوى أشهر على الانتخابات حيث يسير بايدن بحذر بين شجب المتظاهرين وما يقومون به وحاجته للشباب التقدمي لكي يشارك في الإنتخابات. وقالت منظمة طلاب الجامعات الديمقراطيين، المرتبطة باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي إنها تدعم بايدن في حملة إعادة انتخابه، لكنها أضافت ان الطلاب بشكل عام لديهم “وضوح أخلاقي لمشاهدة الحرب كما هي: مدمرة، إبادة وظالمة”. وانتقدت المنظمة الجمهوريين للتشهير بالمحتجين ووصفهم بدعاة الكراهية وكذا استراتيجية “معانقة الدب” من بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

أثارت التداعيات الحالية مقارنة بـ1968 عندما تحول مؤتمر الحزب الديمقراطي إلى فوضى وعبد الطريق لفوز ريتشارد نيكسون ضد المرشح الديمقراطي هيوبرت همفري في سباق ذلك العام

ووفق الكاتب ليس من الواضح إن كانت هجمات الجمهوريين ضد بايدن ستترك أثرها، فمحاولاتهم تصوير بايدن والديمقراطيين بالضعف في مجال فرض النظام والقانون في انتخابات 2020 الرئاسية والانتخابات النصفية في 2022 لم تترك أثرها، حيث اهتم الناخبون بقضايا أخرى. واتهم الديمقراطيون الجمهوريين بالنفاق حيث دافع الكثيرون منهم عن الرعاع الذين هاجموا الكونغرس في كانون الثاني/يناير 2021، ولاحظوا أن ترامب أثنى المشاركين من دعاة التفوق الأبيض بشارلوتشفيل عام 2017 حيث قال “هؤلاء هم ناس جيدون”. ويقول كونديك إن التظاهرات تعتبر موضوعا مريحا للجمهوريين لكن رؤيته بشأن الإنتخابات وأنها ستكون سباقا شديدا، لم تتغير.

 وبحسب استطلاع “فايف ثيرتي إيت” فترامب متفوق على بايدن بنسبة 0.8%.  ومثل بايدن فالديمقراطيون يواجهون سباقا صعبا في تشرين الثاني/نوفمبر حيث يحاولون الحدث من التداعيات السياسية السلبية. وتعلق إليسا سلوكتين، الديمقراطية في ميتشغان المرشحة لمجلس الشيوخ: “هناك خط ضيق ولكنه مهم بين حماية حرية التعبير والخطاب الذي يدعو إلى العنف أو التخويف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية