الثوار في سوريا.. قسم الولاء للقاعدة

حجم الخط
1

في بداية هذا الشهر نشر في مواقع الجهاد العالمي ‘قسم ولاء’ علني لمنظمة ‘جبهة النصرة’ ـ المنظمة الاصولية السورية الكبرى، التي تشكل جزءا من جيش الثوار السوريين ـ لزعيم القاعدة العالمي، الظواهري. ومنذئذ تعصف الصحافة العربية بينما في دمشق الاسد يحتفلون. ها هو البرهان، كما يقولون هناك، بانه في قلب الثورة السورية لم يكن عصيان مدني بل عصابات من الجهاد العالمي، تحاول السيطرة على سوريا.
قسم الولاء الذي يعرف في الاسلام ‘بالبيعة’ هو تعبير عميق. منذ وفاة النبي محمد والمؤمنون يمنحون ‘بيعتهم’ للخليفة. والمعنى هو الطاعة وقبول الإمرة دون جدال للزعيم الروحي او الروحي السياسي. في قسم لا بأس به من الحالات كانت ‘البيعة’ سرية.
في هذه الحالة حبذ زعيم المنظمة السورية المتطرفة، الجولاني، ان ينشر ‘البيعة’ تحت اسمه، علنا ليقول: نحن مرتبطون ونعمل تحت علم القاعدة العالمي.
وبالمناسبة فان ‘الجولاني’ هو اسم سري يرمز الى المكان الذي جاء منه الرجل. أي انه من هضبة الجولان، الامر الذي يضمن أن تكون لجبهة النصرة مصلحة استثنائية ليس فقط في دمشق بل وفي هضبة الجولان.
هكذا بحيث أن الفرضية الاساس التي تقول ان الحدود الاسرائيلية السورية ستشهد انذارات دائمة من الارهاب هي في مستوى من المعقولية عال للغاية.
ولا يمكن لحكومة اسرائيل أن تدفن رأسها في الرمال وتنتظر الى أن تنقضي العاصفة خلف الحدود. فوق هضبة الجولان يلوح منذ الان علم اسود، يهدد اسرائيل والاردن على حد سواء.
وتوجد مشكلة اخرى: ذات المنظمات الاسلامية المتطرفة السورية تدعمها دول عربية ‘لطيفة’ نسبي، مثل قطر والسعودية. اما الولايات المتحدة، لسبب ما، فلا تمارس كامل نفوذها على هذه الدول كي تسحب دعمها الاقتصادي عن منظمات تعرض السلام في الشرق الاوسط للخطر.
وفي هذه الاثناء فان ‘البيعة’ التي نشرت تنال الزخم في وسائل الاعلام العربية. وتورط هذه القصة الجيش السوري الحر، الذي يعرض نفسه كجسم ديمقراطي جاء ليحل محل نظام فاسد من الاقلية العلوية. وحقيقة أن قسما كبيرا من هذا الجيش يرتبط بالقاعدة تضعه في ضوء اشكالي جدا.
للامريكيين توجد مشكلة: فهم يريدون تسليح الثوار، ولكن لا يعرفون الى أن سيصل هذا السلاح بالضبط. وتعرض الولايات المتحدة والدول الاوروبية كأدوات فارغة حيال روسيا والصين اللتين تدعيان فتقولان: من تدعمون؟ الارهاب الاسلامي؟ ألم تفهموا بعد أي ضرر الحقتموه حين دعمتم اسقاط القذافي ورفعتم العصابات الاصولية في ليبيا وحين تدعمون الثوار في افغانستان ورفعتم الطالبان؟ الان انتم تتجهون نحو ارتكاب ذات الخطأ في سوريا.
واذا لم يكن هذا بكاف، فقد نشر في مواقع الجهاد العالمي، وحصل على الفور بالعطف في وسائل الاعلام العربية، بيان من زعيم الفرع العراقي للقاعدة، والذي يسمى ‘البغدادي’. فقد أعلن هذا الاخير بان جبهتي القاعدة تلك التي تقاتل في سوريا والتي تقاتل في العراق تتحدان في جبهة واحدة، وانها تبعث بالمقاتلين من العراق لتعزيز مقاتلي ‘جبهة النصرة السورية’.
في اسرائيل يعرفون هضبة الجولان كجبهة عادت لتكون عنيفة وغير مستقرة. وفي نفس الوقت يتابعون هنا بقلق العلاقات الناشئة بين تلك المنظمة السورية المتطرفة التي أعلنت عن ولائها للقاعدة وبين مجموعة مجنونة اخرى في سيناء تنتمي للجهاد العالمي وتسمي نفسها ‘مجلس الشورى جناح القدس’. ونفذت هذه المنظمة حتى الان 12 عملية ضد اسرائيل.
والان، عندما يقومون عندما بالجمع بين الواحد والاخر، فقد يفهمون على نحو أفضل من أين تنبع الرصاصات على دوريات الجيش الاسرائيلي في هضبة الجولان.

اليكس فيشمان
يديعوت 17/4/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ياسين حريري:

    وداوني بالتي كانت هي الداء .الصهيونية تطرف مذهبي يصر على تعريف نفسه بالقومي ليذهب بها رغبة في جعلها حقيقة علمية بمغالات تدفعها الى اشد المواقف عنصرية .الصهيونية وبال على ديمقراطيات الغرب واقتصاده وعلى اليهود انفسهم اينما حلوا من معارض منهم ام مؤيد كما كانته النازية وما اوصلته من كوارث على الغرب والالمان انفسهم . التطرف الاسلام مرفوض اخلاقيا وحضاريا وهو داء للمجتمعات التي يحل بها كالصهيونية ولكنه بنفس الوقت هو الدواء لتماثله مع الداء الذي افرز مسبباته في الغرب خصوصا والعالم التوحيدي عموما .مشكلة من لا يزال يؤمن بالصهيونية حتى الآن هو انه لم يعرف ان يقف عند ما حصل منها من منافع كما حققت النازية في بداياتها للالمان ولكن الانبهار بها اعمى بصيرتهم وقادتهم الى الكارثة وكذلك الصهيونية تقود التجربة اليهودية الى نفس المصير رغم المحطات المتعددة التي سنحت لهم لبقاء واستمرار ما نجحت به هذهالتجربة ولم تفعل .فهذه سنة الطبيعة فالحركات العنصرية تحمل خلايا تدميرها في داخلها .

إشترك في قائمتنا البريدية