الجزائر تعوّل على القمة العربية في المنامة في صد الأخطار الوجودية المحدقة بفلسطين والأمة

حجم الخط
0

الجزائر- «القدس العربي»: دعت الجزائر لأن تكون القمة العربية المنتظرة في العاصمة البحرينية المنامة، مناسبة لصد الأخطار الوجودية المحدقة بالدول العربية، في وقت تواجه القضية الفلسطينية حسبها “أخطر مرحلة تستهدف تصفيتها من الوجود”.
وقال وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، خلال استقبال نظيره البحريني، عبد اللطيف بن راشد الزياني، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر، إن القمة العربية المرتقبة في المنامة تشكل أبرز وأهم استحقاق إقليمي في ظل ما تمر به المنطقة، وفق ما ورد في بيان الخارجية الجزائرية.
وأبرز أن هذا الاستحقاق الإقليمي يستدعي منا التواصل الدائم والتنسيق المستمر وبذل كافة المساعي المطلوبة لتوفير شروط ومقومات نجاح هذا الموعد التاريخي، على النحو الذي يكفل حشد جهود البلدين الجماعية وتوجيهها صوب معالجة التحديات الجسيمة التي تفرض نفسها اليوم بكل إلحاح واستعجال”.
وأشار إلى أن قمة المنامة تأتي “في ظرف بالغ الحساسية والتأزم والخطورة بالنسبة لأمتنا العربية بصفة عامة، وبالنسبة لقضيتنا المركزية، القضية الفلسطينية، على وجه الخصوص والتحديد”. وأضاف قائلاً: “إننا في الجزائر نعتقد تمام الاعتقاد أن هذه القضية تواجه اليوم أصعب وأعسر وأخطر مرحلة في تاريخها، في ظل العدوان الصهيوني المتواصل على أهلنا في قطاع غزة وفي باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو العدوان الذي صار جليًا للجميع أنه يستهدف، في ظاهره وفي باطنه، تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على المشروع الوطني المتماسك بها”.
وتتطلع الجزائر من هذا المنظور، وفق عطاف، إلى قمة المنامة، و”كلنا أمل في أن تسهم في تعزيز وحدة الأمة العربية ورص صفوفها، حتى تتمكن أمتنا من الاضطلاع بالدور المنوط بها في درء الأخطار الوجودية التي تتربص بدولنا وشعوبنا، وحتى تستعيد أمتنا دورها الأساسي والمحوري في نصرة قضيتها المركزية، وقضية الإنسانية جمعاء، القضية الفلسطينية”.
وبذات القدر من الحرص والالتزام، يتابع: “نتطلع كذلك أن تضيف القمة العربية التي سيحتضنها بلدكم الشقيق مكاسب ملموسة في مسيرة العمل العربي المشترك بما يستجيب لآمال وتطلعات شعوبنا وبلداننا في مختلف المجالات وعلى شتى الأصعدة”.
وأعرب الوزير عن أمله في “استغلال هذه الفرصة حتى نتدارس معًا مختلف أوجه علاقاتنا الثنائية ونبحث بصفة مشتركة سبل تعزيزها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب وأوسع وأنفع لبلدينا ولشعبينا ولفضاء انتمائنا العربي الجامع”.
وجاءت زيارة وزير الخارجية البحريني، وفق تصريحاته، لتوجيه الدعوة للرئيس عبد المجيد تبون الذي تمنى أن يكون حاضراً في القمة. وقال في هذا الصدد: “إننا نتطلع في مناقشاتنا اليوم إلى التشاور حول جدول أعمال القمة والذي تفضلتم وألقيتم الضوء على أهميتها والتي تأتي في ظروف استثنائية. ومن جهتنا، نتطلع إلى زيارة فخامة الرئيس ومشاركته إخوانه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية في هذه القمة المهمة”. وأبرز المسؤول البحريني أنه يشعر بالفعل أنه “بين أهله في الجزائر”، مهنئًا البلاد على جامع الجزائر الذي تشرف بزيارته والذي يعكس، كما أضاف، ما وصلت إليه الجزائر من تقدم ونمو واهتمام بالجانب الديني والثقافي وبنشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش.
وتحاول الجزائر استغلال هذه المنابر الإقليمية والدولية لتوسيع دائرة العمل لصالح القضية الفلسطينية. وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال القمة الأخيرة لمنظمة التعاون الإسلامي، بالعاصمة الغامبية بانغول، قد دعا إلى تحرك جماعي وعاجل عبر كل الآليات المتاحة وبما يمكن المنظمة من تحمل مسؤوليتها التاريخية والقانونية والأخلاقية، للدفاع عن مقدساتنا وعلى رأسها مدينة القدس التي تتعرض للتهويد والتصفية العنصرية والمسجد الأقصى الذي يدنس يومياً.
وأكد تبون في الكلمة التي تلاها نيابة عنه الوزير الأول النذير العرباوي، إلى الوقف الفوري والدائم ودون أي شروط للعدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتكثيف الجهود من أجل ضمان التنفيذ الفوري والعاجل لقرارات مجلس الأمن الدولي، لا سيما القرار رقم 2728.
كما شدد على محاسبة الاحتلال على جرائمه وتفعيل كل الآليات القانونية الدولية المتاحة من أجل محاكمة مرتكبي جرائم الحرب والإبادة الجماعية وغيرها من الأفعال المحرمة قانوناً، والدفع نحو تفعيل مسار سياسي لإيجاد حل شامل وعادل ونهائي للقضية الفلسطينية يضمن إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية وتكريس حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتعزيز الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية والعمل على حصولها على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة.
وكانت القمة العربية الإسلامية الأخيرة التي جرت في ذروة العدوان الإسرائيلي على غزة، قد عرفت امتعاضاً جزائرياً من السقف المنخفض للمطالب حول طرق وقف العدوان في غزة، ما دفعها إلى تخفيض التمثيل والمشاركة بسفيرها في القاهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية