أعطال مجهولة السبب في الكابلات البحرية تحرم دولا أفريقية من خدمة النت

عبد الله مولود
حجم الخط
0

نواكشوط ـ «القدس العربي»: تواصل عدة دول في منطقة أفريقيا ما وراء الصحراء دقها لناقوس الخطر منذ صباح الخميس 14 آذار/مارس الجاري، بعد أن واجهت بصورة مفاجئة انقطاعات طويلة وغير مسبوقة لخدمة الإنترنت بسبب ما يعتقد أنها أعطال ضربت عدة كوابل بحرية ناقلة للخدمة.

وبحسب شركة Cloudflare المتخصصة في البنية التحتية للشبكات، ومنظمة Netblocksالتي توثق انقطاعات الإنترنت في العالم، فقد تأثرت بهذه الأعطال المزعجة، اثنتا عشرة دولة أفريقية ممتدة على طول الساحل الأطلسي، من جنوب أفريقيا إلى ليبيريا، مروراً ببنين وغانا ونيجيريا.
ووفقا لشركة Cloudflare فقد بدأت حوادث انقطاع خدمة النت في الساعة الثانية من صباح يوم الخميس الماضي على مستوى جنوب السنغال، قبل أن تنتشر لتصل إلى نيجيريا قرابة الساعة 10 من صباح نفس اليوم.
وتفاوتت درجة الانقطاعات، حيث عانت بعض دول المنطقة المصابة بالأعطال من اضطرابات لمدة دقائق قليلة فقط، بينما استمرت الاضطرابات بشكل كبير حتى صباح الجمعة في دول أخرى.
وكانت ساحل العاج البلد الأكثر تضررًا بهذه الأعطال، حيث عانت شركتا الاتصال الكبريان Orange وMTN من اضطرابات شديدة للغاية.
وأظهرت بيانات شركة Cloudflare أنه تم تسجيل ما بين 15 إلى 20 في المئة، فقط، من حركة الإنترنت العادية يوم الخميس الماضي، في ساحل العاج.
ووفقًا لشركة Netblock فإن ما يقارب 3 في المئة فقط من مستخدمي الإنترنت في ساحل العاج كانوا متصلين خلال ليلة الخميس إلى الجمعة.
وأكدت وزارة العبور الرقمي الإيفوارية في بيان نشرته يوم الجمعة «أنها شكلت نشرت خلية أزمة لمتابعة تطور الوضع وضمان استعادة الخدمة في أقرب وقت ممكن». وأشارت الوزارة إلى وجود اضطرابات شديدة في خدمة الإنترنت في عموم جمهورية ساحل العاج بأكملها؛ وربطت الوزارة هذه الاضطرابات بانقطاعات غير عادية في الكابلات حدثت على المستوى المحلي، بسبب أشغال إصلاح الطرق في العاصمة أبيدجان، وعلى المستوى الدولي بأعطال أصابت عدة كوابل بحرية.
وأوضحت أن «جميع التدابير اللازمة تُتخذ حالياً على المستوى المحلي لإجراء الإصلاحات اللازمة» وتتوقع «حل الأمور في وقت قريب جداً».
ومع أن السبب الحقيقي حدوث الاضطرابات في خدمة الإنترنت لم يتحدد بعد، بشكل واضح، فقد أشارت الهيئة النيجيرية لتنظيم الاتصالات في بيان لها السبت إلى «حدوث انقطاعات في الكابلات في مكان ما في ساحل العاج والسنغال» ما أدى إلى «انقطاعات في تدفق الخدمة».
ويتحدث بعض الخبراء عن وجود أسباب أخرى، مثل كسر في الكابل ناتج عن ارتطام قوي بسفينة مارة أو عن حركة في قاع البحر، أو بسبب عمليات إعادة توجيه بعض الكابلات إلى كابلات أخرى، أو بسبب حدوث سلسلة اضطرابات تقنية ناجمة عن تدفق شديد مفاجئ للخدمة.
ومع أن اضطرابات في الشبكة ناتجة عن تلف الكوابل قد حدثت خلال السنوات الأخيرة في أفريقيا، فإن الاضطرابات الحالية تعتبر من أسوئها، وفقا لما ذكرته إيسيك ماتر، مديرة البحوث في شركة. Netblocks ونقلت إذاعة فرنسا الدولية يوم السبت عن مصدر رسمي إيفواري قوله «إن الكوابل المفترضة أن تتولى الخدمة في حالة الطوارئ قد تأثرت هي الأخرى بهذه الأعطال، مما جعل الاضطرابات الحالية اضطرابات غير مسبوقة».
وأكدت شركة مايكروسوفت، «أن لهذه الاضطرابات علاقة بالأضرار التي لحقت مؤخرًا بكوابل الأنترنت في منطقة البحر الأحمر، والتي أثرت بالفعل على شبكة النت في أفريقيا».
وأوضحت مجموعة MTNوهي واحدة من أبرز الشركات في قطاع الاتصالات في المنطقة، في بيان لها أنها «تعمل بنشاط على إعادة توجيه عبور خدمة النت» بينما ذكرت شركة Orange التي تعمل بشكل كبير في المنطقة، أنها «ملتزمة بشكل كامل بإيجاد حلول لإعادة توجيه حركة المرور وربط الدول المعزولة عن طريق قنوات أخرى». وأشار العاملون في الشركة إلى أنه «تم بالفعل، تعزيز عدة كابلات برية لتحسين الوضع»؛ أما شركة MainOne التي تشغل الكابل الذي يحمل ذات الاسم، والذي تأثر بالاضطرابات، فقد أكدت أيضًا أن «جميع الجهود مبذولة لإصلاح الكابل واستعادة الخدمة». وتتعلق الأعطال الحالية، بشكل رئيسي بكوابل West Africa Cable System وAfrica Coast to Europe وSAT-3 و MainOne والتي تمتد عشرات الآلاف من الكيلومترات، وتخدم عدة دول على طول الساحل الغربي الأفريقي متصلة بأوروبا، وخاصة بإسبانيا والمملكة المتحدة وفرنسا.
ويتدفق معظم حركة الإنترنت عبر أكثر من 500 كابل من كابلات الألياف البصرية تحت الماء المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
وبما أن شركة «ميتا» لا تتوفر على مركز بيانات في أفريقيا، فلا بد أن تمر جميع بيانات مستخدمي الشركة في غرب أفريقيا عبر أحد هذه الكوابل المتضررة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية