إسرائيل تأخذ تهديدات إيران بالانتقام على محمل الجد وترفع درجة التأهب

وديع عواودة
حجم الخط
0

الناصرة- “القدس العربي”: تُواصل إسرائيل رفع منسوب الحيطة والتأهّب ترقّباً لعملية ثأر إيرانية إثر اغتيال الجنرال زاهدي باستهداف مبنى القنصلية داخل دمشق، في عملية تمّت قبل ثلاثة أيام، وفيها شيء من الإهانة، خاصة أن مشاهد الدمار أظهرت العلم الإيراني ممزقاً بين الركام، وكذلك صورة الجنرال قاسم سليماني، الذي اغتيل هو الآخر بهجمة أمريكية، وربما بمساعدة إسرائيلية، قبل نحو العامين.

وضمن حالة التأهب لرد إيراني محتمل على اغتيال زاهدي، الذي سبقته عمليات اغتيال مسؤولين إيرانيين آخرين، في السنوات الأخيرة، بدأ سلاح الجو الإسرائيلي هذه المرة باستدعاء قواته في الاحتياط.

وفي المقابل؛ قال وزير الأمن في حكومة الاحتلال يوآف غالانت، من حيفا، خلال تفقّده جاهزية الجبهة الداخلية، إنه “ينبغي علينا أن نكون مستعدين لكل سيناريو ونحن نضرب أعداءنا في كل الشرق الأوسط، ونعرف كيف نردّ على أعدائنا القريبين والبعيدين”.

غالانت: إسرائيل غير معنية في حرب في لبنان، لكن بحال نشبت ستكون تحدياً قاسياً لنا، وستكون كارثة على لبنان و”حزب الله”، في الجنوب وفي بيروت

 غالانت، الذي حاول بهذه التصريحات ردع وترهيب إيران من خلال الزعم بما معناه “أننا سنردّ الصاع صاعين”، كرّر تهديداته بالقول إن إسرائيل غير معنية في حرب في لبنان، لكن بحال نشبت ستكون تحدياً قاسياً لنا، وستكون كارثة على لبنان و”حزب الله”، في الجنوب وفي بيروت”.

جاءت تصريحات غالانت ردّاً على تهديدات قادة إيرانيين بالأمس، بأن هجمات قاتلة أكثر ستتم ضد إسرائيل قريباً”.

وفي طهران تمّ تعليق لافتات تحمل صورة غالانت وقادة الجيش الإسرائيلي وهم داخل دائرة الاستهداف وكتب في أسفلها بالعبرية: “نحن سننتقم”.

تهديدات استثنائية

وبخلاف مرات سابقة كانت فيها إيران تصمت، أو تكتفي بتهديدات عامة على شاكلة أن “طهران ستختار المكان والزمان المناسبين للرد”، تبدو تهديدات طهران هذه المرة مغايرة بالكم، والحدة، والمباشرة، وبالجهة المهددة.

وقد هدّدَ المرشد الإيراني الروحي الأعلى علي خامنئي بالقول، في منشور بالعبرية في تطبيق “إكس”: “بإذن الله ستتلقى إسرائيل عقابها بواسطة رجالنا، وستندم على جريمتها في القنصلية في دمشق”.

وانضم رئيس إيران إبراهيم رئيسي للتهديد بقوله إن الجريمة لن تمرّ بلا ردّ”.

أما الناطق بلسان الحرس الجمهوري رمضان شريف فقد أطلق هو الآخر تهديداً مباشراً: “قريباً سنشهد هجمات أكثر فتكاً ضد إسرائيل، وجبهة المقاومة ستقوم بواجبها”. وتأخذ إسرائيل هذه التهديدات على محمل الجدّ، وتخشى وقوع عمليات ثأرية فورية، ولهذا الغرض تجري مشاورات في أعلى المستويات، مثلما بحث مجلس الحرب تهديدات طهران عبر مكالمات هاتفية بسبب تواجد نتنياهو في بيته بنصيحة أطبائه بعد خضوعه لعملية جراحية.

وحسب “يديعوت أحرونوت”، اليوم، تخشى إسرائيل قيام إيران بعمليات داخلها، أو ضد ممثليّاتها الدبلوماسية في العالم مباشرة، أو من خلال حليفاتها في المنطقة، ولذا أعلن عن رفع التأهب لأعلى درجة في السفارات الإسرائيلية في العالم.

صاروخ من إيران؟

ويدعو المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشع لعدم الاستخفاف بتهديدات إيران، وينقل عن مصادر أمنية خوفها من محاولة استهداف إيرانية لبنى تحتية حساسة في إسرائيل، أو استهداف سفارات في الخارج.

محلل إسرائيلي: كل المؤشّرات والتحذيرات الصادرة عن إيران تفيد بأنها مصممة على ردّ انتقامي، ما يفسّر رفع حالة التأهّب في إسرائيل

ويذهب محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل للتحذير الواضح من التصعيد الخطير بقوله إن اغتيال زاهدي يوقف إسرائيل أمام خطر الرد المباشر من إيران.

ويرى هارئيل أن كل المؤشّرات والتحذيرات الصادرة عن إيران تفيد بأنها مصممة على ردّ انتقامي، ما يفسّر رفع حالة التأهّب في إسرائيل خوفاً من مسيّرات أو صواريخ باليستية.

وفي المقابل؛ ترى أورنا مزراحي، الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، أن يوم غد يومٌ حساس وخطير، كونه يوم الجمعة الثالث في رمضان، ويوم القدس الإيراني، مرجّحة أن إيران تبحث عن ردّ ثأري معيّن لا يضطر إسرائيل، ومعها الولايات المتحدة، لردّ واسع، وأنها غير معنية بحرب شاملة، وتستبعد قيام إيران بإطلاق صواريخ باليستية من أراضيها على إسرائيل، لكنها لا تستبعد أن يأتي الرد من “حزب الله” على شكل صواريخ تصل للعمق الإسرائيلي، وتصيب أهدافاً رمزية تؤدي لعدد من الضحايا.

وتدعو مزراحي، في حديث للإذاعة العبرية العامة، لقيام إسرائيل بفضح إيران، وعدم السماح لها بالاختباء خلف “وكيلاتها” في المنطقة، داعية للحذر، خاصة الإسرائيليين المتجولين أو العاملين في العالم، رغم أن عملية انتقامية في الخارج تحتاج لوقت ليس قصيراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية