الحزن والإضراب يعمان فلسطين حدادا على أرواح ضحايا الحريق في غزة

أشرف الهور
حجم الخط
1

غزة – “القدس العربي”:

عمت حالة الحزن المناطق الفلسطينية ونكست الأعلام حدادا على ضحايا الحريق الذي اندلع ليل الخميس في إحدى البنايات السكنية شمال قطاع غزة، وأودى بحياة 21 مواطنا بينهم أطفال، والذين شيعوا في موكب جنائزي كبير إلى مثواهم الأخير، فيما شكلت لجنة تحقيق مختصة لمعرفة ملابسات الحريق.

حداد وحزن 

وفي موكب جنائزي كبير شيعت جماهير كبيرة من المواطنين الذين قدموا من مخيم جباليا والمناطق القريبة جثامين الضحايا التي لفت بعلم فلسطين، بعد أداء صلاة الجنازة عليهم في مسجد الخلفاء الراشدين، ومن ثم جرى مواراتهم الثرى في مقبرة قريبة، فيما أدى مواطنون يقطنون في المناطق البعيدة عن منطقة الحادث الأليم صلاة الغائب على أرواح الضحايا.

وقد أعلنت الرئاسة الفلسطينية أن يوم الجمعة هو يوم “حداد وطني” على أرواح الضحايا، تنكس فيه الأعلام على المؤسسات الرسمية كافة، حيث نعى الرئيس محمود عباس الضحايا، واصفا الحدث بـ”الفاجعة الوطنية”، كما وجه كافة الجهات المسؤولة لتوفير كل الإمكانيات من أجل مساعدة عائلات الضحايا والتخفيف عنهم.

وبناء على تعميم من وزارة الخارجية والمغتربين، نكست سفارات وبعثات دولة فلسطين، الأعلام حدادا على أرواح الضحايا، فيما أوعز رئيس الوزراء محمد اشتية، بتقديم المساعدة العاجلة لعائلات ضحايا الحريق، وأعرب عن صدمته الشديدة وحزنه العميق لهذه الخسارة الوطنية الفادحة، وأوعز لوزارة الصحة بسرعة تقديم العلاج للمصابين، وتكليف جميع الوزارات للقيام بكل جهد ممكن لتقديم المساعدة بمعالجة تداعيات الحريق المفجع.

وعقب انتهاء عمليات الإطفاء وإخماد الحريق ليل الخميس، أعلنت مديرية الدفاع المدني، عن تمكن طواقمها من انتشال 21 جثة من داخل البناية السكنية، لافتة إلى أنه جرى نقل الجثث إلى المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة.

وكانت النيران التي اندلعت في البناية السكنية التي تعود لعائلة أبو ريا في مخيم جباليا، أكثر أماكن القطاع اكتظاظا بالسكان، وظلت فرق الدفاع المدني تعمل كثيرا حتى تمكنت من إخماد النيران الكبيرة التي اشتعلت في المكان، فيما ترك سكان المنازل المجاورة مساكنهم خشية من وصول النيران إليها.

وظهر حجم النيران الكبيرة من خلال لقطات مصورة نشرها الجيران ومن تواجدوا في المكان على مواقع التواصل الاجتماعي.

وصبيحة الجمعة، وبعد زوال الليل المظلم، ظهر حجم الدمار الذي ألحقه الحريق في البناية، حيث حبست النيران سكانها وحالت دون قدرتهم على الخروج، وهو ما ظهر في شهادات الجيران الذين أكدوا سماع صراخ من داخل المبنى المحترق.

لجنة تحقيق 

وفي غزة أعلنت وزارة الداخلية عن تشكيل لجنة مختصة للتحقيق في الحريق، وقال المتحدث باسم الوزارة إياد البزم في مؤتمر صحافي، إنه تبيّن من التحقيقات الأولية أن تخزين كمية كبيرة من مادة البنزين داخل المنزل المحترق ساهم بتصاعد الحريق بشكل هائل ووقوع هذا العدد من الوفيات.

وأوضح أنه فور تلقي جهاز الدفاع المدني بلاغاً بالحريق توجّهت أطقم الإطفاء والإنقاذ للمكان، وتم تعزيزها بقوات كبيرة من الدفاع المدني والشرطة للتعامل مع الحريق الهائل.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أظهر الفلسطينيون حزنهم على الضحايا، حيث قام المواطنون وأقارب عائلة أبو ريا بنشر صور للضحايا على مواقع التواصل، متبوعة بعبارات تعزية، فيما وصل إلى منزل العائلة في صبيحة اليوم التالي الكثير من سكان المخيم والمناطق المجاورة.

وفي منطقة الحدث المؤلم، أكد الجيران أنهم أمضوا ليلة الحريق بلا نوم، بعد حالة الهلع والحزن التي أصابتهم بعد الإعلان عن عدد الضحايا.

وقالت عائلة أبو ريا، إنها تقدر عالياً حالة التعاطف الكبيرة التي عبر عنها الشعب الفلسطيني منذ اللحظة الأولى للفاجعة، وقالت إن خبر الفاجعة نزل عليها  كـ “الصاعقة”، ودعت إلى “الترفع عن أي محاولة رخيصة لاستغلال أرواح أبنائنا ومصابنا الجلل واعتبارها مادة للمزايدة”، وطالبت العالم وخاصة الدول العربية ودول الخليج والدول الإسلامية بالوقوف معها في هذا المصاب الجلل، “ورفع الحصار الإجرامي عن قطاع غزة”، كما طالبت بالعمل العاجل لإدخال كافة الأدوات والإمكانيات إلى طواقم الدفاع المدني وإلى كل الأجهزة الخدماتية في غزة وذلك لضمان عدم تكرار هذا الحادث الأليم، والذي تكرر في حالات مشابهة مثل العائلات التي قضت وتوفيت بالكامل نتيجة احتراقها من الشموع، والتي كانت تبحث هي الأخرى عن إنارة وكهرباء في ظل انقطاع التيار الكهربائي.

نعي الضحايا 

ونعت حركة حماس الضحايا، وأعلن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة وقوف حركة حماس إلى جانب المكلومين في هذه الفاجعة الإنسانية، كما أعلن عن تبني جميع الضحايا، وقال “إن ما حدث من فواجع الأقدار”، لافتا إلى أن الحدث يعيد تذكير العالم بالمأساة الإنسانية التي تعيشها غزة التي تقع تحت الحصار والنار، وحرمانها من الإمكانات التي تساعدها على التعامل والسيطرة على هكذا حرائق.

ونعت حركة فتح، ضحايا الحريق في منزل عائلة أبو ريا، وأكدت وقوفها إلى جانب العائلة المكلومة في هذا الحادث الأليم والفاجعة الوطنية، ودعت المواطنين وكافة كوادر الحركة للمشاركة في تشييع جثامين الضحايا، وتقديم المساندة لعائلة أبو ريا في هذا المصاب الجلل.

كما نعى المجلس الوطني ضحايا الحريق، وقال المجلس في بيان له “إنه ليوم حزين وأليم ما أصاب أهلنا من عائلة أبو ريا جراء الحريق الذي نشب بمنزلهم”.

وتقدّمت الجبهة الشعبية بالتعازي لعائلة الضحايا، ودعت المواطنين لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر عند التعامل مع وسائل التدفئة المختلفة خاصّة وأنّنا على أبواب فصل الشتاء، وأيضًا عند التعامل مع أي موادٍ قابلةٍ للاشتعال حفاظًا على حياتهم.

وكانت قيادة القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، أعلنت حالة الحداد الشامل والإضراب على أرواح شهداء الحريق من عائلة أبو ريا.

وقدمت كل من مصر والأردن وتركيا التعازي لدولة فلسطين، إثر حادث الحريق، كما أعرب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وعلماء الأزهر، عن صادق مواساتهم لدولة فلسطين، قيادة وشعبا إثر حادث الحريق.

وقدم الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، خالص التعازي وصادق المواساة لدولة فلسطين، في ضحايا الحريق.

وقدم تور وينسلاند منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، التعازي وقال “بالنيابة عن مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة، وبالأصالة عن نفسي، أتقدم بأحر التعازي لأسر وأقارب وأصدقاء الذين لقوا حتفهم في الحادث، وللحكومة والشعب الفلسطيني، وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين بالحادث”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    فعلا حصار و حريق ونار على أبناء غزة العزة هذه مصائب تلوى المصائب تكسر الظهر والله، والله يعجل بتحرير فلسطين ويكسر شوكة إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا أبدا أبدا أبدا قولوا آمين يارب العالمين

إشترك في قائمتنا البريدية