الدولة تتذرع بتطبيق سياسة الاقتصاد «الحر»… وغياب الرقابة لكبح جماح جشع التجار ومافيات الوسطاء

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: لا يهدر الدم الفلسطيني مجانا.. تلك سنة كونية، فلحرية الأوطان ثمن لا بد أن يدفع، وما يفعله الفلسطينيون الآن هو قيمة صداق عروس عروبتنا “القدس وشقيقاتها”.. لقد صدّق الغزيون إخوانهم وساروا في ركاب مسارات السلام منذ زمن أوسلو، لكنهم لم يجنوا سوى الوهم، إذ تراجع الكيان عن كل ما تعهد به ووقع عليه من معاهدات، ولعبت واشنطن دور المحرض، كي ترتكب تل أبيب مذابحها، التي لم تتوقف منذ عقود، فيما ترك الأشقاء الضحايا، كي يواجهوا الإبادة، مغلفة بعتاد أمريكي، هو الأحدث والأشد فتكا، بمفردهم وما زالت حتى الساعة المذابح في كل رقعة من قرى ومدن القطاع، فيما تبدو كل المواقف والمستجدات في وجه الغزيين حتى الهجمات الإيرانية الأخيرة نالت من حصة الاهتمام بغزة، ونكبة أهلها، بل إن الهيئات المعنية بالصراخ والشجب كالجامعة العربية أصابها الملل وباتت بياناتها لا تستحق لفت انتباه الصحف وسائر وسائل الإعلام. وأعربت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن قلقها البالغ تجاه استمرار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران، إثر ما تردد عن توجيه ضربات صاروخية ومسيرات ضد مواقع في إيران وسوريا، وطالبت مصر الطرفين بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والامتثال الكامل لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، محذرة من عواقب اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة، وآثارها الخطيرة على أمن وسلامة شعوبها، وأكدت أنها ستستمر في تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية والمؤثرة، من أجل احتواء التوتر والتصعيد الجاري.
وإلى مدينة بريتوريا عاصمة جنوب افريقيا، توجه سامح شكري وزير الخارجية، لرئاسة الجانب المصري المشارك في أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة بين مصر وجنوب افريقيا، التي تعقد على مستوى وزيري الخارجية، بمشاركة عدد من كبار المسؤولين عن الوزارات والجهات الوطنية المعنية من الجانبين. وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية، أنه من المقرر أن يستهل الوزير شكري زيارته بمشاورات سياسية، حيث سيتم تناول الإطار العام للعلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى التشاور حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات الحرب في قطاع غزة، بالإضافة إلى الموضوعات المتعلقة بالاتحاد الافريقي، وحالة السلم والأمن في القارة الافريقية.
وفي صدارة اهتمامات المواطنين، قال علاء عز الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية، إنه تم التوافق مع الشعبة العامة للمخابز في اتحاد الغرف التجارية، على خفض أسعار الخبز السياحي، بدءا من يوم الأحد المقبل بنسبة من 30 – 45% (لمراعاة كسر الجنيه وتكلفة الإنتاج والمدخلات لكل نوع) لتصبح الأسعار الجديدة كما يلي: رغيف وزن 80 جراما: 150 قرشا (وصل إلى 300 قرش في الفترة الماضية) رغيف وزن 40 جراما: 75 قرشا. رغيف وزن 25 جراما: 50 قرشا.. رغيف خبز أفرنجي 50 جراما: 150 قرشا.. رغيف خبز أفرنجي 35 جراما: 100 قرش، وأشار إلى أن انخفاض أسعار القمح نتج عنه انخفاض أسعار المكرونة، ما أدى لانخفاض أسعار الأرز المحلي كبديل. ولفت عز إلى أنه جار العمل على خفض أسعار سندويتشات الفول والطعمية بنسبة 20٪.
قضية عمرنا

لا يوجد بيت في مصر إلا وأخذت القضية الفلسطينية سنوات من عمره بين شهيد أو مصاب أو دموع، وهناك أجيال كاملة قدمت نصف عمرها حربا، وقدمت النصف الثاني أحلاما لم تتحقق، وكانت مذابح غزة، حسب فاروق جويدة في “الأهرام” آخر نتائج السلام العاجز الذي أطاح بكل أحلام شعوب المنطقة في سلام عادل. لقد دارت الحوارات والكتابات طوال حرب غزة من أطراف كثيرة بين الأصدقاء والأعداء، بين بقايا فلول التطبيع، وفلول المتآمرين، وأمام هذا كله غابت وحدة الصف الفلسطيني، وظهرت حشود الانقسامات وعدنا إلى تقسيمات دينية وحزبية وغاب صوت الحقيقة أمام اتهامات وإدانات ليس هذا وقتها، وعلت في الأفق أصوات كثيرة ما بين فتح وحماس والجهاد، وبقايا جماعات وتنظيمات أخرى، بل إن الأخطر من ذلك أننا لم نجد فريق عمل متجانسا يمثل الشعب الفلسطيني، ولكن كانت الانقسامات تطل في الوفود والجماعات، وعدنا مرة أخرى إلى الملفات والمواقف والخلافات القديمة، التي دفع الشعب الفلسطيني ثمنها غاليا. كنت واحدا من كثيرين عاشوا القضية الفلسطينية واقعا وحلما وانكسارا، رغم أنني لم أعرف من قيادات الشعب الفلسطيني غير المناضل الكبير ياسر عرفات، منذ التقيته في عمان عاصمة الأردن في منتصف الثمانينيات، وكان يومها قد خرج من مذابح لبنان، وعاش مأساة الكرامة ثم انتقل إلى تونس في رحلة المنافي.. في عمان تحدث عرفات كثيرا عن أحلامه في العودة وإقامة الدولة الفلسطينية والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني دوليا وعربيا وبين رفاق السلاح. لا شك في أن شخصية عرفات منحت القضية الفلسطينية وهجا وبريقا وحضورا لم يتوافر لأحد بعده.. وفي أيامه الأخيرة شهد أول وأعمق الانقسامات، حين ظهر الشيخ أحمد ياسين وبرزت في الأفق حماس، وكان عرفات قادرا بثقله الوطني والسياسي أن يحتوي كل القوى والجبهات حتى المعارضة منها.

أشد من القتل

أسباب كثيرة وراء انقسام الصف الفلسطيني هي من حيث الأهمية، كما أوردها فاروق جويدة، أولا: انقسمت المقاومة على نفسها ما بين فريق اختار السلام طريقا بينما كان هناك فريق يرى أن المقاومة المسلحة هي الحل، وكان الخلاف واضحا بين الجبهتين، بل إن الانقسام وصل إلى الأفكار والعقائد ما بين تيار ديني تمثله حماس وتيار علماني تمثله فتح.. وكان هذا الخلاف أعمق درجات الصدام بين أبناء الشعب الفلسطيني.. الذي وصل إلى صدام مسلح بين غزة والضفة، وترك آثاره على كل جوانب القضية.. وقد وصل الصدام بين تيار يرى المقاومة المسلحة وآخر يرى المفاوضات هي الطريق الأسلم للمواجهات بين الفصائل الفلسطينية، وكان ذلك على حساب الشعب الفلسطيني الذي دفع الثمن.. ثانيا: اتجه فريق المفاوضات إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، رغم أن عرفات كان من الممكن أن يحقق نتائج أفضل لو أنه لحق بقطار كامب ديفيد في مفاوضات السادات وبيغين في اجتماعات فندق الميناهاوس في القاهرة، ورغم ذلك مضت المفاوضات بعد أن دخلت أمريكا على الخط، ولم تسفر عن نتائج تحقق أحلام الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، ومات عرفات في مؤامرة كان هدفها أن يختفي من المشهد تماما. ثالثا: تراجع مستوى الحوار حتى وصل إلى محطة أوسلو، وبدأت أحلام السلام تتراجع أمام غياب عرفات وجماعات كوبنهاغن والسلطة الفلسطينية الجديدة، وقيادة أبو مازن للمشهد والتمهيد لإعلان قيام الدولة الفلسطينية والتنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل، وتحويل مستحقات العمالة لدى إسرائيل.. ومضى الوقت ولم يتحقق الحلم الفلسطيني على يد سلطة رام الله وجرت الانتخابات وتصدرت حماس المشهد، وتراجع دور السلطة، أمام إصرار إسرائيل على التأجيل والمراوغة وكان ظهور نتنياهو إعلان وفاة أوسلو.

غزة هزمتهم

من المؤكد أن إسرائيل أصابتها هزيمة منكرة في عدوانها على غزة، وأن سمعتها في العالم كله تشوهت بشكل كبير، فانكشفت حقيقتها أمام كل شعوب العالم، وظهر وجهها القبيح للقاصي قبل الداني، وفق ما قاله الدكتور أكرم السيسي في “الشروق”: هذا باعتراف أصدقائها وداعميها قبل أعدائها، هكذا يعترف الرئيس الأمريكي بايدن في محاولاته إثناء رئيس وزراء إسرائيل عن الهجوم على مدينة رفح في غزة بقوله: «إن نتنياهو يؤذي إسرائيل أكثر من مساعدتها»، ويصرح بوضوح أمام العالم كله بـ«أن العالم تحول ضد إسرائيل، وإن حلفاء مقربين من واشنطن أبلغوها بتحول في سياستهم تجاهها». ويصل توجه الرئيس الأمريكي إلى أقصى مداه عندما أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه سيعلق مداولات صفقة السلاح المستقبلية لإسرائيل في الكونغرس مؤقتا لحين التماس تغيير في استراتيجية إسرائيل، وقد أكدت هذا المنحى رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي، عندما وقعت على رسالة مع أعضاء آخرين موجَّهة إلى الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتونى بلينكن، تطالبهما بوقف عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل. لا شك أن إسرائيل ـ نتيجة لشعورها بالهزيمة – أوصلت نفسها إلى أقصى مدى من تحدي العالم، فهي تتصرف كالأسد الجريح؛ كسرت قوانين العالم المتفق عليها من الجميع، خاصة عندما استهدفت بالقتل عناصر فريق الإغاثة التابع لمنظمة «المطعم المركزي العالمي» في غزة، ما اضطر بايدن لمطالبة نتنياهو بتقديم تقرير مفصل بشأن الحادثة، ودعوته لبدء فوري في إجراءات تحقيق في الواقعة تتضمن محاسبة شاملة، ولم يكتف بهذا، بل أرسل مستشاره للأمن القومي الأمريكي لإسرائيل، من أجل متابعة الخطوات الملموسة بشأن تغير سياسة إسرائيل في غزة، فضلا عن إدانة الحكومات الأوروبية كلها لهذه الجريمة، هكذا وصل الطرفان المتحالفان إلى أقصى التضاد في المواقف ـ على غير ما هو معتاد – وقد تيقَّن الرئيس الأمريكي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعمل بكل جهده على إحراجه وابتزازه، خاصة أنه مقبل على انتخابات رئاسية بعد أشهر قليلة.

خدمة العمر

استشعر نتنياهو خطورة موقفه، وأنه يخاصم المصالح الشخصية للرئيس بايدن، وهذا لن يمر مرور الكرام، وفقا للدكتور أكرم السيسي فاستدعى على الفور طبيعة قومه من الدهاء والخديعة والمكر السيئ، فوجد نفسه مضطرا للبحث عن حل «خارج الصندوق»، لصرف أنظار العالم عن جرائمه ومذابحه والإبادات الجماعية في غزة، فقام في الأول من أبريل 2024 بالاعتداء على القنصلية الإيرانية في سوريا، وقتل أحد عشر شخصا، بينهم ثمانية إيرانيين وسوريان ولبناني واحد، علما بأنهم جميعهم عسكريون. على الفور، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن «الهجوم الإسرائيلي» على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق هو بمثابة هجوم على أراضي إيران، وانتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي والمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية، وصرح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أن هذا الهجوم «لن يمر دون رد»، وهذا ما كان يتوقعه رئيس الوزراء الإسرائيلي ويسعى لتحقيقه. كشفت إيران عن خطتها الحربية لضرب إسرائيل في العمق، وهذا أمر مستغرب في الحروب، فلا أحد يكشف عن خططه العسكرية؛ وأتاحت هذه التصريحات المبالغ فيها الفرصة لإسرائيل لكي تعيش دور «الضحية» المُعتدى عليها، فأعلنت حالة الطوارئ في كل أنحاء الكيان، وطلبت من الجميع النزول إلى الملاجئ للاحتماء من الهجوم الإيراني، الذي أعلنت إيران عن موعده، وعن مسار عبور الطائرات والصواريخ. من الواضح أن الفكرة التي فكر فيها نتنياهو بضرب القنصلية الإيرانية قام بها ليخرج من عدة مآزق داخليا، ليجمع شمل شعبه الذي طالبه بانتخابات مبكرة، وخارجيا ليُصرف أنظار العالم عن جرائمه ضد شعب غزة الأعزل، هكذا جاء الرد الإيراني المسرحي والهزلي المتفق عليه أمريكيا لإنقاذ نتنياهو من السقوط.

فلنوحد كلمتنا

“دعونا لا نتشتت ولا نترك الحق الفلسطيني يتراجع في وعينا واهتمامنا ودعمنا، كما تراجعت أنباء حصار غزة في جدول برامج القنوات التلفزيونية العالمية، فليست القضية الفلسطينية خبرا عابرا ولا قصة مثيرة، بل مصير شعب محاصر ومعتدى عليه، وواقع تحت الاحتلال، وهذه لا تزال الأولوية”. يعدينا بعقل راجح، حسبما أخبرنا حمدي رزق في “المصري اليوم” الدكتور زياد بهاء الدين، إلى جادة الطريق، يحفزنا مجددا إلى تحري «فقه الأولويات» العربية والوطنية. يدعونا إلى الاصطفاف سريعا في قلب محنة شعب ممتحن، مبتلى باحتلال عقود، يستهدف الحرث والنسل، ويستخدم ترسانة أسلحة تدميرية، لإبادة شعب وقطع نسله، لاحظ التركيز على حصد أرواح النساء حتى ينقطع خلف الفلسطينيين، والأطفال لمصادرة المستقبل. ليست خسائر حرب، كما تزعم ألسنة الاحتلال في الغرب، وبين ظهرانينا للأسف، بل «حرب إبادة» كما تترجمها المراجع العسكرية العالمية، وتصفها القواعد الأخلاقية الحاكمة في زمن الحرب. ضبطت (نفسي) وقد غادرت مربع العمليات في الأرض المحتلة، كما غادرها كثير لأسباب، تتعدد الأسباب والنار التي يكتوي بها أطفال فلسطين مستعرة، وتلبسني أسى وحزن، أيقظني (من غفوتي الوقتية) ما خطه الدكتور زياد لمس جرحا لا يزال طريا، عد الجروح يا قلم. القضية الفلسطينية رأس الأمر، وعموده الحق الفلسطيني في دولته المستقلة، وذروة سنامه النضال لوقف (حرب الإبادة). وتعاونوا على كف العدوان الإسرائيلي، والمعني في الحديث الشريف في «صلاة الجماعة» ينسحب على الحالة العربية إزاء القضية الفلسطينية، ووجب سماع النداء الشريف: «أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، وَحَاذُوا بَينَ المنَاكِب، وسُدُّوا الخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ للشيْطانِ، ومَنْ وصَلَ صَفّا وَصَلَهُ اللَّه، وَمَنْ قَطَعَ صَفّا قَطَعهُ اللَّه».

شعب الصابرين

الدعاء موصول «من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر»، والعبارة كما ذكرنا حمدي رزق من مأثورات طيب الذكر الراحل أحمد بهاء الدين، والد المفكر الكبير زياد بهاء الدين، وسكَّه في عدد من مجلة «الهلال» المصرية عام 1962. صحيح الفضاء العربي تبدلت أوصافه من المحيط إلى الخليج، ولكن الشعوب العربية العظيمة لا تتغير مياهها، ولا تتبدل أولوياتها، وتظل القضية الفلسطينية رأس أولوياتها، حسب فقه الأولويات. قد تنحرف الأقلام، وتضل، وقد تشيه الصور وتغيم، وقد يختلط علينا الأمر في ضبابية المشهد الكئيب، والثابت أن الحرب على غزة فطرت قلوب أجيال جديدة، فسكنتها القضية الفلسطينية، عادوا سريعا من التيه والشتات إلى موقعهم الطبيعي من القضية، باتت أولوية أولى، تلهج أفئدتهم باسم وطن عزيز سليب اسمه «فلسطين». لو علم مجرمو الحرب حماقة فعلتهم الغادرة، وحصادهم المر، سيجنون خسارة مستقبلا، وسيدفعون الثمن غاليا، الشباب العربي على اختلاف مشاربهم عادوا سيرتهم الأولى اصطفافا حول شعب الصابرين. القضية الفلسطينية استعادت موقعها في الإعراب العربي، والحق الفلسطيني تتحلق حوله المليارات من القلوب المفطورة من هول ما ترى على الهواء مباشرة. قد يكسب نتنياهو معركة مختلة موازين القوة، ولكنه سقط من حالق وشعبه، في بئر الغضب العربي..

جنون الغلاء

كثر اللغط وتعددت الروايات مؤخرا حول تراجع بعض مكونات المواد الغذائية، خاصة الأعلاف والبقوليات، ومن ثم تصريحات ساخنة جدا لكبار المسؤولين عن تراجع أسعار طن الدقيق ومعها أسعار منتجاتها، خاصة الخبز، ولأن شيئا من هذا الذي يصفه عبدالرزاق مكادي في “المشهد” بـ”الحكي والهري اليومي في الليل والنهار” لم يحدث، وصار للأسف يعكس طموحات الشعب ويختزل آماله في وضع حد لفوضى الأسعار العشوائية الجامحة بلا رحمة، للعام الرابع على التوالي في الأسواق، في غياب الرقابة الكافية لكبح جماح جشع التجار، ومعهم مافيات الوسطاء والانتهازيين، الذين استباحوا السرقة والمال الحرام وتنظيف جيوب الناس، مستغلين غياب الرقابة، وعدم تدخل الدولة التي تتذرع بأنها تطبق سياسة الاقتصاد “الحر”، تلك التي تحول بسببها الشعب إلى طبقات من “العبيد” عند أباطرة التجار والسماسرة والوسطاء.. تفسير هذا “الحكي الكاذب المنقوص” أمر من اثنين، إما أنه نتاج طنين الذباب الإلكتروني، الذي يروج الضلال والكذب لتخدير الناس بهذا الكلام “السرابي الفاجر”، أو أنه حقيقي ولكن التجار وأصحاب المخابز يتحدون الحكومة وأجهزتها الرقابية الغائبة، ويصرون على البيع بأسعار “الأزمات” المبالغ فيها، التي أدمنوها وهنا أحسب أن الواجبين الأخلاقي والوطني، يحتمان، بل يلزمان رئيس الوزراء ومعه وزير التموين، أن يعقدا مؤتمرا صحافيا على الهواء، لإجلاء الحقائق وتوضيح الخبايا للشعب عن خفايا ما يردد ويقال، حول عدم تراجع الأسعار التي بشروا بها الشعب، قبل أن تهبط علينا عشرات مليارات رأس الحكمة التي صوروها بأنها المنقذ لمصر من أزمتها. وإذا صح ما يقال عن تراجع أسعار الأعلاف والزيوت والدقيق، فلا بد من توجيه تحذيرات “واضحة حاسمة رادعة” لمافيات التجار والوسطاء وأصحاب المخابز لكي يشعر المواطن أن ثمة تغيرات للأفضل بدأت تظهر في الأسوق لتخفيف معاناته، وأن ضوءا يلوح في نهاية النفق المظلم الخانق. قولوا كل الحقائق للشعب، ولا تتركوه نهبا لشائعات بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وطنين الذباب الإلكتروني المضلل.

المرّ سيمر

لماذا يصبر المصريون على قطع الكهرباء ومن قبل على غلاء الأسعار؟ هذا السؤال مُحير لكل من لا يعلم طبيعة المصريين.. والمشكلة الكبرى وفقا للؤي الخطيب في “الوطن”، أن يتصدى للتحليل السياسي من لا يعلم طبيعة الناس، الرهان على غضب المصريين من ظروف معيشية صعبة، أو تحديات اقتصادية، هو رهان شديد الغباء، فأرصدة الصبر التي يمتلكها المصريون تفوق كثيرا من شعوب العالم، لكنه صبر الواعي المُدرك، ليس المغلوب على أمره. حين تشاهد قنوات المطاريد، تجد تلك الصورة المقيتة التي يحاولون تصوير المصريين عليها، شعب مغلوب على أمره، تقمعه سلطة نزعت منه حرية الاختيار، فاستسلم الناس لوضعهم المجبرين عليه الوضع الاقتصادي، تخفيف الأحمال، كل التحديات التي مرت، أو لا تزال قائمة، واجهها المصريون بصبرٍ اختاروه، حينما اقتنعوا بأن دولتهم تقوم بالدور المطلوب، حتى المعارض الذي يملك تحفظات مشروعة على أي سياسة من السياسات، اختار الصبر والأمل في الإصلاح، بدلا من هدم كل شيء. هذا فرق ضخم بين الاختيار الواعي والعجز النابع من الخوف. أكثر من يدرك هذه الحقيقة هو الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي، لهذا السبب تحديدا ومنذ اللحظة الأولى، قرر الرئيس أن يصارح المصريين بكل شيء، فالتحديات مهما بلغت صعوبتها ستمر، إذا أدركنا أبعادها وصبرنا عليها جميعا. ولذلك، يستهدف كل عدو لهذا البلد تلك العلاقة بين الشعب والرئيس، فالمصارحة حبل ممدود من الثقة، يستطيع التغلب على أحلك الظروف، كما أنه يقطع الطريق أمام الشائعات، رغم كثافتها. من لا يفهم هذه الحقائق، ويرتكن إلى أكاذيب وأوهام وصروح من خيال، سيظل حالما بثورة لن تقوم، وفوضى لن ننزلق إليها بإذن الله.

زمن الخير

ينتاب السرور عبد الغني عجاج في “الشروق”، لأنه عاش أزمنة عديدة من خمسينيات القرن الماضي وبالتحديد من بعد ثورة يوليو/تموز 1952.. عشت تجارب عديدة وتطورات كثيرة.. ذاكرت على لمبة الجاز نمرة 5 ونمرة 10 وكان من المهام التي توكل إليّ وأنا طفل شراء الجاز اللازم لطهي الطعام بوابور الجاز، وإضاءة البيت بلمبات الجاز.. وعشت إضاءة البيت بالكلوب أبو رتينة الذي يعطى إضاءة أكثر قوة وأكثر بياضا من إضاءة لمبات الجاز. عشت الأيام السوداء التي أعقبت نكسة 5 يونيو/حزيران 1967، التي كانت فيها سماء القاهرة عرضة لاختراق طائرات العدو الأرعن، الذي درج على عدم التفريق بين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية، بدليل هجوم طائراته على مدرسة للأطفال في بحر البقر محافظة الشرقية.. ولذلك صدرت التوجيهات ببناء سواتر أمام أبواب العمارات وطلاء نوافذ المنازل باللون الأزرق حتى لا يتسرب منها الضوء، فتسهل مهمة الطائرات المغيرة.. وتطوع الرجال والشباب بالتأكد من حالة الإظلام التام، وكان نداء طفوا النار يسمع في حارة السقايين ودروبها ويتردد صداه في كل عابدين. وعشت انقطاع النور على فترات متباعدة في أزمنة عديدة.. وللحق فقد كان انقطاع النور يمنحني الفرصة للاستراحة من المذاكرة والخروج من البيت والتسكع بلا هدف، إلى أن تعود الكهرباء.. وما زالت فرحة عودة النور وانطلاق صيحات (ها النور جه) ترن في أذني. وعشت وعايشت حالة التذمر المجتمعي والإعلامي الصريح والمعلن من الرجل الذي كان يشد سكينة الكهرباء بالنهار وبالليل.

بعض الفوائد

مدّ الله في عمرعبد الغني عجاج ليعيش زمن “طفوا النور” بأوامر رسمية وبجداول حكومية، تحت مسمى تخفيف الأحمال، وبتبرير صريح وهو توفير الوقود المستخدم في محطات توليد الكهرباء، ومن ثم توفير العملة الصعبة التي تستخدم لاستيراد هذا الوقود، وأيضا الحصول على مزيد من الدولارات مقابل تصدير الغاز، الذي يستخدم لتوليد الكهرباء. وعشت تساؤلات كثيرة تجري على ألسنة الناس ومنها: ألسنا ندفع ثمن الكهرباء التي نستخدمها فلماذا يتم قطعها؟ أليست محطات توليد الطاقة والكهرباء العملاقة من أهم الإنجازات التي تتحدث عنها الحكومة؟ ألم تخبرنا الحكومة بأن هذه المحطات تغطي استهلاكنا وتحقق فائضا للتصدير، فلماذا يتم قطع الكهرباء؟ ويسأل البعض ألم نحصل على مليارات الدولارات من صفقة رأس الحكمة ومن صندوق النقد الدولي ومن البنك الدولي ومن الاتحاد الأوروبي، ما جعل محافظ البنك المركزي يبتسم ويضحك بعد طول عبوس، فلماذا لا نوجه جزءا من هذه الأموال لقطاع الكهرباء، ونحمي بيوتنا ومصانعنا ومدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا من انقطاع الكهرباء. من قبيل الإنصاف الإشادة ببعض مزايا قطع النور، فهو يوفر فرصة إجبارية لتواصل أفراد الأسرة وتخليهم عن أجهزة التلفونات المحمولة والتواصل المباشر بدلا من التواصل عبر الفيسبوك والواتساب.. كما أن انقطاع الكهرباء يوفر أجواء رومانسية والاستمتاع بضوء الشموع والهمسات واللمسات.. أما الميزة غير المؤكدة فهي توفير استهلاك الكهرباء، ومن ثم انخفاض قيمة فاتورة الاستهلاك.. وهي ميزة غير مؤكدة لأن السوابق علمتنا أن الشيء الذي يرتفع من رابع المستحيلات أن ينخفض باستثناء الحمام الزاجل الذي يستمتع بالتحليق في السماء ثم الهبوط إلى أعشاشه قبل غروب الشمس..

الإصلاح المنشود

لا أحد ينكر مدى ما حدث من تقدم كبير في الرعاية الصحية في السنوات الأخيرة مثل إطلاق مصر دعوة القضاء على فيروس سي، والمبادرات الرئاسية 100 مليون صحة. واصلت مصر طريقها، كما أوضح محمد الهواري في “الأخبار”، للإصلاح الطبي الشامل بإنشاء المستشفيات الجديدة وتأهيل المستشفيات القديمة، وتطبيق التأمين الصحي الشامل، الذي يجري الإعداد لتطبيقه في 5 محافظات جديدة هي، دمياط ومطروح وكفر الشيخ وشمال سيناء والمنيا، ليستفيد منه 12 مليون مواطن. ويتم أيضا دعم وتوطين صناعة الدواء، وإنتاج أصناف جديدة عالية الجودة، والاهتمام بصناعة الخامات الدوائية وألبان الأطفال، وتوفير الأدوية التي تعاني نقصا في الأسواق والاهتمام بالرقابة لضمان عدم تداول أدوية منتهية الصلاحية أو أدوية فاسدة تؤثر على صحة الإنسان. مصر لديها قلاع صناعية كبرى في صناعة الدواء، تساهم ليس فقط بتوفير الاحتياجات المحلية، بل أيضا تصدير الدواء إلى مختلف أسواق العالم، واستقرار أسعاره محليا بما يتناسب مع قدرات المواطنين. لا شك أن قرارات الرئيس بتطوير أوضاع الهيئة الصحية من أطباء وممرضين وزيادة أجورهم وحوافزهم، ساهمت في استقرار أوضاع العاملين في المجال الصحي والحد من هجرة الأطباء إلى الخارج، مع توفير العديد من وسائل الراحة لهم للقيام بعملهم، وتوفير مزايا جديدة من خلال العلاج الاقتصادي، لكي يؤدي الأطباء والممرضون والممرضات رسالتهم نحو المرضى في كل الوحدات والمستشفيات، خاصة في الريف، إضافة للقوافل الطبية التي تنظمها الجامعات المصرية للمناطق النائية، لإجراء الفحوص والجراحات للمرضى وتوفير الرعاية الصحية لهم. المنظومة الصحية في مصر متشعبة لا تقتصر على الأطقم الطبية في المستشفيات والوحدات الصحية، بل أيضا الأساتذة الزائرين من الداخل والخارج، لإجراء الجراحات الصعبة، لذا يقوم وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار بالعديد من الجولات المفاجئة على المستشفيات، للعمل على ضبط العمل والتأكد من وجود الأطقم الطبية.

الحقيقة لا تموت

من يقرأ الصحف ويتابع المواقع وهي تعلق على الضربة الإيرانية لإسرائيل، لا بد سيصاب كما أخبرنا أسامة غريب في “المصري اليوم” بدهشة تدفع للتساؤل: ما هو بالضبط الموقف الذي كان يأمله هؤلاء من إيران بعد قصف قنصليتها في دمشق؟. هل سكوت إيران عن الرد كان سيدعوهم لتقدير الحكمة وصوت العقل، أم كان سيسعّر ردود أفعالهم تجاه الجعجعة بلا طحين، التي تميز طهران على الدوام؟ هل كانوا يرغبون في ضربة إيرانية ساحقة تخلف مئات القتلى ودمارا كبيرا للبنية التحتية في إسرائيل، أم أن حدوث هذا كان سيدفع للولولة على التهور، الذي فتح بوابات النار على منطقة هي ملتهبة بطبعها؟ حقيقة المشكلة هي غياب حلم عربي نجتمع عليه، فأصبح تقييمنا للمواقف يخضع لاتجاهات المتلاعبين بعقولنا.. فإذا كان اللاعب بالعقول هو رجل دين داعشي من الذين يحرضون على القتال ضد الجميع ما عدا إسرائيل، فإن أتباعه قد يرغبون في التطوع للقتال ضد إيران. وإذا كان رجل دين وهابي طائفي فإن أتباعه سينثرون سموما فكرية على طريقة أن الإيرانيين مجوس كفرة يعبدون النار، حتى لو تدثروا بعباءة الإسلام، وعلى هذا فقتالهم فريضة، أو في أقل القليل الشماتة فيهم واجبة. ولو كان المتلاعب بالعقول هو صحافي عربي من المتأثرين بتوماس فريدمان وفريد زكريا، فإن أتباعه سيميلون في الغالب مع الطرف القوي أينما مال، بصرف النظر عن الحق والحقيقة. وإلى جانب هؤلاء، فهناك الرأي العام الذي يتأثر، ليس فقط بموقف الكاهن الشرير والإعلامي المنسحق، وإنما يبحث عن الموقف الحكومي ليتماهى مع السلطة جيئة وذهابا، وفي هذا شعور بالأمان.

تذوق السم الإسرائيلي

الضربة الإيرانية لم تلحق الدمار بإسرائيل، ولعل معظم الصواريخ والمسيرات تم اعتراضها، ولكن إسرائيل وفقا لأسامة غريب عاشت رعبا حقيقيا لمدة أسبوعين، وتبيّن للعالم كله، أنها أعجز من أن تتصدى وحدها لإيران، رغم تفوقها بمعايير القوة النارية. هذا الوضع لا يطمئن الإسرائيليين. فرغم معرفتهم بأن الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين، وبعض العرب، قاموا بدور كبير في صد الضربة الإيرانية، فإنهم يخشون أن يأتي اليوم الذي ينصرف عنهم هؤلاء، أو يقل حماسهم في مساندة جرائم إسرائيل. أما إيران فإنها طوال الوقت تُمنى بالخسائر البشرية والمادية، ومع ذلك تزداد ثقة بالنفس وتُراكم الخبرات المعرفية والتقنية، وتسعى لتأجيل الحرب الشاملة لأطول فترة زمنية ممكنة. العداء الغربي لإيران مفهوم وأسبابه وجيهة، فهي واحدة من دول قليلة لا يزيد عددها عن أصابع اليد الواحدة، ترفض أن تشرب السم الإسرائيلي بتلذذ، معلنة أنه ترياق. معظم دول العالم تفعل هذا، حتى التي لا مصلحة لها في تفوق إسرائيل وتغوّلها. النظام الغربي الكولونيالي، أذاق دول العالم كله السم الإسرائيلي وأرغمها على التظاهر بالاستمتاع. إيران لن تحظى بسلام مع الغرب إلا إذا استسلمت كغيرها وقدمت المواقع النووية لرافائيل غروسي ليقيم مكانها مدن ملاهٍ ومحلات بيتزا وشاورما، كما لن تحظى بسلام مع دول العالم الثالث الكارهة لها، إلا إذا قبلت أن تشرب من الكأس نفسه، وبهذا يصبح الجميع في الهوا سوا.

مد يد السلام

انتاب الألم الدكتور هاني سري الدين في “الوفد” بسبب مشاهد الخراب والكوارث في العالم العربي، إذ لا نغادر هما في بلد ما حتى نجد أقسى منه في مكان آخر، وهو ما يُحفزنا دائما على أن نُفكر ونتدبر فيما يجب فعله. ولا شك أن المشهد السوداني بما يستعر داخله من صراع دامٍ، وتتوالى فيه من مآسٍ قاسية، جدير بالالتفات والاهتمام من كل عربي بشكل عام، وكل مصري بشكل خاص. السودان كان على مدى أكثر من قرن كامل إقليما جنوبيا للوطن نفسه في ظل مملكة مصر والسودان. كما كان وما زال رافدا من روافد أمن البلاد المائي والحياتي، ما جعل مصطفى النحاس زعيم الوفد يقول مقولته الشهيرة «تقطع يدي ولا تفصل السودان عن مصر»، وهي مقولة لم تكن تعني ما حاول البعض بسوء نية تصويره، باعتباره نوعا من الهيمنة المصرية على السودان، بقدر ما هو ارتباط المصير واتصال التكامل والمحبة بين البلدين والشعبين. الواجب على كل الأطراف مد يد السلام والسعي للتهدئة واستعادة الاستقرار مرة أخرى في هذا البلد العربي الشقيق، خاصة أن الصراعات الأهلية سبق وقادت السودان سنة 2011 إلى مصير مؤلم وهو الانفصال لدولتين مستقلتين، تعاني كلتاهما من تحديات اقتصادية عصيبة وأوضاع قاسية.

لا تنسوا السودان

إذا كانت الفوضى الآن هي عنوان الصراع الدائر، في السودان فإننا يجب أن نتذكر جيدا ما انتبه إليه الدكتور هاني سري الدين من أن مصر أدت منذ البداية دورا عظيما، وسعت للتوسط لإنهاء القتال، ونبذ الحرب الدائرة، وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة، وفتحت – رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة – أبوابها للأشقاء السودانيين دون قيود وحواجز، ضاربة المثل والقدوة في دعم الأشقاء. ورغم ذلك، فإن الأوضاع اليوم تزداد سوءا بصورة مخيفة، ما يدفع مؤسسات الإغاثة الدولية لإطلاق مبادرات ودعوات لضرورة إنقاذ السودان من كارثة المجاعة التي قد تودي بمئات الآلاف من البشر. فمن المعروف أن عدد سكان السودان يبلغ نحو 51 مليون نسمة، وهناك أكثر من 24 مليونا منهم يعانون من نقص الغذاء وضعف الرعاية الصحية، نتيجة الحرب الأهلية، ولا شك أن ذلك يتطلب جهودا عربية قوية للضغط على الأطراف المتصارعة لوقف القتال، وتأمين إغاثة المدنيين، في ظل تجاهل دولي غريب، لما يحدث. صحيح أن الظروف صعبة والمشاهد موجعة في فلسطين المحتلة منذ أطلقت إسرائيل حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وصحيح أن ذلك يتطلب جهودا دبلوماسية مكثفة لوقف العدوان، لكن ذلك لا يعني أبدا أن ننسى الحرب الدائرة في السودان، لذا فإنه من الضروري أن ينتبه العالم العربي كله إلى ضرورة السعى لفرض السلام، والتكاتف لدعم الاستقرار وتأمين سبل الحياة في السودان، والاصطفاف خلف مصر في إغاثة الأشقاء السودانيين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية