إسرائيل تحتل معبر رفح من الجانب الفلسطيني… وتعزل غزة عن العالم

 أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة – «القدس العربي»: احتلت إسرائيل، أمس الثلاثاء، الجانب الفلسطيني من معبر رفح، بعد غارات على المدينة أوقعت شهداء ومصابين، وعقب اشتباكات مع فصائل المقاومة.
ومن شأن هذا الاحتلال، خنق شرياني المساعدات إلى غزة، إذ أن وقف نشاط المعبر سبقه تجميد عمل معبر كرم أبو سالم، فيما المتوفر في القطاع من مخزون الإمدادات “لا يكفي لأكثر من يوم واحد” حسب الأمم المتحدة.
وقال جيش الاحتلال، في بيان أمس الثلاثاء إن “قوات اللواء 401 حققت السيطرة العملياتية على معبر رفح من جهة غزة”. وأضاف: “قطعت القوات معبر رفح عن محور صلاح الدين، والآن تسيطر قوات على المعبر بشكل كامل”.
وتوغلت آليات إسرائيلية داخل المعبر رفح، فيما أظهرت صور رفع العلم الإسرائيلي فوق ساريات داخل المعبر.
وتصدت المقاومة لتوغل الاحتلال، حيث قالت مصادر محلية إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال في المناطق الشرقية لمحافظة رفح.
وأعلنت كتائب “القسّام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، استهداف قوات الاحتلال المتوغلة في محيط معبر رفح، وتجمعاتها في موقع كرم أبو سالم شرق رفح. وأعلنت في بيان مقتضب، أنها قصفت قوات الاحتلال المتوغلة شرق معبر رفح بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
كما أكدت أنها قصفت تجمعات الاحتلال في موقع كرم أبو سالم العسكري، بمنظومة الصواريخ “رجوم” قصيرة المدى من عيار 114م.
وفي بيان ثالث، قالت إنها قصفت تجمعات الاحتلال شرق مدينة رفح بمنظومة الصواريخ “رجوم” قصيرة المدى من عيار 114ملم.
كذلك أُطلق نحو 30 صاروخا، مساء الثلاثاء، من غزة باتجاه مستوطنات إسرائيلية في منطقة الغلاف؛ مما تسبب في اندلاع حريق، وفق إعلام عبري ومجلس محلي.
وأعلن الناطق العسكري باسم “القسّام” أبو عبيدة عن وفاة الأسيرة الإسرائيلية جودي فانشتاين (70 عاماً) متأثرة بجراحها الخطيرة التي أصيبت بها مع أسير آخر.
وقال في تصريح: إن الأسيرة فانشتاين قُتلت بعد قصف إسرائيلي للمكان الذي كانت تُحتجز فيه مع آخر قبل شهر، ولقيت مصرعها لاحقاً لعدم تلقيها الرعاية الطبية المكثفة في مراكز الرعاية.
واحتلال إسرائيل المعبر يعني عزل غزة عن العالم وأن “الشريانين الرئيسيين لإيصال المساعدات إلى غزة قد تم خنقهما”، وفق ما قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” ينس لايركه، في إشارة إلى معبري رفح وكرم أبو سالم.
وبيّن أن مخزون المساعدات الإنسانية في القطاع “لا يكفي لأكثر من يوم واحد”.
وقوبلت الخطوة الإسرائيلية بانتقادات دولية. وفيما قال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة لم تؤيد الهجوم على رفح منذ البداية، وإن موقفها لا يزال سارياً، أكد أيضا أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأن عمليتها في رفح ستكون محدودة وتهدف إلى منع تهريب الأسلحة والأموال إلى غزة.
واكتفت مصر المعنية الأساسية بالتوغل الإسرائيلي، باعتبار أن المعبر يربط بينها وبين غزة، بإدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية. واعتبرت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني.
لكن مدحت الزاهد رئيس حزب “التحالف الشعبي الاشتراكي”، قال إن “اجتياح جيش الاحتلال الصهيوني رفح والسيطرة على محور فيلادلفيا يوجب إلغاء اتفاقية كامب ديفيد وتوابعها بعد أن داسها الاحتلال بالأقدام وعملت قواته في المنطقة تخريبا ودمارا”.
وحسب ما قال المفكر القومي ومستشار رئيس الجمهورية الأسبق للشؤون العربية، محمد سيف الدولة، لـ “القدس العربي” فإن “اقتحام المعبر انتهاك لاتفاقية السلام التي تحظر على إسرائيل وضع أي دبابات في الشريط الحدودي مع مصر وعرضه 3 كيلومترات والمسمى بالمنطقة د”.
وبما يكذب رواية جيش الاحتلال بإعطاء مهلة لسكان شرق رفح للإخلاء إلى مناطق في خان يونس شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي عشرات الغارات على تلك المناطق، بعد مرور ساعات فقط على أوامر الإخلاء، ضمن مدة زمنية لم تكن كافية لخروج نحو ربع مليون فلسطيني من تلك المناطق، ومن بينهم مسنون وأطفال ومرضى. وتسببت الغارات بسقوط عدد من الشهداء والجرحى.
وحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، العملية العسكرية في رفح، ستركز أساساً على إنهاء سيطرة “حماس” على المعبر، مشيرة إلى أن الاحتلال ينوي نقل مسؤولية إدارته إلى “جهة محايدة”.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن تل أبيب تنوي نقل مسؤولية إدارة المعبر إلى شركة أمريكية بعد انتهاء العملية العسكرية.
وزعمت أن تل أبيب تعهدت أن تقتصر العملية على المعبر على طرد “حماس”، وألا تستهدف البنية التحتية في معبر رفح من أجل استمرار تشغيله.
كذلك، أوردت الصحيفة أن “عناصر الشركة الأمنية الأمريكية تتألف من جنود سابقين في وحدات خاصة في الجيش الأمريكي”. وزادت أن “الشركة الأمريكية التي ستدير معبر رفح متخصصة في حراسة مواقع استراتيجية في مناطق النزاع في أفريقيا”. بخصوص مهام هذه “الشركة” أوضحت الصحيفة أنها ستناط إليها مهمة إدارة الحركة في معبر رفح، كما أنها ستقوم بفحص الشاحنات ومنع عودة حماس إلى المكان.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية