التايمز: مركز إسلامي شيعي في لندن يخضع للتحقيق حول نشر خطاب معاد لإسرائيل والمثليين

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا أعده تشارلي باركر حول تحقيق تجريه مفوضية الجمعيات الخيرية في بريطانيا بشأن نشاطات مركز إسلامي في لندن.

وجاء في التقرير إن محتوى “المركز الإسلامي لإنكلترا” ألقوا خطبا على الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي، سمح لخطاب تحريضي ضد الصهيونية والمثليين.

وقامت الصحيفة بتحليل محتويات ما قاله خطباء المركز الذي يديره ممثل للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، ويتعرض لتحقيق المفوضية بسبب مظاهر قلق حول إدارته والمحتوى المنشور على صفحته بالإنترنت والمناسبات التي ينظمها.

فقد دعا الخطباء في هذه المناسبات لـ”الجهاد الأكاديمي” ضد الإمبراطوريات الغربية، وقالوا إن حكم الإعدام هو الحكم الرقيق ضد المثليين. هذا إلى جانب مواقف نارية من الصهيونية وأفكار حول هجمات 9/11 وحركة “إل جي بي تي” أو المثليين.

وتقول الصحيفة إن تحقيق المفوضية جاء بعد سلسلة من المواقف المثيرة للجدل خلال السنوات الماضية، والتي قادت لدعوات إلى إغلاق المركز.

ويقع المركز قرب منطقة كيلبرن في شمال- غرب لندن، وكان في السابق دارا للسينما، ويعتبر من أهم المساجد الشيعية في بريطانيا.

وتم تسجيله كجمعية خيرية، إلا أن السلطات الإيرانية هي من قامت بتأسيسه. فمديره هو سيد موسوي، ويعتبر ممثل آية الله خامنئي في بريطانيا. ووصف موسوي التظاهرات المعادية للحكومة في إيران العام الماضي بأنها “جنود الشيطان” وشجب النساء اللاتي خلعن الحجاب وقال إنهن ينشرن “السموم”، ونظم المركز وقفة احتجاجية كبيرة للقائد العسكري قاسم سليماني الذي قُتل في غارة أمريكية عام 2020 ووصف بـ”الشهيد العظيم”.

وتسمح قوانين مفوضية الجمعيات الخيرية بالحملات السياسية فقط في “سياق دعم وتقديم أهداف العمل الخيري”. وفي الشهر الماضي، قدم وزير الأمن توم توغيندات، صورة عن التهديدات من الناشطين الإيرانيين في بريطانيا وذكر المركز بالاسم، وقال إن المفوضية “ستصدر قريبا” نتيجة تحقيقها.

ووقّع أكثر من 40 ألف شخص على عريضة تطالب بإغلاق المركز. وقالت جماعة “نساء من أجل إيران” إن “الخطاب المعادي للغرب والسرديات المتطرفة والمعادية للمثليين، والتي تميز بين الجنسين، ظهرت في كلام المتحدثين، وليست مفاجئة لأي شخص عاش في إيران”. وأضافت الجماعة أن “اختيار المركز للمتحدثين يتماشى مع مبادئ الجمهورية الإسلامية وعلى قاعدة منتظمة”. وكانت النائبة أليشا كيرنز، رئيسة لجنة شؤون المرأة، وواحدة من النواب الذين دعوا لإغلاق المركز، قد أثارت في الماضي علاقات المركز مع الحرس الثوري، المصنف بالجماعة الإرهابية في الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى الشيخ أحمد حنيف (66 عاما) والذي درس العلوم السياسية وعلم النفس في بريطانيا وكندا، قبل أن يتخصص بالفلسفة الإسلامية في الحوزة العلمية بمدينة قم الإيرانية. ولديه آلاف الأتباع على الإنترنت ويظهر بشكل بارز في سلسلة “ويبنار” للمركز والتي تنشر أسبوعيا موضوعات لها علاقة بالقضايا الثقافية والإسلامية.

وفي خطبة أخيرة له تحت عنوان “كيف نعزز المجتمعات الإسلامية في الغرب”، استخدم الشيخ مصطلحا مبطنا “حركة الألفباء” في إشارة إلى حركة “أل جي بي تي” ووصفها بأنها جزء من عملية الهندسة الاجتماعية حيث يحاولون تثقيف الأطفال. ودعا إلى الجهاد الأكاديمي بهدف حميد، وليس الدعوة للعنف في المدارس والجامعات من أجل تحدي الأساتذة الذين يعتقد أنهم جزء من أجندة تعليم الجنس للأطفال.

وفي فيديو نُشر بشكل منفصل بعنوان “الجنس والجنوسة” قال حنيف: “لا أحد ولد مثليا.. ولا يوجد هناك جين مثلي”، مضيفا أن الأجنة الذكور يطورون نوعا من الجينات الأنثوية لو شربت الأم “ماء ممزوجا بالبلاستيك” أو “الأوستريجين”.

ووصف حنيف أندرو تيت، المؤثر البريطاني المثير للجدل بالفصيح والجذاب ودعا المسلمين للتعلم منه، فهو “قوي في جذب الشباب” لأفكاره. ويتعرض تيت للسجن في رومانيا بتهمة الاتجار بالبشر والاغتصاب، وهو ما ينفيه. ولكن حنيف يرى أنها اتهامات مفبركة لإسكات تيت.

وفي خطاب ألقاه حنيف بالمركز عام 2021، أخبر الحاضرين بأن هجمات 9/11 نظمتها الولايات المتحدة. وعندما سألته الصحيفة عن الخطاب، أنكر أنه يعمل مع المركز قبل أن يعلق بأن ما قاله “هو رأي شخصي”، ونفى أن تكون الخطبة نارية أو تحريضية. وقال: “أعتقد أن 9/11 كانت مبررا من الأمريكيين لشن حرب في الشرق الأوسط”، وقارن الغرب بالنازية الألمانية التي استخدمت الدعاية “لتوسيع حربها بالوكالة ضد روسيا عبر أوكرانيا”.

وقال: “لا أدعو للكراهية ضد المثليين وطالما دعوت لاحترامهم كبشر في الكثير من خطاباتي التي قدمتها حول الموضوع، وانتقدت في الوقت نفسه أسلوب حياتهم”. وقال إنه ليس “معجبا” بتيت، ولكنه دعا لـ”استخدام أسلوبه وشجاعته، وهي أمور يمكن أن نقلدها”.

وتحدث التقرير عن فروخ سيكلشفر، كواحد من المتحدثين الذين أثاروا نقدا بسبب مواقفه المثيرة للجدل. ولد في مانشستر عام 1973 ودرس الطب في إمبيريال كوليج بجامعة لندن في عام 2000، ودرس في الحوزات العلمية في قم على مدى العقد الماضي. وهو واحد من المسجلين في “كومباني هاوس” كأحد المدراء للمركز الإسلامي الثقافي في مانشستر، مع نفيه أنه كان ناشطا فيه.

ويبلع سيكلشفر من العمر 49 عاما، وأثار ضجة عام 2016 بعد ظهور فيديو دعا فيه إلى قتل المثليين، وذلك قبل مقتل عدد منهم في ناد ليلي. ففي خطبة بمدينة أورلاندو بعنوان ” كيف يمكن التعامل مع موضوع المثلية”، دعا لحكم “رحيم” بالإعدام على المثليين. وبعد شهرين، قتل رجل مسلم 49 شخصا في نادي “بالس” الليلي بالمدينة. ولا توجد أدلة عن حضور مرتكب الجريمة المحاضرة.

وظهر فيديو لمحاضرات ألقاها سيكلشفر منها واحدة قال فيها إن المثلية “تلوث” المجتمع المسلم، مضيفا أن “الموت هو الحكم” على من يمارس الجنس علانية. وفي أعقاب المجزرة، كان سيكلشفر يحاضر في مركز الإمام حسين الإسلامي في سيدني.

ودعا رئيس الوزراء الأسترالي لمراجعة تأشيرته والتي ألغتها سلطات الهجرة. وقدم سيكلفشر محاضرات في المركز الإسلامي لإنكلترا بلندن، لها علاقة بتنشئة الطفل وتطوير هويته الجنسية. وفي عام 2020 كان المتحدث الرئيسي في حفل تأبين للجنرال سليماني بمدينة قم، ووقف أمام الجمهور الذي كان يهتف “الموت لأمريكا” و”الموت لإنكلترا” و”الموت لإسرائيل”، حسبما قالت “جويش كرونيكل”.

وأكد الشيخ أن كلامه نزع من السياق، ولا يعتقد أن كلامه حول المثليين كان سيؤدي إلى هجمات بربرية وعنف على ناد ليلي. وقال في تصريحات للصحيفة، إن أحدا لم يعترض خلال عرضه الذي استمر 80 دقيقة، وقبل الجميع منطقه. وأكد أن أفعال المثليين هي ضد الإسلام والشرائع الأخرى، “ولن نقبل أبدا بها وسنظل ضد فعل كهذا، وهذا لا يعني الدعوة للكراهية ضد الآثمين. نظرتنا للبشر هي عن الحب والحنان والعناية، والمثلية هي شر من الشرور غير المقبولة”. واعتبر مشاركته في قم بأنها “شرف” ووصف سليماني “بالمقاتل النبيل” وأنه يدافع عن ويقبل كل أفعاله.

وهناك الشيخ شفيق الهدى، الذي نشر كلامه على موقع المركز الإسلامي وحسابه في يوتيوب، وهو مقيم في كيتشنر بكندا. وسافر إلى قم في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، وأنشأ جمعية خيرية هي “الخدمات الخيرية الإنسانية” والتي تقدم خدمات دينية وثقافية للمجتمعات المسلمة.

ويوصف شيخ الهدى في موقع المركز الإسلامي بأنه ناشط حقوقي ومتطوع اجتماعي في الكثير من المراكز. وألقى تسع محاضرات على الأقل حول موضوع تطهير النفس بالصدقة. ولكنه شارك في أكثر من مسيرة ليوم القدس في كندا، وهي تظاهرة سنوية مؤيدة للفلسطينيين تدعمها إيران. وألقى في واحدة منها عام 2018 في تورنتو خطابا دعا فيه إلى “محو القوى الظالمة مثل الإمبراطورية الأمريكية والصهيونية الإسرائيلية بنفس الطريقة التي انتهت فيها الإمبراطورية البريطانية”.

وتحدى الجيش الإسرائيلي لدخول غزة والقتال كرجال وليس كجبناء، قائلا: “أنتم خائفون لأنكم ستخلفون أكياسا من الجثث”. وتحدث في وقفة احتجاجية أمام القنصلية الأمريكية في تورنتو عن إحياء ذكرى مقتل سليماني. ووصفه بأنه “شجاع” وأن مقتله لن ينهي رسالته، وتنبأ بنهاية الإمبراطوريات الغربية. وقال إن سليماني يخيف أعداءه حتى في موته، ولهذا السبب أرسلت القوى الغربية مقاتلات بي-52 إلى المنطقة. وقال إنه بحاجة لوقت كي يرد على الصحيفة التي اتصلت به، لكنه لم يعد إليها. وكذا المركز الإسلامي في لندن الذي لم يرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية