إيطاليا بطلة أوروبا في كرة القدم ملهمة بالتنس!

حجم الخط
0

روما ـ «القدس العربي»: صارت أولوية عشاق الرياضة في إيطاليا مختلفة عما كانت عليه على مدى العقود الماضية، فبعدما كانت التنس من الرياضات المهمّشة الى حد كبير في إيطاليا، مقارنة مع شعبية كرة القدم في بلد توج بكأس العالم أربع مرات، جاء يانيك سينر ليجعل من نفسه مُلهِماً لمنتخب يسعى الى الاحتفاظ بلقب كأس أوروبا ومحو خيبة الغياب عن كأس العالم مرتين توالياً. وبعد ساعة على وصول المنتخب الإيطالي الى ميامي استعداداً لخوض مباراتين وديتين ضد فنزويلا ثم الإكوادور اليوم، أقام المدرب لوتشيانو سباليتي حصة تدريبية على ملعب إنتر ميامي ونجمه ليونيل ميسي. ولم يكن الهدف من هذه الحصة السماح للاعبين بالتخلّص من الآثار السلبية لفارق التوقيت وحسب، بل أراد سباليتي توجيه رسالة لكتيبته محورها يانيك سينر الذي كان ضمن المرحّبين بالمنتخب في ميامي، حيث يتواجد حالياً لخوض دورة الماسترز. ونتيجة قيادته بلاده لإحراز كأس ديفيز 2023 ثم فوزه التاريخي في بداية العام الحالي ببطولة أستراليا المفتوحة، أولى البطولات الأربع الكبرى، بات ابن الـ22 عاماً مرجعاً للرياضة الإيطالية الباحثة عن أبطال يعيدون الثقة لها، لاسيما بعد فشل «الأزوري» في التأهل الى مونديال قطر 2022 مباشرة بعد إحرازه كأس أوروبا صيف 2021 على حساب إنكلترا. وبوجود المصنف ثالثاً عالمياً، قال سباليتي للاعبيه: «الآن، سيكون من الأسهل الحديث عن الانضباط والتحفيز. خذوا جزءاً صغيراً منه».

ويشكّل سينر، القادم من كاليفورنيا حيث وصل الى نصف نهائي دورة إنديان ويلز لماسترز الألف نقطة، نموذجاً لرباطة الجأش في المباريات والتمارين وللتواضع خارج الملعب، وهذا ما يشير إليه سباليتي بانتظام باعتباره أحد أفضل الأمثلة على ذلك. وتوجه الحارس الأسطوري جانلويجي بوفون الذي يرأس الآن الوفد الإيطالي، الى سينر بالقول: «نحن نتابعك بكل فخر… الجميع يتحدث عن التنس بفضلك». وإعادة الفخر للإيطاليين هي العنوان الذي أطلقه سباليتي منذ تولى المنصب خلفاً لروبرتو مانشيني في آب/أغسطس الماضي، مع الإدراك أن هذه المهمة تتطلب الكثير من العمل. وبعد فشل التأهل لمونديال قطر 2022 والغياب عن النهائيات العالمية مرتين توالياً، عانى المنتخب الإيطالي لانتزاع تذكرته لكأس أوروبا المقررة في ألمانيا بين 14 حزيران/يونيو و14 تموز/يوليو، وكان مهدداً بعدم الدفاع عن اللقب القاري، لكنه أفلت من خيبة أخرى بحسمه البطاقة الثانية للمجموعة الثالثة في الجولة الأخيرة بفارق المواجهتين المباشرتين مع أوكرانيا بعد التعادل معها 0-0 (فاز ذهاباً 2-1).
ويبدو الطريق أمام سباليتي لتحقيق هدفه طويلاً، وبالتالي لم يكن «الأزوري» بحاجة بتاتاً الى زعزعة الصفوف التي حصلت بإيقاف ساندرو تونالي ونيكولا فاجيولي لفترة طويلة بسبب المراهنات غير الشرعية، وصولاً الى استبعاد فرانشيسكو أتشيربي عن التشكيلة التي سافرت الى الولايات المتحدة على خلفية مزاعم توجيهه إساءات عنصرية للمدافع البرازيلي جوان جيزوس خلال مباراة فريقيهما الإنتر ونابولي (1-1) الأحد الماضي في الدوري الإيطالي.
ويدرك المدرب الذي قاد نابولي الموسم الماضي الى لقبه الأول في الدوري منذ 1990، حجم المهمة الشاقة الذي تنتظره في الاستحقاق القاري المقبل حيث تلعب إيطاليا ضمن المجموعة الثانية النارية بجانب إسبانيا وكرواتيا، ثالثة مونديال قطر 2022، وألبانيا.
ولم يهضم سباليتي حتى الآن فكرة رؤية بعض لاعبيه يلعبون ألعاب الفيديو حتى ساعات الصباح الأولى من يوم المباراة الحاسمة في التصفيات والتي أقيمت في 20 تشرين الثاني/نوفمبر في ليفركوزن الألمانية نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا. وحذّر «من يأتي ليتصرف بغباء ليس له مكان في المنتخب، هذا العقد بيني وبينه». وتابع المدرّب الذي استدعى ثلاثة لاعبين لأول مرة، بينهم المفاجأة لورينزو لوكا (أودينيزي): «سنستغل هاتين المباراتين لاستخدام أساليب لعب أخرى والتعرف على الوافدين الجدد بشكل أفضل». ويفتقد فريق سباليتي الذي لم يعد يعتمد على قائد لاتسيو المخضرم تشيرو إيموبيلي، الى النجاعة الهجومية، وأبرز دليل على ذلك أن أفضل هداف في تشكيلة الـ28 لاعباً الحالية هو لاعب وسط الإنتر نيكولو باريلا برصيد ثمانية أهداف في 51 مباراة دولية. وحتى سينر الذي يشجع ميلان ورياضته المفضلة بجانب التنس هي التزلج الألبي، ليس لديه الحل في هذا المجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية