أنهى حياته بسبب الأوضاع الخانقة في بلده.. مصوّر لبناني: “أنا ضحية كتلة الشر المعممة بالأسود المختبئة تحت الأرض في الضاحية”- (تدوينات)

سعد الياس
حجم الخط
1

بيروت- “القدس العربي”: في ترجمة للانهيار الاقتصادي والمالي، وللقلق الذي يساور الكثير من الشبان وأرباب العائلات على تأمين قوتهم اليومي ومتطلباتهم المعيشية والحياتية، انضم الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، المصوّر بيار صقر، إلى قافلة من أقدموا على الانتحار في الأيام القليلة الماضية، منهياً حياته بإطلاق النار على نفسه في أحد الجرود، هو الذي عُرف عنه تعلقّه بالتلال والجرود، كمقاتل سابق في القوات اللبنانية، دافع عن مدينته زحلة في وجه القوات السورية عام 1980، وخدمَ على تلال جبل صنين، في ما يُعرَف بالغرفة الفرنسية.

وقد تحدث بيار صقر، في رسالته الوداعية، عن وصيته، طالباً: “إذا أمكن وضع لوحة تذكارية على نيّتي جانب الكنيسة بموقع البطولة، “الغرفة الفرنسية”- صنين، وقت يللي بتلاقوا مناسب. وإقامة قداس على نيتي عشية أو يوم عيد الرب بـ ٦ آب، بكنيسة الرب بجرد تنورين. هالجرد يللي بدمّي، هو وجرد العاقورة، وجرد صنين، يللي رح أترك روحي فيهم”.

https://www.facebook.com/joseph.issaoui/posts/pfbid02hi8JgKjnXLAd5Qe9j6EHxBvHjqqa8xqr3eSHn96bKH1uqMn9bJCtB9cVu3iqqQBMl

وبعد مضي أقل من 24 ساعة على منشور صقر على الفايسبوك، تركت رسالته حزناً عميقاً في نفوس رفاقه الذين تعرّفوا عليه عن كثب، وعتباً عليه لأنه لم يفاتحهم بأي أمر حول ما يعانيه من ضائقة مالية، حيث أبدى كثيرون الاستعداد للوقوف إلى جانبه ودعمه والتروّي وعدم اليأس وعدم الإقدام على أي خطوة غير مدروسة، إلا أنه كان اتخذ القرار الصعب، وفضّل الموت بكرامة وعزّة نفس، على أن يطلب شيئاً لنفسه، تاركاً آخر صورة بعدسته، وهي سيارة “الجيب”، التي كان يجول بها في الجرود الوعرة. وقد شارك منشوره أكثر من 800 متابع، إضافة إلى آلاف التعليقات، وتناقلَ كثيرون صوره قبل وداعه في كنيسة مار جرجس في المعلقة زحلة، بعد ظهر الجمعة.

https://www.facebook.com/elie.hajj.10/posts/pfbid0gWZTsDEQkH4UibRGRpPFzCZkSA6cfWqyxNeJ1sHgGeLHEQc1YEUDQwTdhrxCmyrAl

واللافت أن صقر، وحتى لحظة انتحاره، لم يبدِ عتباً على حزب “القوات اللبنانية”، الذي ينتسب إليه، بل أشاد برئيسه سمير جعجع، وطلب لفّ نعشه بعلم “القوات”، معتذراً من رفاقه في القوات و”السياديين الشرفاء”، لكونه لن يكون بينهم عندما ينادي الواجب، ومهاجماً من يختبىء في الضاحية، قائلاً: «اعتبروني شهيد، أو بالضبط ضحية الانهيار يللي ورا كتلة الشر المعممة بالأسود يللي مخباية تحت الأرض بالضاحية. أنا ضحيتو، وضحية توابعو الفاسدين، عدا الحرامية يللي تواطأوا معو مقابل المال والسلطة، المسيحيين منهم قبل المسلمين»

وقد نشر العديد من وسائل الإعلام ما ورد في منشور صقر على الفايسبوك، والذي استهلّه بعبارة: “نهاركم مبارك”، وأكمل يقول: “بعد كم يوم بكون صرلي ثلاث سنين مسكّر شغلي بسبب الأزمة، وقاعد بالبيت ناطر الوقت والفرج، خلال شهرين بدي سلّم المعمل، وبالطبع ما معي جدّد إيجار، وعندي مشاكلي الصحية. صرلي فترة كل ما أتصوّر حالي عَم بِخلي مَعْمَلي، وكبّ هالـ 32 سنة تعب هيك، يروحوا ضيعان، إغضَب وإخوَت، خصوصاً أنو مضطر إرجع أسّس حالي عن جديد، كأنو بعدني متخرج من الجامعة وعمري 26 سنة، وأنا عمري 62!  يعني بعد سنتين لازم روح عالتقاعد، وبالدول يللي بتحترم حالها معزّز ومكرّم، بينما إمكاناتي المادية هلق عالأرض، لا رصيد مالي لدي! أنا عطول شخص إيجابي ومرح، إنما الأفق تسكّر أمامي تقريباً”.

وتابع صقر في منشوره: «أنا ربيت بعيلة مسيحية مؤمنة على يد والد آدمي محب صلب ومكافح، ربّاني على محبة لبنان، كتير وزيادة، على الكرم ومساعدة الغير، والاستقتال لمساعدة الفقير، أنا بقى ما فيني عيش بدون قدرة على إنشاء عيلة، إهتم بأخواتي المحبين، بوالدي يللي بفتخر جداً فيه. معنوياتي ما بتسمح لي إستمر هيك، والأوضاع باتجاه الانهيار أكتر، ما فيي عيش بدون ما تابع خدمة القضية، يللي أعطيتها 40 سنة من عمري، من وقت معركة زحلة. بلّشت شوف حالي مكافح تقاعد قبل وقتو، بعد شوي يمكن ما رح ما يكون معو ياكل!

الأفق شبه مسكّر، صرلي شهرين عم بحس بحزن كبير، وعم بيزيد.

وصرت صلّي قبل ما نام لقديسي شربل يفتحها بوجهي، وإذا لأ، لـ الله ياخدني، إطلع على عنايا كل أسبوع.

ما لقيت ولا إشارة أمل، القلق كبر أكثر، والحزن صار أقوى مني، والله ما عم بيبعت ورايي، منشان (هيك) قررت اليوم أنا روح لعندو.

ما بقى فيي كمّل، جبت معي بارودتي (يللي هي أمانة من القضية عندي) قررت أنهي حياتي».

https://www.facebook.com/samirgeagea/posts/pfbid09uZxaVAVo4Ag5HhGAxRCJZCpYiNLNFQddMFfEgJJQDPCxuP86yxijF7JBh3fQwfel

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول علي الماجد:

    اه يا وطني

إشترك في قائمتنا البريدية