الجيش الإسرائيلي محذراً: السنوار قرأ أساليبنا وسيعد لنا فخاً استراتيجياً

حجم الخط
0

بقلم: أسرة التحرير

رئيس الوزراء نتنياهو، ورفاقه في قيادة اليمين ينتفضون انفعالاً قبيل إلقاء الجيش الإسرائيلي لاحتلال الجيب الفلسطيني في رفح، الذي فر إليه نحو مليون لاجئ من شمال قطاع غزة ووسطه، وبقيت فيه قوة عسكرية منظمة لحماس. يصور نتنياهو احتلال رفح كمفتاح لـ “النصر المطلق” الذي وعد به ولم يفِ. شركاؤه سموتريتش، اوريت ستروك وبن غفير، يأملون بأن تؤدي العملية في رفح إلى هجرة جماعية للفلسطينيين إلى خارج القطاع وإقامة مستوطنات يهودية مكانهم. يروج نتنياهو وشركاؤه لحرب دائمة ويعارضون وقف نار يستبدل فيه المخطوفون الإسرائيليون بسجناء فلسطينيين، يعود النازحون إلى شمال غزة وتندثر أحلام النكبة الثانية.

يقف حيال آمال نتنياهو الواقع في هذه اللحظة. إن أي عملية برية واسعة في رفح المكتظة، بالأسلوب الذي عملت فيه إسرائيل في غزة وخان يونس، ستحدث موجة جديدة من القتل والطرد والخراب للسكان الذين سبق أن نزحوا من بيوتهم ويعيشون على شفا الجوع. خطط إخلاء المدنيين من رفح، التي عرضها الجيش الإسرائيلي على الإدارة الأمريكية وعلى منظمات الإغاثة الدولية، ردت كخطط غير جدية. حتى لو نجحت إسرائيل في تفكيك أربع كتائب لحماس في هذا الجيب، فلا تملك جواباً على إعادة انتظام مقاتلي المنظمة ممن سينجون ويواصلون الملاحقة للجيش الإسرائيلي، ولا اقتراح عملياً لبناء قوة سلطوية تحل محل السنوار ورجاله.

أوضحت الإدارة الأمريكية لإسرائيل بأنها تعارض بشدة عملية واسعة في رفح، وحذرت من أنها ستقوض الحلف الغربي – الإقليمي الذي دافع عن إسرائيل في وجه هجمة الصواريخ الإيرانية في 13 نيسان، وتقضي على فرصة التطبيع مع السعودية. لقد جسدت “ليلة إيران” بأن إسرائيل لا يمكنها أن تدافع عن نفسها وحدها في وجه وفرة التهديدات المحيطة بها، وأن أمنها المستقبلي منوط ببناء ائتلاف ضد إيران وحلفائها. إذا أصر نتنياهو على الاستخفاف بالأمريكيين مثلما فعل في تصريحاته، فسيصطدم بحظر سلاح وبإزالة الدرع الدبلوماسي الأمريكي في مجلس الأمن. لوائح الاتهام وأوامر الاعتقال في لاهاي ضد مسؤولين إسرائيليين ستتسع. والجيش الإسرائيلي يحذر نتنياهو من فخ استراتيجي يعده له السنوار في رفح، بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم من أساليب العمل الإسرائيلية.

وعليه، فمن الحيوي وقف التدهور إلى عملية محملة بالمخاطر وزائدة في رفح، والتركيز على الصفقة لوقف نار طويل وإعادة المخطوفين الإسرائيليين مقابل تحرير سجناء فلسطينيين وإعادة النازحين إلى شمال غزة، ما سيؤدي إلى وقف نار في حدود الشمال أيضاً. على إسرائيل أن تركز الآن على ترميم أضرارها وفوق كل شيء على تغيير الحكم الذي تسبب بالكارثة ويسعى إلى مواصلتها إلى ما لا نهاية، وذلك لتفادي محكمة الجمهور.

 هآرتس 5/5/2024

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية