الحراك الطلابي المناصر لفلسطين في أمريكا يتواصل رغم القمع والشيطنة.. وجامعات ترضخ لبعض المطالب

حجم الخط
0

واشنطن ـ “القدس العربي”:

يتواصل الحراك الطلابي في أمريكا والمساند لفلسطين والمندد بعدوان الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية، رغم القمع والشيطنة والتشويه التي يتعرض له. فقد ألغت جامعة فيرمونت خطابا لمندوبة واشنطن بالأمم المتحدة استجابة لمطالب المحتجين وسط استمرار الحراك الطلابي.

من جهة أخرى قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، اليوم السبت، إن هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم جامعة إيموري بولاية جورجيا صوتوا لصالح حجب الثقة عن رئيس الجامعة، بسبب استدعائه الشرطة ضد الطلاب المحتجين على العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.

ألغت جامعة فيرمونت خطابا لمندوبة واشنطن بالأمم المتحدة استجابة لمطالب المحتجين

كما نقلت أن جامعة كاليفورنيا ريفرسايد توصلت لاتفاق مع المحتجين لإنهاء مخيمهم الاعتصامي مساء اليوم، يتضمن الاتفاق تعهد إدارة الجامعة بالشفافية والإفصاح عن الاستثمارات وبرامج التعاون الأكاديمي مع الخارج.

ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن ما سمتها الصفقة هذه تتعارض مع سياسة نظام جامعة كاليفورنيا المكون من 10 جامعات، بعد تأكيده الأسبوع الماضي معارضته “دعوات المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل”.

وبينما يطالب المتظاهرون بإنهاء الاستثمارات المتعلقة بإسرائيل والتسليح، تظهر المفاوضات الأخيرة أن بعض الجامعات تنظر إلى هذه القضية باعتبارها وسيلة لإنهاء الاحتجاجات مع دخول الكليات موسم التخرج.

وتنضم جامعة كاليفورنيا ريفرسايد بذلك إلى مجموعة صغيرة من الجامعات في البلاد، بما في ذلك جامعات براون ونورث وسترن وروتجرز، التي توصلت إلى اتفاقيات مع المتظاهرين لمناقشة قضية الاستثمار، بحسب تقارير صحفية أميركية.

كما أدى اتفاق جامعة براون لإجراء تصويت في مجلس الإدارة على خفض الاستثمارات المرتبطة بإسرائيل إلى إعلان أحد المانحين الرئيسيين، وهو قطب العقارات الملياردير باري ستيرنليخت، أنه أوقف تبرعاته مؤقتًا، والتي بلغ مجموعها أكثر من 20 مليون دولار، وفق موقع “إي دي سورس”.

وذكرت وكالة أسوشييتد برس أن أعضاء هيئة التدريس في كلية بومونا في كاليفورنيا صوتوا لصالح سحب الاستثمارات من الشركات التي قالوا إنها تمول حرب إسرائيل في غزة، حسبما ذكرت مجموعة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب يوم الجمعة.

ورغم أن التصويت ليس ملزما، إلا أن المؤيدين قالوا إنه يهدف إلى تشجيع مجلس الإدارة على التوقف عن الاستثمار في تلك الشركات والكشف عن استثماراته.

أدى اتفاق جامعة براون لإجراء تصويت على خفض الاستثمارات المرتبطة بإسرائيل إلى إعلان أحد المانحين الرئيسيين، وهو الملياردير باري ستيرنليخت، لوقف تبرعاته المقدرة بأكثر من 20 مليون دولار مؤقتًا

من جهة أخرى رضخت إدارة جامعة إيفرغرين الأمريكية لمطالب الطلاب المحتجين المؤيدين لفلسطين وأبرمت معهم مذكرة تفاهم.

وذكرت صحيفة “كولومبيان”، أمس الجمعة، أنه تم التوصل إلى تفاهم بين الطلاب والإدارة في 30 أبريل/ نيسان المنصرم، وقبول مطالب المتظاهرين.

وفي هذا الإطار تم توقيع مذكرة تفاهم بين إدارة الجامعة وممثلي الطلاب الذين وافقوا على إزالة مخيمهم.

وبموجب مذكرة التفاهم، سيصدر رئيس جامعة إيفرغرين جون كارمايكل بيانا يطالب فيه “بوقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن جميع الرهائن وتوسيع المساعدات الإنسانية للمنطقة”.

كما تعهدت الجامعة بعدم الموافقة على برامج الدراسة في الخارج، في إسرائيل أو غزة أو الضفة الغربية، أثناء استمرار الصراع، أو برامج في مناطق قد يُمنع فيها الطلاب بسبب هويتهم اليهودية أو الفلسطينية.

وستراقب لجان مشتركة بين الطلاب وإدارة الجامعة عملية تنفيذ مذكرة التفاهم، وسيتم إبلاغ الجامعة بالعملية، وستنظر الجامعة في تنفيذها حتى عام 2026 على أبعد تقدير.

إضافة إلى ذلك، ستقترح لجان أخرى إنشاء هيكل جديد للمجلس المعني بعمل عناصر الشرطة في الجامعة بحلول خريف 2026، واعتماد صيغة جديدة للتعامل مع الأحداث دون تدخل الشرطة بحلول 2030.

وبحسب وكالة “الأناضول” أعربت متحدثة جامعة إيفرغرين، فارا هايز، عن امتنانها لبقاء المظاهرات سلمية، وعدم تصاعد الأحداث.

بدوره، أشار أليكس مارشال، طالب في السنة الثالثة في إيفرغرين وأحد الطلاب الأربعة الذين وقعوا البروتوكول، إلى عدم توقيف أو تغريم أي طالب خلال أسبوع من المظاهرات في الجامعة.

وقال: “نحن سعداء للغاية بكون الجميع في أمان واجتيازنا هذه المرحلة دون تعرض طلابنا لعنف الشرطة”.

وأضاف أن القائمة النهائية لمطالب الطلاب أُعدت عبر التوصل إلى توافق في الآراء خلال الاجتماعات التي عقدت في المخيم على مدى أسبوع.

وخيم طلاب في “الساحة الحمراء” بالحرم الجامعي يوم 23 أبريل الماضي بعد أن ترك بعضهم الفصول الدراسية ونظموا تظاهرة.

اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بأمريكا، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها الأمريكية

والثلاثاء، توصل الطلاب المتظاهرون في جامعة براون الأمريكية، إلى اتفاق لفض مخيمهم بعد موافقة الجامعة على إجراء تصويت في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل على سحب استثماراتها من الشركات الداعمة لإسرائيل.

وفي 18 أبريل/ نيسان الماضي، بدأ طلاب وطالبات وأساتذة جامعات رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.

ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات المحتجين، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.

ولاحقا، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.

وكان لافتا لجوء السلطات الأمنية في الولايات المتحدة إلى “القمع والعنف الشديد” لفض اعتصامات الجامعات، واعتقال أكثر من ألفي محتج حتى الخميس، وفق أرقام نشرتها وسائل إعلام أمريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية