إسرائيل “من رفح”: إذا قبلنا “وقف النشاط”.. ماذا عن “هوية السجناء”؟

حجم الخط
0

أود أن أرتب ما يبدو متناقضاً: تأخير غير ضروري، وبصراحة لأول مرة منذ شهر، مبادرة إسرائيلية قد تقودنا إلى نهاية الحرب.

صفقة الرهائن

يبدو أن حماس وافقت على العرض. ومن الناحية العملية، فإن هذا الاقتراح يختلف جذرياً عن الاقتراح الذي وافقت عليه إسرائيل. هناك نقطتان رئيسيتان للخلاف: نهاية الحرب وهوية السجناء الذين حكم عليهم بالسجن المؤبد والذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة. في المسألة الأولى، ترى إسرائيل أن اقتراح الوسطاء مقبول لعدم ذكر عبارة «وقف الحرب». العبارة الواردة في الاقتراح “وقف النشاط” غامضة، وتتيح مرونة لتجديد الحرب في المستقبل، إذا اختارت إسرائيل ذلك. المعضلة تكمن في المسألة الثانية، التي لا تسمح لإسرائيل بقبول الصفقة. ستتنازل إسرائيل عن حق النقض (الفيتو) على قرار إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وهذا أمر أساسي.

منذ نشر الخطوط العريضة للصفقة، في المرحلة الأولى منها، ستطلق إسرائيل سراح 50 سجينًا، من بينهم 30 محكومًا بالسجن المؤبد، مقابل إطلاق سراح كل جندية إسرائيلية مختطفة. أي، في المجمل، ستطلق إسرائيل في نهاية المرحلة الأولى سراح 150 أسيراً محكوماً عليهم بالمؤبد، بناء على طلب حماس، دون السماح لإسرائيل بالتدخل في ذلك. إذا حدث ذلك، فستطلق إسرائيل سراح جميع السجناء الخطرين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد والمرتبطين بحماس، وهو ما سيترك إسرائيل من دون أي ورقة مساومة للمرحلة الثانية. ومن الناحية العملية، ستطلق إسرائيل سراح كل شخص مهم بالنسبة لحماس دون استعادة جميع الرهائن. في هذه الحالة، من الواضح أن إسرائيل ستقترب من المرحلة الثانية من المفاوضات بطريقة غير مواتية قدر الإمكان. وستحقق حماس كافة مطالبها في المرحلة الأولى، باستثناء التزام إسرائيل بإنهاء الحرب بشكل كامل.

العملية في رفح

العملية في رفح لها أربعة أهداف:

  •         زيادة الضغط العملياتي على حماس لتحسين فرص التوصل إلى اتفاق أفضل.
  •         إغلاق الحدود بين مصر ورفح لمنع تهريب الأسلحة إلى حماس في المستقبل.
  •         السيطرة على معبر رفح تعبيراً عن فقدان حماس للسيادة.
  •         تفكيك كتائب لواء رفح الأربعة: القضاء على عناصر وقادة، وتحييد الأنفاق تحت الأرض.

في غياب اتفاق أو تسوية من جانب حماس، فمن المضر لإسرائيل أن تستمر في الوضع الجامد الذي كنا فيه. ومن الإيجابي أن تدخل طاقة جديدة إلى المعركة. وعلى الرغم من الجدل حول مدى فعالية الضغط العسكري في التأثير على إطلاق سراح الرهائن، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، فمن الواضح أن غياب الضغط العملياتي لا يحسن موقفنا نحو التوصل إلى اتفاق. حدود قطاع غزة ومعبر رفح إنجازان في غاية الأهمية، في حين أن تفكيك الكتائب المستمر له أهمية ثانوية؛ وذلك لأنه حتى بعد تفكيكها وبعد تدمير حماس في رفح، إذا لم نقرر السلطة الحاكمة التي ستحل محل الجيش الإسرائيلي هناك، ربما نشعر بخيبة أمل مرة أخرى بعد انسحابنا وبعد استعادة حماس السيطرة. إن احتلال رفح بشكل كامل لا يضمن النصر الكامل، وإن خلق توقعات مفرطة حول هذا الموضوع ليس مفيدًا.

التوصيات

إن صفقات الرهائن التدريجية لا تنجح. يجب بناء مفهوم مختلف لصفقة واحدة تعرض فيها إسرائيل وقفاً كاملاً للحرب مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن. وماذا سيحدث بعد ذلك؟ ألن نعمل أبداً في غزة؟ فهل يتعين علينا أن نترك حماس سليمة ونحتوي على جهودها في بناء قوتها؟ في رأيي، بعد 7 أكتوبر: لا!

العملية في رفح بدأت للتو، وليس من المستحسن الإعلان عن نطاقها. هذه عملية متطورة، ويمنع إعطاء العدو اليقين. وقد بدأ جيش الدفاع الإسرائيلي العملية وسيستمر ما دام ذلك ضرورياً لتحقيق الأهداف المذكورة أعلاه وفقاً لترتيب الأولويات.

بقلم: تامير هايمان

منشورات خاصة/ معهد بحوث الأمن القومي 8/5/2024

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية