الجيش الالكتروني السعودي يواجه أزمة: نمدح تركيا أم نشتمها؟

حجم الخط
0

لندن-“القدس العربي”: دخل عناصر “الجيش الالكتروني السعودي” ومعه المئاتُ من النشطاء على الانترنت من مؤيدي النظام السعودي في حالة من الارتباك الواضح بعد التطورات الأخيرة التي شهدها ملف اغتيال الصحافي والكاتب السعودي المعروف جمال خاشقجي، وفي أعقاب البيانات الإيجابية التي صدرت عن الرياض تجاه تركيا التي كانت هدفاً لكيل الانتقاد والشتائم على الانترنت.

ودخل العديد من المغردين على “تويتر” في حالة تناقض واضحة خلال الأيام الماضية بعد أن كانوا قد شنوا هجوماً لاذعاً على تركيا في أعقاب اغتيال خاشقجي، واستمروا لعدة أيام تلت الجريمة يُطالبون أنقرة بالكشف عن مصيره، بينما اتهم بعضهم دولة قطر بالضلوع في خطفه، وألمح آخرون إلى أن جماعة الإخوان المسلمين هي التي قامت بتصفيته، لكن الرياض اعترفت لاحقاً بارتكاب الجريمة داخل قنصليتها وأن رجالاً محسوبين على نظامها هم الذين قاموا بتصفيته.

ودخلت العلاقات السعودية التركية في منحنى جديد في أعقاب الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك سلمان بن عبد العزيز، مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، يوم الرابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، حيث لاحقاً للاتصال بثت وكالة الأنباء الرسمية السعودية بياناً قالت فيه إن “الملك سلمان أكد على حرص السعودية على علاقاتها بشقيقتها تركيا بقدر حرص جمهورية تركيا الشقيقة على ذلك” ونقلت وكالة “واس” السعودية عن الملك سلمان قوله: “لن ينال أحد من صلابة هذه العلاقة بإذن الله”.

ووصل الغزل السعودي الرسمي بتركيا ذروته يوم الأربعاء الرابع والعشرين من تشرين الأول أكتوبر الحالي عندما تحدث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لأول مرة عن قضية خاشقجي، وذلك خلال كلمة في مؤتمر الاستثمار المنعقد في السعودية، حيث أشاد بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان وقال إن “السعودية وتركيا ستتخذان الخطوات لمعاقبة مرتكبي جريمة خاشقجي” وأضاف: “التعاون بين السعودية وتركيا بشأن ما حدث مع خاشقجي مميز”.

وتابع بن سلمان قائلاً: “هناك من يحاول استغلال القضية لإحداث شرخ، وأرسل لهم رسالة من هذا المنبر ولن يستطيعوا عمل ذلك طالما هناك ملك اسمه سلمان بن عبد العزيز ورئيس في تركيا اسمه رجب طيب اردوغان”.

ولاحقاً لهذه التطورات غابت حملات الشتائم التي تشهدها شبكات التواصل الاجتماعي ضد تركيا وضد الرئيس اردوغان، بل تحول بعض النشطاء المحسوبين على النظام السعودي إلى كيل المديح لاردوغان وبلاده.

ورصد العديد من النشطاء على الانترنت التحول في اللهجة تجاه تركيا، حيث تداولوا مقطع فيديو يظهر فيه مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور سليمان أبا الخيل وهو يقول: “هل يُعقل أن يبرز رجل درس العقيدة ونهلها ورضعها في هذه البلاد ويقول إننا ننتظر من اردوغان في تلك الدولة الفاجرة الفاسدة الفاسقة أن يكون خليفة المسلمين؟”.

ونشر الناشط تركي الشلهوب هذا الفيديو في أعقاب التطورات الأخيرة موجهاً سؤاله للمتحدث: “هل ما تزال تركيا فاسدة فاجرة فاسقة؟ أم تغيرت بعد تصريح سيدك محمد بن سلمان وأصبحت دولة شقيقة صالحة مصلحة؟”.

وكتب أحد المعلقين قائلاً: “سبحان الله دم جمال خاشقجي أسقط الأقنعة عن وجوه كثيره في بلاد الحرمين، رحمك الله يا جمال.. اللهم اكشفهم وانزع سترك عنهم”.

وغرد ياسر حمزة على “تويتر” قائلاً: “أقذر شي هم هؤلاء مشايخ وعبيد السلطان لأنهم باعوا دينهم لمرضاة آل سعود وخسروا الدنيا والآخرة، آه كم كنا مخدوعين بكم”.

كما نشر الناشط الشلهوب تغريدة منفصلة أخرى قال فيها: “في السعودية.. فجأةً تحول “اردوغان المستبد” إلى “فخامة الأخ الرئيس” و”تركيا الإخوانية” إلى “تركيا الشقيقة” و”العصملي الحاقد” إلى “الشعب التركي العظيم”.. وانتقلوا من إطلاق حملات إعلامية منظّمة ضد تركيا واقتصادها إلى التأكيد على عمق ومتانة وصلابة العلاقات بين البلدين!.. إنه الخوف”.

وأضاف: “قبل كلام بن سلمان استهزأوا باردوغان بوقاحة.. بعد كلام بن سلمان: شكراً لفخامة الرئيس اردوغان”.

يشار إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي شهدت العديد من الحملات التي استهدفت تركيا خلال الفترة الماضية، وتصاعدت وتيرتها في أعقاب اغتيال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية