مقتل سوداني خلال تظاهرات رافضة لحكم العسكر في الخرطوم- (فيديوهات)

ميعاد مبارك
حجم الخط
0

الخرطوم ـ «القدس العربي»: شارك الآلاف من المحتجين السودانيين، الثلاثاء، في تظاهرات رافضة للحكم العسكري، توجهت نحو القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم، حيث قتل أحد المتظاهرين، بينما طالبت لجان المقاومة من وصفتهم بـ«شرفاء القوات المسلحة» بالانحياز إلى مطالب الشعب وإسقاط الانقلاب.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية «ارتقت روح شهـيد لم يتم التعرف على بياناته بعد وذلك خلال مشاركتة في مواكب شرق النيل. إثر إصابته بعيار ناري في الصدر أطلقته قوات السلطة الانقلابية».

وزادت: «بهذا يبلغ العدد الكلي لشهدائنا بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول 125 شهيداً، وهم ليسوا أرقاماً بل حياةً وارتباطات انقطعت عنا وأهدت قلوبنا الثبات، وأنارت لنا دجى الطريق وذللت عقباته للعبور إلى مرافئ الحرية والمجد».

وأغلقت السلطات بالحاويات الحديدية، جسر المك نمر الرابط بين مدينتي بحري والخرطوم، وعددا من الشوارع الرئيسية، في وقت شهد محيط القصر الرئاسي والقيادة العامة للقوات المسلحة، انتشاراً عسكرياً.

وواجهت القوات النظامية التظاهرات التي دعت لها تنسيقيات لجان المقاومة بإطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بكثافة، مما أسفر عن سقوط عدد من الإصابات وحالات اختناق. بينما هتف المحتجون مطالبين بمجانية الصحة والتعليم والأمن للشعب، ومحاكمة قادة الانقلاب، ورفض التسوية معهم. كانت أبرز الشعارات التي رددوها: «صحة وتعليم مجاني.. الشعب يعيش في أمان. العسكر للثكنات والجنجويد ينحل» «الشعب يريد قصاص الشهيد» « الشعب يريد إسقاط النظام».

وقالت تنسيقيات لجان المقاومة في العاصمة الخرطوم، أمس في بيان مشترك، إن «إرادة الشعب قادرة على إنهاء» ما وصفتها بـ«المهزلة» و«هزيمة الانقلاب».

لجان المقاومة تطالب «شرفاء القوات المسلحة» بالانحياز للشعب

وزادت: «الشعب بارع في اجتياز المحن وصعق المستبدين بنور الثورة والتغيير» مشيرة إلى أن «الثورة التي تجاوزت عامها الرابع ما زالت شعلتها متقدة وتزيدُ اشتعالاً».

وطالبت اللجان القوات المسلحة بالانحياز إلى مطالب الشعب، ضد النظام الانقلابي الراهن في البلاد، وإنهاء «المهزلة» التي طالت في البلاد.

وأضافت في رسالة للقوات المسلحة: «تتابعون نضالات الشعب السوداني ضد الإنقلاب طوال 15 شهرا، من أجل تحقيق حلم الحكم المدني الديمقراطي الذي خرجنا من أجله منذ انطلاق الثورة السودانية في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2018، ومن أجله واعتصمنا أمام بوابات القيادة العامة للقوات المسلحة في 6 أبريل/ نيسان 2019».

وتابعت: «وقف شرفاء القوات المسلحة معنا وقفةً لن ننساها عند انحيازهم للمعتصمين في محيط القيادة العامة، على الرغم مما حدث لاحقا من انقلاب القيادات العسكرية على الحكم المدني» مشيرة إلى أن «التغيير الذي ينشده الشعب لم يكتمل بعد، وأن آمال الشعب لا تزال باقية بانحياز شرفاء قوات الشعب المسلحة لصفوف شعبهم».

وفي رسالة أخرى، أشارت لجان المقاومة إلى أنها موجهة لـ«الشرفاء في الشرطة السودانية» قالت: «نعلم أنكم موجودون وقد ضقتم ذرعاً بتصرفات قادتكم الذين سمحت لهم أنفسهم وضمائرهم بإعطاء الأوامر لقمع وقتل أبناء شعبهم، هذه تحية ثورية لكل من رفض أن يُشارك في قتل أبناء شعبه ونعدكم أيضاً أن نهاية هذه المهزلة بات قريباً، قفوا مع شعبكم».

وشددت على أن الشعب والنقابات العمالية والفئوية وشرفاء القوات المسلحة قادرون على تنظيم صفوفهم والتوحد حتى إسقاط الانقلاب.

وتقود لجان المقاومة التظاهرات في البلاد منذ انقلاب القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان على الحكومة الانتقالية في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

وترفض المشاركة في العملية السياسية الجارية في البلاد، بينما تتمسك بشعار اللاءات الثلاث: «لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية» لقادة الانقلاب، معتبرة الاتفاق الإطاري الموقع بين عدد من مكونات الحرية والتغيير والعسكر وتنظيمات سياسية وحركات مسلحة أخرى بالتسوية الفاشلة.

ووفق إحصاءات لجنة أطباء السودان المركزية، سقط ضحية قمع الأجهزة الأمنية للتظاهرات منذ انقلاب القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان على الحكومة الانتقالية 124 قتيلاً، كان آخرهم طفل يبلغ من العمر 15 عاما، قتل إثر إصابته بعبوة غاز مسيل للدموع في الرأس، أطلقها العسكر على المحتجين في مليونية 9 فبراير/ شباط الماضي.

الشرطة “تأسف”

من جهتها، أعربت الشرطة، مساء الثلاثاء، عن أسفها لمقتل متظاهر. وقالت في بيان إنها «تابعت فيديو متداول بسقوط وإصابة متظاهر بتصرف من أحد عناصرنا، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله فورا».

وأضافت «سلوك مرفوض ومخالف لتوجيهاتنا بعدم التعقب أو المطاردة أثناء التعامل مع المتفلتين أثناء الحراك الاحتجاجي».

وتابعت الشرطة «نترحم على القتيل َوتعازينا لأهله، ونعبر عن أسفنا لهذا الحادث المؤسف».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية