ستينية الاستقلال.. الجزائر تقيم استعراضا عسكريا ضخما وتوجه رسائل ضد التطبيع- (صور وفيديوهات)

حجم الخط
47

الجزائر- “القدس العربي”: قدم الجيش الجزائري استعراضا ضخما بمناسبة ستينية استقلال البلاد من المستعمر الفرنسي، أظهر فيه قدراته في مجالات الردع العسكري البري والجوي والبحري. ومثّل هذا الحدث الكبير مناسبة للسلطة السياسية لتأكيد موقف البلاد الرافض للتطبيع، عبر توجيه دعوة خاصة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وقادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، لمقاسمة الجزائريين أجواء الاحتفال.

تهيأت منذ الساعات الأولى للصباح ساحات الاستعراض العسكري، الذي أقيم عند جامع الجزائر الأعظم المطل على البحر المتوسط. وأعطى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إشارة الانطلاق، من خلال إلقائه كلمة مختصرة قال فيها إن هذا المشهد المهيب يضفي “وجها استثنائيا” لعيد إحياء الذكرى الـ60 لاستعادة السيادة الوطنية في وقت “وصلت فيه البلاد بمؤسساتها وهيئاتها الدستورية مرحلة ارتسم معها وجه جزائر الثقة في الحاضر والأمل في المستقبل”.

ودعا تبون جميع الجزائريين مهما كانت مواقعهم ومستويات مسؤولياتهم، في هذا الظرف الذي وصفه بـ”المحفوف بالتحديات”، إلى المساهمة في تثبيت مرتكزات دولة المؤسسات والحق والقانون، دولة تتكرس فيها روح المواطنة وقيم التضامن ويتجذر فيها الشعور بالواجب الوطني”. وشدد على ضرورة جعل هذه المناسبات التاريخية “محطات شاهدة على الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة ولنتخذ منها معالم مرشدة لخدمة وطننا المفدى وشعبنا الأبي”.

وخص تبون الجيش بتحية تقدير خاصة، وصفه فيها بـ”درع الأمة وحامل لواء جيش التحرير الوطني”، وأبرز أن “هذه اللحظات عميقة المغزى والشعب الجزائري يقف على ما وصل إليه جيشنا العتيد من احترافية وتحكم عالي في العلوم والتكنولوجيا العسكرية، وهي لحظة تحمل الى جانب ذلك معاني الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة”. وأضاف أن الجيش متلاحم مع الشعب ويزداد مهابة ورفعة لما يحظى به من مكانة في وجدان الأمة ويزداد تمرسه اقتدارا بما يتحلى به الضباط والجنود وكافة المستخدمين والمنتسبين إليه من وطنية والتزام”.

وبرز من الضيوف الذين أجلسهم تبون لجانبه الرئيسان التونسي قيس سعيد والفلسطيني محمود عباس. ولم يكن بعيدا عن “أبو مازن”، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس اسماعيل هنية، الذي كان جالسا بمحاذاة الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمن وخلفه كان وفد حماس المتكون من عدة قياديين أبرزهم سامي أبو زهري. ولم يكن هذا الحضور الفلسطيني المميز مجرد صدفة، فهو يمرر رسائل سياسية، وفق متابعين، حول تمسك الجزائر بموقفها الداعم لفلسطين والرافض لمسار التطبيع، الذي انتهجته عدة دول عربية بينها الجار المغربي. كما يأتي توقيت حضور المسؤولين الفلسطينيين سواء الذين يمثلون السلطة أو المقاومة، بعد وقت قصير من مناورات الأسد الأفريقي، التي جرت في المغرب وشاركت فيها إسرائيل، وتم النظر إليها في الجزائر من أوساط سياسية وإعلامية مقربة من السلطة، على أنها تدخل في إطار التحرش بالجزائر.

ومن الجانب الفرنسي، لم يلاحظ وجود رسميين، لكن كان لافتا حضور وزير الاقتصاد السابق والمرشح الرئاسي للانتخابات الفرنسية سابقا أرنو مونتبورغ الذي لديه أصول جزائرية والذي دعا قبل أيام إلى بناء المستقبل بين البلدين، منتقدا ما صدر عن نائب اليمين المتطرف جوزي غونزاليز في جلسة افتتاح البرلمان الفرنسي الجديد عندما تحدث عن حنينه لفترة الجزائر الفرنسية. وأصدر الإيليزيه في سياق ذكرى الاستقلال بيانا أكد فيه التزام ماكرون بمواصلة عملية الاعتراف بالحقيقة حول الحقبة الاستعمارية للجزائر.

وفي مضمون الحفل، مزج الجيش الجزائري بين استعراض القوة وبين تذكر تضحيات الثوار الذين حرروا البلاد، إذ خصص مربع خاص مثّل فيه جنودٌ مجاهدي الثورة بلباسهم وعتادهم وطافوا به على الجموع. وكان أكثر ما لفت الانتباه عرض سلاح الجو الذي قدم فيه طائرات النقل س-90 وبي.أو-350 وطائرات التدريب المتقدم والإسناد الناري ياك-130 وطائرات النقل التكتيكي س-130 وإليوشن 76 م.د، كما تم تقديم استعراض لعملية التزود بالوقود لطائرتين من نوع سوخوي 30 م.ك.أ وطائرتين من نوع سوخوي 24 م.ر من طرف طائرة تموين من نوع اليوشن 78 مع مرافقة طائرات مقاتلة من نوع سوخوي. وأمام أنظار المنصة الشرفية والعديد من المواطنين الذين اصطفوا على جنب الطريق لمشاهدة الاستعراض، حلق سرب طائرات مقاتلة تتقدمه طائرتان للقصف من نوع “سوخوي 24 م.ك” تم فيه تجسيد عملية التزود بالوقود جوا مع مرافقة طائرتين من نوع سوخوي 30 م.ك.

وكان من أشد اللحظات إثارة مرور منظومة الصواريخ أس 300 الروسية الملونة رؤوس قذائفها العملاقة بالأحمر. كما استعرضت تشكيلة من الدبابات المعصرنة بمختلف الأنواع وآليات الإسناد ومنصات صواريخ والمدفعية وعربات قتالية، يقابلها في البحر غواصات حديثة وفرقاطات وسفينة شراعية ضخمة، وجهت التحية للحاضرين. وتداول رواد مواقع التواصل، صورا لجنود وهم يستلمون من الجمهور الراية الفلسطينية التي كانت حاضرة بجانب الراية الجزائرية طيلة الاستعراض الذي لم تشهد الجزائر مثيلا له منذ أكثر من ثلاثين سنة.

وجرى الاستعراض على مستوى الطريق الوطني رقم 11 عند المدخل الشرقي للعاصمة والمحاذي لجامع الجزائر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو خالد:

    حفظ الله الجزائر وطناً وحكومة وشعباً

  2. يقول عبد الله البوليساريو:

    شهرٌ أضاء لنا السبيلَ إلـــى الهدى …….. من قبلِ أن كِدْنــــــا نضلُّ ونكفــــــر
    شهرٌ ومِن طهر القلوب بياضُــــهُ ………أصفى، ومن خُضر المرابع أخضــر
    حاكتْه بالألـــــــــــم المقدَّس أُمّــةٌ…….. بدم الشهيـــــــــد مطــــــرَّزٌ و مطهَّر
    ما أنتَ في الزمن العقيـــم مدارُهُ ……. بل أنتَ أعلى مِ الزمــــــان و أكبـــر
    أوقدتَ في ليل الشعــوب شرارةً……… وطلعتَ في صمت الشعـــــوب تُكبِّر
    بـ «اللهُ أكبرُ» والحياةُ شهـــــادةٌ ………..مَنْ ينصرِ اللهَ القديـــــــرَ سيُنْصَــــر
    تهانينا للجزائر ارض الشهداء وابناء الشهداء من ابناء جمهورية الصحراء الغربية المحتلة

  3. يقول عبد القادر UK:

    معيار الحقيقي لتقدم و ازدهار البلدان هو الاقتصاد و المنضومة الاجتماعية. الأمر الواقع هو ان الشباب و مؤخرا حتى الكهول يركبون قوارب الموت لعبور المتوسط املا في الحصول على حياة كريمة في الدول الأوروبية بينما الجنرالات ينفقون المليارات في شراء الخردة الروسية التي لن تستعمل الا في قمع الشعب الجزائري او في حرب مع المغرب الذي يتم توجيه التهديدات اليه بمناسبة و بدونها، و في كلتا الحالتين لن يكون هذا السلاح موجها لخدمة الشعب الجزائري او قضايا الامة، مع التذكير ان التصعيد مع المغرب و وقوع حرب لا يعني انها ستكون نزهة، بل تدمير شامل لكلا البلدين، و لكن يكون رابح في الاخر بل فقط تفتيت الجزائر لان قوى عالمية تنتضر فقط الفرصة للإستيلاء على مقدراتها من البترول و الغاز فهل فيكم رجل حكيم؟

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية