الأمراض تفتك بسكان غزة: ارتفاع عدد الوفيات بسبب تردي قطاع الصحة

بهاء طباسي
حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي»: تشهد غزة ارتفاعات كبيرة في نسب الوفيات، بسبب تردي حالة القطاع الصحي، إثر العدوان الإسرائيلي المستمر للشهر السابع على التوالي، وفق ما أكد الدكتور أحمد المقيد، الطبيب في المستشفى الكويتي في مدينة رفح.
ولفت لـ «القدس العربي» إلى أن «السبب في زيادة أعداد الوفيات من أهالي غزة، هو إصرار جيش الاحتلال على مهاجمة المستشفيات، إذ خرجت كل مستشفيات قطاع غزة عن الخدمة باستثناء ثلاثة فقط هي المشفى الكويتي التخصصي ومستشفى أبو يوسف النجار في رفح، جنوبي القطاع، والمستشفى الأوروبي في خان يونس».
وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد أن دخلت الحرب الأطول على القطاع شهرها السابع، إلى 33 ألفًا و899 شهيداً و76 ألفاً و664 جريحاً، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ.
في الوقت نفسه تشير تقارير صحية إلى احتمالية ارتفاع عدد الوفيات حتى لو توقفت الحرب على القطاع، بسبب خروج غالبية مستشفيات الحكومية في غزة عن الخدمة، وتكدس المرضى في ثلاثة مستشفيات فقط.

ارتفاع الوفيات

وأظهر تقرير أعدّه باحثون مستقلون من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، أنه قد يموت حوالي 8 آلاف شخص آخرون في قطاع غزة خلال الأشهر الأربعة المقبلة، حتى لو توقف العدوان الآن، بسبب الأزمة في قطاع الصحة العامة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
ووفق المقيد، المستشفى الكويتي في رفح كان يستقبل 40 ألف حالة مرضية قبل الحرب وخلال الأشهر الأولى لها، أما الآن فهو يستقبل ما يزيد عن مليون حالة مرضية» مرجعا ذلك إلى أن «مستشفيات حكومية كبرى في غزة توقفت عن العمل، بينها مجمع الشفاء الطبي، غرب القطاع المحاصر، ومستشفى الأمل وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس».

خروج معظم المستشفيات عن الخدمة… ونقص حاد في الأدوية

ويؤكد أن تراكم الحالات في ثلاثة مستشفيات فقط في قطاع غزة هي: «المشفى الكويتي، وأبو يوسف النجار، وغزة الأوروبي» سيؤدي إلى ارتفاعات كبيرة في أعداد الوفيات بين أصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري وأمراض القلب، لأن تلك الحالات ستتراكم على قوائم الانتظار، وهي في أمس الحاجة لتدخل طبي عاجل».
ويلخص الطبيب الفلسطيني أسباب الارتفاع في أعداد الوفيات بين أصحاب الأمراض المزمنة داخل قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة في نقص المستلزمات الطبية والأدوية، والازدياد السكاني، بالإضافة إلى خروج المستشفيات الحكومية عن الخدمة.
وناشد منظمة الصحة العالمية والمنظمات الصحية والإغاثية حول العالم، التدخل لإنقاذ المرضى والمصابين في القطاع المحاصر.

نقص المستلزمات الطبية

لمياء أبو دقة، 35 عاماً، مريضة بارتفاع ضغط الدم، تتلقى العلاج داخل المستشفى الكويتي، تشير إلى نقص حاد في أدوية الضغط، ما يدفعها إلى تناول أدوية بديلة لا تعطي المردود المطلوب.
تقول: «ضغطي المرتفع يأبى الانخفاض بسبب غياب العناية الطبية المستمرة ونقص الأدوية، زوجي أيضًا مريض مرض مزمن ولا نجد الأدوية اللازمة لعلاجه».
وتضيف النازحة من شمال قطاع غزة إلى رفح منذ 7 أشهر لـ «القدس العربي» خلال حديثها: «نحن مهددون بالموت في أي لحظة، إن لم يكن من القصف فسيكون من الأمراض المزمنة التي نعاني منها».
وتؤكد أن خروج المستشفيات الحكومية عن الخدمة بالإضافة إلى نقص الأدوية والمستلزمات الطبية سبب ارتفاع نسبة الوفيات بين أصحاب الأمراض المزمنة: «لا توجد أدوية مخصصة للأمراض التي نكتوي بها، وعقاقير التخدير وأنابيب الأكسجين غير متوفرة في المستشفيات، فخالتي توفيت بسبب نفاد علاجها ولعدم الحصول على علاج بديل لدوائها».
أمّا غدير المعصوابي، التي نزحت من مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غربي مدينة غزة، ليستقر بها الحال في المستشفى الأوروبي مع عشرات الآلاف من النازحين، فتعاني من تكرار إصابة أبنائها بأمراض جلدية.
وتقول لـ «القدس العربي» إن طفليها تعرّضا للإصابة بأمراض جلدية نتيجة الاختلاط بكثير من الأطفال النازحين في المستشفى، وعلى الرغم من حرصها على نظافتهما فإنّ الأعداد الموجودة في المشفى ضخمة وكبيرة للغاية.
وتشير إلى أنه بالإضافة إلى الأمراض الجلدية فإن أمراض الجهاز التنفسي أصابتها هي وأبناءها وزوجها مرات عدّة في وقت قليل وقياسي، في ظل نقص كبير في الأدوية والمستهلكات الطبية في المستشفيات أو حتى الصيدليات الخاصة التي ما زالت مفتوحة.
وتخشى استمرار الحرب لوقت أطول مما هي عليه الآن، ما قد يؤثر بالسلب في الحالة الصحية لها ولطفليها، لا سيما أن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعًا في تعرُّض الأطفال للإصابة بنزلات البرد وحالات الإسهال الدائم وارتفاع الحرارة لأسباب مجهولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية