الائتلاف الحاكم في العراق يناقش جدول زيارة السوداني المرتقبة لواشنطن والشراكة بين المركز والإقليم

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: حصل رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، على تطمينات اتحادية من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، باللجوء للدستور ومبادئ «الشراكة والتوازن» في تصفية جميع المشكلات العالقة بين بغداد وأربيل، والتي تقف على رأسها ملفات تصدير النفط الكردي ومسألة مرتبات الموظفين الأكراد وحصّة الإقليم في الموازنة المالية الاتحادية، في وقتٍ أكد ائتلاف «إدارة الدولة» الحاكم الالتزام بما ورد في وثيقة الاتفاق السياسي التي تشكّلت على أساسها حكومة السوداني، في حل المشاكل العالقة بين الطرفين.
وفي ساعة متأخرة من مساء السبت، عقد الائتلاف الذي يضم جميع القوى السياسية المشاركة في الحكومة – باستثناء التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر- اجتماعا في القصر الحكومي لمناقشة مجمل المستجدات على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي.

تحسين الواقع الاقتصادي

وحسب بيان للائتلاف، فإن الاجتماع الذي عُقد بحضور رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، شهد «التداول في عدد من القضايا والملفات المتعلقة بالوضع السياسي والأمني والاقتصادي، وخطوات الحكومة المشهودة وإجراءاتها في تحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين في مختلف أرجاء العراق، في ظل استقرار وتطوّر واضحين».
وأضاف أن الاجتماع ناقش «الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني والوفد المرافق له، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والملفات والمحاور التي ستتمّ مناقشتها، حيث أبدى قادة ائتلاف إدارة الدولة دعمهم للزيارة، مؤكدين ثقتهم بما سيطرحه الوفد العراقي برئاسة رئيس مجلس الوزراء، في إطار يصبّ في مصلحة العراق ويعزز الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة».
كما ناقش الاجتماع «الملفات المشتركة مع رئاسة إقليم كردستان العراق، وسبل معالجتها وفق ما نصّ عليه الدستور، وبذل كل الجهود للمضيّ في شراكة بناءة تسهم في ترسيخ الاستقرار، وتدعم مصالح أبناء الشعب العراقي بكلّ أطيافه ومكوناته، مع التأكيد على الالتزام بمفردات الاتفاق السياسي الذي تشكلت على أساسه الحكومة».
في حين، أفاد بيان صادر عن رئاسة الإقليم أن نيجيرفان بارزاني شدد على أهمية «التنسيق بين الأطراف السياسية العراقية والعمل الجماعي وحماية الدستور والنظام الاتحادي، ورأى ضرورة وجود فهم مشترك لإدارة البلد ومستقبله».
وفي محور آخر من الاجتماع، وبشأن العلاقات بين أربيل وبغداد أوضح بارزاني أن «إقليم كردستان جاد في السعي لحل المشاكل من خلال الحوار وعلى أساس الدستور» حاثّاً على «إيجاد آلية لعقد اجتماعات دورية بين الأطراف ذات العلاقة من الجانبين».
بالتوازي، أكد محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء الاتحادي وبقية المشاركين في الاجتماع، على وجود رغبة مشتركة في التفاهم وحل المشاكل، ولهذا أكدوا على ضرورة وأهمية استمرار التواصل.

بارزاني يحصل على تطمينات اتحادية لمعالجة مشاكل بغداد وأربيل

وتمت مناقشة الملفات المشتركة مع رئاسة إقليم كردستان، وأهمية تنفيذ اتفاقية ائتلاف «إدارة الدولة» لتشكيل الحكومة الاتحادية، وأوضاع العراق وإقليم كردستان، والمنهاج الوزاري والخدمات وبرنامج زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي المرتقبة إلى واشنطن، حسب بيان رئاسة الاقليم.
وكان بارزاني التقى قبل ذلك في بغداد برئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وذكر بيان لمكتب السوداني، أنه «جرى خلال اللقاء بحث الرؤى المشتركة في مجمل الملفات والقضايا الوطنية، وسير تنفيذ البرنامج الحكومي، في مساراته المتعددة، إذ أكد السوداني حرص الحكومة على تقديم الخدمات وتلبية تطلعات المواطنين في مختلف أرجاء العراق، وتحقيق التكامل في الأداء بين السلطات الاتحادية والسلطات في إقليم كردستان العراق».
كما شهد اللقاء، وفق البيان، التأكيد على أهمية «دعم الخطوات الحكومية الإصلاحية، من قبل سائر القوى الوطنية والسياسية، من أجل تعزيز أهداف الحكومة، والمُضيّ في ترسيخ التنمية الشاملة، وتجاوز كل العقبات الإدارية والتنفيذية التي كانت تحول دون الارتقاء بالواقع الخدمي والمعاشي والاقتصادي».
كما عقد السوداني مع رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني مؤتمراً صحافياً، أكد خلاله رئيس الحكومة أن «هذه الزيارة مهمة وهي تأتي في سياق التواصل المستمر بين الحكومة الاتحادية ورئاسة اقليم كردستان».
وأوضح أن «الحوارات التي جرت أكدت على مبادئ مهمة وأساسية هي جزء من الاتفاق السياسي الذي شكلت بموجبه الحكومة، والتي تؤكد على الالتزام بالدستور ومبدأ الشراكة والتوازن وتصفية كل المشاكل العالقة تحت سقف الدستور».
وبيّن أن «واحدة من اهم القضايا التي تهم أبناء شعبنا في إقليم كردستان هو صرف الرواتب للموظفين المدنيين والأمنيين وذوي الشهداء والرعاية الاجتماعية، وعلى ضوء قرار المحكمة الاتحادية الاخير باشرت وزارة المالية الاتحادية بالتواصل مع وزارة المالية في إقليم كردستان لإكمال الاجراءات التي تسبق عملية التوطين والتي تحتاج الى وقت، وهذا ما أكدته المحكمة الاتحادية بشأن أهمية فسح المجال لإكمال اجراءات التوطين».
وأشار السوداني إلى أنه «وعلى هذا الأساس بادرنا الى القيام بصرف الرواتب على ضوء القوائم الرسمية للموظفين من كافة الوزارات والفئات المذكورة، ودققت من قبل ديوان الرقابة المالية في إقليم كردستان وديوان الرقابة المالية الاتحادي، ثم أحيلت الى وزارة المالية للبدء بالصرف، وهذا ما حصل في شهر شباط (فبراير) وشهر اذار (مارس)حيث تم صرف كامل الرواتب».
وأضاف: «حريصون على استمرارية اعمال الصرف بما لا يتعارض مع قرار المحكمة الاتحادية، وبما يساهم في تأمين هذا الراتب الذي يمثل المصدر المعيشي للمواطن» مؤكداً إن «مسؤوليتنا كحكومة اتحادية هي الحرص على الموظف والمواطن سواء كان في اقليم كردستان أو في باقي المحافظات، وهذا يتم من خلال التعاون والمرونة المطلوبة بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية».
وبخصوص باقي الملفات، أفاد السوداني بأنها «خضعت أيضاً للبحث والنقاش فيما يتعلق باستئناف تصدير النفط، وايضاً التعديلات المطلوبة لقانون الموازنة والعقود والمراجعة الشاملة، وفق ما نص عليه قانون الموازنة الثلاثية».
كما نوّه الى أنه «تم بحث هذه القضايا في جو من المسؤولية والحرص الكبير على استمرارية هذا التفاهم والتعاون «.
ولفت الى أن «كل هذه الانشطة وهذه الاجتماعات تصب بهذا الاتجاه، الذي يؤكد على التفاهم والعمل المشترك بما يخدم أبناء شعبنا في كل مكان».
من جانبه، أكد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في المؤتمر الصحافي، «التوصل من حيث المبدأ مع الحكومة الاتحادية الى تفاهمات جيدة بخصوص استئناف تصدير النفط من إقليم كردستان» معرباً عن أمله في «التوصل الى حل في أسرع وقت بهذا الصدد».
وأعرب نيجيرفان بارزاني عن شكره لرئيس الوزراء العراقي «على الاستقبال الحار لنا» مضيفاً: «أشكر رئيس الوزراء على جهوده المبذولة في حل المشاكل بين إقليم كردستان وبغداد وكذلك حل جميع المشاكل في العراق بشكل عام» مبيناً: «نرى أنه منذ وقت تسلمه رئاسة الوزراء بذل جهوداً جدية لخدمة كل العراقيين سواء في إقليم كردستان أو في باقي مناطق العراق».
وزاد: «سعيدون بهذه الزيارة وأكدنا على تأييدنا لرئيس الحكومة بشأن تنفيذ البرنامج الحكومي» مردفاً أنه «في هذ الاجتماع تم التأكيد على تنفيذ الاتفاق الذي تم بموجه تشكيل الحكومة».
وتابع: «سعداء بنتيجة الاتفاق الذي تم بموجبه إرسال رواتب إقليم كردستان، في ضوء الاتفاق بين رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني» معرباً عن أمله في «استمرار ذلك، وبحثنا شكل العلاقة بين اقليم كردستان وبغداد في المستقبل، ومتأكدون في ضوء قيادته سيتم التوصل الى فهم مشترك بين اقليم كردستان وبغداد ليصب في خدمة الجميع».
وكشف بارزاني عن بحثه مع السوداني في ملف النفط، وقال إنه «الى الان توجد عدة مشاكل، لكن من حيث المبدأ توصلنا الى اتفاقات جيدة ونأمل بأسرع وقت التوصل الى حل مسألة النفط، وكذلك نأمل لسفر السوداني الى أمريكا أن يعود بمكاسب جيدة لتصب في صالح كل العراق».

تشكيك معارض

في المقابل، أكد النائب الكردي السابق، هوشيار عبد الله، أنه إذا كان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، يعّول على «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني، فأنه سيعود «صفر اليدين».
وقال عبد الله في «تدوينة» له، إن «السوداني قبل زيارته لأمريكا يجب أن يُصفّر المشاكل أو على الأقل أن يذهب (ظاهريا) بهكذا منظر» مبينا أن «كل التفاهمات الجارية الآن تهدف إلى التملص من تنفيذ قرار المحكمة الاتحادية بتوطين الرواتب».
وأضاف، أنه «إذا كان السوداني يعول على البارتي (في إشارة إلى الحزب الديمقراطي) للحصول على ولاية ثانية فسيعود صفر اليدين، وأن «الزمن سيثبت ذلك».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية