الانتفاضة السورية والعداء للسامية: ستار التضليل وستراتيجية التأثيم

حجم الخط
7

‘لقد أحرقوا الكنائس، وهاجموا الشيعة، وقطعوا الرؤوس، وطردوا ما لا يقلّ عن 80.000 مسيحي من محافظة حمص. إذا كانوا مستعدين لفعل كلّ هذا بحقّ المسيحيين، فتخيّلوا ما الذي سيكونون مستعدين لارتكابه بحقّ اليهود’.
هذه شهادة الصحافي الهندي كابيل كوميريدي، الذي ترتعد فرائصه من فكرة يراها حتمية وآتية لا ريب فيها: بعد أن ينجح إسلاميو سورية في إسقاط نظام بشار الأسد، فإنهم لا محالة سوف يتفرغون لتدمير إسرائيل، وربما إبادة اليهود على امتداد العالم بأسره. نبوءاته هذه تلقى الترحاب في أعمدة صحف إسرائيلية (بعضها رصين، مثل ‘هآرتس’)، وأخرى متعاطفة مع إسرائيل (موقع ‘هفنغتون بوست’)، وثالثة تزعم الدفاع عن الأقليات في سورية، وتخشى على البلد من اندثار ‘العلمانية’ وسيطرة السلفيين (وهذه لا تُعدّ ولا تُحصى).
زميل كوميريدي في هذا الترهيب من الانتفاضة السورية، بذريعة أنها إسلامية وستنتهي إلى مناهضة إسرائيل أساساً، هو الصحافي البريطاني جون ر. برادلي؛ الذي ينطلق من ‘رؤية’ أعرض لانتفاضات العرب، مفادها أنّ ما بدأ كحركات احتجاج على الشروط المعيشية المتدنية (وليس، البتة، كانتفاضات شعبية ضدّ أنظمة استبداد وفساد) استولى عليه الإسلاميون، في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، وانتهى الأمر! وإذا كان الصحافي الهندي مكتفياً بمقالات متفرقة، ينشرها هنا وهناك؛ فإنّ صاحبنا البريطاني مؤلف جهبذ، له في شؤوننا وشجوننا المؤلفات التالية: ‘انكشاف السعودية: داخل مملكة في أزمة’، 2005؛ و’داخل مصر: أرض الفراعنة على حافة ثورة’، 2008؛ ‘ما وراء حجاب الخطيئة: تجارة وثقافة الجنس في الشرق الأوسط’، 2010؛ وأخيراً ‘ما بعد الربيع العربي: كيف خطف الإسلاميون حركات التمرد في الشرق الأوسط’، 2012.
ثمة، إلى هذا، قاسم مشترك بين كوميريدي وبرادلي، هو العزف على نغمة انتشار روح العداء للسامية في صفوف الثائرين العرب عموماً، ولكن في سورية بصفة أخصّ؛ إذْ لا يكفي أن تقول إنّ هؤلاء يمقتون إسرائيل، وهي في نهاية المطاف دولة معادية احتلت وتحتل أراضي عربية بعد سلسلة حروب، ولا بدّ من استكمال مشهد التأثيم عن طريق التهمة الأكثر رواجاً وترهيباً. خذوا، على سبيل المثال فقط، مقالاً نشره الأوّل في ‘هآرتس’، تحت عنوان لا يحتاج إلى تعليق: ‘ثائرون قضيتهم هي العداء للسامية’؛ وأمّا الثاني فقد كتب، في صحيفة ‘جويش كرونيكل’ الناطقة، عملياً، باسم الجالية اليهودية في بريطانيا، أنّ معارضي بشار الأسد ‘ينفثون نوعاً من الكره المعادي للسامية، لم يُعرف منذ النازيين’!
في المقابل، ثمة ـ لحسن الحظّ، كما يتوجب القول! ـ الكثير من الكتّاب اليهود الذين يرفضون استخدام الكوارث اليهودية كيفما اتفق، لا سيما حين تُرفع على هيئة فزّاعات في وجه الإنسانية، لا تستهدف إلا إبقاء اليهودي في صورة الضحية، وتفادي التصاق إسرائيل بصورة الضحية المنقلبة إلى جلاّد. وهؤلاء الكتّاب يساجلون بأنّ تاريخ الهولوكوست ليس ملكاً خالصاً للضحايا، وحدهم، من جانب أوّل؛ وهو، من جانب ثانٍ، لم يعد رهينة الذاكرة اليهودية، حصرياً، وبات سلسلة وقائع تجب دراستها واستخلاص العظات منها؛ وهي، من جانب ثالث، ليست حكراً على الدولة العبرية، لأنّ تراث الهولوكوست، على نقيض من التبشير الصهيوني، يخصّ الإنسانية جمعاء.
أنتوني جوليوس في عداد هؤلاء، وهو محام بريطاني بارز (أشهر قضاياه كانت طلاق الأميرة ديانا من الأمير تشارلز)؛ لكنه أيضاً كاتب يهودي نشيط، وناشط، في المسائل التي تدور حول العداء للسامية بصفة خاصة، وهو يتناول موضوعاته من زوايا تاريخية أو سوسيولوجية (كما في كتابه ‘محاكمات الشتات’)، وكذلك نقدية وأدبية (أصدر، منذ سنوات، كتاباً لامعاً عن جوانب العداء للسامية في شعر ت. س. إليوت). وذات يوم وجد جوليوس نفسه مضطراً إلى الخروج عن قواعد التضامن المألوفة، السائدة عموماً في أوساط الكتّاب اليهود تجاه إسرائيل، فكتب يخطّيء الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس في تصريحاته حول طبيعة ونطاق انتشار نزعة العداء للسامية في بريطانيا.
ويتذكّر جوليوس أنّ التهمة الأشهر في تاريخ العداء للسامية، أي قيام اليهود بذبح الأطفال المسيحيين لاستخدام دمائهم في أداء طقوس دينية سرّية، كانت قد وجدت تطبيقها العملي الأوّل في بريطانيا، وأسفرت عن موجات الطرد الأبكر في التاريخ اليهودي، سنة 1290. لكنه يتذكّر، أيضاً، أنّ بريطانيا لم تشهد محاكمة تماثل ‘قضية دريفوس’ في فرنسا، ولم تبلغ مشاعر العداء للسامية مستوى معسكرات الاعتقال في أوشفتز، أو فظائع الهولوكوست التي جرت هنا وهناك على نطاق أوروبا الشرقية. أغلب الظنّ أنه، وقد نظر إلى الأمر من زاوية حصيفة وذرائعية في آن، كان يعرف أنّ نسبة 60 في المئة من الحوادث التي تُصنّف رسمياً في باب العداء للسامية، إنما تكون أسبابها سياسية صرفة، وبواعثها في الأغلب ناجمة عن الاحتجاج على سياسات إسرائيل ضدّ الفلسطينيين.
الإسرائيلي يوسيف غرودزنسكي، أستاذ الألسنيات في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب ‘في ظلّ الهولوكوست: الصراع بين اليهود والصهاينة في أعقاب الحرب العالمية الثانية’؛ ينصف ضحايا الهولوكوست من زاوية غير مألوفة أبداً: دور المؤسسة الصهيونية ذاتها في صناعة الهولوكوست، وكيف انطوى ذلك الدور على تواطؤ مباشر صريح بين بعض القيادات الصهيونية وكبار ضبّاط الرايخ الثالث المسؤولين عن تصميم وتنفيذ ما عُرف باسم ‘الحلّ النهائي’ لإبادة اليهود. والوقائع التي يذكرها غرودزنسكي معروفة، ولكنه هذه المرّة يتناولها وقد وُضعت في سياقات جديدة تماماً، تخصّ هذا الجانب تحديداً: كيف جرى ويجري تسويق الهولوكوست لأسباب سياسية صرفة تطمس، وأحياناً تشطب تماماً، الوقائع الإنسانية التي تسرد عذابات الضحايا وآلامهم وتضحياتهم.
كذلك يطرح الكتاب أسئلة، جارحة تماماً، وتسفّه الكثير من عناصر السردية الصهيوينة، مثل هذه: كيف جرى ويجري الضغط على ضحايا الهولوكوست، وأحفادهم من بعدهم، للهجرة إلى فلسطين المحتلة رغم إرادتهم غالباً؟ وكيف استقرّ دافيد بن غوريون على الرأي القائل بضرورة تضخيم حكاية سفينة ‘الخروج’ الشهيرة، سنة 1947، لكي تشدّ أنظار العالم إلى مأساة اليهود، وتستدرّ العطف عليهم، والتعاطف مع الوكالة اليهودية التي كانت تقوم مقام دولة إسرائيل؟ وكيف أنّ حقائق السفينة لا تنطبق أبداً على التمثيلات الملحمية البطولية كما جرى تلفيقها في رواية ليون أوريس الشهيرة، وفي فيلم أوتو بريمنغر الأشهر.
ويتوقف غرودزنسكي مطولاً عند ‘قضية كاستنر’، التي بدأت فصولها سنة 1945 حين نشر اليهودي الهنغاري مالكئيل غرينفالد، أحد الناجين من الهولوكوست، كرّاساً صغيراً يتهم فيه اليهودي الهنغاري رودولف كاستنر (القيادي الصهيوني البارز وأحد أقطاب الـ’ماباي’، حزب بن غوريون) بالتعاون مع النازيين خلال سنتَي 1944 و1945. والوقائع التي سردها غرينفالد يقشعرّ لها البدن حقاً: لقد وافق كاستنر، بعد تنسيق مباشر مع الضابط النازي المعروف أدولف إيخمان قائد الـ’غستابو’، على شحن نصف مليون يهودي هنغاري إلى معسكرات الإبادة، بعد أن طمأنهم كاستنر وبعض معاونيه إلى أنّهم سوف يُنقلون إلى مساكن جديدة، حتى أنّ البعض منهم تسابقوا إلى صعود القطارات بغية الوصول أبكر والحصول على مساكن أفضل. وكان الثمن إنقاذ حياة كاستنر وبعض أقربائه، وغضّ النظر عن هجرة 1600 يهودي إلى فلسطين.
ولقد تحوّل ذلك الكرّاس إلى قضية، حين رفع كاستنر دعوى أمام القضاء ضدّ غرينفالد، بتهمة تشويه سمعته. وبعد أخذ وردّ أصدر القاضي الإسرائيلي بنيامين هاليفي حكمه بأنّ كاستنر تعاون بالفعل مع النازيين و’باع روحه للشيطان’. المثير أنّ الأخير قرّر استئناف الحكم، لكنه اغتيل في عام 1957 ضمن ظروف غامضة، الأمر الذي يشكك في تفاصيله كتاب مهم آخر ـ هو ‘الموت والأمّة: التاريخ، الذاكرة، والسياسة’، للمؤرّخة الإسرائيلية إديث زيرتال ـ يعزو الاغتيال إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، لأنّ وجود كاستنر على قيد الحياة بات مصدر إحراج للدولة. صحيح أنّ المحكمة العليا برأت كاستنر بعد وفاته، إلا أنّ القضية كانت قد حطّمت ـ للمرّة الأولى، منذ بدء فصول الهولوكوست ـ الحدود شبه المقدّسة بين الضحية والقاتل، وأسقطت الحصانة المطلقة التي تمتّع بها اليهودي في المسؤولية عن الهولوكوست.
وفي سنة 1993 أحيت الإنسانية الذكرى الخمسين لانتفاضة غيتو وارسو، بحضور إسحق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، الذي حرص قبيل سفره على تحويل الضفة الغربية وقطاع غزة إلى ‘غيتو فلسطيني’ قسري. وأمّا مارك إيدلمان، القائد العسكري اليهودي الوحيد الذي نجا من غيتو وارسو، فقد أعلن أنه سئم المقابلات الصحافية والتصريحات الجوفاء: ‘ما جدوى غربلة الماضي إذا كنّا قد فشلنا في تعلّم دروسه؟ الغرب ما يزال يضع الخطط الستراتيجية في المرتبة الأولى، ويفضّلها على الأرواح البشرية. ما يجري في يوغوسلافيا اليوم هو انتصار لهتلر وهو في قبره، والغرب يكرّر أخطاء الماضي مثل تكراره بلاغته الكاذبة ونفاقه الفاضح’!
وماذا عن الهولوكوست في سورية، التي قضى 100.000 من بناتها وأبنائها على يد نظام همجي وبهيمي لم يعرف له التاريخ مثيلاً، حتى في ذروة العربدة النازية، وبالقياس إلى أقصى ما ارتكبه الرايخ الثالث من وحشية ضدّ البشرية؟ يندر أن تجد كاتباً يهودياً ـ صهيونياً، من طراز دانييل بايبس مثلاً؛ أو متعاطفاً مع إسرائيل، من طراز كوميريدي أو برادلي، يمكن أن يعقد مقارنة، محض إنسانية، بين مجزرة بلدة ‘جديدة الفضل’ التي ارتكبها النظام السوري مؤخراً (أكثر من 500 قتيل، بين طفل وامرأة وشيخ، قُتلوا ذبحاً بالسلاح الأبيض، أو حرقاً بالنار)، وأيّ نهار كارثي مماثل، أو حتى أقلّ قتامة، من نهارات الهولوكوست.
ولكننا، في المقابل، سنجد الكثير من تنويعات نظرية إيلي فيزل (حامل جائزة نوبل للسلام لعام 1986، وعميد ضحايا الهولوكوست بقرار تعيين ذاتي، والقيّم على شؤونهم الدنيوية والروحية، ومالك القول الفصل في كل ما يتصل بالشطر الهولوكوستي من التاريخ)؛ التي ترفض المقارنة بين الهولوكوست وأيّ وكلّ مآسي الإنسانية، قديمها وحديثها، من إبادة الهنود الحمر (قرابة 70 مليون قتيل)، إلى مذابح رواندا ربيع 1994 (قرابة مليون قتيل)، مروراً بما جرى ويجري في فلسطين وأفغانستان والعراق. هنا يجري إسدال ستار التضليل (حول خطف الإسلاميين للانتفاضات العربية عموماً، والانتفاضة السورية خصوصاً وأوّلاً)، لكي تشتغل مطاحن ستراتيجيات التأثيم (التي لا تشهد تسويد صفحات الشعوب الثائرة، تحت أكاذيب الأسلمة والتشدد الأصولي والسلفية والعداء للسامية… إلا لتقترن بتبييض صفحات الطغاة).
كانوا يخوضون هذا الغمار سرّاً، أو غمغمة ودمدمة وتأتأة، في الماضي؛ واليوم صار الخوض فيه يجري جهاراً نهاراً، باستشراس مشوب بالقلق، وباستئساد يحكمه عصاب الخوف، فضلاً عن وقاحة لم تعد تكترث حتى بإلصاق ورقة التوت!

‘ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول haytam:

    مقال طويل وعريض فيه كثير من التفاصيل والمعلومات أحسست اني برفقة مرشد سياحي جال بي في التاريخ و الجغرافيا ليقول لي في الأخير ان ( النضام السوري متوحش ) و أن النضام دبح رأزيد من 500 قتيل (تغمدهم الله برحمته) مع ان النضام ينفي و المعارضة تنفي وكل منهما له وسائل اعلامه ترى في أي اعلام يشاهد الكاتب (المقيم في باريس) هده المجازر . أما آن للسوريين أن ترأف قلوبهم لوطنهم ؟

  2. يقول Aadel Kudsi:

    شكر لك ياأستاذ حديدي. مقالاتك عميقة المرفعة والقارء دائما يتعلم منها. يلزم الوطن العربي الكثيرون من أمثالك.

  3. يقول ف. اللامي:

    السيد صبحي حديد، لكم كل التقدير ولمقالاتكم كل الإحترام، وإن كُنا في شوق لكتاباتكم السابقة، والتي كانت توثق يوميات الثورة، فقد كانت مقالاتكم حتى العام، تُسمي المقتول وقاتِله، وهي، برأينا المتواضع، أولى وأجزل. دمتم كَتَبة حق.

  4. يقول ديك الجن:

    بعض الملاحظات: أولا، لا شك هناك بعض التضخيم لخطر العداء للسامية، ولكن لا ينغي التقليل من حجم وخطر الجماعات المتطرفة والتكفيرية والسلفية والإقصائية كما يحاول الأستاذ صبحي أن يفعل في مقالاته. ثانيا، إن وصف ال “هفينغتون بوست” بأنها “متعاطفة مع إسرائيل” غير دقيق، فهي مقارنة بالصحافة الأمريكية الرائجة أكثر موضوعية ونقدية وتنوعا في تناولها لقضايا الشرق الأوسط. ثالثا، أسماء السفن لا تترجم، والأفضل لو أشار الكاتب لسفينة ال SS Exodus بإسمها ذاته بحروف عربية بدل ترجمته إلى “الخروج”. أخيرا، مرة أخرى، يعمد الكاتب للتضخيم والتهويل فيتهم النظام بقتل 100,000 إنسان في سورية مشبها ذلك بالهولوكوست، وهو إتهام لا يمكن لعارف بما يجري في سورية وبالتاريخ الحديث أن يقبله، فهناك أطراف كثيرة تتحمل مسئولية سفك الدماء في سورية يتعمد السيد صبحي تجاهلها، كما أن ما يجري هناك على فظاعته هو حرب أهلية وإقليمية وليس إبادة جماعية لعرق أو دين أو قومية أو إثنية كالهولوكوست، وشتان ما بين الأمرين.

  5. يقول ديك الجن:

    إذا كان السيد صبحي حريصا لهذه الدرجة على حياة وسلامة المدنيين في سورية (كأولئك الذين قضوا في “جديدة الفضل”) فلماذا لا يدين وبصريح العبارة دخول العصابات المسلحة للقرى والمدن واستخدام البيوت كثكنات عسكرية وأصحابها كدروع بشرية، وهو السبب الأساسي لسقوط هذه الأعداد الهائلة من القتلى وهذا الدمار الرهيب؟ الكثير من الثوار في أنحاء العالم وعلى مر الأزمنة حاربوا السلطة أو المستعمر من مواقع في الجبال والغابات وحاولوا تجنيب المدنيين ويلات الحرب، فلماذا يصر “ثوار” سورية على مقاتلة النظام من داخل الأحياء السكنية؟ لماذا تتم إدانة النظام على كل ما يجري، حتى الإدعاءات التي لم تثبت، ويتسابق وزراء الغرب والناتو على توجيه الإدانات الشرسة للأسد كلما أعلنت مصادر المعارضة عن “مجزرة” جديدة، ولا تقال كلمة حق واحدة عن جرائم المعارضة المسلحة، وأولها جرائم التفجيرات الإرهابية في قلب دمشق وجريمة مقاتلة النظام من داخل البيوت والحارات والمساجد والمدارس، إن لم نقل جرائم الإعدامات والترهيبب والخطف والنهب والتمرد المسلح بتمويل ودعم من قوى خارجية ذات أجندات قذرة؟ لماذا يصمت الأستاذ صبحي عن هذه الأمور ولا يمل من تكرار إدعاءات المعارضة المسلحة عن ما يحدث في سورية (مثل قصة جديدة الفضل التي لم يجر التثبت من وقائعها وأرقام ضحاياها وأعداد المدنيين بينهم بعد) بدون أي نقد أو تمحيص أو اعتبار للحقيقة؟ إن مقاربة الأمور بهذه الطريقة البروباغاندية تؤدي إلى التضليل وتقلل من احترام عقول القراء والمتابعين لما يجري في سورية، وهو أمر لا يليق بإنسان عرفناه كواحد من ألمع الكتاب ومثالا في الذكاء والتحليل والثقافة والوطنية.

  6. يقول محمد الخالد:

    الى ديك الجن: أليس من حق الشعب أن يتظاهر في الساحات العامة كما فعل الشعب المصري في ميدان التحرير وليس في الجبال لقد حرمه النظام السوري من هذا الحق البسيط وأطلق على المتظاهرين الرصاص. هل استخدم موسوليني طائرات الميغ وصواريخ سكد والبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والفراغية والفوسفورية ضد شعبه؟ هل استخدم الكيماوي ضد شعبه؟ ولم يكتف النظام بذلك بل استعان بالغزاة الايرانيين ومخلبيهم اللبناني والعراقي في اخماد الثورة.النظام السوري هو السبب فقد قدمت له الجامعة العربية مبادرة سياسية للحل تشبه المبادرة التي قدمت لليمن بالرغم من أنه قتل من شعبه أكثر بكثير مما قتله علي عبد الله صالح ومع ذلك رفض النظام السوري المبادرة ووصلت الأمور أنه استخدم الكيماوي ضد شعبه.

  7. يقول علي النويلاتي:

    تعيش الحركة الصهيونية على الكذب والخداع، من الشعار الذي كانوا أن رفعوه في بدء إنشاء المنظمة الصهيونية عام 1897 أن فلسطين كانت أرض بلا شعب لشعب بلا ارض، إلى الإدعاء أن فلسطين كانت صحراء وأنهم جعلوا من الصحراء جنة (علماً بأن فلسطين كانت توصف منذ آلاف السنين وفي كتبهم المقدسة أنها “أرض اللبن والعسل”)، إلى آلاف الأكاذيب والأضاليل الأخرى. وهنا يجدر بنا أن نتذكر إحدى الشعارات التي كانت أن رفعها الثورة الفلسطينية وهو شعار يثبت صحته الصهاينة أنفسهم وهو أن “الصهاينة يرتكبون جرائمهم ويختبؤون خلف اليهود” وشعار آخر لتحديد من هو عدو العرب والعالم وهو أن “ليس كل يهود ي صهيوني وليس كل صهيوني يهودي” وهو أيضاً شعار صحيح حيث أن هناك الكثير من اليهود من حاخاميين من أمثال موشي مينووين وإيلمر بيرغر إلى المؤرخين الكبار من أمثال إيلين بيبي وإيفي شلايم وألفريد ليليانثال الذين يحاربون الصهيونية بصدق وإلتزام، وهناك الصهاينة من غير اليهود من أمثال آرثر بلفور وجورج بوش وتوني بلير وغيرهم كثيرين. لذلك نقول لهؤلاء الصهاينة أننا نعم ضدكم نكرهكم وسوف نستمر في محاربتكم كما حاربنا من قبلكم الصليبيين والتتار وجميع الغزوات البربرية من أمثالكم. إننا لا نخجل من مواقفنا النبيلة هذه ضدكم مهما أطلقتم عليها من تسميات ومهما حاولتم خداع الرأي العام العالمي، فكما يقول المثل “لربما تستطيعون خداع البعض لبعض الوقت ولكنكم لن تستطيعوا أن تخدعوا الجميع كل الوقت” فالعالم أصبح يعلم من أنتم وما تمثلون للعرب وللعالم، إنكم لستم سوى النازيين الجدد، ونحن في سوريا قلب العروبة النابض، بعد أن نتخلص من عميلكم نظام الأسد المجرم الفاسد الذي خدمكم وحماكم لأكثر من أربعين عام، سوف نقود نضال أمتنا العربية وأحرار العالم لتحرير الأرض العربية ومقدسات المسلمين من عنصريتكم وجرائمكم، ولن ينفعكم لا سلاحكم النووي ولا أمريكا وبريطانيا. فلن يكون هناك في قلب عالمنا العربي مكان لنظام إستعماري عدواني عنصري يرتكب جرائم الحرب ضد الشعب العربي منذ أكثر من 65 عام. مهما حاولتم ومهما طال الزمن لن تستطيعوا النجاح بمشروعكم الإستعماري هذا لأنه من المستحيل أن يتعايش العدوان والعنصرية مع محيطها. فشعار العرب سلموا تسلموا. ولكنكم كمثل جميع المستبدين والمجرمين لن تتعلموا من التاريخ ومن عبر غيركم من هيتلر وموسوليني إلى القذافي وبشار الأسد، فلن ينفع معكم سوى اللغة التي تفهمونها لغة القوة، وكما قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ما أخذ بالقوة لن يعاد سوى بالقوة. فهذا مطلبكم ونحن لها.

إشترك في قائمتنا البريدية