الجزائر تحذر من معاودة تنظيم “الدولة” للظهور في العراق وسوريا.. وتدعو لدراسة علاقة الإرهاب بالجريمة المنظمة- (فيديو)

حجم الخط
0

الجزائر- “القدس العربي”: نبّهت الجزائر إلى احتمالات معاودة تنظيم “الدولة” (داعش) الظهور في سوريا والعراق في حال خفّ الجهد الدولي في القضاء عليه، ودعت لمعالجة الأسباب العميقة التي تغذي ظاهرة الإرهاب في العالم.

وفي مداخلة له خلال اجتماع لمجلس الأمن للأمم المتحدة، أكد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة بنيويورك، السفير عمار بن جامع، ضرورة وجود تعاون دولي للتغلب على المنظمات الإرهابية.

وأكد السفير في هذه الجلسة المخصصة للتهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن الدوليان بسبب الأعمال الإرهابية”، أنه “للقضاء على جماعات مثل داعش فنحن بحاجة إلى تعاون دولي”، مبرزا أن “التعاون مع الحكومات والمجموعات الإقليمية والمنظمات الأممية لمكافحة الإرهاب أمر جد مهم”.

وفي هذا السياق، أوضح الممثل الدائم للجزائر أن التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة حول التنظيم “مقلق جدا”، لافتا إلى أن هذا التنظيم الإرهابي وحلفاءه “لا زالوا يشكلون تهديدا خطيرا خاصة في مناطق النزاع”.

وأضاف في هذه النقطة قائلا: “على الرغم من أن قدرة داعش على تنفيذ هجمات خارج معاقله تبدو قد تراجعت، غير أنه يمكن لهذه الجماعة أن تعاود الظهور بسهولة في العراق وسوريا إذا ما قللنا من جهودنا لمواجهتها”، وتابع أن “الجماعات المنضوية تحت لواء داعش تتطور في إفريقيا مستغلة النزاعات القائمة”.

وفي مقاربته للحلول، شدد الدبلوماسي بشكل خاص “على ضرورة الإدراك بكون الإرهاب يتطور في المناطق التي تشهد غياب الاستقرار والعدالة”، مضيفا أن “فعالية الاستراتيجيات طويلة المدى في مكافحة الإرهاب تستوجب معالجة هذه الأسباب العميقة”.

وزاد “لا يمكننا مكافحة الإرهاب بالقوة العسكرية فقط بل يجب علينا أن نعطي الأولوية لتعزيز السلام والدبلوماسية والتنمية لحل الصراعات التي تسمح لهذه الجماعات بالتموقع”.

وأكد بن جامع ضرورة “تنسيق الجهود الرامية إلى مكافحة الارهاب في إطار مقاربة جماعية تقوم على الدور التنسيقي للأمم المتحدة”، لذلك من الضروري “اضفاء شفافية أكبر وابداء التزام أوسع في عمليات إدراج الدول ضمن القائمة لضمان دراسة موضوعية للأدلة التي تقدمها الدول الأعضاء”.

وأشار إلى أن “الأسباب الجذرية، لاسيما نقص التنمية والفقر والنزاعات الاقليمية التي لم تتم تسويتها، لا تزال تهيء مناخا خصبا لتفشي الإرهاب”، وأبرز أن “التسويات السياسية والاستثمارات في مجال التعليم والشغل والحوكمة الرشيدة تبقى أمورا ضرورية لمحاربة الظاهرة”.

وأوضح الممثل الدائم للجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة أن “استغلال الإرهابيين للتكنولوجيات لأغراض التواصل والتجنيد والتمويل أمر مقلق جدا”، مضيفا أن “علاقة الإرهاب بالجريمة المنظمة تستدعي هي الأخرى استجابات منسقة”.

وأكد الدبلوماسي على “استمرار الجزائر، بصفتها الرئيس الحالي للجنة مكافحة الإرهاب، في الاعتماد على أسس وانجازات العهدات السابقة، بما فيها المبادئ التوجيهية المقترحة في مجال تكنولوجيات الإعلام والدفع الرقمي”.

من جهة أخرى، قال بن جامع “إننا ندافع عن الأعمال التي تستهدف كل مصادر التمويل، بما فيها الفدية والروابط التي تجمع بين الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، لاسيما تجارة المخدرات”.

وأنهى كلامه بالقول “نحن ندعم بشكل كبير الجهود التي تساعد على تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب بالنسبة للدول الضعيفة، وسنواصل الجهود الرامية إلى تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب لمنظمة الأمم المتحدة”.

وظهر تنظيم “الدولة” بين عامي 2014 و2016 في الجزائر لكن السلطات العسكرية والأمنية استطاعت القضاء على أكبر رؤوسه في ظرف وجيز. وكانت أول عملية للتنظيم في البلاد في 21 سبتمبر/أيلول 2014، إثر إعلانه اختطاف المواطن الفرنسي إيرفي غوردال وإعدامه، في منطقة تيزي وزو شرقي البلاد، وذلك في فيديو صادم بثه التنظيم على مواقع التواصل، واعتبر أنه رد على مشاركة فرنسا في هجمات التحالف الدولي عليه، وبداية له للنشاط في الجزائر.

وقبل نحو سنة، أعلنت الجزائر من جديد عن تفكيك شبكة تابعة للتنظيم على أراضيها، كانت تخطط لاستهداف شخصيات وطنية في العاصمة وضرب المنشآت النفطية، وفق مصالح الأمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية