أحزاب إسلامية في الجزائر تدعو لتشكيل محور عالمي داعم للمقاومة الفلسطينية وتفعيل مبدأ النصرة

حجم الخط
0

الجزائر- “القدس العربي”:

طالبت أحزاب إسلامية في الجزائر، بمزيد من الجهود لدعم المقاومة الفلسطينية في ظل الترتيبات التي تحاول تحييدها من المشهد في مرحلة ما بعد الحرب، مع الدعوة إلى تفعيل مبدأ النصرة الذي يقتضي إسناد الفلسطينيين من قبل أشقائهم العرب والمسلمين.

وذكرت حركة مجتمع السلم، وهي كبرى الأحزاب الإسلامية في البلاد، أنها تشيد بانتصارات ملحمة طوفان الأقصى، التي أعادت القضية الفلسطينية إلى دائرة الاهتمام العالمي، وترفض كل مبادرات الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني في المقاومة.

وأبرزت الحركة أنها تدعو لرفض المشاريع البائسة والمتخاذلة التي تبشر بها بعض الدول الوظيفية والمناولة للكيان الصهيوني، وتؤكد على ضرورة تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي للمقاومة، ونصرة خياراتها.

وفي هذا الشأن، دعت الحركة السلطة، وكل القوى السياسية والمجتمعية، وكافة الجزائريين الأحرار، إلى المزيد من النصرة والدعم بكلِّ أشكاله، كما دعت إلى تشكيل محور جامع للدول الداعمة للمقاومة، والتعاون من أجل توقيف العدوان، وفتح المعابر لإغاثة الشعب الفلسطيني الصامد، وتعقب وتجريم الكيان الصهيوني.

وتحدثت الحركة في السياق عن التوترات القائمة على حدود الجزائر الجنوبية والغربية، والتي اعتبرتها “استهدافا مباشرا لأمننا القومي الاستراتيجي، وهو ما يقتضي السعي الدائم للخروج من الضغط، والتقليص من بؤر التوتر، وتنويع أساليب المواجهة والتأثير، وتقوية حالة الإجماع الوطني حول السياسة الخارجية بالحوار والتشاور والاتصال المؤسساتي الفعال”.

من جانبها، تدارست حركة البناء الوطني التطورات التي تعيشها الأراضي الفلسطينية من “استمرار العدوان ومشاهد المجازر المروعة في حق المدنيين العزل في بيوتهم وفي الملاجئ والمستشفيات واستمرار الحصار الجائر ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية”.

أما حركة النهضة، فذكرت في سياق التعليق على خطاب الرئيس عبد المجيد تبون أمام البرلمان، أنها تشيد بموقف الجزائر الثابت تجاه القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأبرزت أن هذا الموقف يأتي في هذا الظرف العصيب الذي لم يشهد له العالم مثيلا من الممارسات الإجرامية المحرمة دوليا والتي يشنها المحتل الصهيوني ومن ورائه أمريكا وحلفائه الآخرين في حق الشعب الفلسطيني في ظل صمت مريب وتآمر من بعض الأنظمة العربية المطبعة مع المحتل الصهيوني.

وكان الرئيس تبون في هذا الخطاب الأول من نوعه أمام غرفتي البرلمان في عهدته الحالية، قد أكد أن الجزائر ستبقى “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، وهي جملة اشتهر بها الرئيس الراحل هواري بومدين، مضيفا أن “موقفنا من القضية الفلسطينية واضح ولن نتخلى عنه”.

وأبرز الرئيس الجزائري أن ما يحدث “غزة وصمة عار على البشرية وليس على العرب فقط”، مشيرا إلى 10 آلاف طفل ليس لهم أي ذنب يقصفون ويبادون، ورغم ذلك يحاولون إقامة سايكس بيكو جديد ويسعون لترحيل الفلسطينيين”. وقال إن “الجزائر تدافع بشراسة عن مبادئ ثورتها وقيم البشرية ولا تتخلى عن الدول الضعيفة”.

وتنشط الأحزاب الإسلامية بكثافة في هيئة دعم ومناصرة فلسطين التي تضم تشكيلات سياسية من مختلف التيارات، وهي الهيئة التي طالبت في عدة مناسبات باتخاذ إجراءات مستعجلة من شأنها إلقاء الضغط على الدول الداعمة لإسرائيل من أجل دفعها لوقف العدوان على غزة وفسح المجال أمام إدخال المساعدات الضرورية لسكان القطاع.

وسبق لهذا التكتل الحزبي أن طالب باستدعاء سفراء الجزائر في الدول المنحازة للكيان الصهيوني للتشاور بشأن المجازر التي يرتكبها الاحتلال بضوء أخضر من تلك الدول. وأكد دعمه لـ”تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية شعبيا ورسميا لمنتجات الدول الراعية للإرهاب الصهيوني من أجل التأثير في ميزانها التجاري ونسب الفوائد التي توفرها لشراء أسلحة الكيان الصهيوني”.

كما طالبت الهيئة بالعمل على عقد مؤتمر دولي للأحزاب الداعمة لفلسطين من أجل تنسيق المواقف وبعث عمل مشترك فاعل وداعم لفلسطين، مؤكدة على “حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والتحرير واعتبار حركة حماس وفصائل المقاومة حركات تحرر وطني كفلته كل الشرائع والمواثيق والأعراف الدولية في مقابل محتل غاصب يمارس أعمال إرهابية وإبادة عرقية جماعية يومية على مرأى ومسمع العالم”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية