تأجيل اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة.. وفتح تنفي وجود ضغوط لإعادة دحلان

حجم الخط
0

غزة- “القدس العربي”: بشكل رسمي بدأت السلطات المصرية توجيه دعوات للفصائل الفلسطينية، للمشاركة منتصف الأسبوع المقبل في الاجتماع الموسع، الذي يبحث ملف الانتخابات وسبل إنجاحها، بعد أن جرى تأجيل الاجتماعات لبضعة أيام.

وقد أعلن أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب، أن الحوار الوطني الشامل سيبدأ في العاصمة المصرية القاهرة، في الثامن من فبراير الجاري، لافتا إلى أن الوفود المشاركة في الحوار ستصل إلى القاهرة في السابع من الشهر الجاري. وقال الرجوب الذي يرأس وفد فتح في تصريح مقتضب: “ذاهبون إلى حوار القاهرة، كما قال الرئيس محمود عباس، بعقول مفتوحة، من أجل التوصل إلى النتائج التي يتمناها شعبنا الفلسطيني وتخدم قضيتنا العادلة”.

من جهتها أعلنت حركة حماس، أن رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، تلقى دعوة رسمية من المسؤولين في مصر، لحضور وفد من قيادة الحركة في السابع من الشهر الجاري للمشاركة في جلسات الحوار الوطني بشأن مسار المصالحة والانتخابات الفلسطينية العامة. وقال المستشار الإعلامي لرئيس الحركة طاهر النونو “إن قيادة الحركة قررت أن يترأس الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي وفد الحركة المشارك في الحوار”، لافتا إلى أن هذه اللقاءات سوف يشارك فيها جميع الفصائل الفلسطينية.

كما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، أن الأمين العام زياد النخالة تلقى دعوةً رسمية من مصر للمشاركة في الحوار الوطني، لافتا إلى أن وفدا رفيعا من الحركة سيشارك في تلك الحوارات، لعرض رؤية الحركة المتعلقة بالتطورات السياسية الداخلية وسبل مواجهة التحديات الراهنة.

وكان من المقرر أن يعقد الحوار الوطني يوم الخامس من الشهر الجاري، وتنفي مصادر قيادية في حركة فتح، أن يكون سبب التأجيل لأيام، له علاقه بضغوط تمارس على قيادة الحركة من أجل عقد مصالحة مع محمد دحلان القيادي المفصول من الحركة، تقوم بها جهات عربية وإقليمية، قبل الذهاب لحوارات القاهرة، وتؤكد تلك المصادر أن دحلان بات منذ سنوات خارج أطر التنظيم، وأن الحركة ستذهب للانتخابات مستندة إلى قاعدتها العريضة، مؤكدا أن الحركة طوت منذ فترة طويلة ملف عودة دحلان، وأنه لم تجر أي وساطة جديدة في هذا الملف، لمعرفة الجميع بموقف قيادة الحركة.

لكن يتردد في الأوساط السياسية، أن تأجيل الاجتماعات لأيام، جاء لإفساح المجال أكثر للتوافق بين فتح حماس خلال الفترة الحالية، على إيجاد حلول خلال اتصالات ثنائية للعديد من الملفات الفنية والإدارية، التي لها علاقة بملف الانتخابات، خشية من أي فشل لحوارات القاهرة، التي ستؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات الوطنية، تنهي الانقسام.

وعلمت “القدس العربي” أن التحضيرات الأولية بين فتح وحماس، كانت تشمل أن يتم الاتفاق في القاهرة على ما يشبه بـ”خارطة طريق”، تستند لاتفاقيات المصالحة السابقة، والواقع الجديد على الأرض (ملف الانتخابات) تضع حلولا عملية لإنهاء حالة الانقسام وإعادة الوحدة، من خلال حل كل الملفات والقضايا المرتبطة بهذا الملف.

وكانت “القدس العربي” قد كشفت في وقت سابق أن من أبرز الملفات التي ستطرح على طاولة البحث في حوارات القاهرة، هي ملفات إجراء الانتخابات في القدس المحتلة، والتوافق على “وثيقة شرف” تنظم الانتخابات بنزاهة وشفافية، إلى جانب الملف الأبرز، وهو ملف القضاء وكيفية تشكيل “محكمة الانتخابات”، التي ستنظر في الطعون والحكم على أي اعتراضات.

وحسب مسؤولين في فصائل فلسطينية منضوية تحت لواء منظمة التحرير، فإن التحضير لتلك الاجتماعات، والتي شملت لقاءات مع قيادات من حركة فتح، ركزت خلال الفترة الماضية، على أن لقاءات القاهرة، سيتم خلالها مناقشة جميع القضايا التي تضمن نجاح الانتخابات التي تبدأ بالتشريعية يوم 22 من شهر مايو، ومن ثم الرئاسية والمجلس الوطني.

يشار إلى أن عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، قال إن حركته مستعدة لحوار القاهرة، وذاهبة بعقل مفتوح، مشددا على أن الحركة جاهزة للانتخابات بعد أن قدمت مرونة عالية، وقبل ساعات من الإعلام المفاجئ عن قرار التأجيل، قال بدران خلال مقابلة تلفزيونية مع “قناة الأقصى” التابعة لحركة حماس “إن الانتخابات وسيلة وأداة نحو تحقيق الوحدة الفلسطينية وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني”، لافتا إلى أن مدينة القدس المحتلة “جزء أصيل من أرضنا الفلسطينية، ولا يمكن تجاوزها في الانتخابات العامة، ولا يمكن أن نسلم للاحتلال بالتحكم بمصيرها”.

وحين تطرق إلى ملفات حوار القاهرة، قال: “لا بد من نقاش البرنامج السياسي المراد إيصال شعبنا إليه في حوارات القاهرة، وذلك بعد فشل مسار أوسلو”، مضيفا: “نريد سقفا سياسيا يتجاوز أوسلو، ونحضر لمرحلة جديدة، وأن نتفق على الوسائل التي نقاوم فيها الاحتلال”، لافتا إلى أن وثيقة الوفاق الوطني ربما تكون أرضية للبرنامج السياسي في نقاشات وحوارات القاهرة، وأضاف: “الحوارات الوطنية أرضية حقيقية للوصول إلى تحقيق أهداف شعبنا، ونريد التوصل إلى توافق فلسطيني أولي”.

كذلك أشار إلى أنه سيتم مناقشة “الغموض” في بعض مراسيم الانتخابات، وقال: “هناك إجماع فلسطيني على ذلك”، وطالب بعدم تدخل “المحكمة الدستورية” في ملف الانتخابات أو نتائجها، وأن تكون خارجها “لأنها تشكلت دون توافق وبدون مسوغات قانونية”، مشيرا إلى أننا نريد الذهاب مطمئنين لمسار العملية الانتخابية، دون أن تتدخل الجهات التنفيذية.

ولفت بدران إلى أنه جرت العديد من الاتصالات الدولية من أجل ضمان نجاح العملية الانتخابية، داعيا إلى توفير بيئة مناسبة كي تتحرك القوى الفلسطينية دون التخوف من اعتقال واستدعاء أو ملاحقة، وتابع: “سنؤكد في القاهرة أنه لا بد من جود ميثاق شرف يؤكد حرية الكل الفلسطيني في العمل دون ملاحقة من الأجهزة الأمنية”.

وحول شكل مشاركة حماس في الانتخابات، قال بدران: “لسنا متمترسين خلف شكل واحد في المشاركة في الانتخابات، ومنفتحون على جميع الخيارات بشرط أن تلبي تطلعات شعبنا”، وأضاف: “ستتم في القاهرة مناقشة شكل المشاركة في الانتخابات مع الكل الوطني، وأن تمر بأكبر قدر من المكاسب”.

وفي العاصمة الروسية موسكو، التي كانت أحد العواصم التي ساهمت في التوافق الفلسطيني الأخير لإجراء الانتخابات، إلى جانب القاهرة والدوحة وعمان وأنقرة، بدأ وفد قيادي رفيع من حركة الجهاد الإسلامي، برئاسة الأمين العام زياد النخالة، زيارة بدعوة من الخارجية الروسية، يلتقي فيها عددا من المسؤولين، ويناقش هناك الوفد الملف الفلسطيني، وبالأخص الانتخابات.

وكان عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، قال إن حركته ستحدد موقفها من المشاركة في الانتخابات الفلسطينية المقبلة أو عدمه ستُحدده بعد حوار الفصائل في العاصمة المصرية القاهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية