الحرس الثوري الإيراني يحقق مع منتسبين جدد حول تسريب محتمل لمواقع ومعلومات خاصة في دير الزور

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق- «القدس العربي»: يخفي الهدوء الحذر في مناطق سيطرة النظام السوري وانتشار المجموعات المسلحة التابعة لإيران، حالة من الاستنفار والتأهب وسط عمليات دهم واعتقال بحق المنتسبين المحليين للفصائل الموالية لإيران للتحقيق بتهم تسريب معلومات ومواقع خاصة، وذلك في أعقاب تهديد انتقامي إسرائيلي محتمل بعد الهجوم الإيراني.
وقالت مصادر محلية إن الفصائل التابعة للحرس الثوري الإيراني أجلت دورة لمنتسبين جدد من مناطق سورية مختلفة وأهمها في دير الزور شرقي سوريا، وسط حالة من الترقب والاستنفار ضمن مناطق سيطرتها في سوريا بدءاً من قرب الجولان السوري المحتل وريف دمشق الغربي والجنوبي الغربي وصولاً إلى دير الزور وريفها إلى الحدود السورية– العراقية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، أفاد، أمس الخميس، بأن قيادة ميليشيات “الحرس الثوري” الإيراني في دير الزور، منحت إجازة لمدة أسبوع لكافة القياديين والإداريين ضمن جميع المقرات والمواقع العسكرية التابعة لها في مدينة دير الزور وأريافها، كما منحت إجازة للمسؤولين عن المراكز الثقافية الإيرانية المنتشرة في كل من دير الزور، ومدينتي البوكمال والميادين وبلدة حطلة، تخوفاً من قصف إسرائيلي محتمل.
ويشهد شهر أبريل/ نيسان الجاري تراجعاً في حدة الضربات الإسرائيلية البرية منها والجوية عقب الضربة الإسرائيلية في الأول من أبريل/ نيسان الجاري على مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية في منطقة المزة بالعاصمة دمشق، وأسفرت عن مقتل 16 هم: 14 من العسكريين بينهم 7 من قيادات الحرس الثوري الإيراني، بينهم القائد محمد رضا زاهدي.
مصدر أمني خاص في الحرس الثوري الايراني قال لموقع “نورث برس” الكردي: “بعد قصف القنصلية الإيرانية نفذ الحرس الثوري حملات دهم واعتقال، بحق سكان دير الزور والميادين، بينهم نساء بتهم مختلفة أبرزها التعامل مع جهات خارجية، كما شهدت مناطق دير الزور وريفها استنفاراً عسكرياً وتدقيقاً على البطاقات الشخصية، وخاصة على المنتسبين المحليين للفصائل الموالية لإيران”.
وأضاف: “خضع عدد من العناصر المحليين العاملين مع الحرس الثوري بمدينة دير الزور للتحقيق بتهم تسريب المواقع الخاصة بالميليشيات، وأطلق سراح بعضهم لاحقاً لعدم وجود أي أدلة تفيد بمجريات التحقيق”.
في موازاة ذلك، كشف مسؤولون أمنيون سوريون وإيرانيون أنّ الحرس الثوري وحزب الله اتخذا إجراءات طارئة في منشآتهما بجميع أنحاء سوريا، وذلك بعد التهديدات الإسرائيلية بالرد على هجوم إيران. وقال مسؤولون ومستشارون سوريون وإيرانيون إنّ طهران بدأت بإجلاء موظفيها من مواقع عدّة في سوريا، حسبما نقلت صحيفة أمريكية.
ووفقاً للمصدر، فإنّ الحرس الثوري وحزب الله قلصا وجود كبار الضباط في سوريا، مشيرين إلى أنّ بعض أعضاء الحرس الثوري قاموا بإخلاء قواعدهم في البلاد، حيث لفتت الصحيفة إلى أنّه لم يبق سوى عدد قليل من الجنود للدفاع عن الترسانات.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرّب من حزب الله أنّ إيران أبلغته باتخاذ إجراءات احترازية في سوريا، حيث يمكن لإسرائيل استهداف قواعد الحرس الثوري ومستودعاته ومواقع الحزب هناك.
كما ذكر مسؤولون أمنيون سوريون أنّ ميليشيات حزب الله زادت عدد مقاتليها على الحدود السورية مع إسرائيل مؤخراً، وذلك بغرض جمع معلومات استخباراتية عن هجمات إسرائيلية محتملة على مقاتليها ومنشآتها.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الثلاثاء، أنّ القيادة الشمالية تجري تدريبات تتضمّن سيناريوهات تشمّل العمل على الجبهتين السورية واللبنانية في وقتٍ واحد.
موقع “نورث برس” الكردي نقل من جانبه عن مصدر أمني في الحرس الثوري الإيراني، أن الأخير استقدم معدات وأسلحة وعناصر من البادية، كانت قد انسحبت بعد الغارات التي استهدفت حي الفيلات بمدينة دير الزور قتل فيها خبير الاتصالات بهروز وحيدي، بينما نفذت جميع الوحدات استنفاراً كاملاً على مدار 24 ساعة وإلغاء للإجازات بعد استهداف القنصلية بدمشق.
وقال المصدر الأمني، أثناء الرد “رفعت الميليشيات الإيرانية حالة التأهب القصوى بالمنطقة أثناء ردها على استهداف القنصلية بدمشق، وثبتت قواعد إطلاق صواريخ ومسيرات مقابل القواعد الأمريكية في الضفة المقابلة”. وثبت الحرس الثوري الإيراني قواعد عسكرية في منطقتي الحيدرية والشبلي على أطراف مدينة الميادين باتجاه قاعدة حقل العمر النفطي، كما ثبت منصات إطلاق أخرى في كل من بلدتي حطلة ومراط ضمن القرى السبع بالإضافة لبلدة المريعية، وذلك مقابل قاعدة حقل كونيكو للغاز.
وأشار في الحرس الثوري الإيراني إلى أن الفصائل الإيرانية أعادت التيار الكهربائي للعمل بعد ساعات من انتهاء ردها على قصف القنصلية الإيرانية بدمشق، وأزالت منصات وقواعد إطلاق المسيرات والصواريخ التي ثبتتها قبالة القواعد الأمريكية في المنطقة، كما سحبت عدداً كبيراً من العناصر والعتاد نحو عمق البادية، مبيناً أن الفصائل عمدت إلى تبديل مقراتها الاعتيادية بمدينتي البوكمال والميادين مع إبقائها على عناصر الحراسة المحليين، وأنهت حالة الاستنفار القصوى وأعادت تفعيل إجازات العناصر المحليين.
وأضاف: “أجل الحرس الثوري الإيراني حينها دورة لمنتسبين جدد قادمين من أرياف محافظتي حماة وحمص، وكان من المقرر افتتاح الدورة السبت الماضي، إلا أنها تأجلت بسبب استنفار عسكري بدير الزور على وقع الهجوم الإيراني ضد إسرائيل، بحسب المصدر الذي أكد أن معظم المظاهر المسلحة للعناصر التابعة لإيران قد اختفت بشكل شبه كامل من المنطقة مع هدوء حذر يسود الأجواء دون أي إصدار لتعليمات جديدة، خوفاً من أي عمل انتقامي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية