الأمير عبد القادر.. مؤسس الدولة الجزائرية الذي كرَّمته موسكو

حجم الخط
0

الجزائر- حسان جبريل: قال عنه الجنرال الفرنسي توماس روبير بيجو، الذي وقَّع معه معاهدة سلام عام 1837، إنه “رجل عبقري وأحد أعظم الشخصيات في عصرنا، إنه أكثر بكثير من مجرد خطيب، وهو أمل المسلمين الأتقياء”.

تلك الشهادة من المستعمر الفرنسي لخَّصت شخصية الأمير عبد القادر (1808- 1883)، الذي دشن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأربعاء، ساحة باسمه في العاصمة موسكو بمناسبة زيارة تبون لروسيا.

ويُعرف عبد القادر بن محيي الدين بـ”عبد القادر الجزائري”، ويوصف بأنه مؤسس الدولة الجزائرية، وهو كاتب وشاعر وفيلسوف وسياسي ومحارب ضد القوات الاستعمارية الفرنسية التي غزت البلاد بين عامي 1830 و1962.

ولد الأمير عام 1808 في قرية القيطنة قرب مدينة معسكر (غرب)، وكان أبوه محيي الدين شيخ الطريقة القادرية (صوفية)، وجدّه لأمه شيخ زاوية أيضا، وأثرت تلك المكانة الروحية لعائلته في شخصيته ورسم مصيره كقائد روحي وعسكري.

وبعد عامين من الغزو الفرنسي للجزائر، بايعت قبائل في الغرب الجزائري عام 1832 الأمير عبد القادر لقيادة المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي.

ولاحقا، شكَّل الأمير حكومة ومجلس شورى، وهو ما اعتبره مؤرخون أولى خطوات وضع أسس الدولة الجزائرية الحديثة.

وجمع الأمير المتطوعين في جيش قوي حقق به انتصارات ضد القوات الفرنسية وأرغمها على توقيع معاهدتي سلام تضمنتا اعترافا بسلطته على المنطقة الغربية للجزائر، وكانت الأولى في 26 فبراير/ شباط 1834 والثانية في 30 مايو/ أيار 1837.

وفي كل مرة، خرق المستعمر الفرنسي المعاهدة، فاستأنف الأمير الكفاح ضده، وفي 1847 استسلم للقوات الفرنسي بعد استغلالها هدنة لمحاصرة منطقته وحشد جيش كبير ضده عجز عن مقاومته، ليتم سجنه.

ونُقل المقاوم الجزائري بعدها إلى سجن في مدينة “بو” بالجنوب الفرنسي ثم في آمبواز بإقليم اللوار، لكن قرر نابليون الثالث فيما بعد إطلاق سراحه.

وفي 2 ديسمبر/ كانون الأول 1852، سافر الأمير إلى تركيا، ومنها انتقل إلى سوريا واستقر في مدينة دمشق عام 1855، حيث درَّس في المسجد الأموي وقبله المدرستين الأشرفية والحقيقية.

واحتضنت منازله في دمشق أكثر من 15 ألف مسيحي بعد أحداث فتنة بين مسلمين ومسيحيين عرفتها المدينة عام 1860، وهو موقف جعله محل إشادة عالمية.

وبقي الأمير عبد القادر في دمشق حتى وفاته عام 1883 عن عمر ناهز 76 عاما، وفي 1965 نُقل جثمانه إلى الجزائر ودُفن في “مربع الشهداء” بمقبرة العالية شرقي العاصمة.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية