أنا يا أبي كالمطر

حجم الخط
0


يبلّلُ روح الجبال
رويداً ..
رويداً ..
ويمعنُ في الانحناءِ
يسيرُ إلى الهاوية

معلَّقٌ في دهاليز السحاب وأنتظر
أحدّقُ صوبَ المدى في كل شيءٍ
لأنقل سرّي إلى الكائنات
قطرةً
قطرةً

لا شيء يشبهني هُنا
لا البلبلُ الضحوكُ
لا القيظُ الشديد
لا الأيائل
لا الحصى
لا الجَّراد
لا بارقاتُ السراب
لا الضوءُ
لا الظلُّ
لا الريحُ تشبهني ولا عزف الوتر
لا النارُ
لا البارودُ
لا الأزهار
لا لون الحقول
لا الوديان
لا الأعاصيرُ الغريبةُ
لا أراعيلُ السطور
لا البلَّور
لا الغيم المضيء في الآفاقِ
لا الماءُ الزُلال
لا السنابل تجثو متعبة
لا رغوة السفن التي مخرت عُباب البحر
لا شيء يشبهني أنا
لا الخيلُ
لا الصقيع
لا لون السماء
لا غابة الأبنوس
لا الصحراءُ
لا الأنهار في دهاليز المنافي
لا الشجر
لا شيء يشبهني كظلّي
أنا كالمطر
أنا العادلُ المستبدُّ
والممكنُ المستحيل
لا شيء يشبهني هنا
لا الخواء
لا فاتورةُ الماء والكهرباء
لا الأقحوان
لا ضحوةُ الشمسِ في نيسان
لا قبور الطواغيت
لا السهوبُ المغطاةُ بالثلج
لا جُلنَّار السفوح
لا باحة البيت القديم
لا زُرقةُ الياقوت
لا الأُحجيات
لا البرابرةُ الغزاة
لا الحزن المقيم
لا لون الضياء
لا وردُ الخُزامى
لا النيازك برَّاقةً
لا القمر
لا شيء يشبهني إذاً
لا شيء يشبه المطر.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية