أمير قطر والرئيس الجزائري يعقدان جلسة مباحثات رسمية ويناقشان المستجدات الإقليمية والدولية- (تغريدة)

حجم الخط
0

الدوحة/ الجزائر- “القدس العربي”:

تكللت زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لقطر بمناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتخللها لقاء خاص جمع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس الجزائري ناقشا خلاله أبرز المستجدات الدولية.

وعقد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، وعبد المجيد تبون الرئيس الجزائري، جلسة مباحثات رسمية بالديوان الأميري في العاصمة الدوحة. وجرى خلال الجلسة بحسب الديوان الأميري القطري، بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها على مختلف الصعد خاصة الاقتصاد، والتجارة، والصناعة، والطاقة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى مناقشة أبرز القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية.

وفي بداية الجلسة، رحّب أمير قطر بالرئيس الجزائري والوفد المرافق، متمنيا للعلاقات الثنائية المزيد من التطور والنماء في مختلف المجالات بما يحقق التطلعات المشتركة للشعبين الشقيقين، وفق ما نقلت وكالة الأنباء القطرية. من جانبه، أعرب الرئيس تبون عن تطلعه لأن تسهم المباحثات مع أمير قطر في تعزيز التعاون وتطوير العلاقات الأخوية بين قطر والجزائر.

وحضر الجلسة من الجانب القطري، الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الديوان الأميري، والشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة، ومحمد بن علي المناعي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وسلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، وعدداً من كبار المسؤولين.

وحضرها من الجانب الجزائري أحمد عطاف وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، ولعزيز فايد وزير المالية، ومحمد عرقاب وزير الطاقة والمناجم، وكريم بيبي تريكي وزير البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية، وعلي عون وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني. كما حضرها من الجانب الجزائري الطيب زيتوني وزير التجارة وترقية الصادرات، ولخضر رخروخ وزير الأشغال العمومية والري والمنشآت القاعدية، ومحمد طارق بلعريبي وزير السكن والعمران والمدينة، وياسين المهدي وليد وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، وعدداً من كبار المسؤولين.

وعقب ذلك عقد أمير قطر والرئيس الجزائري بحسب الديوان الأميري القطري، لقاء ثنائياً تم خلاله تبادل الآراء ووجهات النظر حول عدد من الموضوعات التي تهم البلدين وفي مقدمتها التطورات في المنطقة.

وأقام الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لعبد المجيد تبون بهذه المناسبة مأدبة غداء.

وتعد هذه الزيارة الثالثة لتبون إلى قطر وهي تدخل من خلال التوصيف الرئاسي لها “زيارة عمل” في إطار متابعة تطور العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل المشاريع الضخمة التي تم إطلاقها سابقا.

وكانت أهم زيارة تلك التي قام بها الرئيس الجزائري في فبراير/شباط 2022، حيث تم التوقيع فيها على عدة مذكرات تفاهم في المجالات الاقتصادية والاستثمارية. وأعلنت السلطات الجزائرية مباشرة بعد تلك الزيارة إنشاء لجنة تحضير ومتابعة يومية، تحسبا لاستقبال استثمارات عربية ضخمة، أبرزها من دولة قطر.

وتعد قطر أكبر مستثمر عربي في الجزائر بنحو 115 شركة مختلطة وتستحوذ على نحو 74% من مجموع الاستثمارات العربية في البلاد. ومن أبرز المشاريع القطرية الموجودة على أرض الواقع مصنع بلارة للحديد والصلب بولاية جيجل شرقي البلاد الذي ينتج حاليا 2 مليون طن ويستهدف الوصول إلى 4 طن من الصلب سنويا، وهو بقيمة استثمارية تناهز ملياري دولار بالإضافة إلى شركة أوريدو للاتصالات التي تعد ثالث متعامل للهاتف النقال وتضم 13 مليون مشترك.

وتشهد العلاقات الجزائرية القطرية انتعاشا ملحوظا في السنوات الأخيرة ميزته الزيارات المتبادلة على أعلى مستوى.

يذكر أن الرئيس الجزائري سيقوم بزيارة دولة إلى الصين ابتداء من الاثنين المقبل، وتدخل في إطار “تعزيز العلاقات المتينة والمتجذرة وتقوية التعاون الاقتصادي، بين الشعبين الصديقين الجزائري والصيني”، حسب بيان سابق للرئاسة الجزائرية.

وسبق لتبون، الذي ترغب بلاده في الانضمام إلى مجموعة “البريكس” أن زار روسيا منتصف الشهر الماضي.

تجدر الإشارة إلى أن الدولتين من أكبر منتجي ومصدري الغاز الطبيعي في العالم، كما أنهما بلدان محوريان في إطار جامعة الدول العربية وفي المحيط الإقليمي، تجمعهما رؤى واحدة ومواقف مشتركة تجاه المصالح الثنائية والقضايا العربية والدولية والأمن والسلام في العالم.

استثمارات استراتيجية

تعتبر الجزائر وقطر من أكبر منتجي ومصدري الغاز في العالم، والتنسيق متواصل بينهما لضمان استقرار الأسعار والإنتاج والتموين في العالم. كما تُعتبر الدوحة أول مستثمر عربي في الجزائر وتستحوذ على نسبة قدرها 74.31% من الاستثمارات الأجنبية، بحسب تصريح علي بن أحمد الكواري، وزير التجارة والصناعة القطري.

كما استثمرت الدوحة بواسطة مجموعة “قطر ستيل” في إنشاء مصنع للحديد والصلب شرق الجزائر بطاقة إنتاج 4,2 مليون طن سنويا وتكلفة ملياري دولار، على أن تتجه في المرحلة الثانية نحو التصدير.

وحققت مجموعة أوريدو القطرية الرائدة في قطاع الاتصالات نجاحًا معتبرًا في الجزائر، وهي واحدة من أقوى شبكات الاتصال في البلد.

إضافة إلى عدة استثمارات مهمّة لرجال أعمال قطريين في الجزائر شملت عدّة ميادين كالفلاحة والسياحة والخدمات ومنتزهات بيئيّة سياحيّة ومصانع معتبرة لصناعة الأعلاف للحيوانات بمختلف أنواعها والطيور.

علاقات تاريخية

العلاقات الجزائرية القطرية لها ذاكرة رمزية مشتركة منذ ثورة التحرير، حينما قدم القطريون مساهمات مالية من أجل الثورة، كما أن حاكم قطر السابق الشيخ أحمد بن علي بن عبد الله آل ثاني وضع قصره في سويسرا عام 1962 تحت تصرف وفد جبهة التحرير المفاوض من أجل استقلال البلاد في اتفاقيات إيفيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية