الاخوان يشكون من حسد الأحزاب الإسلامية للجماعة كما حسد إبليس آدم.. وابو الفتوح يطالب بانتخابات رئاسية

حجم الخط
0

القاهرة – ‘القدس العربي’رغم سخونة الأوضاع وكثرة الأخبار والموضوعات في صحف أمس فان أخطرها هو الاستقالة التي قدمها المستشار القانوني للرئيس محمد فؤاد جاد الله – وهو من مجلس الدولة وكان معاراً للعمل في قطر، وأرسل نصها للصحف، ولم تنشرها جريدة حزب الإخوان ‘الحرية والعدالة’، وبدأت اللجنة التشريعية بمجلس الشورى مناقشة اقتراح حزب الوسط بمشروع السلطة القضائية للإطاحة بحوالي ثلاثة آلاف قاض وصرح أحمد عارف المتحدث باسم جماعة الإخوان أن الرئيس لا يملك الضغط على الشورى لسحب المشروع، وهذا رد على ما نشر بأنه تعهد لأعضاء مجلس القضاء الأعلى بسحبه، وواصلت أحزاب وقوى المعارضة تهديداتها بعدم السماح للإخوان بتمرير مخططاتهم، بينما ردت أحزاب دينية بتهديد المعارضة والقضاة.
وإلى قليل من كثير عندنا:

الاسباب السبعة لاستقالة مستشار الرئيس

ونبدأ باستقالة المستشار القانوني للرئيس محمد فؤاد جاد الله الذي حدد الاستقالة بسبعة أسباب دفعته للاستقالة هي عدم وجود رؤية واضحة لإدارة الدولة والإصرار على استمرار حكومة قنديل رغم فشلها سياسيا واقتصاديا وأمنياً، ومحاولة اغتيال السلطة القضائية واحتكار تيار واحد إدارة المرحلة الانتقالية، العجز عن إجراء حوار وطني يضم جميع القوى وعدم تمكين الشباب من ممارسة دورهم، والسابع فتح أبواب مصر أمام السياحة الإيرانية وفتح أبواب التشيع والحسينيات والمد الشيعي، وإعادة الدولة الفاطمية وضخ أموال ومصالح إيرانية لخدمة هدفهم في القضاء على المذهب السني في مصر، ولم يلفت انتباهي إلا هذا السبب السابع والأخير الخاص بالتشيع، والمهم أن جاد الله الذي فر بعد وزير العدل المستشار أحمد مكي أراد عطاء دروس للمعارضة، كما ان المستشار السياسي السابق الذي استقال مبكراً وهو أستاذ العلوم السياسية الدكتور سيف الدين عبدالفتاح قال ان مرسي يدير مصر بالقطعة، وهو نفسه الذي طالب بإرسال الجيش المصري لمهاجمة سورية، أما عبدالمنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية والذي لم يغير موقفه، وظل ثابتا عليه، فقد سخر في الإسكندرية من مرسي وخطاباته غير المفهومة وأعاد المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.

الرئيس دائم البحث في المعمورة لمساعدة البلاد

ونبدأ بالرئيس محمد مرسي والمعارك المتواصلة من حوله بسبب سياساته وتصريحاته وقراراته، ونبدأ بمن أشاد به وبها ومنهم صاحبنا الإخواني توفيق الواعي الذي قال يوم الاثنين في ‘الحرية والعدالة’ لسان حال حزب الإخوان: ‘بعد أن رزق الله الأمة برئيس مخلص عنده من المواهب ما تستحقه مصر المسلمة، ولهذا فهو دائم البحث في أرجاء المعمورة عن أبواب ومخارج لينهض بالأمة، باحثاً لها في تضاعيف المعمورة عن الخير وجلب المنافع وفتح الأبواب على الله أن ينهض تلك الأمة على يديه، ولهذا فنحن نحب أن نذكر طرفاً، من جهوده الخارجية ونتعرض لطرف من نتائج جولاته الموفقة في هذا المضمار’.
وأخذ يستعرض رحلات الرئيس للهند والسعودية وتركيا والصين وأثيوبيا والسودان، وما قالته الصحف عنها وعن ايجابياتها.

الرئيس بإمكانه تقييد
حرية الإعلام وتنفيذ الاعتقالات

وفي نفس العدد قال صاحبنا الإخواني أسامة نور الدين، مهددا المعارضين بأن الرئيس في إمكانه تقييد حرية الإعلام والاعتقالات: ‘الشعب المصري يتعين عليه أن يقف خلف رئيسه بكل ما أوتي من قوة وألا يستمع للهو بعض وسائل الإعلام التي تصور الإخوان ورئيس الجمهورية وكأهم أعداء للوطن لا لشيء سوى حفاظاً على مصالحهم ومصالح مموليهم ممن لا يريدون خيراً لهذا الوطن، قد تكون للرئيس أخطاء، وكذلك جماعة الإخوان المسلمين لكن ليس هذا سبيل المعالجة فنحن جميعاً مسؤولون في هذه الفترة احساسة عن عمر الوطن وعلينا حكومة ومعارضة أن نضع أيدينا في ايدي بعض وأن نعمل على إرساء نموذج ديمقراطي يشهد له العالم بدلا من محاولات إسقاط رئيس الجمهورية المنتخب لأغراض شخصية ولحسابات مشبوهة لا تريد خيراً لهذا الوطن ولا لأهله، لقد كان من أفضل مميزات الثورة المصرية أنها بدأت سلمية وانتهت سلمية ولا يجب أبداً تحت أي ظرف من الظروف أن تتحول عن هذا الطريق الديمقراطي الذي أشاد به العالم أجمع مهما كانت المغريات، وهذا في ظني ما يحرص عليه رئيس الجمهورية الذي يمكنه إذا أراد أن يفتح المعتقلات وأن يقيد حرية الإعلام وأن يعيد أجواء الخمسينيات مرة أخرى مع بعض قوى المعارضة المعروفة بتلقيها أموالا من الخارج خاصة بعد أن وصل السخط الشعبي بسبب صمت الرئيس واحتماله مراهقة المعارضة السياسية لمستويات مقلقة غير أن الرئيس يسعى لبناء نموذج مختلف وتفويت الفرصة على القوى الغربية التي تسعى لإعادة إنتاج الديكتاتورية في مصر مرة ثانية لتحقيق مصالحها الخاصة حتى ولو كان ذلك على حسابه وحساب أسرته’.

شرح لصورة مرسي مع المجلس العسكري

ونتحول إلى ‘المصري اليوم’ في نفس اليوم وصديقنا النائب الأول السابق لمرشد الإخوان والأستاذ بجامعة أسيوط الدكتور محمد حبيب قال وهو يبذل مجهوداً خارقاً لإخفاء ضحكة شماتة في منظر مرسي: ‘في الصورة التذكارية البديعة التي جمعته مع المجلس العسكري عقب لقائه المفاجىء به، وقف الدكتور محمد مرسي في وسط الصف الأول مع المجلس العسكري كما تقضي قواعد البروتوكول، على يمينه وقف الفريق أول عبدالفتاح السيسي وعلى يساره وقف الفريق صدقي صبحي، الدكتور مرسي وقف ‘انتباه من حديد’، أليس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة؟!
إذن لا بد أن يعطي المثل والقدوة لأبنائه الضباط وضباط الصف والجنود كيف يكون الانضباط، أثناء إلقاء الفريق السيسي لكلمته كان الدكتور مرسي مشدوداً متخشباً، الذراعان ملتصقتان بجانبيه بقوة، الرأس كان على استقامته مع الجسد، لكن العينين لم تكونا ثابتتين، كانتا على خلاف ذلك كله، تتحركان في سرعة يميناً ويساراً، تنبئان عن قلق وعصبية وتوتر وفوران داخلي، الطبيعي والعادي أن ينظر الدكتور مرسي إلى المتكلم بجواره، على الأقل حتى يشعر الآخرين باهتمامه، فيبتسم معبراً عن رضه وموافقته لما يقول، لكن الرجل – على العكس- كان متجهماً، لم ينعم عليه حتى بنظرة، مجرد نظرة، لكنه أبي أن يفعل، واضح أنه كان يحمل بداخله أشياء أغضبته، أو أهمته أو أثارت كوامن الأشجان في نفسه وأنه يبذل جهداً كبيراً لإخفائها، لكن كما يقولون ‘والصب تفضحه عيونه’ ترى ماذا دار في لقائه بالمجلس العسكري؟
هل سمع – لا سمح الله – ما لا يحبه ولا يرضاه؟، في المقابل عادت الداخلية تمارس الأسلوب القديم نفسه الذي كانت تمارسه أيام مبارك.
قتل وسحل وعنف واغتصاب وتعذيب بشع حتى الموت، والرئيس يبدو راض عن أداء الداخلية، هكذا دون إعادة هيكلة، غير مدرك أنه يقتفي أثر سلفه، الغريب أن تجد من الإخوان من يدافع عن الداخلية أو يغض الطرف عن ممارساتها، وهم الذين كانوا يعانون منها أشكالاً وألواناً وسبحان الذي يغير ولا يتغير’.

‘الشروق’: الخلط بين الوطن والجماعة

ومن ‘المصري اليوم’ إلى ‘الشروق’ وزميلنا أحمد الصاوي وقوله عن الرئيس وجماعته: ‘تريد الجماعة قضاة السمع والطاعة وإعلامي السمع والطاعة وحقوقي السمع والطاعة ونشطاء السمع والطاعة هي في النهاية تحاول أن تبني مجتمع السمع والطاعة في ربوع الوطن، كما نجحت في بنائه داخل التنظيم المغلق، هذه هي الأزمة الحقيقية التي تستبد بقادة الجماعة التي ما تعودت على غير ذلك حتى حين واجهت أزمات لها عاقة من يملكون وجهة نظر خاصة أو معترضة أو منتقدة كان مصيرهم الخروج من التنظيم، الرئيس مرسي الذي خرج من رحم هذا التنظيم القائم على الطاعة الهرمية من أعلى إلى أسفل لديه ذات الإشكال وذات الخلط بين الوطن والجماعة، لذلك يرتبك الرئيس وجماعته وحزه حين يجدون الممانعة قوية إلى هذا الحد، هذا أمر لم يعتادوه وهم أصحاب قرار، تعودوا أن يحركوا جماهير لدعم ما تعرف وما لا تعرف ولتأييد قرارات لم تصدر بعد، تجربة الرئيس حين كان ترساً في ماكينة الجماعة قائمة على السمع والطاعة هو نفسه كان يتلقى التكليفات دون جدل وينقلها دون جدل ونادراً ما كان يواجه معوقات في نقل الأوامر او يجد صعوبة أو يبذل جهداً غير عادي في شرح الأمور’.

زيارات مرسي للخارج لا تحظى باستقبال لائق

وكان يوم الاثنين نوم نحس للرئيس، ففيه أيضاً قال زميلنا في ‘اليوم السابع’ عادل السنهوري متهكماً من زيارات الرئيس للخارج: ‘لا نحتاج إلى تبرير أو تفسير لا داعي ولا معنى له في مسألة الزيارات الخارجية للرئيس محمد مرسي وبروتوكول ومراسم الاستقبال له من صغار المسؤولين وليس الرؤساء بما يتوافق مع حجم وتاريخ وقدر مصر، لأن من يشاهد ولي عهد أو رئيس مجلس محلي أو رئيس مدينة أو وكيل وزارة لدولة عربية أو أجنبية وهو يستقبل رئيس مصر يشعر بإهانة واستخفاف من الدولة المضيفة بقيمة وحجم الزائر والدولة التي يمثلها ويرأسها الزيارة الأخيرة لروسيا كان رئيس مدينة سوتش الروسية في استقبال الدكتور مرسي وليس فلاديمير بوتين الرئيس الروسي الذي كان متواجداً في المدينة لحضور بطولة العالم للهوكي، ويبدو أن البطولة كانت تمثل للرئيس بوتين أهمية قصوى تفوق أهمية استقباله لرئيس مصر، وقد كانت روسيا في زمن سابق تنتفض لاستقبال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ويكون في شرف استقباله الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف وتخرج حشود الجماهير السوفيتية في موسكو أو في أي مدينة سوفيتية أخرى يتواجد فيها عبدالناصر لاستقباله بالأغاني والأهازيج وبالأعلام المصرية تقديراً لقيمة وقامة الدولة والرئيس، هذا كان في الستينيات وما أدراك ما الستينيات’.
ما شاء الله، ما شاء الله، الزعيم جمال بدون خالد الذكر، ومن ناصري كبير وعريق مثل عادل؟

‘المصري اليوم’: ‘الجماعة’
بشهرها التاسع انتفخ بطن الوطن

وعودة إلى ‘المصري اليوم’ ورامي، ابن زميلنا والكاتب الساخر الموهوب المرحوم جلال عامر، وسخريته من الكتاب الذي صدر عن انجازات مرسي في تسعة أشهر، فقال عنها: ‘بعد أن أكملت ‘الجماعة’ شهرها التاسع في حكم مصر، انتفخ بطن الوطن فكان لابد من ‘كتب الكتاب’ لدرء الفتن والكتاب هو كتاب ‘إنجازات مرسي’ الذي صدر مؤخراً بالفعل، وهو يتفوق على كتاب حياتي يا عين للمرحوم حسن الأسمر، هو كتاب سيبقي كثيراً في ذاكرة التاريخ كالورم الخبيث في المخ، كتاب لن يباع إلا في ركن الخيال العلمي أو تخاريف الصائمين وستتخطى مبيعاته كتاب ‘ألف نكتة ونكتة’!
كتاب لا بد أن يحفظ بعيداً عن متناول الأطفال خوفاً على مستقبل مصر، فإذا شئت عزيزي القارىء أن يفوتك قراءة أحد الكتب فأحرص على أن يفوتك هذا الكتاب خوفاً على سامتك العقلية، وإذا كان الكتاب صديقاً فإن كتاب ‘إنجازات مرسي’ هو صديق السوء الذي قد يجعلك تنحرف هرباً من الواقع الأليم، هذا الكتاب يصلح أن يتحول إلى سلسلة ‘كيف تكون رئيساً دون معلم أو دون مجهود أو دون إنجازات’!
فبعد أن تفرغ من قراءة الكتاب ستكتشف أن الإنجاز الحقيقي للرئيس أنه بلا انجازات حقيقية!، فمنذ تولى الرجل لم نر أي ‘إنجازات’ للبلاد، رأينا فقط ‘جنازات’ للعباد!’.

سخرية من كتاب انجازات مرسي

وطبعاً بعد الولادة، هناك طقوس أخرى مثل السبوع، والطهارة إذا كان المولود ذكر، وهو ما تناولته يوم الثلاثاء في ‘المصري اليوم’ الاستاذة بكلية الطب بجامعة القاهرة الدكتورة غادة الشريف بقولها ساخرة من كتاب انجازات مرسي: ‘إذا كان الاحتفال بمرور أسبوع على الولادة اسمه ‘سبوع’ إذن فالاحتفال بمرور ثلاثمائة يوم على الولادة اسمه تلتوع، ولذلك أنا واخدة على خاطري منك يا حمادة أنك لم تشارك في الاحتفال بالتلتوع، ورايح تكتب كتاب صغير أصغر من برشامة ساقط ثانوية عامة لتضحك علينا وتقول إن هذا كتاب الإنجازات وكمان تطبع منه مسة ملايين برشامة على حساب صاحب المحل؟! أنت أيضاً أسأت أشد إساءة حين تجاهلت أهم الإنجازات، عندما يتم استقبال رئيس بلدك استقبالاً متواضعاً في البلاد التي يزورها ويقابله عمدة في المطار؟ طب أنت عمرك قابلت عمدة؟! ثم إن الناس بح صوتها وقالولك إن الزيارة لم تكن رسمية، وبالتالي يتقابلوا في الكرملين أو يتقابلوا في كوفي شوب، هذه شكليات لا تهم سوى التافهين الذين لا يجدون في الورد عيب فيقولو له ‘يا ملتحي’، وإياك وإياك أن تظن أن هذه الاستهانة في الاستقبالات سواء في روسيا أو قطر أو الصين هي دليل على أن ولا حتى الغرب يرون أي إنجازات توحد ربنا، فمن يظنها إهانة هم المهانون ويروحوا يقعدوا جنب المفلسين وبتوع الصوابع اللي اتكلمنا عليهم قبل كده’.
لا، لا، هذا كثير، وأنا مضطر لوقف سيل الهجوم على الرئيس، وتأجيله إلى الغد إن شاء الله، وإن كان من الضروري الإشارة مؤقتا إلى زيارته لروسيا ونتائجها التي أخبرنا بها أمس في ‘اليوم السابع’ زميلنا الرسام احمد خلف الذي ادعى انه سمع الرئيس في المؤتمر الصحافي مع بوتين يقول له همساً، طب أي حاجة في رغيف.

‘الحرية والعدالة’: الحسد الذي تتعرض له الجماعة

وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، كل حسبما يتراءى له فمثلا صاحبنا الإخواني عمد غانم نشرت له جريدة ‘الحرية والعدالة’ في باب البريد رسالة يوم الخميس الماضي عن الحسد الذي تتعرض له الجماعة من جانب القوى الإسلامية الأخرى، فقال: ‘تأكدت أخيراً أن من ألزم الصفات الإنسانية بالإنسان وأكثرها به إلتصاقاً ‘الحسد’ حتى أني لأظن انه من الفطرة التي فطر الإنسان عليها، فإنه وإن كان أصل هذه الفطرة الإيمان والتوحيد فإنه من لوازمها صفات إنسانية لصيقة الصلة بالنفس البشرية ويأتي الحسد في اعتقادي في مقدمة هذه الصفات، ولو أمعنا النظر في التاريخ الإنساني للتدليل على ذلك لرأينا أن أول خطيئة في هذا الوجود كانت حسد إبليس لآدم عليه السلام والمكانة التي أولاها الله له، كان سبباً في طرده من رحمة الله وجنته لتبدأ الحياة الدنيا، وإن أشد ما يؤلم القلب أن أسمي العلائق البشرية التي مبناها ومقصدها رضا الله لا تخلو فيما بينها من هذا الداء العضال وإن أكبر ما يخاف منه في داخل الحركة الإسلامية المباركة هو الحسد والحقد.
فما الانشقاقات والتحريات داخل الحركة الإسلامية إلا من الحسد للقادة الموجهين والرغبة في الاستئثار بالقيادة والتوجيه’.

حيرة من هجوم السلفيين على الإخوان

ويوم الجمعة الماضي كتب زميلنا سمير حسين زعقوق سكرتير تحرير جريدة ‘الرحمة’ الدينية التي يملكها الشيخ محمد حسان قائلا عن الحملات الظالمة التي يتعرض لها الإخوان والرئيس: ‘يتعرض الإخوان والرئيس مرسي اليوم لحملة شرسة من كل التيارات سواء كانت إسلامية أو ليبرالية أو يسارية وإذا كنا نتفهم هجوم الليبراليين واليساريين والناصريين على الإخوان، فإننا في حيرة أمام هجوم السلفيين وبعض المحسوبين على التيار الإسلامي على الإخوان، فمثلا تجد حزب مصر القوية بقيادة الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح يحمل الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين بوصفهما رئيس السلطة التنفيذية والأغلبية البرلمانية مسؤولية إخلاء سبيل الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، أما السلفيون ‘خصوصاً’ حزب النور فقد انقلبوا على الرئيس وجماعة الإخوان بشكل يدعو للأسى والأسف معاً وأتهموا الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بأنها وسيلة لحشد السلفيين وراء قرارات جماعة الإخوان المسلمين، وهذا اللغط الحادث في الوسط الإسلامي يستدعي أمراً من اثنين أو الاثنين معاً، إما أن يراجع الإخوان المسلمين منهجهم واحتواء هذا الفصيل الذي انفرط عقده لصالح تيارات مناهضة للمشروع الإسلامي وإما أن يُغلب السلفيون مصلحة الإسلام بوحدتهم مع كل الإسلاميين’.

ابتسامة مبارك كشفت
فشل تفعيل المطالب الثورية

وفي نفس العدد ذهب زميلنا عمرو جمعة إلى قضية أخرى بعيداً عن حسد الإسلاميين بعضهم لبعض وهي ابتسامة مبارك في القفص، قال: ‘أثارت ابتسامة الرئيس السابق حسني مبارك أثناء جلسة إعادة محاكمته يوم السبت الماضي وإشاراته إلى مؤيديه حفيظة العديد من القوى الشعبية أو الثورية أو الحزبية أو المدعية الثورة، أو الراكبة عليها، وبعيداً عن حقه الشرعي والدستوري في الظهور بمظهر المتفائل فإن ابتسامته وإشاراته يجب أن تؤخذ على مفهوم واحد وهو فشل القوى السياسية المختلفة – حكاماً ومعارضة – في تفعيل المطالب الثورية، استيقظنا على كوارث أمنية في سيناء وجماعات إرهابية متطرفة تستقطعها سبيلا والسكوت المنهى عن أنفاق غزة المشتركة! ومشاكل اجتماعية وسياسية مع أهالينا في النوبة وأيضاً في سيوة، حدث حلايب وشلاتين بين الرئيس مرسي والرئيس السوداني عمر البشير، أين هذا النظام من شرع الله تعالى؟ في كل ما يحلو له من قرارات أو إجراءات ايجابية أو سلبية جهراً أو سراً، ما الذي تغير في إدارة مصر عن ذي قبل سوى تغير في الفكر الذي لم يختلف في الحالين فيم وقفه من أحكام الشريعة الإسلامية قرباً أو بعداً!!، لماذا انتابت النظام شهوة الحكم وامتنعت يده عن الامتداد إلى بقية التيارات السياسية؟ والمأساة كذلك في المعارضة الجوفاء التي ابتلينا بها في مواجهة هذا النظام العاجز عن تبني الفكر الثورية واستكمال أحلام الملايين في شكل حلول صريحة لمشاكل مصر وشعبها ومخاطرها! معارضة تهدف في الأساس الى مصالح خاصة فكيف لا يبتسم مبارك؟’.

‘أخبار اليوم’: فشل رئيس الوزراء

ومن ‘الرحمة’ إلى ‘أخبار اليوم’ يوم السبت وزميلنا هشام عطية الذي فضل مغازلة الحكومة وامتداحها بقوله عن رئيس وزرائها الدكتور هشام قنديل: ‘لم يكتف الرجل بفشله وفشل حكومته في إدارة الوطن، عاد قنديل من قطر مرتدياً ثياب الفاتحين ليعلن أن ملياراتها الثلاثة هي طوق النجاة لاقتصادنا المنهار ودون أن يعلن المقابل المر الذي سندفعه جميعاً وستدفعه الأجيال القادمة خاصة مقابل القرض القطري! أن السندات لتي اشترتها قطر أو تنوي شراءها هي بمثابة إيصال أمانة يحق لها بموجبها أن تحجز على مصر في حال تعثرها في السداد بل ويحق لها ايضاً بيع هذه السندات لم يشتري!
خاصم د. قنديل الشفافية عندما أخفى الخراب المستعجل الذي سيحل علينا من وراء القرض الذي يتجاوز معدلات فائدته أربعة في المائة في حين أن معدل الفائدة عالمياً لا يتجوز واحد ونصف في المائة، سيذهب الى د، باسم عودة وزير التموين لتتحول الدولارات الى أكياس سكر وزجاجات زيت لتباع تحت مقرات الحرية والعدالة بأسعار زهيدة ليدفع الغلابة والفقراء ثمن حصول الإخوان على الأغلبية الساحقة في البرلمان القادم’.

الطبعتان الليبرالية والاسلامية المصرية

ونظل في ‘أخبار اليوم’ لنكون مع صديقنا وعضو المكتب السياسي للحزب العربي الديمقراطي الناصري والمحامي الكبير أحمد عبدالحفيظ وقوله: ‘العبقرية الحقيقية لثورة يناير تكمن في شعاراتها التي جمعت بين التراث الليبرالي لثورة 1919 والمشروع القومي الاشتراكي الناصري وإقرار التيار الإسلامي كمعطى أصيل في نسيج المشروع الوطني، الظروف الثورية لم تساعد الوفد في احتواء جموع الليبراليين الجدد، ربما يكون حزب الدستور بقيادة البرادعي رغم عدم شعبية ولا كفاية المسمى – هو الأكثر تأهلاً لإصدار الطبعة الجديدة من التيار الليبرالي المصري بمثل ما أن ابو الفتوح وحزبه ‘مصر القوية’ هو الأكثر تأهلاً لإصدار الطبعة الإسلامية لثورة يناير وما أزال متحفظاً على مسمى ‘التيار الشعبي’ كان يجب الوقوف تحت المسمى الحقيقي الواضح وهو ‘التيار الناصري’ أوقن أن النجاح في إصدار الطبعة الجديدة من المشروع الناصري هو الطريق الصحيح لتحقيق أهداف انتفاضة يناير الثورية، التحدي الحقيقي للتيار الشعبي هو في فرز وتمكين القيادات الشابة الجديدة التي سوف تحمل برامجه الى الناس، إذا لم يجد الناس أمامهم إلا أولئك الذين طالما طالعوا وجوههم طوال الأعوام الأربعين الماضية فقل على المؤتمرات والبرامج السلام، القيادات القديمة مهما كان تراثها الوطني والنضالي مطالبة بترك أماكنها للأجيال الجديدة، حمدين والبرادعي وأبو الفتوح يكفون لتمثيل الأجيال القديمة في قيادة أحزاب الثورة الجديدة، الباقون يكفيهم مقاعد المستشارين والخبراء’.
وفي الحقيقة فهذه نظرة مثالية، ذلك أن تبوأ الأجيال الشابة والجديدة داخل كل تيار لا تتعارض مع استمرار الكبار ما داموا يأتون للقيادة بديمقراطية حزبية، بالإضافة الى انه من الصعب جداً تراجع القيادات القديمة لأن في وقت لم تتكون فعلياً أحزابهم وتكتمل ملامحها، كما انني لا أفهم كيف يستبعد حزب الوفد من المشهد وهو الحاصل على الترتيب الثالث في انتخابات مجلس الشعب الماضية بعد الإخوان والنور.

‘أهرام’ تهاجم عصام العريان

وإلى ‘أهرام’ الأحد وزميلنا والمفكر الاقتصادي البارز أحمد السيد النجار واتهامه صديقنا عصام العريان بالخيانة، قال: ‘عقب زيارة له للولايات المتحدة التقى خلالها مع قيادات في الكونجرس الأمريكي طرح د. عصام العريان أحد قيادات حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان مقترحاً بعودة اليهود المصريين من الكيان الصهيوني وإعادة ممتلكاتهم التي أممتها الدولة إليهم باعتبار أنهم مواطنون تم ترحيلهم من بلدهم واغتصاب ممتلكاتهم محملاً الزعيم الراحل جمال عبدالناصر المسؤولية عن ترحيلهم من مصر، وعلى الفور قام قيادي آخر بحزب الحرية والعدالة هو د، حمدي حسن البرلماني السابق عن جماعة الإخوان بتأييد الفكرة، وكان لافتاً أن قيادات الجماعة اليمينية المتطرفة التي تضع الإسلام عنوانا لها بحق أو بدون حق كانت تصف اليهود في كثير من الأحيان ومنها لقاءات مصورة للدكتور محمد مرسي نفسه بأنهم أبناء القردة والخنازير وهو توصيف طائفي وعنصري لا يضع فاصلاً بين اليهود كبشر مثل سائر البشر لهم ديانتهم الخاصة كحق أساسي من حقوق الإنسان في حرية الاعتقاد ومنهم رموز فنية وثقافية ووطنية مصرية وعالمية شاركت في الكفاح ضد إسرائيل والصهيونية.
ومن أقوال الزعيم الصيني ماوتسي تونج ‘أخشى أن يأتي زمن تصبح فيه الخيانة وجهة نظر’ ورددها من بعده الكثيرون في البلدان العربية والعالم، فهل تندرج الدعوة لعودة بعض المصريين اليهود وإعادة ممتلكاتهم لهم رغم انهم هجروا بلدهم إلى كيان معاد له وحاربوا ضد وطنهم وقتلوا أبناءه وخربوا ممتلكاته وشاركوا كيانهم العدواني في نهب موارد طبيعية مصرية بآلاف أضعاف ممتلكاتهم الهزيلة، هل تندرج هذه الدعوة تحت إطار ‘وجهة نظر’ أم ‘الخيانة’؟ أترك الحكم للقراء الذين اثق في وعيهم وضميرهم الوطني’.

قمة الألم أن تجد بلدك يباع أمامك بالقطعة

أما آخر المعارك فستكون من نصيب زميلنا جمال طايع رئيس تحرير جريدة ‘روزاليوسف’ القومية وقوله بعد أن جفف دمعتين فقط لا غير: ‘قمة الألم أن تجد بلدك يباع أمامك بالقطعة لمن يدفع أكثر، يباع أغلى رموزها لمن لديه المال الوفير، أياً كان اتماؤه وأياً كانت مقاصده المهم أن يأتي المال والسلام ليغطي على الفشل الي يسكن أوردة من في سدة حكم هذا البلد ليبقوا أطول فترة ممكنة، ناهيك عن العقبات والمساويء التي قد تؤدي بالبلد الى الهاوية، تمادت تلك الحكومة الى ان وصل بها الحال إلى أن عزمت على تأجير آثارنا لأمراء العرب والخلايجة، ظهرت منذ أيام قليلة قضية أقامها حمدي الفخراني نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراية أمام مجلس الدولة طالب فيها بإصدار حكم قضائي بإلزام كل من رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء ووزيري السياحة والتنمية المحلية بإلغاء القرار الصادر بتأجير برج القاهرة لرجل الأعمال اللبناني خالد أبو ظهرة منذ أول أبريل الجاري وهو الأمر الذي يعكس ان سياسة تأجير مصر ‘مفروشة’ للأجانب حتى إن كانوا من العرب هو أمر ممنهج، إن تأجير برج القاهرة هو إعلان لبيع الكرامة المصرية وكرامة المصريين، ذلك البرج الذي بناه الزعيم الراحل الخالد جمال عبدالناصر، لقد شهدنا على مدار الأشهر الماضية مساساً – ولو على سبيل الكلام – بمقدرات هذا الوطن تأجير الأهرامات وتأجير قناة السويس ووعدا بإهداء حلايب وشلاتين المصرية الى السودانيين وبيع سيناء للحمساوية وتوطينهم بها، إلى أن وصلنا إلى برج القاهرة تلك الأمور كلها تستوجب وقفة من المصريين واستنفاراً شعبياً لحماية مصرنا من الجهل وتجار الأوطان’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية