أسباب رفض حسام أبو البخاري إبداء رأيه في دعوة أيمن الظواهري لمحاصرة مقارات الأمن الوطني

حجم الخط
0

القاهرة ـ ‘القدس العربي’كان الشغل الشاغل للصحف الصادرة امس الأربعاء 8 ايار/مايو عن التعديل الوزاري الذي أجراه رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل وتضمن تسعة وزراء جدد أدوا اليمين أمام الرئيس محمد مرسي قبل سفره للبرازيل لإجراء محادثات مع رئيستها الجميلة ديلمار وسيف، يا بخته، وكانت الصدمة في التشكيل ليس بقاء هشام في مكانه، فقد كان هذا معروفا، ولا في ازدياد سيطرة الإخوان على الوزارات، فذلك كان معروفاً أيضاً، ولا في الإبقاء على وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، لأنه يقوم بتنفيذ خطط الإخوان بالفعل أو الإبقاء على زميلنا وصديقنا الإخواني صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام في منصبه، لأنه كان معروفا مسبقاً انه لن يتغير، بل هو قال منذ عشرة أيام في أحد المؤتمرات، أنا قاعد على قلبكم، وهو ما ذكرنا به امس في ‘الشروق’ زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم، انما المفاجأة الحقيقية كانت في تعيين المستشار حاتم بجاتو نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا وزيرا للدولة لشؤون المجالس النيابية والقانونية، وكان الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية التي اعلنت فوز محمد مرسي، وكان الإخوان يتهمونه بأنه من الفلول، وألفوا له أغنية شارك في غنائها عشرات الآلاف منهم، أعادتها مساء الثلاثاء الفضائيات.
كما جاءت المفاجأة الثانية من تغيير وزير الزراعة، رغم النجاح الذي يقول الإخوان انهم حققوه في انتاج القمح، وينسبونه الى وزير التموين الإخواني باسم عودة.
كما تم تعيين يحيى حامد عبدالسميع، الموظف في شركة فودافون وزيرا للاستثمار، وكان عضوا في حملة مرسي لانتخابات الرئاسة، أي لا جديد إلا في هؤلاء الثلاثة، وكذلك في خفض العدد من أحد عشر وزيرا كان منتظرا تغييرهم الى تسعة، والجديد والأخطر كذلك هو ما كشف عنه شرلوك هولمز الصحافة العربية، زميلنا ومقدم البرامج في قناة الجزيرة، احمد منصور، في عموده اليومي (بلا حدود) امس في جريدة ‘الشروق’، وهو يشير الى اسباب الهدوء الذي ساد ميادين وشوارع مصر في الفترة الأخيرة، وقال انها خمسة اسرار قال عن الرابع منها بالنص:
‘السر الرابع هو ان الممولين الرئيسيين للفوضى من الأنظمة دخلوا في هدنة وحاولوا الضغط على النظام بوسائل أخرى، مثل تعيين بعض رموزهم أو رجالهم كوزراء ومسؤولين في الحكومة، بعدما أعلن مرسي عن تعديلات بها والعجيب انهم عرضوا بعض الأسماء بشكل واضح وعرضوا معها وقف العنف ومساعدة الحكومة على تجاوز الأزمة الاقتصادية’.
والاتهام هنا ينصب أولاً على دولة الإمارات وثانياً على السعودية، فمن هي الشخصيات التي طلبت الدولتان تعيينها وزراء مقابل وقف العنف وتقديم المساعدات المالية، إذا كانت الأحزاب والقوى الأعضاء في جبهة الانقاذ، وكذلك حزب النور السلفي، اعلنت اكثر من مرة انها لن تتفاوض مع الإخوان أو الرئيس، إلا بعد قبوله إقالة هشام قنديل والحكومة كلها، وتعيين حكومة محايدة حتى لا يقوم الإخوان بتزوير انتخابات مجلس النواب القادمة، وإقالة النائب العام الذي عينه مرسي، ووقف أخونة الدولة، اللهم إلا إذا كان شرلوك عرف أن الإمارات والسعودية طلبت تعيين احمد شفيق وزيرا للطيران المدني.
كما واصلت الصحف الإشارة إلى تظاهر طلبة جامعة الأزهر داخل المشيخة ومقر الشيخ أحمد الطيب احتجاجا على استمرار رئيس الجامعة في منصبه.
وإلى قليل من كثير لدينا:

الإخوان والجيش

ونبدأ بالإخوان والجيش فان المخاوف لا تزال مشتعلة على الجانبين، وتملؤها الشكوك، الإخوان بدءاً من مرشدهم العام الدكتور محمد بديع إلى قيادات في مكتب الإرشاد يتحرشون بالجيش، ويقومون بعمليات جس نبض لتحويله إلى أداة في يد الجماعة، أي أخونته مثلما فعلوا في الشرطة بواسطة وزير الداخلية الحالي اللواء محمد إبراهيم، وذلك بأن يكون ولاء قيادات الجيش العليا لهم، وباجتذاب قيادات أخرى وتجنيدها سراً، وبدفع طلاب لهم إلى الكليات العسكرية.
وكلنا نتذكر الأزمة التي تسبب فيها المرشد محمد بديع عندما كتب من أشهر، أن جنود الجيش من خير أجناد الأرض لكن قياداتهم فاسدة، وهو الأمر الذي أغضب قادة وضباط الجيش مما أثار رعب المرشد والرئيس وقيادات الجماعة وسرعان ما تراجعوا، إلا أنهم عاودوا الهجوم بطرق أخرى عندما لوحوا بالتصدي المسلح للجيش فيما لو تدخل للإطاحة بهم، استجابة لرغبة شعبية أو لوقف أي خطر على الأمن الوطني، بأن صرح صديقنا عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة بأن الجيش الحر في مصر جاهز للتصدي ـ وهذا ما تم نقله عنه ـ وأما المتحدث الرسمي باسم الجماعة وعضو مكتب الإرشاد الدكتور محمود غزلان فكتب مقالا في جريدة ‘الحرية والعدالة’ يوم الأحد الموافق الثامن والعشرين من نيسان/ أبريل الماضي عندما هدد الجيش علناً بتحويل مصر إلى سورية أو ليبيا بقوله بالنص:
‘هناك مئات الآلاف مستعدون لحماية الشرعية بكل الوسائل المشروعة’.
ويدفع الإخوان أيضاً عناصر أخرى للتلويح بالتصدي للجيش بعمليات مسلحة، كما تحدث محمد أبو سمرة الأمين العام للحزب الإسلامي الذراع السياسية لتنظيم الجهاد، وهو ما صرح به لجريدة ‘الوطن’.
ويوم الجمعة الماضي كان في برنامج ‘القاهرة ثلاثمئة وستون’ الذي يقدمه على قناة القاهرة والناس الإعلامي أسامة كمال، وكان معه القيادي السلفي حسام أبو البخاري الذي دعا إلى حصار مقر الأمن الوطني في حي مدينة نصر في نفس اليوم، وتم رفع علم ‘القاعدة’ وصور أسامة بن لادن.

خيرت الشاطر يقدم اسماء
ضباط الادارة لوزير الداخلية

وفي هذا اللقاء لفت انتباهي تأكيد أبو سمرة على أنهم لا يكنون عداء للجيش، وكانت حجته غريبة، وهي انه كان لهم ضباط فيه ساهموا في عملية اقتحام الكلية الفنية العسكرية عام 1974، وكذلك الذين اغتالوا السادات كانوا ضباطا من الجيش.
كما حدثت مداخلة من رائد الشرطة فهمي بهجت المتحدث باسم قطاع مباحث الكهرباء، الذي تقدم ببلاغ سابق للنائب العام ضد رئيس الجمهورية وخيرت الشاطر وغيرهما من قيادات الإخوان، اتهمهم فيه بالعمل على تفكيك جهاز الشرطة وحل إدارة مكافحة النشاط الصهيوني في مباحث أمن الدولة، واتهم خيرت الشاطر بالتحديد بأنه الذي قدم أسماء ضباط الإدارة لفصلهم إلى وزير الداخلية الأسبق اللواء منصور العيسوي، وهو ما تم فعلاً، حسب قوله، المهم أن فهمي طلب من حسام أبو البخاري أن يقول رأيه فيما طلبه أيمن الظواهري من الجهاديين في مصر بمحاصرة مقارات الأمن الوطني، فرفض حسام بإصرار الإجابة. أيضاً، فان تهديدات صديقنا حازم صلاح أبو اسماعيل للجيش لم تتوقف، وكان آخرها هجومه على وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي ووصفه له بأنه ممثل عاطفي، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا باتفاق مع الإخوان، أي أن هناك تنسيقا بين الإخوان وكل من الجماعة الإسلامية والجهاد وحازم والجماعات السلفية الجهادية ضد الجيش، مهما أنكروا وناوروا، وكما قلنا من قبل أن مشكلتهم جميعاً تكمن في خطأين، الأول انهم يظنون أنهم أذكى من الآخرين، والثاني، أنهم يعتقدون في قدرتهم على إثارة رعب المعارضين، سواء بحكاية الميليشيات أو استناداً إلى تاريخهم في الإرهاب والعنف، ويتناسون كما وضح على الأرض فعلاً، ان الآخرين أشد ذكاء منهم، وسيردون على عنفهم بعنف أشد وأقسى، إذا استخدموه.
وبالنسبة لأبرز التعليقات قال زميلنا وصديقنا حمدي رزق في ‘المصري اليوم’ يوم السبت معلقاً على إشادة مرسي بالسيسي عند افتتاح محور الشاذلي وتيتو:
‘كلما تفنن مرسي في الثناء على السيسي خشيت على الفري، يا خوفي يا بدران، الرئيس عندما يشكر يغدر ولدغته بالقبر، مرسي في الكرسي ما يعرفش أبوه، يقطع صباعه، قدم تحية اجلال وتقدير إلى قادة المجلس العسكري، معلوم، لولا طنطاوي وعنان لما تبوأ مرسي، أثنى عليها بحرارة في إدارة الانتخابات التي أوصلته زورا وبهتانا الى الحكم، ولما تمكن أخرجها بليل، بسيناريو مهين، وقلدهما نجمة سيناء ذرا للرماد في عيون الجيش، مرسي زي القطط يأكل وينسى، لا اعتراف بالجميل لأحد سوى جميل خيرت الشاطر، انفق ستمئة مليون جنيه لانجاحه، ولا يسمع ولا يطيع إلا لبديع، يتمتم كل صباح، بأبي أنت وأمي يا بديع، ان كان مرسي معجباً قوي بالسيسي ويصفه بالعقلية الهندسية الماهرة فلماذا يطلق زبانية المقطم في أثره مسعورين، منهم من يهز ذيله ومنهم من يهز وسطه، احنا إيدينا تنقطع قبل ما تتمد على الشعب المصري، كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى المصريين قال بهما السيسي، يا داهية دقي في الدقي، لطم خدود وشق جيوب مأتم في المقطم وسرادق في الاتحادية وجن جنون ابن الأمريكية.
وصحوا بديع على الحقيقة المرة، الجيش العقبة الكؤود في سبيل التمكين، بديع لا يخفي حقده الدفين، وسبق له التصريح وخشي ونكص على عقبيه عندما زمجر الجند في وجه الرئيس عاد يلحس كلماته البغيضة وكان من المعتذرين غصباً وكرهاً’.

الخيانة التي تعرض لها الجيش

وإذا تحولنا إلى ‘وفد’ نفس اليوم السبت سنجد أن القيادي الوفدي محمد عبدالقادر يواصل هجومه على الخيانة التي تعرض لها الجيش والتي أثارها من عدة أيام، وعاد ليقول:
‘إذا كانت قيادات القوات المسلحة تستشعر الحرج لكون عميل المخابرات الأمريكية يشغل منصباً مهماً في الدولة، وينتمي للجماعة التي تؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة وتتاجر بالدين، فاننا نطالب بإحالة هذا الموضوع الى قاضي تحقيق محايد لا ينتمي لهذه الجماعة، لكشف أسرار الخيانة، ومن عبث الأقدار ان القوات المسلحة التي خانها هي من تحرسه الآن، أحد القراء قابلني ووصف لي هذا العميل الذي تعلم على حساب المصريين وسافر في بعثة الى أمريكا من أموال دافعي الضرائب في مصر. وتساءل قراء آخرون، إذا كان هذا الكلام صحيحاً فلماذا تركه النظام السابق، حيث كان عضواً قيادياً في هذه الجماعة التي كان يكرهها في هذا النظام، والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع ان كشف هذه القصة الاستخباراتية المصرية المثيرة من قبل النظام المصري السابق، ومحاكمة هذا العميل على أي وضع، معناها اعتراف مصري بالعملية الاستخباراتية على دولة حليفة كبرى مثل الولايات المتحدة، مما يضع النظام السابق في موقف صعب ومعقد وعدائي، وعقوبات أقلها تسليم أفراد الشبكة من عسكريين ودبلوماسيين لمحاكمتهم في الولايات المتحدة، وإرضاء للأمريكان ثم الإطاحة برأس العملية، المشير أبو غزالة ويكفي أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس دللت على خطورة هذه العملية في مؤتمر صحافي قائلة، ان هذا المشروع لو اكتمل لكانت كارثة، فبقية أنظمة الصواريخ بجواره لعب أطفال، قالت هذا التصريح عام 2003، ومعنى هذا انهم لم ينسوا هذه العملية الاستخباراتية التي كشفها هذا العميل المصري، وأغلب الظن، وبعض الظن اثم، ان هذا العميل كان عميلا مزدوجاً بين الجماعة والأمريكان، أما الذين يتساءلون عن مصير عالم الصواريخ المصري الذي سلمه يهوذا المصري الخائن، فقد قبضت عليه السلطات الأمريكية ووجهت له ثلاث عشرة تهمة خطيرة عام 1988 وتم سجنه ثم الإفراج عنه أخيراً، ولا يزال رهن الإقامة الجبرية في أمريكا محروماً من أولاده، اننا كمصريين نطالب بتكريم البطل المصري المجهول ابن المؤسسة العسكرية الدكتور مهندس عبدالقادر حلمي، ابن قرية الأشمونين مركز ملوي محافظة المنيا او اطلاق اسمه على أهم ميدان بالمنيا عاصمة محافظته، وعلى أحد شوارع القاهرة، فهل يستجيب الرئيس مرسي؟ أظن انه لن يفعلها أبداً’.

حازم يهاجم ومرسي يدافع

أما زميلنا بـ’الوفد’ وجدي زين الدين رئيس التحرير التنفيذي، فانه يوم الثلاثاء حذر من عملية توزيع الأدوار بين الإخوان وصديقنا حازم صلاح أبو اسماعيل رئيس حزب الراية بالنسبة للجيش، حازم يهاجم ومرسي يدافع، قال:
‘عملية تقسيم الأدوار ضمن المخطط الجهنمي للإخوان باتت مكشوفة تماماً ففي الوقت الذي يتطاول فيه أعضاء الجماعة ومن يزعمون انهم على خلاف مع الجماعة، كان الرئيس الإخواني يغازل المؤسسة العسكرية ووزير الدفاع، هذه حيل مهروشة ومكشوفة ويعلمها كل مصري، ما تفعله الجماعة يدعونا الى التساؤل المهم، هل محاولة إسقاط الدولة ستفيد الجماعة؟ الاجابة، لا، وألف لا، فان الجماعة ستزول وسيظل الشعب هو السيد الذي يملي إرادته على أي رئيس أو أي نظام حاكم’.

معارك وردود

وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، ونبدأ بالجمال والرقة مع زميلتنا سناء السعيد في ‘العالم اليوم’ يوم الخميس، واستمرار تحذيراتها من المؤامرة التي تتعرض لها سورية كمقدمة لمؤامرة أوسع على المنطقة العربية فقالت:
‘ان ما سمي بالثورة في سورية هو مؤامرة أطلق معها سلاح الإرهاب ليشكل ذراعاً لمشروع أمريكي يرمي إلى تأسيس شرق أوسط جديد، ونتساءل، أليس غريباً على من صدع أدمغتنا بمحاربة الإرهاب ان يشن حملة سافرة يتم من خلالها شحن القتلة والمرتزقة من كل حدب وصوب على سورية للقتال ضد الدولة والشعب، انها احدى غزوات أمريكا في المنطقة تعتمد في إشعالها على ترشيح الفتنة الطائفية المذهبية وهو مماثل لما آل إليه العراق اليوم، وللأسف بادرت دول مثل تركيا والسعودية وقطر بدعم أمريكا في مخططها وغاب عنها انها بذلك تفرغ المنطقة من قواها الذاتية’.
وكانت صاحبتنا الإخوانية الجميلة أسماء زيادة، وطبعا كل من تحمل اسم اسماء لابد أن تكون جميلة، لأن ابنتي الصغرى اسمها أسماء، قد وجهت نقداً رقيقاً مثلها لجماعتها بقولها في ‘الحرية والعدالة’ يوم الأربعاء:
‘في ظل ما تعيشه الأمة هذه الأيام من فتن وتهم وتشويه يعمد إلى أغلب ما هو إسلامي ويترصد جل ما هو إخواني، يتزايد الخطاب الداخلي في الجماعة جماعة الإخوان المسلمين نحو التأكيد على أهمية ‘الثقة’ بين أفرادها وجدواها لمواجهة هذا الإعصار الذي يواجهها من الكذب والتشويه والتضليل والافتراء، وقد يجيء هذا الخطاب الداعي إلى ‘الثقة’ التي أشرنا إليها متدثرا بالربانية التي منها، ربانية المرجعية والمنهج التي تعني أن ما تحمله وتعيش له هذه الجماعة هو منهج ربها سبحانه وتعالى، الذي تؤمن به طريقا لخلاص الإنسانية كلها، بل لسعادتها ورفاهها، ربانية الإخوة الجامعة لأفرادها من مرشدها لأقل عضو فيها، تلك الأخوة التي تتكسر عليها كل محاولات التفريق والتمزق، لكن الذي أخشاه في ظل رصدي لبعض الممارسات من بعض الأفراد، وفي ظل كوننا بشراً نخطئ ونصيب، بل بشرا يقوى إيماننا ويضعف أخشى ما أخشاه أن يأتي الحديث عن ‘الثقة’ مجرداً عن الذكر، ليس أن نخلع على بعض البشر، وإن علت أقدارهم ومناصبهم ـ خلع القداسة والتنزه عن المساءلة والاستدراك والتصويب، هذا يناقض الدين والعقيدة ويصيبهما في مقتل ويعيد صناعة العبيد وخلق الأوثان، يدلي أحدهم برأيه بهواه وإذا أحسنا الظن قلنا: على قدر حظه من العلم أو المعرفة وبعيدا عن الوعي الدقيق والفهم الرشيد والاجتهاد العميق والشورى الحقيقية النافذة والملزمة، واستمرار حدوث ذلك سيؤدي ـ لا قدر الله ـ بنا الى مشكلات داخلية وخارجية عديدة، التحدي الذي يواجهنا في الأمة عامة والجماعة خاصة، هو أن نخرج من دائرة رفع الشعارات والمبادئ التي نؤمن بها، بل من دائرة التصويتات الراشدة الى دائرة ممارستها الممارسة العملية الجادة’.
ولكن هذا النقد الخفيف للجماعة من احدى جميلاتها لم يشفع لها لدى زميلنا بـ’أخبار اليوم’ هشام عطية، فقال يوم السبت منبهاً أسماء لنسيانها ذكر بعض مما هو آت عن الأخطاء مثل:
‘على صعيد الممارسات فان التحرشات المتكررة بالقوات المسلحة وبالقضاء وبالمخابرات التي لم يسلم منها الأزهر الشريف، تكشف عن نوايا تضمر شراً، وعن مخططات ممنهجة هدفها هدم مؤسسات الدولة، وهذا الشعب الذي باتت قطاعات عريضة منه تعلم ان حالات التسمم المتكررة لطلاب الأزهر، ما هي إلا محاولة لإزاحة الإمام الأكبر عقاباً له على موقفه من قانون الصكوك، وضم الأزهر للأملاك الإخوانية، وأن مناقشة قانون السلطة القضائية في هذا التوقيت هو عقاب وتأديب للمؤسسة الشامخة التي اصدرت حكماً تاريخياً ببطلان تعيين النائب العام الحالي، كفى عبثاً بالأمن القومي واستهتاراً بالعقول واحذروا حالة الصمت الملغوم الذي سينفجر قريباً، لن يفلت أحد من العقاب إلا من أتى مصر بقلب سليم’.

لن يفلت من العقاب إلا
من اتى مصر بقلب سليم!

لا، لا، المشكلة في الذي سيأتي إلى مصر بقلب سليم بينما قلوبهم مملوءة كراهية ضد الجميع من أبناء مصر، وهو ما عبر عنه في نفس اليوم ـ السبت ـ في ‘الحرية والعدالة’ استاذ الجامعة الدكتور صلاح عز الاستاذ بكلية الهندسة.
‘قلت من قبل أن أخطر أعمدة الثورة المضادة هم الصهاينة كنوز إسرائيل الكامنة في وسائط الإعلام وأحزاب السياسة وأجهزة الأمن، والجميع لهم ثارات وأحقاد ضد الإخوان ويريدون أن نبقى كثوار هادئين حتى يتمكنوا هم من الانتهاء من مخططهم الشيطاني ونفاجأ بهم أمامنا، كما فوجئنا من قبل بشفيق، ولا مفر من الاعتراف بأنهم حققوا نجاحات باهرة لتسيس الإعلام وتخصيصه لترويج أجندة الثورة المضادة، وتسيس القضاء وتخصيصه لإجهاض كل محاولة للثورة لأن تتقدم للأمام، والآن يقود حليفهم الشيخ مظهر شاهين حملة تسييس المساجد وتخصيصها ايضا للهجوم على الإخوان، وحتى يظلوا في مأمن من انتباه الإخوان لما يجرى عمدوا الى فتح جبهات أخرى عليهم بجانب الإعلام وجبهة الخراب والقضاء المسيس والميليشيات العلمانية، فضلا عن زرع الفتنة والوقيعة بينهم وبين الجيش والأزهر، وهما الجبهتان الغربية والإسلامية مع قوى الغرب واللوبي اليهودي الأمريكي، ومع بعض المنتمين الى الصف الإسلامي حتى ينشغل الإخوان وحلفاؤهم بالعراك مع حزب النور وصحيفة جمال سلطان’.
ومشكلة الدكتور صلاح انك لا تعرف ان كان إخواني مئة في المئة أو ينتمي إلى حزب الوسط، وهو مغرم بالحديث عن مؤامرة وكشفها، ولم يلتفت الى ان كل الاتهامات التي ألصقها بالصهاينة المصريين، تنطبق على الإخوان وعلى الوسط وباقي مجموعة المؤلفة قلوبهم من أصحاب خُمس الغنائم، ويكفي أن القضاء المسيس عميل الصهاينة هو من أعلن فوز محمد مرسي بالرئاسة، ولا أعرف بما يسمي صديقنا العزيز عصام العريان الذي طالب اليهود المصريين بالعودة والحصول على تعويضات لا تقل عن ثلاثين ألف مليون دولار، لأن الذي طردهم، الظالم الكافر خالد الذكر، وبماذا يسمى الرئيس نفسه الذي ارسل خطابا لرئيس إسرائيل يتمنى فيه الرغد لشعب إسرائيل ووقعه بالصديق الوفي، وهل يعتبر مهاجمي مرسي من قادة الإخوان السابقين مثل عبدالمنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب وكمال الهلباوي وإبراهيم الزعفراني والمهندس خالد داود ومصطفى كمشيش ومختار نوح، وهم من هم في الوطنية والشرف، يعتبرهم صهاينة؟ أهذه هي أمانة من يعلم طلبته الأمانة والموضوعية؟ ولدرجة ان يتعالى عن ذكر اسم صحيفة ‘المصريون’ ويصفها بصحيفة جمال سلطان لمجرد انه اختلف معهم؟
وعلى كل، فقد قال لي جمال، دعهم لي، لاؤدبهم وأكشفهم إذ قال في نفس اليوم عن استنكار الإخوان والأحزاب المتحالفة معهم، لمظاهرة السلفيين يوم الجمعة أمام مقر جهاز أمن الدولة، في حي مدينة نصر:
‘أولى بتلك الأحزاب أن تسمعنا زئيرها في البرلمان الذي تشارك فيه، وأن تقدم طلبات إحاطة أو أسئلة مباشرة وتستدعي وزير الداخلية مباشرة لسؤاله ومحاكمته شعبياً وبرلمانيا وتدعو كل الناشطين الذين اتهموا الأمن الوطني بالتورط في ملاحقتهم واستدعائهم وترويعهم من جديد إلى جلسات للنقاش والمواجهة مع الوزير في البرلمان، الوزير ادعى ان هذا لم يحدث والناشطون قالوا له عينه، انه يكذب ويضلل الرأي العام، كنت أتمنى أن يتجرأ أحدهم ويسأل الرئيس مرسي، لماذا تصمت يا سيادة الرئيس؟ وبماذا نفسر صمتك، كان جيدا ان نسأل رئيس البرلمان الإخواني، لماذا لاذ هو وجماعته بالصمت المعبر عن ابعاد الموضوع كاملة.
الآن تسمعونا الأحاديث الشجية عن خطورة التظاهر والمندسين داخل المظاهرات، الآن نسيتم ان هذه المظاهرات هي التي حررتكم من السجون والمعتقلات ومن أمن الدولة وجعلتكم ضيوفا على القصر الجمهوري، بعد ان كان أحدكم لا يجرؤ على السير بالقرب من سوره الخارجي، وهي التي وضعت الرئيس نفسه في القصر الجمهوري بعد ان حررته من السجن’.
لا، لا هذا إحراج ما بعده إحراج وقد قلت لصلاح عز بالنيابة عنه، وان كان زميلنا وأحد مديري تحرير ‘اليوم السابع’ عادل السنهوري قد اتهم الإخوان بتحريك السلفيين، وتواطؤ وزير الداخلية معهم، بقوله يوم السبت ايضا:
‘أنصار أبو اسماعيل وشباب ما يسمى بالتيار الإسلامي حاصروا المقر ورسموا نجمة داود ـ شعار دولة الكيان الصهيوني ـ على المدخل الرئيسي للجهاز وحاولوا اقتحامه، بل اكثر من ذلك رفعوا أعلام تنظيم القاعدة على أسواره وصور أسامة بن لادن، وحرقوا أعلام وزارة الداخلية وهددوا في المرة القادمة بحرقه ولن تكون سلمية، وكل من شاهد ما يحدث سأل سؤالا منطقياً، وأين جحافل الأمن المركزي لحماية أحد أهم أجهزتها الأمنية؟ وأين وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الذي استنفر قواته امام القوى المدنية والثورية لحماية مقر مكتب الارشاد وجماعة الإخوان في المقطم ودافع بشراسة عنه، هل مقر الأمن الوطني لا يستحق الدفاع عنه مثل مكتب الارشاد’.

هل تواطأت الجماعة
مع من حاصر مقر الامن الوطني؟

وفي اليوم التالي مباشرة، أي بعد ساعات، اعترف زميلنا الإخواني بجريدة ‘الحرية والعدالة’، علاء البحار، بتواطؤ الجماعة مع الذين حاصروا مقر الأمن الوطني بقوله:
‘ما أعجبني في المشاركين في هذه التظاهرة انهم اكتشفوا العائق الرئيسي أمام الثورة، ويعرفون جيداً من هم أعداء الثورة الحقيقيين من أجهزة أمنية ورجال أعمال فاسدين وبقايا الفلول في الإعلام والقضاء وغيرهم من مؤسسات الدولة ويفرقون بين هؤلاء وبين منافسيهم في الساحة السياسية، وإذا اعتبرنا ان هذا الجهاز ليس مشاركاً فيما يحدث من انفلات فما فائدة الأمن الوطني إذاً؟
من المؤكد أن مظاهرات آلاف الشباب الذي ينتمي معظمهم الى التيار الإسلامي أمام جهاز الأمن الوطني تدق ناقوس الخطر وتؤكد أهمية التعامل بحسم مع هذا الملف الخطير الذي سيسعى الى عرقلة مسيرة الثورة’.
والمشكلة ان علاء لم يجرؤ على التطرق إلى إعلان حزبه وجماعته انهما لم يشاركا في ذلك، ولا إشادة رئيسه من قبل بدور الشرطة، مما يكشف عما قلناه بأن هناك صراع أجنحة داخل الجماعة، أو توزيع أدوار.
بل المثير للريبة، انه مساء الجمعة وفي برنامج القاهرة ‘ثلاثمئة وستون’ الذي يقدمه على قناة القاهرة والناس الإعلامي أسامة كمال استضاف الداعي للمظاهرة ومحاصرة مقر الأمن، صاحبنا السلفي حسام أبو البخاري، وكان معه الأمين العام للحزب الإسلامي وهو الذراع السياسية لجماعة الجهاد محمد أبو سمرة، وحدثت مداخلة من رائد الشرطة فهمي بهجت المسؤول الإعلامي في قطاع مباحث الكهرباء. طلب حسام ان يجيب عن سؤال حول رأيه في دعوة أيمن الظواهري قائد القاعدة لأنصاره في مصر بمحاصرة مقارات الأمن واقتحامها، فرفض بشدة، وألح عليه بهجت فرفض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية