التايمز: “كارلوس الثعلب” تعرض للخيانة من عميل للسي آي إيه استطاع اختراق دائرته المغلقة

ابراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا أعده ديفيد كروسلاند قال فيه إن “كارلوس الثعلب” تعرض للخيانة من عميل للسي آي إيه استطاع اختراق دائرته المغلقة.

فقبل أربعة أعوام من اختفائه على عوامة في البحر المتوسط، مشى برونو بريغو إلى باب السفارة الأمريكية حيث عرض تقديم معلومات عن مموله الفنزويلي الذي يحمل اسم إيليش راميريرز سانشيز والمعروف بـ”كارلوس الثعلب”.

بحلول عام 1991، وصل بريغو، وهو مواطن سويسري، إلى منصب نائب سانشيز في غرب أوروبا.

بريغو الذي كان يقضي أسابيع في العاصمة السورية دمشق – حيث كان كارلوس مختبئا – كان محل ثقة أهم مطلوب في العالم لعملياته الإرهابية.

يقدم كتاب للمؤرخ أدريان هاني ضوءا جديدا على أهم شبكة إرهابية في التاريخ الحديث، ففي عام 1995 قام بريغو بعمل أمر سيقود في النهاية لاعتقال سانشيز، وذلك لأنه كان عميلا للسي آي إيه.

يقول هاني إن وثائق من الأرشيف القومي الأمريكي تظهر أن بريغو عمل مع المخابرات الأمريكية تحت اسم مستعار “أف دي بونس/1” وبمصروف شهري 3 آلاف دولار مقابل تقديم معلومات عن شبكة سانشيز السرية بما في ذلك الخطط للعمليات وأماكن نقل الأسلحة لدعم الشبكة.

ولعب بريغو دورا مهما في ملاحقة سي آي إيه لكارلوس، الذي قاد وحدة كوماندو هاجمت مقر منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط (أوبك) في فيينا عام 1975 حيث اختطف 11 وزير نفط. وهو مسؤول عن مقتل 80 شخصا أثناء عمله مع الجماعات الفلسطينية المتشددة والجيش الأحمر الألماني وعصابة الجيش الأحمر اليابانية.

وتم القبض على سانشيز، الذي كان يدعمه فرع كي جي بي في ألمانيا الشرقية، وهو في الخرطوم عام 1994، على يد عملاء المخابرات الفرنسية وبمساعدة من المخابرات الأمريكية، حسب كتاب هاني. وحكم عليه بثلاثة مؤبدات في فرنسا بتهم منها تفجير قطارين في عامي 1982 و1983 ومحطة قطار في مارسيل ومجلة ليبية في باريس حيث قتل 11 شخصا وجرح 150 آخرين.

ولد بريغو عام 1950 وأصبح راديكاليا أثناء محاكمة فلسطينيين في وينترثير بتهمة اختطاف طائرة العال الإسرائيلية من مطار زيوريخ عام 1969. وسافر إلى لبنان حيث تلقى تدريبا عسكريا في معسكر تابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وتطوع لتفجير برج شالوم في تل أبيب، ولكنه اعتقل في ميناء حيفا وهو يحمل كيلوغرامين من المتفجرات وسجن لمدة 15 عاما. وأفرج عنه عام 1977 بعد ضغوط من الحكومة السويسرية وحملة دولية دعمها الفيلسوف جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار والروائي غونتر غراس وفردريش دورينمات.

وفي كتابه “الإرهابي وسي آي إيه: القصة الخيالية للسويسري برونو بريغو”، ناقش هاني أن قصة بريغو انتهت قبل وصف عميل سي آي إيه اختفاءه. ففي تشرين الثاني/نوفمبر 1995 رفضت السلطات الإيطالية السماح له بالرسو في ميناء أنكونا بعد وصوله على عوامة من اليونان. وأجبر على العودة وشاهده البعض وهو على العوامة في 12 تشرين الثاني/نوفمبر. وعندما رست السفينة على ميناء إيغومونيستا في اليونان لم يكن عليها.

وكتب هاني “هل ساعدته سي آي إيه على بدء حياة جديدة وباسم جديد؟” وذلك في مقال نشر على موقع “سويس انفو” قال فيه أيضا “هل لم يعد بريغو مفيدا في خريف 1995. ففي ذلك الوقت كان كارلوس وذراعه الأيمن الألماني يوهانس وينريتش في السجن الآن”.

ومن “جانب آخر فإن عامل الانتقام كان واضحا، لو استطاع كارلوس الانتقام حتى من داخل زنزانته في السجن؟ فهذا ممكن نظرا لأن بنية الجماعة لا تزال قائمة في تشرين الثاني/نوفمبر 1995 لكي يكون كارلوس قادرا على القيام بمهمة ضد شخص”.

ويقول هاني إن كارلوس لديه القدرة لكي ينهي بريغو “لديه قنوات الاتصال إلى شلته في الخارج، في لبنان الذي يوجد فيه قتلة مأجورون مستعدون للعمل معه، وخزينة الحرب المليئة بالمال. أو أن بريغو اختفى بنفسه؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول احمد الشمري:

    هذا سخافات ينشرها الامريكان ويصدقها الامريكان

إشترك في قائمتنا البريدية