نواز شريف يقول إن على باكستان إعادة النظر في دعم واشنطن

حجم الخط
0

لاهور (باكستان) ـ من مهرين زهرة مالك ومايكل جورجي: قال نواز شريف رئيس الوزراء السابق الذي ينظر له على أنه الأوفر حظا في السباق الانتخابي بباكستان إن على بلاده إعادة النظر في دعمها للحرب التي تشنها الولايات المتحدة على التشدد الإسلامي ولمح إلى أنه يؤيد التفاوض مع حركة طالبان.
ودعمت باكستان المساعي الأمريكية للقضاء على التشدد في أنحاء العالم بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة وكافأتها واشنطن بمليارات الدولارات من المساعدات.
لكن الكثير من الباكستانيين أصبحوا مستائين من هذا الدعم وقالوا إن آلاف الجنود الباكستانيين قتلوا وهم يقاتلون في ‘الحرب الأمريكية’.
وذكر شريف وهو شخص محافظ وملتزم دينيا ويأمل أن يصبح رئيسا للوزراء للمرة الثالثة بعد انتخابات يوم السبت المقبل أن الحملة التي يشنها الجيش الباكستاني والمدعومة من الولايات المتحدة على طالبان ليست أفضل سبل القضاء على التشدد.
وقال لرويترز في مقابلة في سيارته السوداء المدرعة أمس السبت ‘أعتقد أن المدافع والرصاص ليست دائما الحل لتلك المشكلات… أعتقد أن من الضروري بحث خيارات أخرى في الوقت ذاته وتحديد أي منها قابل للتنفيذ. وأعتقد أننا سوف نمضي في كل الخيارات الأخرى تلك.’
وأضعفت الهجمات التي يشنها الجيش طالبان الباكستانية التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة لكنها لم تقض على الحركة تماما.
ويريد شريف إعادة النظر في المساندة التي تقدمها باكستان للولايات المتحدة في حربها على التشدد بالطريقة التي اتبعتها الحكومة السابقة.
وقال شريف بينما كان يتجه إلى تجمع انتخابي حاشد ‘يتعين على شخص ما أن يأخذ هذه المشكلة على محمل جدي… سيتعين على كل الأطراف المعنية الجلوس والتفاهم وفهم مخاوف كل الأطراف ثم اتخاذ قرار يكون في مصلحة باكستان والمجتمع الدولي.’
ومن المرجح أن تغضب تصريحاته واشنطن التي تدفع باكستان إلى القضاء على التشدد في الداخل حيث يشن مقاتلو طالبان حملة عنف لفرض رؤيتهم للإسلام والمساعدة على هزيمة طالبان الأفغانية.
وتأمل الولايات المتحدة أن تحقق الانتخابات الاستقرار حتى يمكن أن تساعد باكستان على تحقيق السلام في أفغانستان المجاورة في الوقت الذي تتأهب فيه قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة لمغادرة البلاد بنهاية 2014.
واستغل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية – جناح نواز شريف مشاعر الإحباط على نطاق واسع تجاه حكومة حزب الشعب الباكستاني التي لم تتمكن من معالجة مجموعة من القضايا من انقطاع الكهرباء إلى اتساع نطاق الفقر.
ولا تظهر أي ملامح للفقر قرب قطعة الأرض التي يملكها شريف على أطراف لاهور مسقط رأسه. تتجول الطواويس في الطرق المطلة على منزل فخم به أسود محنطة تعلوها صور له مع رؤساء الدول ومنهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
وشريف من عائلة ثرية لها مشاريع صناعية وتحدث شريف عن تاريخ باكستان المضطرب خاصة اعتياد الجيش الانقلابات والتدخل في السياسة.
وأصابه الحزن عندما تذكر كيف أطاح الرئيس السابق والذي كان قائدا للجيش بحكومته في انقلاب عسكري أبيض عام 1999. وقال شريف ‘كان يوما حزينا جدا بالنسبة لباكستان.’
عاد مشرف إلى باكستان من منفى اختياري في مارس اذار على أمل المنافسة في الانتخابات التي تجرى يوم 11 مايو ايار.
وبدلا من ذلك فرضت عليه الإقامة الجبرية في المنزل فيما يخص قراره بإقالة قضاة كبار عام 2007 ولعدم توفير الأمن الكافي لرئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو قبل اغتيالها في العام ذاته.
وقال شريف إن محنة مشرف يجب أن تكون عبرة لغيره من كبار قادة الجيش الذين يخططون لاستعادة السلطة في تحذير نادر في بلده ظل الجيش يحكمه لأكثر من نصف تاريخ البلاد.
ومضى شريف يقول إن باكستان تمر بمرحلة انتقالية وكان هو شخصيا من نتاج رعاية حاكم عسكري مستبد له في الثمانينات لكنه أصبح منذ ذلك الحين من أشد منتقدي التدخل العسكري في السياسة.
وتابع ‘عملية المحاسبة التي تجري حاليا هي في حد ذاتها درس لكل من لديهم هذه النوايا في المستقبل… لقد عاد مشرف الآن وانظروا إلى ما يمر به الآن. الجميع يرى ما يحدث على شاشة التلفزيون ويقرأه في الجرائد وهذا في حد ذاته درس للجميع.’
وينشغل قادة الجيش الباكستاني بإدارة صناعات تقدر حجمها بمليارات الدولارات ويحاربون طالبان ويشعرون بالقلق إزاء الهند الخصم اللدود لكنهم ربما لا يتفقون مع تقييم شريف للخريطة السياسية.
وفي تصريحات أدلى بها قائد الجيش الباكستاني في الآونة الأخيرة وجه كلاما اعتبره الكثير من المحللين تحذيرا لساسة باكستان المعروف عنهم الفساد ملمحا إلى أن الصبر إزاء إخفاقاتهم له حدود.
ويعتقد شريف أن فريقه قادر على مواجهة التحديات لإحياء الاقتصاد شبه المنهار. وقال إنه سيروج لفكرة السوق الحرة كما كان يفعل خلال فترتيه في رئاسة الوزراء في التسعينات.
ومضى يقول ‘سوف نبدأ من حيث توقفنا في عام 1999.’
ويرى محللون أن من التحديات الكبرى التي تواجه الحكومة المقبلة تنفيذ إصلاحات اقتصادية صعبة من الناحية السياسية للحصول على خطة إنقاذ جديدة من صندوق النقد الدولي وتجنب أزمة في ميزان المدفوعات.
وقال شريف ‘لست ممن هم ضد صندوق النقد الدولي. لكني رجل يعتقد أننا في حاجة إلى أن نقف على أقدامنا.. لابد أن تكون هذه أولويتنا… لكن التعاون مع صندوق النقد الدولي إلى أن يحين هذا الوقت.. لا أرى ضررا في ذلك.’
وعندما سئل عن المهمة التي يرى أنها ستكون الأكثر صعوبة في حالة فوزه في الانتخابات أجاب ‘وضع البلاد على المسار الصحيح مرة أخرى.’ (رويترز)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية